عكاش
09-18-2006, 10:59 PM
×?°عبد الله ملك بـبيعة نموذجية×?°
قبل إعلان نبأ وفاة الملك فهد بن عبد العزيز، كان الأمير عبد الله بن عبد العزيز قد بويع ملكا على بلادنا الغالية. لقد تمت البيعة الأولى التأسيسية للملك ولولي عهده بينما كان الملك الراحل لا يزال مسجى في فراشه.
وهذا الإجراء هو منهج الإسلام إذ لا يجوز أن يبقى مجتمع المسلمين ودولتهم لحظة واحدة بدون رأس أعلى مسؤول عنهما يدير شؤونها بلا تأجيل ولا تعطيل. هاديهم إلى ذلك أكابر الصحابة الذين تشاوروا في أمر بيعة خليفة المسلمين في سقيفة بني ساعدة، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزال مسجى ببردته لما يدفن بعد. وهذا برهان حاسم على أن أمة المسلمين قد أدركت في وقت مبكر من تاريخ البشرية السياسي مفهوما دستوريا لم يؤصل إلا بعد ذلك بقرون أعني به مفهوم (الفراغ الدستوري)، وكيف يجب اتخاذ الإجراء اللازم الضروري لتفاديه، وهذا الإجراء هو (البيعة الناجزة).
إن المسارعة إلى بيعة الملك عبد الله هي موقف إيماني سياسي فكري اجتماعي مبني على (سنة) استنها اكابر الصحابة، وفي طليعتهم الخلفاء الراشدون، وهي سنة ذات مرحلتين متكاملتين مرحلة البيعة الأولى التأسيسية.. ثم مرحلة البيعة العامة.
وبشأن البيعة العامة لم يكد موعد البيعة يجيء حتى توافدت الجموع الهائلة على قصر الحكم ومحيطه قبل العاشرة ضحى أما الأيام التي تلت ذلك فقد شهدت صورا كثيفة ومضيئة من البيعة بالإنابة أو الوكالة عنهما، حيث أناب أمراء المناطق عن الملك وولي عهده في اخذ البيعة من المواطنين الذين لا ينقطع لهم صف. فبايعنا الملك عبد الله وولي عهده بيعة اختيار ورضى على الكتاب والسنة، وعلى العدل والشورى والقيام بفروض الأمانة، وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره، واليسر والعسر، وعلى المناصحة، وعلى ألا ننازع الأمر أهله.
ويتعين هنا أن نشير إلى أن من مسائل البيعة المشروعة أن تكون بالاختيار والرضى وأنا لنشهد الله وملائكته والناس أجمعين أن بيعة الملك عبد الله كانت عن اختيار ورضى، بل عن حب، وآلا فما الذي يدفع هذه الجموع الضخمة إلى الخروج من بيوتها، والتعرض للهيب الحر وهي واقفة تنتظر الفرصة لتبايع، بينما هي حرة في أن لا تفعل؟.. بالتأكيد: لم نر جلادين يسوقون الناس بالعصي والسياط، ولم نسمع تهديدا ولا وعيدا في وسائل الإعلام، ومنابر التوجيه.. وبانتفاء وجود هذه الضغوط والمكرهات: يتضح أن دافع الجموع وحاديها هو: الحب والاقتناع والاختيار والرضى.
وإحياء السنة لم ينحصر في البيعة، بل شمل ما يعقب البيعة، وهو خطاب أو خطبة البيعة، وهي سنة استنها أبو بكر الصديق واهتداءً بهذه السنة ألقى الملك عبد الله خطبة البيعة التي نهضت على ركائز أربع: ركيزة المعاهدة على أن الإسلام هو منهج الدولة، وركيزة السير على خطى الملك عبد العزيز، وركيزة إرساء العدل، وركيزة إعانة المواطنين له على حمل الأمانة.
وتمام المقال: عن (مفاتيح) شخصية الملك السعودي السادس هو (الرحمة الغامرة، ودقة الإحساس بالمسؤولية). فالدارس لهذه الشخصية ملتق ـ ولا بد ـ بعشرات القرائن التي توثق هذا الشعور بالرحمة. وليس آخر هذه القرائن: ابتداء عهده بـالعفو عن مواطنين وأجانب: كأول قراراته الإنسانية.. أما دقة الشعور بالمسؤولية فتتمثل في مواقف عديدة، أقربها ـ مثلا ـ : حرصه في خطوة البيعة على أن يكون (إرساء العدل) في طليعة أولوياته. فالإحساس بالعدالة هو منبع الإحساس بالمسؤوليات كافة
قبل إعلان نبأ وفاة الملك فهد بن عبد العزيز، كان الأمير عبد الله بن عبد العزيز قد بويع ملكا على بلادنا الغالية. لقد تمت البيعة الأولى التأسيسية للملك ولولي عهده بينما كان الملك الراحل لا يزال مسجى في فراشه.
