المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعال ووقع بجرحك


دروب الخير
11-28-2007, 01:02 PM
--------------------------------------------------------------------------------

إن الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين . إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار . والحوار الجيد لابد أن تكون له آداب عامة ، تكون مؤشرا لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وإن لم تتوافر فيه فلا داعي للدخول فيه ، وهذه الآداب تكون ملازمة للحوار نفسه ، فانعدامها يجعل الحوار عديم الفائدة . وعند الحوار ينبغي أن تكون هناك آداب لضمان استمرارية الحوار كي لا ينحرف عن الهدف الذي من أجله كان الحوار ، وحتى بعد انتهاء الحوار لابد من توافر آداب من أجل ضمان تنفيذ النتائج التي كانت ثمرة الحوار ، فكم من حوار كان ناجحا ولكن لعدم الالتزام بالآداب التي تكون بعد الحوار كانت النتائج سلبية على المتحاورين .

لذا ستركز هذه المقالة على ثلاثة أقسام:
آداب عامة للحوار.
آداب خلال الحوار.
آداب بعد الحوار.

آداب عامة للحوار:
يحتاج الحوار الى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزمو بها ، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة ، وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرا بإذن الله عز وجل ، وتكون كالمؤشر لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كل مسلم وليس فقط في المتحاورين . وهذه الآداب العامة للحوار.

1- اخلاص المحاور النية لله تعالى:
اخلاص النية لله عز وجل ، وابتغاء وجهه الكريم قبل الدخول في الحوار تجعل أطراف الحوار يحرصون على تحقيق أكبر فائدة منه .

2- توفر العلم في المحاور:
قبل أن يدخل المحاور في الحوار لا بد أن يكون لديه العلم بموضوع المحاورة، حتى في الحوار التعليمي، فأحد الطرفين لديه العلم الكافي لدخوله في المحاورة ، والطرف الآخر يعرف شيئا على الأقل عن موضوع المحاورة ، فهو لا يأتي للمحاورة وهو خالي الذهن منه. والمحاور لا يحاور في موضوع يجهله بل لابد من أن العلم إلا إذا كان سائلا يهدف الى معرفة الحقيقة والاستفادة منها.

3- صدق المحاور:
إن توافر هذا الأدب في المتحاورين له قيمته الكبيرة في نجاح المحاور فوجود ضد هذه الصفة وهي الكذب يفقد طرفي المحاورة أمانتهم ويتطرق الشك في صدقهم، ان اعتماد المحاور الصدق في كلامه يكسبه قوة في محاورته، فكلما تمسك بهذ الصفة كان لهذا الأثر البليغ في إقناع محاورية بصحة دعواه وسلامة قضيته. والمحاور الصادق يجعل لكل كلمة قيمة واضحة تؤثر فيمن يتحاور أو يستمع له فكل أقواله لها وزنها، وأما لو كان كاذبا في أقواله فإن أغلب كلامه وإن كان ظاهره الصحة فإنه لا يؤخذ به ولا تكون له قيمة عند محاوريه أو حتى المستمعين له؛ لأنه فقد المصداقية التي كان يتمتع بها.

4- الصبر والحلم:
إن البعض يضيق صدره بسرعة في المحاورة حتى وإن كان الطرف الآخر لا يخالفه في الرأي ، وهذا أمر خطير لأنه لا يتمكن من شرح أو توضيح وجهة نظره، فضلا على أنه لن يستطيع الدفاع عنها عند المخالفة ، ولذا يجب أن يتصف المحاور بالصبر والحلم قبل دخوله في المحاورة.

والصبر في الحوار أنواع منها:
- الصبر على الحوار ومواصلته.
- الصبر على الخصم سيئ الخلق.
- الصبر عند سخرية الخصم واستهزائه.
- الصبر على شهوة النفس في الانتصار على الخصم.
- الصبر على النفس وضبطها.

5- الرحمة:
إن من الصفات التي يتصف بها المحاور المسلم هي الرحمة ، وهي رقة القلب وعطفه، والرحمة في الحوار لها أهمية فالمحاور حين يتصف بها تجد فيه إشفاقا على من يتحاور معه وميلا إلى إقناعه بالحسنى فهو لا يعد على خصمه الأخطاء للتشفي منه.

والرحمة في الحوار تدل على صدق نوايا وسلامة الصدر والمحاور المسلم لا تكون رحمته لمن يحب فقط بل هي شاملة لكل من يراه، والمتحاورون لو نظر كل منهم الى من يحاوره نظرة رحمة ، تعاطف معة وسعى إلى إقناعة بكل الوسائل الممكنة.

