المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع أجواء الربيع , تُطلّ عليكم [ بوح السجايا ] في عددها الجديد


عرشاء
04-19-2010, 03:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=3287
مع زخّات المطر وإطلالة الربيع
تُطلّ عليكم [ بوح السجايا ] بطلّة جديدة
و حلّة فريدة , من وسط الربيع البرّي
وعلى بساط الأقحوان الذي يكسو الأرض بجماله ورونقه ..
فكانت الربيع إشراقة [ بوح السجايا ]
العدد الخامس


http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2515

قال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج)
وقال تعالى http://www.al-manal.com/forum/images/smilies/frown.gifوَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2516

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق فسّوى وقدّر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى
وصلاةً وسلاماً على الرسول سنا الدنيا وما فيها
شمس الحقيقة إذ بالحق قد بُعثا ..
رسولنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى بأثره
إلى يوم الدين , ثم أما بعد :


أحبائي : إننا لنعيش هذه الأيام آيات السحر الإلهي في اكتساء الأرض ثوباً أخضر زاهياً
وانغداق السماء بالقطر و الخيرات .. ..

ألاَ حَيّ أيامَ الغَديرِ وَعَهْدَهِ = إذِ الشّيْحُ يُلْقِي فِي الغَديْرِ الغَدائِرا
رُفُوفُ القَطَا عِنْدَ الصّباحِ تؤمُّهُ = وتُرْخِي عَلْيهِ الشّمْسُ مِنْها سَتائِرا

.... ماجد الراوي~

إنها لوحةٌ فنيّة ساحرة , تأخذ بالأعين إلى مناطٍ بعيدٍ في التأمل والتدبر
سبحان الذي بدّل الأرض المقفرة فجعلها روضاً زاهراً
كم تأسرنا الأجواء الغائمة على روضٍ زاهر في آخر النهار !!
يكون للطيور صوت يطرب الفؤاد وللأمطار منظر يخطف العين ويأسر اللبّ
إن مداعي التأمل في خلق الله كثيرة ومن يرى تبدّل الأرض من قفر إلى روض
يتذكر تبدّل القلوب من سواد وبياض
وتقلبها بين النوايا كما تتقلب الأجواء بين ماطرة وعاصفة وصافية
حُق للقلوب أن تتخذ مع هذا الربيع ربيعاً لضمائرها
تستكين به على أنغام المرتلين
وتخشع فيها مع أمطار التائبين
لما لا نجعل من قلوبنا روضاً مزهراً بالقرآن ؟!
لقد طال بها الجدب فهل آن لها وقتٌ إلى الربيع يا أولوا الألباب ؟!
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
فمن لم يجد في قلبه غير الصيف الحارق والشتاء القارص
فليقبل بقلبه على القرآن فمما صحّ من الدعاء قول :
[ اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي وجلاء همّي وغمّي ]
ومن لمس من قلبه نسمةٌ من ربيع فليقل :
اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك .
أختكم / الفرقدان .


http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2518

هل التفكير في ذات الله حرام ؟ وما عقوبة من يفكر في ذات الله ؟
الجواب /
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن أراد معرفة ربه وخالقه فعليه أن يعرفه بما عرف به سبحانه نفسه في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الكريم، من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وبما بثه في هذا الكون الفسيح من الآلاء والآيات الدالة على عظمته وربوبيته وألوهيته سبحانه، ولا يمكن لمخلوق مهما كان أن يدرك حقيقة ذات الخالق سبحانه، لقوله سبحانه: (ولا يحيطون به علماً) وقوله: (لا تدركه الأبصار) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله" أخرجه أبو الشيخ والطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما، وحسنه الألباني.
ومما يشهد لهذا أن فرعون لما سأل موسى عليه السلام قائلا: (وما رب العالمين) قال له موسى: (رب السماوات والأرض وما بينهما) ففرعون سأل عن ذات الله، وموسى أجابه بصفاته.
وهذا هو المسلك السليم للمؤمن. ومن وجد في نفسه وسوسة للشيطان بالتفكر في ذات الله فليستعذ من ذلك، وليقل آمنت بالله.
والله أعلم.