وهذا الإجراء هو منهج الإسلام إذ لا يجوز أن يبقى مجتمع المسلمين ودولتهم لحظة واحدة بدون رأس أعلى مسؤول عنهما يدير شؤونها بلا تأجيل ولا تعطيل. هاديهم إلى ذلك أكابر الصحابة الذين تشاوروا في أمر بيعة خليفة المسلمين في سقيفة بني ساعدة، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزال مسجى ببردته لما يدفن بعد. وهذا برهان حاسم على أن أمة المسلمين قد أدركت في وقت مبكر من تاريخ البشرية السياسي مفهوما دستوريا لم يؤصل إلا بعد ذلك بقرون أعني به مفهوم (الفراغ الدستوري)، وكيف يجب اتخاذ الإجراء اللازم الضروري لتفاديه، وهذا الإجراء هو (البيعة الناجزة).
إن المسارعة إلى بيعة الملك عبد الله هي موقف إيماني سياسي فكري اجتماعي مبني على (سنة) استنها اكابر الصحابة، وفي طليعتهم الخلفاء الراشدون، وهي سنة ذات مرحلتين متكاملتين مرحلة البيعة الأولى التأسيسية.. ثم مرحلة البيعة العامة.
وبشأن البيعة العامة لم يكد موعد البيعة يجيء حتى توافدت الجموع الهائلة على قصر الحكم ومحيطه قبل العاشرة ضحى أما الأيام التي تلت ذلك فقد شهدت صورا كثيفة ومضيئة من البيعة بالإنابة أو الوكالة عنهما، حيث أناب أمراء المناطق عن الملك وولي عهده في اخذ البيعة من المواطنين الذين لا ينقطع لهم صف. فبايعنا الملك عبد الله وولي عهده بيعة اختيار ورضى على الكتاب والسنة، وعلى العدل والشورى والقيام بفروض الأمانة، وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره، واليسر والعسر، وعلى المناصحة، وعلى ألا ننازع الأمر أهله.
ويتعين هنا أن نشير إلى أن من مسائل البيعة المشروعة أن تكون بالاختيار والرضى وأنا لنشهد الله وملائكته والناس أجمعين أن بيعة الملك عبد الله كانت عن اختيار ورضى، بل عن حب، وآلا فما الذي يدفع هذه الجموع الضخمة إلى الخروج من بيوتها، والتعرض للهيب الحر وهي واقفة تنتظر الفرصة لتبايع، بينما هي حرة في أن لا تفعل؟.. بالتأكيد: لم نر جلادين يسوقون الناس بالعصي والسياط، ولم نسمع تهديدا ولا وعيدا في وسائل الإعلام، ومنابر التوجيه.. وبانتفاء وجود هذه الضغوط والمكرهات: يتضح أن دافع الجموع وحاديها هو: الحب والاقتناع والاختيار والرضى.
وإحياء السنة لم ينحصر في البيعة، بل شمل ما يعقب البيعة، وهو خطاب أو خطبة البيعة، وهي سنة استنها أبو بكر الصديق واهتداءً بهذه السنة ألقى الملك عبد الله خطبة البيعة التي نهضت على ركائز أربع: ركيزة المعاهدة على أن الإسلام هو منهج الدولة، وركيزة السير على خطى الملك عبد العزيز، وركيزة إرساء العدل، وركيزة إعانة المواطنين له على حمل الأمانة.
وتمام المقال: عن (مفاتيح) شخصية الملك السعودي السادس هو (الرحمة الغامرة، ودقة الإحساس بالمسؤولية). فالدارس لهذه الشخصية ملتق ـ ولا بد ـ بعشرات القرائن التي توثق هذا الشعور بالرحمة. وليس آخر هذه القرائن: ابتداء عهده بـالعفو عن مواطنين وأجانب: كأول قراراته الإنسانية.. أما دقة الشعور بالمسؤولية فتتمثل في مواقف عديدة، أقربها ـ مثلا ـ : حرصه في خطوة البيعة على أن يكون (إرساء العدل) في طليعة أولوياته. فالإحساس بالعدالة هو منبع الإحساس بالمسؤوليات كافة