وتقبل الناس للفكرة ليس بالسهولة المتوقعة ، لأن عقول الناس مختلفة في قدرتها على الفهم ، فقد يفهم أحد الناس أمرا ما في وقت أقصر من غيره، وبالرفق يمكن إقناع الآخرين.

والرفق بالمحاور يجعله متقبلا لما يطرح عليه من أفكار ، بل قد يرجع وبهوله عن رايه إذا بين الخطا الذي وقع فيه. ولو عومل بشدة لما استجاب ، بل سيكابر ويعاند ويصر على الخأ والباطل الذي كان عليه، وسيلتمس لنفسه المبرات والأعذار في إصراره على ما هو عليه من الخطأ.

6- الاحترام:
إن إختلاف وجهات النظر مهما بلغت بين المتحاورين فإن ذلك لا يمنعهم من الاحترام والتقدير ، إن الاحترام المتبادل يجعل الأطراف المتحاورة تتقبل الحق وتأخذ به ، وكل إنسان يحب أن يعامل باحترام فعلى المحاور أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ، وحتى لو كان هناك رد في الحوار فالواجب بقاء الاحترام، فالمحاور لم يدخل الحوار الا وهو يرغب في الاستفادة ، فإن لم يستفد فعليه أن لا يفقد الاحترام والتقدير لمن يتحاور معه.

7- التواضع:
الانصاف والعدل لهما معنى واحد في هذا الأدب ، وأكثر المحاورات تفقد قيمتها عند إنعدام هذا الأدب ، فبعض المتحاورين يغفلون عن هذا الأمر ؛ بما يجعلهم لا يصلون الى ما يرجون من نتائج.

آداب خلال الحوار:
يبدأ الحوار في العادة دون مقدمات ، فتوافر آداب الحوار العامة في المتحاورين قد لا يضمن لهم نجاح الحوار ، فالحوار عندما يبدأ قد ينتهي إذا لم تكن هناك آداب يلتزم بها المتحاورون عند حواراتهم، ومن هذه الآداب:

1- الاتفاق على أصول ثابته يمكن الرجوع إليها:
قبل بداية الحوار على المتحاورين أن يتفقوا على أصل بينهم يمكن الرجوع إليه عند الاختلاف ، وهذا الأمر راجع إلى طبيعة الموضوع المراد التحاور فيه ، وهذا الأصل إما أن يكون من المنقول أو المعقول ، أو قد يلزمهما إختيار شخص؛ ليحكم بينهما ويفصل في النزاع الذي قد يحدث.

2- ضبط النفس:
خلال المحاورة ولطبيعة الموضوع المتحاور فيه ، قد يحدث أن يضعف طرف رأي الطرف الآخر ، ويقوم بتخطئته ، ويرد الأدلة التي بنى عليها هذا الرأي ؛ مما يثير غضب الطرف الآخر، وهذا يجعله يسارع في الرد ولو عن طريق الكذب ورفع الصوت والسب ، وهذا الأمر ينبغي التغلب عليبه بالالتزام بضبط النفس.

3- البدء بنقاط الاتفاق وتأجيل نقاط الاختلاف مع تحديدها:
عند تحديد المتحاورين لنقاط الإلتقاء فإنهم بذلك قد وضعوا قاعدة مشتركة فيما بينهم تدفع الحوار للأمام ، والبدء بالنقاط المتفق عليها يوثق الصلة بين المتحاورين ، ويجعلهما يتقبلان ما يطرح في الحوار بنفس طيبة، وبالتالي يقلل ذلك من نقاط الاختلاف فيما بينهم.

4- تحديد المصطلحات بدقة:
إن الحوار قد يحدث حول قضايا فيها بعض المصطلحات التي تحتاج الى تحديد وتوضيح، خاصة إذا كان استعمال المصطلح يدل على عدد من المعاني، ونحن في عصر قد تداخلت فيه الثقافات، ويحاول فيه بعض الناس فرض ثقافتهم من خلال وضع تعاريف لمصطلحات توافق ثقافتهم ، وقبل الدخول في الحوار ينبغي للمتحاورين تحديد معاني بعض المصطلحات التي قد ترد في موضوع المحاورة أو التي قد يستخدمونها أثناء الحوار، فقد يتحدث أحد المتحاورين عن أمر له اصطلاح معين عنده لا يتفق مع فهم الآخر مما قد يحدث خلافا بين المتحاورين.

