pinkish
08-21-2006, 09:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي أضع بين ايديكم هذا الموضوع
سألةً المولى عز وجل الفاءدة للجميع ...
التواضع خلق الأنبياء ومفخرتهم، وأصل ترشحهم للنبوة وهداية البشر، وهو خُلُقٍ كريم وخلّة جذابة، تستهوي القلوب وتستثير الإعجاب والتقدير، ولهذا نرى أن الله تعالى أمر نبيه المختار (صلى الله عليه وسلم) بالتواضع فقال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"
تواضع المؤمن مع نفسه:
إن التواضع خاصية راسخة في نفس الإنسان تصبغ حركة المؤمن وتسمها بسماتها، وهو يظهر في شمائل الرجل وإطراق رأسه، وجلوسه متربعاً أو متكئاً، وفي أقواله حتى في صوته، ويظهر في مشيه وقيامه وجلوسه، وحركاته وسكناته، وفي تعاطيه، وفي سائر تقلباته، ومجمل هذه الصفات جعلها أمير المؤمنين في كلمة موجزة فقال في صفات المؤمن: "أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفساً... نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد".
فالمؤمن ذليل في نفسه متواضع مع ذاته لذلك نراه:
ميالاً الى الإرض يتخذها مجلساً وفراشاً.
يلبس ما حَسُنَ وتواضع من الثياب لأن المتقين. "ملبسهم الاقتصاد".
ذلك إن في ارتفاع قيمة الثياب وجودتها خيلاء القلب.
يُسَرُ بحمل متاع أهله وبيته لأنَّه "لا ينقص الرجل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله" أمير المؤمنين?.
وبالجملة فإن تواضع الإنسان مع نفسه مقدمة لتواضعه مع غيره من أصناف الناس الذين يتعامل معهم في المجتمع.
التواضع للوالدين:
هذا التواضع يعتبر من حق الوالدين على الولد، ومن أشكال البر بهما حيث يقول تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"
ويفيد الإنسان أن يتذكر أنَّهما أصل وجوده وسبب بقائه بما تعاهداه من حمل أمه له وتربيتها، وتعب والده لحمايته وصونه، ونستدل على ذلك من خلال الاية المباركة: "كما ربياني صغيراً".وهذا يوجب لهما حق التواضع والخضوع، واستشعار الذل أمامهما.
ومن مظاهر الأدب والتواضع للوالدين:أن يقف الإبن عند دخول الأب عليه.
ويسكت عند حديثه ولا يقاطعه.
ويخفض صوته في حضرته لأن رفع الصوت علامة التمرد والتهاون بمقام الوالد.
وفي رواية أن الإمام زين العابدين شاهد شخصاً يسير متكئاً على والده فلم يكلمه بقية حياته أبداً.
التواضع للناس:
إن القلوب لا تتخلق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل جميعاً، ولا يتم التواضع بعد المعرفة والعلم إلا بالعمل ومعاشرة الناس بالحسنى، بحيث يتواضع الإنسان في معاملاته لسائر الخلق الصغير منهم والكبير، ويبين القران لنا جوانب أساسية من التواضع في معاشرة الناس، فيأتي في سورة لقمان: "ولا تصعر خدك للناس"
وعدم الميل بالوجه عنهم إهمالاً واستعلاءً، فمن التواضع الإقبال على الخلق، واستماع حديثهم والاهتمام بهم ولو صغر موقعهم في المجتمع، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل على من يحدثه ولا يرفع يده من يد صاحبه حتى يكون هو الذي يرفعها."ولا تمشي في الأرض مرحا"، مِمَّا يدلّ على زهو وخيلاء في النفس."
من تعظَّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان" رسول الله (صلى الله عليه وسلم).والتصرف الصحيح هو ما جاء في سورة الفرقان: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً"، أي بهدوء واستكانة."واغضض من صوتك"إن رفع الصوت علامة التمرد، وعدم الإحترام لمن نخاطب.
التواضع المذموم:
رغم شدة اهتمام الإسلام بالتواضع، ونهي المؤمنين عن الترفع على غيرهم من الناس إلا أن الله تعالى قد وضع حداً للتواضع بشكلٍ لا يقود إلى الذلة والضعف المهين للإنسان والدين.
فعلى المؤمن أن يبقى عزيزاً في مواجهة الفاسقين والعصاة وأهل الكفر.
"أعزة على الكافرين"
والحمدلله
وإن اصبت فمن الله ... وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
.................................................. .................................
