*DALLO3H*
08-15-2007, 07:47 PM
الطوارق:
قلّ من الأوروبيين من قابل أحداً من الطوارق مرة في حياته . غير أن الرحالة الذين قابلوهم ، يستطيعون تذكرهم في الحال ، لأنهم جميعاً يضعون اللثام ، يغطون به أفواههم وأسفل وجوههم ، فلا تبدو منها إلا أعينهم ، ويعرف الصبي منهم أنه بلغ مبلغ الرجال ، إذا وضع اللثام على وجهه. وما إن يضعه ، لا يرفعه عن وجهه إلا قليلاً عندما يتناول طعامه ؛ ولهذا السبب سمي الطوارق أيضاً بالملثمين .
والطوارق قوم بدو ، يرتحلون فوق إبلهم ، وسط واحدة من أشد قفار العالم وحشة ، الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا . وهو أبالة خبراء ، أما من يعيش منهم في الحافة الجنوبية للصحراء ، فهم فرسان لا يشق لهم غبار . وقد استطاع الطوارق ذات مرة ، السيطرة على القوافل القديمة ، فيما بين حافة الصحراء الشرقية وبحيرة تشاد ، وأصبحوا مرهوبي الجانب ، تخشاهم كل شعوب الصحراء . ولا يزالون حتى الآن يغيرون على القبائل الأخرى من حين إلى آخر ، وينهبونهم ما يمتلكون .
النهب والتجارة :
غير أن الطوارق لا يهاجمون إلا من يخاصمهم من أصحاب القوافل . وإذا مروا بقافلة ليس بين صاحبها وبينهم خصومة ، فلا يهاجمونها ، حتى وهم في طريقهم إلى غارة من غاراتهم .
ورغم أن الطوارق يكسبون قوتهم الآن من تجارة البلح ، والتمر ، والحبوب ، إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم القديمة مثل رماحهم الطويلة ، وسيوفهم ذات الحدين مثل سيوف الصليبيين ، ودروعهم الجلدية الكبيرة . بل إن قانون فروسيتهم ، يشبه قوانين فرسان العصور الوسطى . وتستطيع أن تعتمد عليهم في الوفاء بديونهم ، كما أنك تستطيع أن تثق بكلمة الطوارق ، وهناك مثل عندهم يقول " أن جهنم نفسها تمقت عدم الشرف " .
ويسكن الطوارق الآن ، بصفة أساسية ، داخل مثلث يقع بين تمبكتو ، وبحيرة تشاد ، وغداميس عند الطرف الجنوبي لتونس . وهم ينتمون من الناحية العنصرية ، لبربر جبال الأطلس . وبشرتهم سمراء وليست سوداء ، طوال القامة ، نحافها ، في حركتهم رشاقة . وشعورهم سوداء مستقيمة ، ولبعضهم عيون زرقاء .
أطفال الطوارق :
يعتني الطوارق بأطفالهم ، ويربونهم تربية حسنة ، والأمهات يغسلن أطفالهم الصغار بالماء والصابون ، ولكن عندما يشبون عن طوقهم ، يتعلمون كيف ينظفون أنفسهم بالرمل الناعم كما يفعل الكبار . فالماء في الصحراء نادر وثمين . والطوارق حريصون على أن يبدوا في غاية النظافة . ولكن هناك بقعاً زرقاء غريبة تبدو في جلودهم ، نساء ورجالاً .
ويرجع إلى ملابسهم الزرقاء ، التي يصبغونها بأيديهم بالنيلة ، فالمرأة تلتف بأزار طويل حول وسطها ، من القماش المصبوغ بالنيلة الزرقاء ، مثل التنورة . وقد يرتدون فوقه إزاراً آخر يبدو كالسترة بدون أكمام ، ولكنه في الحقيقة رداء مستطيل ، له ثقب في المنتصف للرأس . وفوق ذلك يلبسون قطعة من الثياب كالمعطف. ونساء الطوارق لسن ماهرات في استخدام الإبرة . ولكنهن بارعات في أعمال الجلود الزخرفية . وهن مغرمات بالحلي كما أن لهن طريقتهن الخاصة في التزيين . ويستخدمون مسحوقاً من خام النحاس ، يذب عنهن الذباب كما يقلن ، ويصبغن أصابع أيديهن وأرجلهن بالحناء .
كيف يعيش الطوارق :
الطوارق مسلمون ، مثل معظم سكان شمال أفريقيا ، رغم أنهم يختلفون أحياناً عنهم . فنساء الطوارق لهن ما لرجالهن من حقوق وهن على قدم المساواة تماماً معهم ، ولا يغطين وجوههن مثل بعض النساء المسلمات .