5- الأمانة العلمية في توثيق المعلومات:
خلال المحاورة يسعى طرفا الحوار لتأييد رأيه بالأدلة والأقوال، وهنا تظهر الأمانة العلمية لكل طرف ، فكل دليل يذكر في المحاورة يجب توثيقه وكل قول لا بد أن ينسب لصاحبه.

6- الالتزام بالأدلة :
من حق كل متحاور أن يطلب من الطرف الآخر الدليل الذي يؤيد رأيه .

7- التدرج في الحوار :
المحاور الذي يعرف ما يريد تجده في محاورته يتدرج في نقاط ، وحتى يصل إلى حقيقة يسعى إليها ، وتكون مقنعة ومفحمة لمن يحاوره ، حتى ولو لم يستفد منها محاوره فقد يستفيد منها المستمعون لهذا الحوار ، والتدرج في الحوار له أثر كبير في نفس المتحاورين ، فالبعض قد تتشرب نفسه بفكرة معينه فيرى أنها الحق وأن ما سواها باطل لا ينبغي الأخذ به ، فعند التدرج في الحوار يمكن إقناعه .

8- التزام القول الحسن :
إن المحاور المنصف هو الذي يلتزم بالقول الحسن خلال محاوراته ، كما عليه أن يبتعد عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .

9- حسن الاستماع وتجنب المقاطعة :
يعد هذا الأدب من أكثر آداب الحوار أهمية ، لأنه يلحظ أن بعض الحوارات في هذه الأيام تخلو من هذا الأدب ، ويحق للمحاور أن ينهي الحوار إن لم يستمع له الطرف الآخر ، ولم يعطه حقه في الكلام ، لأن الطرف الآخر قد حرمه من حق له ، والمقاطعة هي أسلوب الضعفاء حين يعجزون عن الرد ؛ فيرغبون في الشعب على غيرهم .

ولحسن الاستماع فوائد منها :
- حسن الفهم بين الطرفين .
- عدم الاعادة والتكرار .
- يمكن المستمعين من فهم أراء المتحاورين ، وفهم وجهة نظرهم ، والاستفادة من طرحهم .

وقد يحتج البعض عند مقاطعة الطرف الآخر بأنه يفعل ذلك خوفا من نسيانه لفكرة في الموضوع وهذا خطأ ؛ لأن الواجب عليه تدوين أي ملاحظة أو فكرة في ورقة أمامه كي يتذكرها بعد انتهاء الطرف الآخر من الحديث .
وللمقاطعة سلبيات منها :

- تضجر الطرف الآخر من ذلك مما يدفعه للمعاملة بالمثل .
- إضاعة الوقت .
- ضياع الحق في المحاورة .
- عدم تفهم أحدهما لوجهة نظر الآخر.

10- التركيز على الرأي لا على صاحبه :
في الحوار تكون هناك قضية معينة يحاول طرفا الحوار إثبات صحتها ، أو أن أحد الطرفين يحاول تعريف الآخر بمعلومة معينة ، فالواجب في هذه الحالة التركيز على القضية المطروحة ومناقشة الرأي بالأدلة العلمية ، واستخدام أسلوب رد الرأي مهما كان صوابا أسلوب يلجأ إليه الضعفاء ، فتراه يغفل القضية المطروحة ويحرج الطرف الآخر باسلوب يتسم بالجهل ففي الحوار لا ينظر إلى من قال القول بل الأهم صحة هذا القول.

11- عدم السخرية من الخصم :
يلجأ بعض المتحاورين إلى السخرية من الطرف الآخر ؛ بغية إحراجه ، وبيان ضعفة ، إن السخرية بالطرف الاخر ستجعله يخرج من طوره ؛ وبالتالي سيحاول هو السخرية مما يجعل الحوار يتحول إلى مهزلة ، والسخرية لا تكون بالقول فقط بل قد تدخل فيها الإشارة كالنظرة المصحوبة بالإحتقار ، بما يلابسها من وضوح هذا الإحتقار في ملامح الوجه .

12- الإلتزام بوقت محدد:
يدخل بعض المتحاورين في المحاورة وهو يرغب في أن يستأثر بالكلام وحده ، وهذا خطأ لأن في ذلك تضييعا للوقت ، وظلما للطرف الآخر .
وأسباب الإطالة تتلخص فيما يأتي :

- الإعجاب بالنفس .
- الرغبة في الشهرة والثناء .
- أن يظن أن ما يتحدث به للناس يعد جديدا عليهم .
- عدم الإهتمام بالآخرين .