أعزائي أضع بين ايديكم هذا الموضوع
سألةً المولى عز وجل الفاءدة للجميع ...
التواضع خلق الأنبياء ومفخرتهم، وأصل ترشحهم للنبوة وهداية البشر، وهو خُلُقٍ كريم وخلّة جذابة، تستهوي القلوب وتستثير الإعجاب والتقدير، ولهذا نرى أن الله تعالى أمر نبيه المختار (صلى الله عليه وسلم) بالتواضع فقال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"
تواضع المؤمن مع نفسه:
إن التواضع خاصية راسخة في نفس الإنسان تصبغ حركة المؤمن وتسمها بسماتها، وهو يظهر في شمائل الرجل وإطراق رأسه، وجلوسه متربعاً أو متكئاً، وفي أقواله حتى في صوته، ويظهر في مشيه وقيامه وجلوسه، وحركاته وسكناته، وفي تعاطيه، وفي سائر تقلباته، ومجمل هذه الصفات جعلها أمير المؤمنين في كلمة موجزة فقال في صفات المؤمن: "أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفساً... نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد".
فالمؤمن ذليل في نفسه متواضع مع ذاته لذلك نراه:
ميالاً الى الإرض يتخذها مجلساً وفراشاً.
يلبس ما حَسُنَ وتواضع من الثياب لأن المتقين. "ملبسهم الاقتصاد".
ذلك إن في ارتفاع قيمة الثياب وجودتها خيلاء القلب.
يُسَرُ بحمل متاع أهله وبيته لأنَّه "لا ينقص الرجل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله" أمير المؤمنين?.
وبالجملة فإن تواضع الإنسان مع نفسه مقدمة لتواضعه مع غيره من أصناف الناس الذين يتعامل معهم في المجتمع.
التواضع للوالدين:
هذا التواضع يعتبر من حق الوالدين على الولد، ومن أشكال البر بهما حيث يقول تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"
ويفيد الإنسان أن يتذكر أنَّهما أصل وجوده وسبب بقائه بما تعاهداه من حمل أمه له وتربيتها، وتعب والده لحمايته وصونه، ونستدل على ذلك من خلال الاية المباركة: "كما ربياني صغيراً".وهذا يوجب لهما حق التواضع والخضوع، واستشعار الذل أمامهما.
ومن مظاهر الأدب والتواضع للوالدين:أن يقف الإبن عند دخول الأب عليه.
ويسكت عند حديثه ولا يقاطعه.
ويخفض صوته في حضرته لأن رفع الصوت علامة التمرد والتهاون بمقام الوالد.
وفي رواية أن الإمام زين العابدين شاهد شخصاً يسير متكئاً على والده فلم يكلمه بقية حياته أبداً.
التواضع للناس:
إن القلوب لا تتخلق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل جميعاً، ولا يتم التواضع بعد المعرفة والعلم إلا بالعمل ومعاشرة الناس بالحسنى، بحيث يتواضع الإنسان في معاملاته لسائر الخلق الصغير منهم والكبير، ويبين القران لنا جوانب أساسية من التواضع في معاشرة الناس، فيأتي في سورة لقمان: "ولا تصعر خدك للناس"
وعدم الميل بالوجه عنهم إهمالاً واستعلاءً، فمن التواضع الإقبال على الخلق، واستماع حديثهم والاهتمام بهم ولو صغر موقعهم في المجتمع، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل على من يحدثه ولا يرفع يده من يد صاحبه حتى يكون هو الذي يرفعها."ولا تمشي في الأرض مرحا"، مِمَّا يدلّ على زهو وخيلاء في النفس."
من تعظَّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان" رسول الله (صلى الله عليه وسلم).والتصرف الصحيح هو ما جاء في سورة الفرقان: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً"، أي بهدوء واستكانة."واغضض من صوتك"إن رفع الصوت علامة التمرد، وعدم الإحترام لمن نخاطب.
التواضع المذموم:
رغم شدة اهتمام الإسلام بالتواضع، ونهي المؤمنين عن الترفع على غيرهم من الناس إلا أن الله تعالى قد وضع حداً للتواضع بشكلٍ لا يقود إلى الذلة والضعف المهين للإنسان والدين.
فعلى المؤمن أن يبقى عزيزاً في مواجهة الفاسقين والعصاة وأهل الكفر.
"أعزة على الكافرين"
والحمدلله
وإن اصبت فمن الله ... وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
.................................................. .................................