*DALLO3H*
02-22-2007, 09:22 PM
مقدمة :
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ } البقرة35 ..
التزاوج هو سنة من سنن الله في خلقه مذ خلق آدم وحواء واسكنهما الجنة كزوجين قبل أن ينزلهما الى الأرض ليعيشا فيها ، وأراد لهما السعادة بكل ما للكلمة من معنى ليظل آدم الى جانب حواء ، وحواء الى جانب آدم ، وذلك بعد أن أودع فيهما مشاعر الحاجة لبعضهما ، وغرس فيهما بذور المحبة والرحمة ، وسقاهما بماء الأنس والشهوة ، ورعاهما بأيدي الحياء والعفة ، فكانت الثمار شعوباً وقبائل مختلفة ألوانها ، وصور شتى لمظاهر الجمال انتشرت في الأرض لتتجلى من خلالها تجليات القدرة الربانية .
علاقة المرأة بالرجل علاقة فطرية كما يقرها القرآن{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات13 ، وربط بينهما بروابط عدة منها الأبوة والأخوة ومنها الزوجية فقال : {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى } النجم45 ، وأكمل تلك العلاقة وأضفى عليها أشكال عدة من الحميمية فقال : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21 ، ومنها الآية الشريفة موضع حديثنا فقال عز من قائل : {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة187 فكانت صورة من أجمل الصور التعبيرية عن طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة وهما في بيت الزوجية بجعل كلٍ منهما لباس للآخر .. فما هو اللباس ؟ ولماذا استخدم القرآن هذا التشبيه يا ترى ؟؟
وهل للباس وجه شبه كبير جداً بطبيعة الحياة الزوجية ؟؟
ولباسهم فيها حرير :
الآية الكريمة في ظاهرها جمال بديع ، وفي باطنها أيضاً جمال بديع ، فواقع اللباس المادي الذي نلبسه هو شيء نستر به أجسادنا وبالأخص عوراتنا التي جعلها الله مناطق خاصة يجب علينا سترها بأي شيء {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } الأعراف26 ، ومذ بدء الخليقة وإلى يومنا هذا والإنسان لابد له من لباس يستر به نفسه ، ويجمل به شخصه المحترم المكرم من رب العالمين ، كما أنه اكتشف أهمية هذا اللباس مع مرور الزمن حتى صار له متخصصون في تصميمه وخامات صوفية وحريرية تستورد من شتى بقاع العالم ، لأنه أصبح مظهراً من مظاهر الوقار والوجاهة ويشعرنا بالإعجاب والراحة والزهو ، وأيضاً لنستميل به محبة الآخرين وتقديرهم لنا.
والوصف بأن الزوج لباس للزوجة وستر لها ، وأن الزوجة هي لباس للزوج وستر لزوجها هو تعبير مجازي عميق وجميل ينم عن قوة العلاقة والرابط المشترك بين الجسم وما يلبس . إذاً فالرجل ستر وجمال للمرأة ، والمرأة ستر وجمال للرجل ، والمفارقة هنا بأننا كثيراً ما نردد على المرأة (البكر أو المطلقة أو الأرملة) القول: بأنك اذا تزوجتي سترتي نفسك ، وهذا القول صحيح ولكن ليس فقط للمرأة بل حتى للرجل فكل منهما يحتاج للباس وللستر .
وبالنتيجة فإن ذلك اللباس لا يمكن أن يأتي جاهزاً كاملاً مفصلاً ملوناً من فراغ أو أن يتنزل من السماء هكذا بدون مواد خام وحياكة وصباغة وتفصيل وخياطة ، بل لا بد لذلك اللباس من صانع ومواد صنع ووسائل صنع وغيرها {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } الأنبياء80
خامة اللباس وخامة الزواج :
كما أن للباس خامة كالقطن والصوف والحرير ، فإن خامة الزواج هي الذكر والأنثى ، وكما أن للباس خيّاط وحيّاك ، فإن للزوجين خالق وصانع ومبدع هو الله جلت قدرته ، خلقهما وصنعهما بدون ارادة منهما ، وطرزهما بالجوارح والجوانح ، وجعل في خلقتهما جمالا وكمالا ظاهرياً وباطنياً متناسقاً ، وأتم تلك النعمة بأن جعل كل منهما بالنسبة للآخر لباس وزينة ومظهر للستر يختار كل واحد منهما ما يناسبه ويركن اليه ويزاوجه ، ليضفي عليه الدفىء والحنان والمحبة والوئام. ومع أنه جل وعلا لم يجبرنا على الاختيار لكنه زودنا بأدوات تساعدنا على حسن الاختيار لشريك حياتنا {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } البقرة221 .
كما تختار اللباس اختر شريك الحياة :
كلنا يعلم بأن موضوع اللباس موضوع اختياري ، وهو اضافة لكونه يسترنا لكنه أيضاً يمثل لنا مظهر مهم يعكس مدى حبنا لأنفسنا وشخصيتنا التي نفضل أن يراها الآخرون فينا ، كما يعطينا مؤشر عن عقلانيتنا وحسن اختيارنا لهذا اللباس ، لأن ليس كل لباس ساتر لائق ، وليس كل لباس لائق خامته جيدة ، وكذا موضوع الزواج والارتباط بالنصف الآخر فهو موضوع اختياري في أغلب جوانبه وتفاصيله لكنه دقيق لأهميته لأن ليس كل انسان يستحق الارتباط به ومعاشرته ، وليس كل إنسان يتواءم مع ما نطمح اليه ونفكر فيه .