لذا لا بد أن يعطي كل طرف من أطراف الحوار الآخر بفرصة للتعبير عن رأيه وتوضيحه وبيان الأدلة عليه ، على شرط أن تكون فترة كل منهما إن لم تكن متساوية ، فعلى الأقل متقاربة فلا يطيل أحدهما ، وهذا يظهر في بعض الحوارات خصوصا التي تنعدم فيها آداب الحوار فكل طرف يرغب في أن يتكلم وحده ، ولا يعطي الآخرين الفرصة في النقاش وإبداء الرأي .

13- الرد على كل شبهة بما يناسبها :
خلال الحوار قد تظهر بعض الشبه عند الطرف الآخر ، وينبغي الرد على الشبهة بما يناسب ، وتفنيدها وبيان عدم صحتها ، لأنه في الحوار يكثر إيراد الشبه التي ربما كانت عائقا أمام اقناع الخصم وإذعانه ، وغالبا ما يطرح الخصم المعاند مثل هذه الشبه للإعراض عن الحق أو للتلبيس على محاوره ، أو لتضييع الوقت والهروب من الحوار والمناقشة .

14- ضرب الأمثلة :
في الحوار يفضل للمحاور أن يؤيد كلامه بمثال ؛ ليقرب الفكرة التي يدعو إليها لكي يفهم الآخرين . فالمحاور الذكي هو الذي يحسن ضرب الأمثلة، ويتخذها إما وسيلة لتقريب وجهة نظره من السامع وشرحها ، وإما لاقناعه بفكرته ، والأمثلة الجيدة تفيد مع العالم كما تفيد مع دونه ، وتؤثر على الكبير كما تؤثر على الصغير .

15- ذكر المبررات عند الإعتراض على أقوال المتحاور :
عند إعتراض أحد المتحاورين على الآخرين ، الواجب أن يبين للآخر المبرر لهذا الإعتراض والأسباب التي دعته إلى تقديم اعتراضه ، والمتحاور العاقل لا بد أن يحترم الآراء ، ويقدر الإفهام ، ويراي الحقائق ، فإذا أنكر بأدب ، وإذا اعترض فبسبب ، وإذا استدرك على خصمه فبلباقة وحسن أداء ، فإن ذلك مما يساعد النفوس على التنازل عن أرائها القديمة.

16- إشعار المحاور بالمحبة رغم الخلاف :
إن اختلاف وجهات النظر لا ينبغي أن تقطع حبل المودة ، ومهما طالت المناظرة أو تعدد الحوار أو تكررت المناقشة ، فلا يليق أن تؤثر على القلوب ، أو تكدر الخواطر ، أو تثير الضغائن .

17- إنهاء الحوار بأدب ولباقة :
كما أن للحوار بداية فلا بد أن تكون له نهاية ، وعادة ما ينتهي الحوار إما باقتناع الطرف الآخر أو عدم تقبله ، ولكنه على الأقل استمع لوجهة نظر الآخر . ولكن هناك حالات ينبغي إنهاء حوار المتحاورين فيها ومن ذلك:

- إقفال الطرف الآخر عقله أو اصراره على رأيه ، وعدم تقبله الاستماع لرأي غيره .
- تحول المحاورة إلى إستهزاء وسخرية .
- تحول الحوار إلى كذب وافتراء .
- وجود اختلاف على أمور أساسية لا يسمح الوقت بالتحاور فيها .
- عدم وجود الجدية لدى الطرف الآخر أو لعدم قدرته على المحاورة .
- غضب أحد المتحاورين .
وعند إنهاء الحوار لا بد أن يكون ذلك بطريقة مهذبة لا تدل على العجز والهزيمة بل على الثقة .

آداب بعد الحوار:
بعد الإنتهاء من الحوار فهناك آداب ينبغي الأخذ بها لضمان الاستفادة من الحوار الذي حصل ، وهذه الآداب إن لم يؤخذ بها فإن الحوار قد انتهى بغير فائدة ، ومن هذه الآداب :

1- الرجوع إلى الحق والإعتراف بالخطأ:
خلال الحوار أو في نهايته قد تتضح لأطراف الحوار بعض الحقائق والأمور الواضحة التي يتحتم على الطرف المخالف الرجوع إلى الحق عندها . وقبول الحق أو الرجوع اليه ليس بالأمر السهل وفيه من الصعوبة على النفس خصوصا إن لم يعود الانسان نفسه على ذلك .