المصدر / إسلام ويب
http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2517

إن هذا الكون كله ..
بكل صغير وكبيرة فيه متوجه إلى الله عز وجل يسبحه ويمجده ويسجد له
قال تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) . .
إن جميع المخلوقات التي خلقها الله تقف منكسة رأسها متذللة إلى الله معترفة بالفضل له
ولكن يبقى في هذا الكون مخلوق صغير حقير ذليل ..
خلق من نطفة فإذا هو خصيم مبين ، هو يسير في واد والكون كله في واد آخر ..
يترك طاعة الله والخضوع له والتسبيح له ، بالرغم أن كل ما حوله يلهج بالذكر والتسبيح لله ..
إن هذا المخلوق هو الإنسان العاصي لله عز وجل . ، !
فالله أكبر ما أشد غروره ، الله أكبر ما أعظم حماقته !
الله أكبر ما أذله وما أحقره ! عندما يكون شاذاً في هذا الكون المنتظم ..
كم عرضت عليه التوبة فلم يتب ، وكم عرضت عليه الإنابة ولم ينب ،
كم عرض عليه الرجوع وهو في شرود وهرب من الله .
كم عرض عليه الصلح مع مولاه فلم يصطلح وولى رأسه مستكبراً .
ألا يرى هذا المتكبر سكنات القطر إلى ربها
وتسبيح الطير لمولاها وحاملها
و عجعجة الأنهار والأشجار شُكراً لربها
أما يستحي هذا المتكبر وهو يرى كل المخلوقات كيف تصير إلى ربها خاضعة خاشعة
وهو يتولّى مع ما وهبه الله من عقل ومشيئة ؟
في أن يهب نفسه وقفة تأمل يعود فيها إلى نفسه
لعلّ ربيع الكون يشرق في قلبه ؟!
فانظر يا رعاكَ الله إلى نفسك كيف تكون وما حجمها عند ملكوت الله العظيمة
التي جميعها تلهج بالتسبيح له والشكر له
عندها تعرف حقيقتك حقاً وأنك خُلقتَ من طينٍ لازب .

~ قلم منقول ~
http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2519

الصحابي الجليل [ أبو الدرداء - رضي الله عنه - ]

ومضات من حكمته

سئلت أمه -رضي الله عنه- عن أفضل ما كان يحب ، فأجابت : ( التفكر والاعتبار )000
وكان هو يحض اخوانه دوما على التأمل ويقول : ( تفكر ساعة خير من عبادة ليلة )000
وكان -رضي الله عنه- يرثي لأولئك الذين وقعوا أسرى لثرواتهم فيقول : ( اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب ) ، فسئل عن شتات القلب فأجاب : ( أن يكون لي في كل واد مال )000
فهو يمتلك الدنيا بالاستغناء عنها ، فهو يقول : ( من لم يكن غنيا عن الدنيا ، فلا دنيا له )000
كان يقول : ( لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا )000
ويكتب لصاحبه يقول : ( 000أما بعد ، فلست في شيء من عرض الدنيا ، الا وقد كان لغيرك قبلك ، وهو صائر لغيرك بعدك ،
وليس لك منه الا ماقدمت لنفسك ، فآثرها على من تجمع له المال من ولدك ليكون له ارثا ، فأنت انما تجمع لواحد من اثنين : اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله ،
فيسعد بما شقيت به ، واما ولد عاص ، يعمل فيه بمعصية الله ، فتشقى بما جمعت له ، فثق لهم بما عند الله من رزق ، وانج بنفسك )000
وانه ليقول : ( ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ، و يكثر علمك ، وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى )000
عندما فتحت قبرص وحملت غنائم الحرب الى المدينة ، وشوهد أبا الدرداء وهو يبكي ، فسأله جبير بن نفير : ( يا أبا الدرداء ، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهاه ؟)000
فأجاب أبوالدرداء : ( ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله اذا هم تركوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة ، لها الملك ، تركت أمر الله ، فصارت الى ما ترى )000
فقد كان يرى الانهيار السريع للبلاد المفتوحة ،وافلاسها من الروحانية الصادقة والدين الصحيح000
وكان يقول : ( التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، ويؤمن روعاتكم )000
في خلافة عثمان ، أصبح أبو الدرداء واليا للقضاء في الشام ، فخطب بالناس يوما وقال : ( يا أهل الشام ، أنتم الاخوان في الدين ، والجيران في الدار ، والأنصار على الأعداء ، و لكن مالي أراكم لا تستحيون ؟؟000تجمعون مالا تأكلون ، وتبنون مالا تسكنون ، وترجون مالا تبلغون ، قد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون ، ويؤملون فيطيلون ، ويبنون فيوثقون ، فأصبح جمعهم بورا ، وأملهم غرورا ، وبيوتهم قبورا000أولئك قوم عاد ، ملئوا ما بين عدن الى عمان أموالا وأولادا )000ثم ابتسم بسخرية لافحة : ( من يشتري مني تركة أل عاد بدرهمين ؟!)

