الصمت
05-01-2010, 10:49 PM
كان يوما ممطرا..
والبرد القارس لايحتمل...
والعاصفة الهوجاء لاتترك شيئا في مكانه..
والطريق التي كنا نسلكها .. اضطراريا محفوفه بالاخطار وكثرة تراكم الثلوج عليها
وكفافة الضباب الذي لف المنطقه جعل الرؤيه سيئه ..مما دفع لصديقي للقياده ببطء
في لحظات الحذر والاضطراب
لفت انتباهنا
شخص كنا على وشك الانصدام به
انه عجوز يقارب الثمانين من عمره
فدعيناه للركوب الى جانبنا..ورحت أتأمل ذلك الرجل بثيابه المبلله...وشبه ممزقه
وبقايا الثلج..على شعره الابيض..
الذي يخفيه بقبعه سوداء صغيره وكان يرتجف من البرد
..................
سألته..؟؟
لماذا انت هنا على طريق خالي من الناس وحيث الطبيعه القاسيه لاترحم .
تنهد قليلا ثم قال:
جئت أبحث عن أحد أولادي الثلاثه
فهو يسكن في هذه المنطقه ولم أجده
وقيل لي بأنه غادر الى مكان اخر
لقد قصدته لكي يساعدني.. وانا لم اره منذ فتره طويلة
وسألته بأستغراب:
ماذا عن أولادك الاخرين؟؟؟!!!!
قال:لقد تركوني منذ فترة طويله
وانا الان اعيش بمفردي
في بيت جبلي صغير..يبعد ساعتين من هنا
فقلت وانا لااكاد اصدق
ماذا أسمع!!
كيف تدبر أمرك وحيدا!!!
فأجاب : بعض المحسنين يزورونني من وقت الى اخر...ويقدمون لي الطعام والشراب
وانا على هذه الحال منذ أكثر من خمس سنوات.
وماذا عن زوجتك!!!
قال:قد توفيت منذ زمن بعيد
ثم نظر الي..بعينان تغطيهما الدموع والمرارة والحزن
أعطيت أولادي كل شيء...كل مااملكه ..وكل ماجمعته في حياتي غير آبه بنفسي
لم أكن أتوقع بأنهم سيتركوني وحيدا بعد ان ضحيت لاجلهم بكل شيء
كنت افرح بخدمتهم..وغمرتهم بعطفي وحناني
لكنهم نسوا كل ذلك
سامحهم الله
فهولاء اولادي وسأظل احبهم ..وأدعي لهم حتى اخر لحظه من حياتي
وامنيتي هي ان اراهم قبل ان اموت..
.............
قصه غريبه وكأنها من الخيال..
وتساءلت ماذنب هذا الرجل المسكين؟!
ومالخطأ الذي فعله لكي يعاقب من اقرب الناس اليه؟!
هل يجوز ان يعيش وحيدا حزينا ومقهورا ومحروما من اي مساعده أنسانه ممن كانوا
يعتبرهم أوفياء له؟!
اليس من العجيب ان تتفانى في حبك وعطاءك اتجاه الاخرين فيبادلونك
بنكران الجميل؟!
...............
صحيح ان الاهل مسؤلين عن أولادهم وجهة تعليمهم وتثقيفهم وتأمين الحياه الكريمه لهم
وتلبية حاجاتهم الضروريه ومساعدتهم للتغلب على مصاعب الحياه...
لكن الصحيح ايضا هو واجب الاولاد اتجاه اهلهم في الشيخوخه
من واجبهم ومهما كانت انشغالاتهم
وظروف عملهم الا ينسوا ومن المعيب ان ينسوا من تعبوا وسهروا لأجل راحتهم وسعادتهم......
آلمني كثيرا ماسمعته من هذا العجوز كما ان حزني كان كبيرا عندما علمت وبعد حوالي الشهرين تقريبا..
بأنه قد فارق الحياه...