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ } البقرة35 ..
التزاوج هو سنة من سنن الله في خلقه مذ خلق آدم وحواء واسكنهما الجنة كزوجين قبل أن ينزلهما الى الأرض ليعيشا فيها ، وأراد لهما السعادة بكل ما للكلمة من معنى ليظل آدم الى جانب حواء ، وحواء الى جانب آدم ، وذلك بعد أن أودع فيهما مشاعر الحاجة لبعضهما ، وغرس فيهما بذور المحبة والرحمة ، وسقاهما بماء الأنس والشهوة ، ورعاهما بأيدي الحياء والعفة ، فكانت الثمار شعوباً وقبائل مختلفة ألوانها ، وصور شتى لمظاهر الجمال انتشرت في الأرض لتتجلى من خلالها تجليات القدرة الربانية .
علاقة المرأة بالرجل علاقة فطرية كما يقرها القرآن{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات13 ، وربط بينهما بروابط عدة منها الأبوة والأخوة ومنها الزوجية فقال : {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى } النجم45 ، وأكمل تلك العلاقة وأضفى عليها أشكال عدة من الحميمية فقال : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21 ، ومنها الآية الشريفة موضع حديثنا فقال عز من قائل : {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة187 فكانت صورة من أجمل الصور التعبيرية عن طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة وهما في بيت الزوجية بجعل كلٍ منهما لباس للآخر .. فما هو اللباس ؟ ولماذا استخدم القرآن هذا التشبيه يا ترى ؟؟
وهل للباس وجه شبه كبير جداً بطبيعة الحياة الزوجية ؟؟
ولباسهم فيها حرير :
الآية الكريمة في ظاهرها جمال بديع ، وفي باطنها أيضاً جمال بديع ، فواقع اللباس المادي الذي نلبسه هو شيء نستر به أجسادنا وبالأخص عوراتنا التي جعلها الله مناطق خاصة يجب علينا سترها بأي شيء {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } الأعراف26 ، ومذ بدء الخليقة وإلى يومنا هذا والإنسان لابد له من لباس يستر به نفسه ، ويجمل به شخصه المحترم المكرم من رب العالمين ، كما أنه اكتشف أهمية هذا اللباس مع مرور الزمن حتى صار له متخصصون في تصميمه وخامات صوفية وحريرية تستورد من شتى بقاع العالم ، لأنه أصبح مظهراً من مظاهر الوقار والوجاهة ويشعرنا بالإعجاب والراحة والزهو ، وأيضاً لنستميل به محبة الآخرين وتقديرهم لنا.
والوصف بأن الزوج لباس للزوجة وستر لها ، وأن الزوجة هي لباس للزوج وستر لزوجها هو تعبير مجازي عميق وجميل ينم عن قوة العلاقة والرابط المشترك بين الجسم وما يلبس . إذاً فالرجل ستر وجمال للمرأة ، والمرأة ستر وجمال للرجل ، والمفارقة هنا بأننا كثيراً ما نردد على المرأة (البكر أو المطلقة أو الأرملة) القول: بأنك اذا تزوجتي سترتي نفسك ، وهذا القول صحيح ولكن ليس فقط للمرأة بل حتى للرجل فكل منهما يحتاج للباس وللستر .
وبالنتيجة فإن ذلك اللباس لا يمكن أن يأتي جاهزاً كاملاً مفصلاً ملوناً من فراغ أو أن يتنزل من السماء هكذا بدون مواد خام وحياكة وصباغة وتفصيل وخياطة ، بل لا بد لذلك اللباس من صانع ومواد صنع ووسائل صنع وغيرها {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } الأنبياء80
خامة اللباس وخامة الزواج :
كما أن للباس خامة كالقطن والصوف والحرير ، فإن خامة الزواج هي الذكر والأنثى ، وكما أن للباس خيّاط وحيّاك ، فإن للزوجين خالق وصانع ومبدع هو الله جلت قدرته ، خلقهما وصنعهما بدون ارادة منهما ، وطرزهما بالجوارح والجوانح ، وجعل في خلقتهما جمالا وكمالا ظاهرياً وباطنياً متناسقاً ، وأتم تلك النعمة بأن جعل كل منهما بالنسبة للآخر لباس وزينة ومظهر للستر يختار كل واحد منهما ما يناسبه ويركن اليه ويزاوجه ، ليضفي عليه الدفىء والحنان والمحبة والوئام. ومع أنه جل وعلا لم يجبرنا على الاختيار لكنه زودنا بأدوات تساعدنا على حسن الاختيار لشريك حياتنا {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } البقرة221 .
كما تختار اللباس اختر شريك الحياة :
كلنا يعلم بأن موضوع اللباس موضوع اختياري ، وهو اضافة لكونه يسترنا لكنه أيضاً يمثل لنا مظهر مهم يعكس مدى حبنا لأنفسنا وشخصيتنا التي نفضل أن يراها الآخرون فينا ، كما يعطينا مؤشر عن عقلانيتنا وحسن اختيارنا لهذا اللباس ، لأن ليس كل لباس ساتر لائق ، وليس كل لباس لائق خامته جيدة ، وكذا موضوع الزواج والارتباط بالنصف الآخر فهو موضوع اختياري في أغلب جوانبه وتفاصيله لكنه دقيق لأهميته لأن ليس كل انسان يستحق الارتباط به ومعاشرته ، وليس كل إنسان يتواءم مع ما نطمح اليه ونفكر فيه .