موقع الموسوعة الإسلامية

http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2522

[[ آيات بديع الملكوت ]]

أرأيتَ الشمس على الأفقِ = تزهو فتضيء الوديانَ
بشعاع النور المنبثق ِ = سبحانكَ ربي سبحانَ

والطير بألحان الوتر ِ = تشدو وتغني في السحر ِ
وتراها تقفزُ في الشجر = تلهو بالزهر وبالثمر ِ

و الطلّ بأنواع الزهر = عقدٌ من درّ لمّاح ِ
يغري بالفكرة والنظر ِ = فاطرب للبهجة يا صاح ِ

وترى النحلات على الورق ِ = يرشفنِ رضاب الثمرات ِ
ويطرنَ بلحنٍ متّسق ٍ = مسحورٍ حلوِ النغمات ِ

آياتُ بديعُ الملكوتِ = أنشأها في أعلى نسق ِ
فانظر للماء وللقوت ِ = والحبّةُ لفّت بالورق ِ

انشودة طالما ترنّمنا بها صغاراً ..
http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2521

يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلاميذه

يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ....... ثم بعدها يصلى الفجر

فأراد الإمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه

وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا ...

فقال : نعم يا إمام

قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن

وكأنك تقرأه علي .. أي كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا

فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالي وسأله الأمام فأجاب:

لم أقرأ سوى عشرة أجزاء

فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على

رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذهب ثم جاء إلى الإمام في اليوم التالي وقال

....... لم أكمل

حتى جزء عم كاملا

فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم ... وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل

فدهش التلميذ ... ثم ذهب..

فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد

فسأله الإمام : كيف فعلت يا ولدى ؟

فأجاب التلميذ باكيا : يا امام ...

والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!

http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2520

باب التفكُّر في عظيم مخلوقاتِ الله تعالى

و فناء الدنيا و أهوال الآخرة و سائر أمورها
و تقصير النفس و تهذيبها و حملها على الاستقامة

قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ [سـبأ:46]،وقال تعالى:﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ﴾ [آل عمران:191،190]،وقال تعالى:﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾ [الغاشية:21]،وقال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا﴾ [محمد:10]،و الآيات في الباب كثيرة .
ومن الأحاديث الحديث السابق: ((الكَيِّسُ من دَانَ نَفْسَه)) .

