المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصويب السلوك المنحرف بين الترهيب والترغيب


zaouimokhtar
06-03-2010, 02:17 AM
بات من الواضح أن هناك العديد من السلوكيات المنحرفة قد تسللت وإنتشرت بين فئات ليست بالقليلة في مجتمعنا العربي . والتي هي بطبيعة الحال لا تتواءم مع المعايير القيمية والأخلاقية التي شكلت الاتجاهات السلوكية والحراك الاجتماعي وآلية التفاعل داخل مجتمعاتنا العربية .
ويرجع ذلك إلى هذا الانفتاح الكبير وهذه العولمة التي أصبحت تشكل الجانب الأكبر في عملية تسويق أغلب المنتجات الإعلامية والثقافية والسلوكية عند أكبر المؤسسات الإعلامية والثقافية وأوسعها انتشارا ، مما أدى إلى خلق حالة من التغيير الاجتماعي داخل الكثير من المجتمعات ومن ضمنها المجتمع العربي .
هذا التغيير في بعض السلوكيات والاتجاهات القيمية جاء بشكل الإغراء لا الإجبار والإكراه ، وتم تسخير كل الجهود لفرضه على المجتمعات بما يمكن مستحدثيه من السيطرة على العقول البشرية ومن ثم على كافة الموارد والإمكانات لدى المجتمعات ككل .
وبطبيعة الحال فإن هذا التوجه وإن كان جامحا في غزوه وانطلاقته ، إلا أنه من الممكن أن تكون لدينا القدرة على الوقوف في وجه والحيلولة دون التسليم والانقياد له .
ومن هنا تبرز الحاجة الماسة لكل الجهود والإمكانات والقدرات البشرية والمادية ، لكي تقوم بمهمة المحافظة على ثقافة المجتمع وقيمه ومحددات ثوابته وأصالته.
وهذه المهمة الإنقاذية تقع بالدرجة الأولى على جمهور المثقفين والمتعلمين وصناع القرار والذين لديهم الوعي والإدراك لحجم المخاطر التي قد تنتج في حالة هيمنة هذا الانفتاح وهذه العولمة على مجتمعاتنا .
وهنا لابد أن نلفت الانتباه إلى أن العمل على إنجاح هذه المهمة الإنقاذية يتطلب البحث عن الأدوات والأساليب التي تساهم في النجاح وأيضا عدم التغافل عن كيفية استخدام هذه الأدوات ، والتوقيت المناسب لكل أسلوب وأداة في الاستخدام .
وبالإشارة إلى الأسلوب أو الأداة ، نكون قد وصلنا إلى أسلوبين مهمين في تعديل السلوكيات السلبية المنحرفة عن عادات وتوجهات المجتمع ، وهذين الأسلوبين هما :
1ـ أسلوب الترغيب
2ـ أسلوب الترهيب
فمع هذين الأسلوبين
يأتي الدور الأبرز في كيفية التعاطي مع أصحاب السلوك السلبي والمحاولات الجادة لتصويب سلوكهم والمحافظة عليهم من الانزلاق في وحل الخطيئة والشذوذ عن المجتمع وقيمه الأصيلة و المتوارثة جيلا بعد جيل .
ولكن هناك سؤال مهما وهو :
أيهما أفضل ؟ هل نعمل بأسلوب الترغيب أداة ووسيلة لتحقيق الغاية المنشودة ؟ أم نعمل بأسلوب الترهيب ؟ وأيهما عنده الفرصة لتحقيق الغاية ؟
برأيي وهو موضوع للبحث والنقاش ، أن الناس والحالة المزاجية التي تحكم حركتهم ، أصبحوا يميلون أكثر إلى أسلوب الترغيب ، والذي من خلاله يتم الحوار والمخاطبة في جو من الهدوء وعدم التوتر ، مما ينتج عنه نتائج إيجابية جدا ، فالخطاب المشدود والمتوتر والحاد ولغة الصياح والصوت المرتفع والاتهام ، قد يؤدي إلى التصلب و ازدياد الفجوة وتقلص فرص النجاح في التوافق والانسجام .
والأمثلة عديدة في هذا الاتجاه ، فلو راجعنا الأحداث السياسية والأمنية في كثير من البلدان ومنها فلسطين والجزائر ومصر ولبنان والعراق واليمن وغيرهما ، فإن جميع ما نتج من أحداث مؤسفة بحق ، ماهي إلا في وجود حالة التخاطب الحاد والتشهير والاتهام التي سادت بين التيارات المتخاصمة فيما بينها ، ولو أن هذه التيارات قد اتخذت الوسائل الهادئة في لغة الحوار والتخاطب لكنا الآن نتمتع بواحة العمل الجمعي والتوافق البناء ، الذي يأخذنا نحو التنمية والتطور والإبداع .