وفي قلبه حسره لعدم رؤية اولاده قبل رحيله
والبرد القارس لايحتمل...
والعاصفة الهوجاء لاتترك شيئا في مكانه..
والطريق التي كنا نسلكها .. اضطراريا محفوفه بالاخطار وكثرة تراكم الثلوج عليها
وكفافة الضباب الذي لف المنطقه جعل الرؤيه سيئه ..مما دفع لصديقي للقياده ببطء
في لحظات الحذر والاضطراب
لفت انتباهنا
شخص كنا على وشك الانصدام به
انه عجوز يقارب الثمانين من عمره
فدعيناه للركوب الى جانبنا..ورحت أتأمل ذلك الرجل بثيابه المبلله...وشبه ممزقه
وبقايا الثلج..على شعره الابيض..
الذي يخفيه بقبعه سوداء صغيره وكان يرتجف من البرد
..................
سألته..؟؟
لماذا انت هنا على طريق خالي من الناس وحيث الطبيعه القاسيه لاترحم .
تنهد قليلا ثم قال:
جئت أبحث عن أحد أولادي الثلاثه
فهو يسكن في هذه المنطقه ولم أجده
وقيل لي بأنه غادر الى مكان اخر
لقد قصدته لكي يساعدني.. وانا لم اره منذ فتره طويلة
وسألته بأستغراب:
ماذا عن أولادك الاخرين؟؟؟!!!!
قال:لقد تركوني منذ فترة طويله
وانا الان اعيش بمفردي
في بيت جبلي صغير..يبعد ساعتين من هنا
فقلت وانا لااكاد اصدق
ماذا أسمع!!
كيف تدبر أمرك وحيدا!!!
فأجاب : بعض المحسنين يزورونني من وقت الى اخر...ويقدمون لي الطعام والشراب
وانا على هذه الحال منذ أكثر من خمس سنوات.
وماذا عن زوجتك!!!
قال:قد توفيت منذ زمن بعيد
ثم نظر الي..بعينان تغطيهما الدموع والمرارة والحزن
أعطيت أولادي كل شيء...كل مااملكه ..وكل ماجمعته في حياتي غير آبه بنفسي
لم أكن أتوقع بأنهم سيتركوني وحيدا بعد ان ضحيت لاجلهم بكل شيء
كنت افرح بخدمتهم..وغمرتهم بعطفي وحناني
لكنهم نسوا كل ذلك
سامحهم الله
فهولاء اولادي وسأظل احبهم ..وأدعي لهم حتى اخر لحظه من حياتي
وامنيتي هي ان اراهم قبل ان اموت..
.............
قصه غريبه وكأنها من الخيال..
وتساءلت ماذنب هذا الرجل المسكين؟!
ومالخطأ الذي فعله لكي يعاقب من اقرب الناس اليه؟!
هل يجوز ان يعيش وحيدا حزينا ومقهورا ومحروما من اي مساعده أنسانه ممن كانوا
يعتبرهم أوفياء له؟!
اليس من العجيب ان تتفانى في حبك وعطاءك اتجاه الاخرين فيبادلونك
بنكران الجميل؟!
...............
صحيح ان الاهل مسؤلين عن أولادهم وجهة تعليمهم وتثقيفهم وتأمين الحياه الكريمه لهم
وتلبية حاجاتهم الضروريه ومساعدتهم للتغلب على مصاعب الحياه...
لكن الصحيح ايضا هو واجب الاولاد اتجاه اهلهم في الشيخوخه
من واجبهم ومهما كانت انشغالاتهم
وظروف عملهم الا ينسوا ومن المعيب ان ينسوا من تعبوا وسهروا لأجل راحتهم وسعادتهم......
آلمني كثيرا ماسمعته من هذا العجوز كما ان حزني كان كبيرا عندما علمت وبعد حوالي الشهرين تقريبا..
بأنه قد فارق الحياه...
وفي قلبه حسره لعدم رؤية اولاده قبل رحيله