الشرح :
التفكر: هو أن الإنسان يُعملُ فكره في الأمر، حتى يصل فيه إلى نتيجة، و قد أمرَ الله تعالى- به - أي بالتفكر - و حثَّ عليه في كتابه، لما يتوصل إليه الإنسان به من المطَالب العالية و الإيمان و اليقين.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾ قل يا محمد للناس جميعا: ما أُعِظُكُم إلا بواحدة: ما أقدِّم لكم موعظة إلا بواحدة فقط، إذا قمتم بها أدركتم المطلوب، و نجوتم من المرهوب، و هي: ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾.
﴿تَقُومُوا لِلَّهِ﴾ أي: مخلصين له، فتقومون بطاعة الله- عز وجل - على الوجه الذي أُمرتم به، مخلصين له، ثم بعد ذلك تتفكَّروا، فإذا فعلتم ذلك فهذه موعظة، و أيُّ موعِظة.
و في هذه الآية إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان إذا قام لله يعمل، أن يتفكَّر ماذا فعل في هذا العمل :هل قام به على الوجه المطلوب، و هل قصَّر، و هل زَادَ و ماذا حصل له من هذا العمل من طهارة القلب، و زكاة النفس، و غير ذلك.
لا يكن كالذي يُؤدي أعماله الصالحة و كأنها عادات يفعلها كل يوم، بل تُفَكِّر، ماذا حصل لك من هذا العبادة، و ماذا أثَّرَتْ على قلبك و على استقامتك.
ولنضرب لهذا مثلا بالصلاة، قال الله تبارك و تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ [البقرة:45]، وقال:﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت:45] ، فلنفكِّر ، هل نحن إذا صلَّينا زِدْنا طاقة و قوة و نشاطا على الأعمال الصالحة، حتى تكون الصلاة مُعِينَةً لنا؟ الواقع أن هذا لا يكون إلا نادرا باعتبار أفراد الناس، فانظر ماذا حدث لك من الصلاة، هل صارت مُعينةً لك على طاعة الله تعالى، و على المصائب و على غيرها.
كما يذكر عن النبي عليه الصلاة و السلام : ((أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة))(341)أي: إذا أهمَّه و أغمَّه فَزِعَ إلى الصلاة.
كذلك قال الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[العنكبوت:45]، فانظر في صلاتك، هل أنت إذا صلَّيت وجدت في نفسك كراهة للفحشاء، و كراهة للمنكر، و كراهة المعاصي، أو أن الصلاة لا تفيدك في هذا؟
إذا عرفتَ هذه الأمور ، عرفت نتائج هذه الأعمال الصالحة، و كنت مُتَّعِظًا بما وَعَظَك به النبي صلى الله عليه و سلم.
ومثال آخر في الزكاة و هي: المال الواجب في الأموال الزكويَّة، يصرفه الإنسان في الجهات التي أمر الله بها، و قد بيَّن الله فوائدها، و قد قال الله لرسوله: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾[التوبة:103]،فإذا أدَّيت الزكاة فانظر هل طهَّرتك هذه الزكاة من الأخلاق الرَّذيلة، هل طهرتك من الذنوب، وهل زكَّت مالك؟ هل زكَّت نفسك؟ !
كثير من الناس يُؤدِّي الزكاة و كأنها غُرمٌ، يُؤدِّيه وهو كَارِهٌ - نسأل الله العافية- يؤديها وهو لا يشعر بأنها تُزكِّي نفسه، و على هذا بقية الأعمال، قم لله ثم تفكر ماذا حصل.
فهذه موعظة عظيمة إذا اتَّعَظ الإنسان بها، نفعته و صلحت أحواله، نسأل الله أن يُصلح لنا الأعمال و الأحوال.
ثم ذكر المؤلف- رحمه الله تعالى - قول الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ. . .﴾[آل عمران:191].
هذه الآية في أول الآيات العشر التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرؤها كلما استيقظ من صلاة الليل(342).فينبغي للإنسان إذا استيقظ من صلاة الليل أن يقرأ من هذه الآية إلى آخر سورة آل عمران : ( العشرة الأخيرة من سورة آل عمران) .
قوله : ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ﴾ (البقرة: 164) يعني في خلقهما من حيث الحجمُ و الكبرُ و العظمة، و غير ذلك مما أودع الله فيهما، في هذا الخلق آيات ففي النجوم آية من آيات الله، وفي الشمس آية من آيات الله، و كذا القمر، آيات من آيات الله، و كذا الأشجار و البحار و الأنهار،و في كل ما خلق الله في السماوات و الأرض آيات عظيمة، تَدُلُّ على كمال وحدانيته جلَّ و علا، و على كمال قدرته وعلى كمال رحمته وعلى كمال حكمته، يقول عز وجل: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ﴾[البقرة:164] .
وجمع السماوات وأفرد الأرض، لأن السماوات سبع كما ذكره الله في عدة آيات: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ﴾[الطلاق:12]،﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾[المؤمنون:86] .
أما الأرض، فإن الله تعالى لم يذكرها في القرآن إلا مُفردة، لأن المراد بها الجنس الشامل لجميع الأرضين، و قد أشار الله في سورة الطلاق إلى أن الأرضين سبْع، فقال: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق:12] ، أي: مثلُهُنَّ في العدد، و ليس مثلهن في الخلقة و العِظم ، بل السماوات أعظم من الأرض بكثير لكنهن مثل السماوات في العدد، و قد جاءت السنة صريحة في ذلك، مثل قول النبي عليه الصلاة السلام : ((من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوَّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرَضين)) (343) .
﴿وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار﴾ يكون من وجوه متعددة:
أولاً: من جهة أن الليل مُظلم و النهار مُضيء، كما قال الله تعالى : ﴿وجعلنا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ [الإسراء:12].
ثانيًا: اختلافُهُما في الطول والقصر، أحياناً يطول الليل، وأحياناً يطول النهار، وأحياناً يتساويان كما قال الله تعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾[الحج:61] ،أي: يُدخل هذا في هذا مرة فيأخذ منه، و هذا في هذا مرة فيأخذ منه، هذا من اختلاف الليل و النهار.
ثالثًا: ومن اختلاف الليل و النهار اختلافُهُما في الحر و البرودة تارةً يكون الجو باردًا و تارةً يكون حارًا.
رابعًا: ومن اختلافهما أيضا، الخصب و الجدب، تارة تكون الدنيا جدبًا و قَحْطًا و سنينَ، و تارة تكون خصبةً و رَبيعًا ورَخاء.
خامسًا: ومن اختلاف الليل و النهار اختلافهما في الحرب و السِّلم، تارة تكون حرْبا و تارة تكون سِلْما و تارة تكون عِزًّا و تارة تكون ذِلةً، كما قال الله تعالى:﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران:140].
ومَنْ تأمل اختلاف الليل و النهار وجد فيهما من آيات الله- عز وجل - ما يَبْهر العُقُول.
و قوله تعالى: ﴿لآياتٍ﴾ أي: علامات واضحات على وحدانية الله، و كمال قدرته و عزته و علمه و رحمته و غير ذلك من آياته.
و قوله:﴿لأولِي الأَلْبَابِ﴾أي: لأصحاب الألباب و الألباب جمع لُبّ: وهو العقل، و أولوا الألباب: هم أصحاب العقول و ذلك لأن العقل لُبٌّ، و الإنسان بلا عقل قشور بلا لب، فالأصل في الإنسان هو العقل، فلهذا سُميَ لُبًّا، و أما الإنسان بلا عقل فإنه قُشور.
و لكن ما المراد بالعقل؟ هل المراد بالعقل الذكاء؟
الجواب: لا، الذَّكاء شيء و العقل شيء آخر، رُبَّ ذكي نابغ في ذكائه لكنه مجنون في تصرفاته فالعقل في الحقيقة هو ما يعقل صاحبه عن سوء التصرف، هذا العقل، و إن لم يكن ذكيا فإذا منَّ الله على الإنسان بالذكاء و العقل تمت عليه النعمة، و قد يكون الإنسان ذكيًّا وليس بعاقل، أو عاقلا و ليس بذكي.