alfares
06-03-2010, 10:45 AM
الاستاذ زاوي
قضيه اسبوعيه مهمه جدا ويجدر بنا ان نتحدث حول اطارها بجديه وبعقل واعي
السلوك يعتبر من اساسيات مراحل حياة الانسان ولن يستقيم الا بالتربيه الفاضله
الحسنه والتربيه تنقسم الى اسلوبين مثلما ذكرت
اسلوب ترغيب واسلوب ترهيب
افضل الاسلوبين من وجهة نظري هو اسلوب الترغيب وهذا لايعني ان نهمل اسلوب الترهيب
لانه اسلوب مهم ايضا في التربيه,
والجدير بالذكر ان القرآن الكريم اعتمد على اسلوبي الترغيب والترهيب.
ساركز في حديثي على تربية الطفل منذ المراحل الاولى من العمر,لسبب ان تغيير السلوك في مراحل العمر
المتقدمه صعب جدا ومعقد ولكن هذا لاينفي ان يتعدل السلوك بالنصح والارشاد والمثابره عليهما .



الترغيب:


ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها.

والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم، والثناء، وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل.
ويرى بعض التربويين أن تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل مادياً نكافئه مادياً والعكس.







الترهيب:


أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه.




: ضوابط التربية بالترغيب والترهيب:
وهذه الضوابط _بإذن الله_ تحمي الطفل من الأمراض النفسية، والانحرافات الأخلاقية، والاختلالات الاجتماعية، وأهم هذه الضوابط:

1- الاعتدال في الترغيب والترهيب:
لعل أكثر ما تعانيه الأجيال كثرة الترهيب والتركيز على العقاب البدني، وهذا يجعل الطفل قاسياً في حياته فيما بعد أو ذليلاً ينقاد لكل أحد، ولذا ينبغي أن يتدرج في العقوبة؛ لأن أمد التربية طويل وسلم العقاب قد ينتهي بسرعة إذا بدأ المربي بآخره وهو الضرب، وينبغي للمربي أن يتيح للشفعاء فرصة الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل، ويسمح له بالتوبة ويقبل منه، كما أن الإكثار من الترهيب قد يكون سبباً في تهوين الأخطاء والاعتياد على الضرب، ولذا ينبغي الحذر من تكرار عقاب واحد بشكل مستمر، وكذلك إذا كان أقل من اللازم،

وعلى المربي ألا يكثر من التهديد دون العقاب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد، فإذا أحس المربي بذلك فعليه أن ينفذ العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيباً.
والخروج عن الاعتدال في الإثابة يعوِّد على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إلا بمقدار أكثر من السابق.
كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ لأن ذلك يفسده ويشعره بالذلة والمهانة، وقد يولد الكراهية، كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب لمصلحته لا حقداً عليه.
وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفاً يطغى على الخوف من الخالق _سبحانه_، فيخوّف الطفل من الله قبل كل شيء، ومن عقابه في الدنيا والآخرة، وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم دون مراقبة الخالق والخوف من غضبه، وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظلام أو غيرها؛ لأنه يحتاج إلى هؤلاء، ولأن خوفه منهم يجعله جباناً.

وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن الله سيعذبه ويدخله النار، ولا يذكر أن الله يرزق ويشفي ويدخل الجنة فيكون التخويف أكثر مما يجعل الطفل لا يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد الأهل "ستدخل النار" أو "سيعذبك الله؛ لأنك فعلت كذا"، ولذا يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار، ولا نحكم على أحد بجنة أو نار، بل نقول: إن الذي لا يصلي لا يدخل الجنة ويعذب بالنار.

2- مراعاة الفروق الفردية:
تتجلى حكمة المربي في اختياره للأسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة، منها:
• أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل، ففي السنة الأولى والثانية يكون تقطيب الوجه كافياً عادة أو حرمانه من شيء يحبه، وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ، فإذا أفسد لعبته أو أهملها يُحرم منها، وإذا عبث في المنزل عبثاً يصلُح بالترتيب كُلِّف بذلك، ويختلف عن العبث الذي لا مجال لإصلاحه.
• أن يتناسب مع شخصية الطفل، فمن الأطفال من يكون حساساً ليناً ذا حياء يكفيه العتاب، ومنهم من يكون عنيداً فلا ينفع معه إلا العقاب، ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه، ومنهم من حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف، فأحياناً يكون الطفل مستخفياً بالخطأ فيكون التجاهل والعلاج غير المباشر هو الحل الأمثل، وإن عاد إليه عوقب سراً؛ لأنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء، فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ لأن عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس بالنقص، وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• المراوحة بين أنواع الثواب والعقاب؛ لأن التكرار يفقد الوسيلة أثرها.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لأنه أصبح كبيراً، ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار، ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً؛ لأن تأنيبه والقسوة عليه في الكلام يحدثان خللاً في العلاقة بين المراهق والمربي، ويكون ذلك أوجب في حق الولد البكر من الذكور؛ لأنه قدوة، وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو مات.
• ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما لا يكفي الذكر عادة؛ لأن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.