الكتابة والموسيقى :
للطوارق أبجديتهم الخاصة القديمة ، التي اشتقت من الكتابة القرطاجية القديمة ، ويمكن كتابتها من اليمين إلى اليسار مثل العربية ، أو من اليسار إلى اليمين مثل كتابة اللغات الأوروبية ، أو من أعلى إلى أسفل مثل الكتابة الصينية .
وكثير من نساء الطوارق موسيقيات بارعات ، وآلتهن المحببة تشبه الفيولين ، اسمها أمزد ، ذات وتر واحد . تتجمع الفتيات الصغيرات عادة لينشدن الشعر و يعزفن الموسيقى .
السادة والأتباع :
يعيش معظم الطوارق في خيام مضروبة في الصحراء ، وإن كان بعضهم يعيش في أكواخ . ولكل جماعة من الطوارق سيد كبير ، يحيط به بلاط من النبلاء . كما يوجد عدد من الأتباع ، الذين يدينون بالولاء لسيد يحميهم . وكثير من الأتباع أدكن لوناً من النبلاء ، لأن أسلافهم تزوجوا زنجيات .
قبائل الصحراء الأخرى :
أول من عمر الصحراء هم الزنوج ، والبربر ، والعرب . ورغم أن هذه الشعوب تتابعت على السيطرة على الصحراء ، إلا أنها اختلطت بعضها ببعض بالتدريج ، وأنتجت الشعوب التي تعيش الآن بالصحراء ، وهي الطوارق ، والتبو ، والمغاربة ، ويشبه التبو الذين يعيشون في شرق الصحراء الكبرى ، الطوارق كثيراً ، بالرغم أنهم أكثر اختلاطاً بالزنوج . أما المغاربة في الصحراء الغربية ، فهم سلالة بيضاء نقية ، وبدو مسلمون سنيون .
أكبر صحراء في العالم :
الصحراء الكبرى أصبحت علماً في كل اللغات الأوروبية للقفار . وهي تمتد بعرض أفريقيا ، من المحيط الأطلنطي شرقاً ، حتى البحر الأحمر . وتبلغ مساحتها الكلية 9.5 ملايين كيلو متر مربع، وتغطي ما يزيد على ربع مساحة أفريقيا ، ولو أنها صحراء واحدة ، إلا أن دولاً مختلفة تتملكها . وليست الصحراء مقفرة تماماً . رغم ندرة الغطاء النباتي بها وضآلته ، إلا في الواحات التي تتناثر حيث يوجد الماء . وتربط شبكة من طرق القوافل هذه اللوحات ببعضها .
قلّ من الأوروبيين من قابل أحداً من الطوارق مرة في حياته . غير أن الرحالة الذين قابلوهم ، يستطيعون تذكرهم في الحال ، لأنهم جميعاً يضعون اللثام ، يغطون به أفواههم وأسفل وجوههم ، فلا تبدو منها إلا أعينهم ، ويعرف الصبي منهم أنه بلغ مبلغ الرجال ، إذا وضع اللثام على وجهه. وما إن يضعه ، لا يرفعه عن وجهه إلا قليلاً عندما يتناول طعامه ؛ ولهذا السبب سمي الطوارق أيضاً بالملثمين .
والطوارق قوم بدو ، يرتحلون فوق إبلهم ، وسط واحدة من أشد قفار العالم وحشة ، الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا . وهو أبالة خبراء ، أما من يعيش منهم في الحافة الجنوبية للصحراء ، فهم فرسان لا يشق لهم غبار . وقد استطاع الطوارق ذات مرة ، السيطرة على القوافل القديمة ، فيما بين حافة الصحراء الشرقية وبحيرة تشاد ، وأصبحوا مرهوبي الجانب ، تخشاهم كل شعوب الصحراء . ولا يزالون حتى الآن يغيرون على القبائل الأخرى من حين إلى آخر ، وينهبونهم ما يمتلكون .
النهب والتجارة :
غير أن الطوارق لا يهاجمون إلا من يخاصمهم من أصحاب القوافل . وإذا مروا بقافلة ليس بين صاحبها وبينهم خصومة ، فلا يهاجمونها ، حتى وهم في طريقهم إلى غارة من غاراتهم .
ورغم أن الطوارق يكسبون قوتهم الآن من تجارة البلح ، والتمر ، والحبوب ، إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم القديمة مثل رماحهم الطويلة ، وسيوفهم ذات الحدين مثل سيوف الصليبيين ، ودروعهم الجلدية الكبيرة . بل إن قانون فروسيتهم ، يشبه قوانين فرسان العصور الوسطى . وتستطيع أن تعتمد عليهم في الوفاء بديونهم ، كما أنك تستطيع أن تثق بكلمة الطوارق ، وهناك مثل عندهم يقول " أن جهنم نفسها تمقت عدم الشرف " .