شرح رياض الصالحين لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين - رحمه الله

http://www.al-manal.com/up/index.php?action=getfile&id=2525


هذا ونسأل الله أن يجعل أعمارنا وأعماركم عامرة بربيع القلوب
وذكر علاّم الغيوب , وما هذه الوقفات الربيعية إلا بعضُ تذكرة لمن ألقى السمع وهو شهيد
نسأل الله أن ينفع بها وأن يغفر لنا ما كان بها من زلل أو خطأ
هذا وأستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غاادر
04-19-2010, 09:36 PM
اتمنى يكون فيه مجله اسمها مجلة اشراق العااااالم

فكرة المجلات حلوووه



مشكوووووووووره

alfares
04-19-2010, 11:14 PM
شكرا لك عرشاااء
,,دائما متميز في طرحك...حفظك الله ورعاك..دمت لاشراقك

فتى ممنا
04-27-2010, 09:37 PM
سلمت يداااااك ومتميز في طرحك الرائع


مشكووووور عرشاء

الهمس الجميل
04-28-2010, 01:43 AM
اللهم امين

ونفعنا الله بما قدمتي اختي

وشكراً لكي

ضجيج الصمت
04-28-2010, 02:31 AM
عرشاء
موضوع رائع.
سلمت يداك على النقل الموفق..
دمت..