أيهما أفضل ؟ هل نعمل بأسلوب الترغيب أداة ووسيلة لتحقيق الغاية المنشودة ؟ أم نعمل بأسلوب الترهيب ؟ وأيهما عنده الفرصة لتحقيق الغاية ؟
الافضل ان نعمل بإسلوب الترغيب تاره واسلوب الترهيب تاره أخرى وان نوازن بينهما حتى نصل الى الغايه المنشوده ولنتيقن تماما بقوله تعالى : ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )



حفظك الله يااستاذ زاوي
تستحق التقييم

ضجيج الصمت
06-04-2010, 09:40 AM
الترغيب والترهيب اسلوبان نحتاج لهما بنفس المقدار لكن يجب علينا ان نفهم ونعلم متى واين وكيف وايهما نبدا به في تصويب السلوك الخاطئ
اسلوبا التحفيز والتحذير او الترغيب والترهيب كلاهما يحمل الكثير من الفائدة ولكل منهما ايجابياته وسلبياته في المنفعة ولكذا علينا التوخي في استعمالهم مع الاطراف الاخرى المراد تصويب اخطائها
لكن لاننسى ان الانفس ترتبط ببعضها بالتفاهم والتواد ولذا يجب ان لانهمل جانب الترغيب في بداية التقويم والتصويب لان به نستطيع ان نتعمق في دواخلهم ونحصل على مانريد ونسهل الكثير من العقبات وبعد عدة محاولات في الترغيب ان لم نصل لمانريد من تصويب فعلينا وقتها ان نتجه للترهيب بتدرج الى ان نحصل على تصويب منطقي للسلوك
ومن الممكن ان نتعرف على نفسياتهم ومدى تقبلهم للاساليب حتى نختصر الوقت والجهد في بذل النصيحة والتصويب
الله عزوجل في كتابه العزيز بدأ بعفوه ثم ذكر انه شديد العقاب وذلك ترغيب ثم ترهيب وعلينا ان نتخذ ذلك مثالاً لكافة تصرفاتنا وردة افعالنا اتجاه السلوكيات الخاطئة
فالترغيب لاشك انه يحمل فرص اكبر في الاصلاح
نقطة اخيرة احب ان اذكرها هنا وهي ان لابد ان نتذكربأن اسلوب الترهيب وخاصة مع الابناء او الطلاب سيجعلهم يتحاشون فعل السلوك الخاطئ في حضورنا لكن في غيابنا سيغيب الموجه وهكذا سنكون كأننا لم نفعل شيئا ولم نصل لما نريد ولابد ان نعلم ان اسلوب الترغيب والمحاورة والاقناع بالتي هي أحسن سيوصلنا لمبتغانا في تصويب السلوكيات سواء في حضورنا او غيابنا..
اخي مختار احسنت الاختيار في هذا الطرح المميز والهادف
سلمت وبوركت في جهودك القيمة في نشر الوعي والفائدة الجمة..
نفع الله بك وأدامك ..

zaouimokhtar
06-05-2010, 04:34 AM
أخي الفارس
شكرا جزيلا على التقييم
أختي ضجيج
لقد كان لمداخلتكما وقعا خاصا على موضوع القضية من خلال
الأفكار القيمة التي أسهمت في اثرائها وسلطت الأضواء على
جوانب مهمة تتعلق مباشرة بجوهر القضية وأبعادها
شاكر لكما هذا الحضور المميز

تقبلا مني أسمى آيات الود والتقدير والإحترام

اوبيرا
06-06-2010, 01:35 PM
افضل طريقه هي الترغيب

الترهيب مايجيب نتيجه وخاصه اذا كنت تتخاطب مع واحد اعلى منك مرتبه او اكبر منك سنا


الف شكر ياصديقي القااطع
نسيتني صح ؟؟؟

ابتسامة امل
07-09-2010, 10:22 PM
شكراا اخي مختار موضوع يستحق ان يكون قضية العام وليس الاسبوع
شكرااا اخي ع الطرح الجميل

Ameet148
09-09-2010, 08:01 PM
wonderful