ويسكن الطوارق الآن ، بصفة أساسية ، داخل مثلث يقع بين تمبكتو ، وبحيرة تشاد ، وغداميس عند الطرف الجنوبي لتونس . وهم ينتمون من الناحية العنصرية ، لبربر جبال الأطلس . وبشرتهم سمراء وليست سوداء ، طوال القامة ، نحافها ، في حركتهم رشاقة . وشعورهم سوداء مستقيمة ، ولبعضهم عيون زرقاء .
أطفال الطوارق :
يعتني الطوارق بأطفالهم ، ويربونهم تربية حسنة ، والأمهات يغسلن أطفالهم الصغار بالماء والصابون ، ولكن عندما يشبون عن طوقهم ، يتعلمون كيف ينظفون أنفسهم بالرمل الناعم كما يفعل الكبار . فالماء في الصحراء نادر وثمين . والطوارق حريصون على أن يبدوا في غاية النظافة . ولكن هناك بقعاً زرقاء غريبة تبدو في جلودهم ، نساء ورجالاً .
ويرجع إلى ملابسهم الزرقاء ، التي يصبغونها بأيديهم بالنيلة ، فالمرأة تلتف بأزار طويل حول وسطها ، من القماش المصبوغ بالنيلة الزرقاء ، مثل التنورة . وقد يرتدون فوقه إزاراً آخر يبدو كالسترة بدون أكمام ، ولكنه في الحقيقة رداء مستطيل ، له ثقب في المنتصف للرأس . وفوق ذلك يلبسون قطعة من الثياب كالمعطف. ونساء الطوارق لسن ماهرات في استخدام الإبرة . ولكنهن بارعات في أعمال الجلود الزخرفية . وهن مغرمات بالحلي كما أن لهن طريقتهن الخاصة في التزيين . ويستخدمون مسحوقاً من خام النحاس ، يذب عنهن الذباب كما يقلن ، ويصبغن أصابع أيديهن وأرجلهن بالحناء .
كيف يعيش الطوارق :
الطوارق مسلمون ، مثل معظم سكان شمال أفريقيا ، رغم أنهم يختلفون أحياناً عنهم . فنساء الطوارق لهن ما لرجالهن من حقوق وهن على قدم المساواة تماماً معهم ، ولا يغطين وجوههن مثل بعض النساء المسلمات .
الكتابة والموسيقى :
للطوارق أبجديتهم الخاصة القديمة ، التي اشتقت من الكتابة القرطاجية القديمة ، ويمكن كتابتها من اليمين إلى اليسار مثل العربية ، أو من اليسار إلى اليمين مثل كتابة اللغات الأوروبية ، أو من أعلى إلى أسفل مثل الكتابة الصينية .
وكثير من نساء الطوارق موسيقيات بارعات ، وآلتهن المحببة تشبه الفيولين ، اسمها أمزد ، ذات وتر واحد . تتجمع الفتيات الصغيرات عادة لينشدن الشعر و يعزفن الموسيقى .
السادة والأتباع :
يعيش معظم الطوارق في خيام مضروبة في الصحراء ، وإن كان بعضهم يعيش في أكواخ . ولكل جماعة من الطوارق سيد كبير ، يحيط به بلاط من النبلاء . كما يوجد عدد من الأتباع ، الذين يدينون بالولاء لسيد يحميهم . وكثير من الأتباع أدكن لوناً من النبلاء ، لأن أسلافهم تزوجوا زنجيات .
قبائل الصحراء الأخرى :
أول من عمر الصحراء هم الزنوج ، والبربر ، والعرب . ورغم أن هذه الشعوب تتابعت على السيطرة على الصحراء ، إلا أنها اختلطت بعضها ببعض بالتدريج ، وأنتجت الشعوب التي تعيش الآن بالصحراء ، وهي الطوارق ، والتبو ، والمغاربة ، ويشبه التبو الذين يعيشون في شرق الصحراء الكبرى ، الطوارق كثيراً ، بالرغم أنهم أكثر اختلاطاً بالزنوج . أما المغاربة في الصحراء الغربية ، فهم سلالة بيضاء نقية ، وبدو مسلمون سنيون .
أكبر صحراء في العالم :
الصحراء الكبرى أصبحت علماً في كل اللغات الأوروبية للقفار . وهي تمتد بعرض أفريقيا ، من المحيط الأطلنطي شرقاً ، حتى البحر الأحمر . وتبلغ مساحتها الكلية 9.5 ملايين كيلو متر مربع، وتغطي ما يزيد على ربع مساحة أفريقيا ، ولو أنها صحراء واحدة ، إلا أن دولاً مختلفة تتملكها . وليست الصحراء مقفرة تماماً . رغم ندرة الغطاء النباتي بها وضآلته ، إلا في الواحات التي تتناثر حيث يوجد الماء . وتربط شبكة من طرق القوافل هذه اللوحات ببعضها .