2- احترام الرأي المخالف :
يرى بعض الناس أن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ وأن غيره لا يمكن أن يكون على صواب وهذا الأمر غير صحيح ، وذلك أن رأي إنسان قد يتطرق إليه الخطأ ، الا من عصمه الله عز وجل .

3- اجتناب الاعجاب بالنفس :
بعد انتهاء المحاورة وخروج أحد الطرفين منتصرا فيها بقوة حجته وقدرته على اقناع خصمه فإن الشعور بالسعادة لهذه النتيجة أمر طبيعي ، غير أن هذا الشعور قد يتحول إلى الاعجاب بالنفس .

4- تجنب الحسد :
بعد انتهاء المحاورة قد يتأثر أحد أطراف الحوار بالطرف الآخر إما لقوة حجته أو لحسن عرضه أو لبلاغته أو لسعة علمه أو لغير ذلك من الأمور ، وهذا التأثر له احدى حالتين :
- الحسد ( وهو أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها )
- الغبطة ( وهي أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها ولكن تشتهي لنفسك مثلها ) وقد يطلق عليها المنافسة .
وفي الحوار قد يحدث نوع من التنافس ويرغب كل منهما في اظهار رأيه وبيان صحته وهذا غير الحسد .

5- عدم الغل والحقد :
ينتهي الحوار أحيانا بظهور أحد طرفي الحوار على الآخر وهذا الأمر طبيعي يعود إما إلى قوة حجته أو سلامة أسلوبه أو غير ذلك ، والمتوقع استفادة الطرف الثاني من هذا غير أن بعضهم قد ينتهي به الأمر إلى الحقد و الغل .
وقد يبدأ الحقد خلال الحوار ، فتجد المحاور لا يأخذ بكلام الطرف الآخر ويزداد الأمر سوءا إذا ظهر الطرف الآخر عليه فإنه بذلك يتربى الحقد في نفسه . والغل والحقد بعد انتهاء الحوار يهلك صاحبه فهو يغلي في داخل نفسه رغبه منه في الانتقام ، وهذا أمر يؤدي به إلى خطر عظيم فهو بهذا الأسلوب سيهلك نفسه ، وعلى المسلم توطين نفسه بتقبل الأمور فإن انتهى الحوار بعدم ظهوره فعليه تقبل الأمر ، والاستفادة من نتائج الحوار .

6- الابتعاد عن الغيبة :
بعد انتهاء المحاورة ولم يقتنع أحد طرفي الحوار بوجهة نظر الآخر ، فإنك قد تجد أحدهما في هذه الحالة يلجأ إلى غيبة أخيه ويتكلم فيه في المجالس وهذا من الأمور المحرمة .

وتحدث الغيبة نتيجة الغل والحقد الذي يكون داخل النفس فتجد المتحاور وقد أقنعه الطرف الآخر خلال الحوار ، يلجأ إلى الغيبة والاساءة إليه ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
وقد يذكر أحد طرفي الحوار الطرف الآخر بكلام فيه نقص من ناحية البدن أو النسب أو الخلق أو اللبس أو المشي أو الكلام أو غير ذلك من الأمور التي تعد من المساوئ وفعله هذا يعود إلى رغبته في إشفاء الغيظ ، ورفع النفس بما ليس فيها .

مزاجي شحيه
11-29-2007, 02:55 PM
يسلمووووو ع الموضووووووووووووووع

بن حامد
11-29-2007, 03:52 PM
يعطيك العافيه على هذا الطرح المميز

دروب الخير
11-29-2007, 06:31 PM
مشكورين على المرور

*DALLO3H*
11-29-2007, 06:57 PM
شكرا على الموضوع الرائع ونتظر جديدك وفعلا الموضوع يستاهل القراءه

lock
11-30-2007, 01:20 AM
راااااااااااائع جدا ما خطه قلم ( الكيبورد :) )
تسلم والله

ميسي مارادونا
11-30-2007, 02:13 AM
وما اجمل اتقان فن الحوار ..

بل هو طريق لمحاورات هادفه .. ونتائج مرضيه لكل اطراف الحوار ..

تحية احترام لك على طرحك الهادف ..

دروب الخير
11-30-2007, 08:19 AM
مشكووووووووووووووووووووورين على الردود الحلوه

*قمر الليالي*
12-01-2007, 12:50 PM
يعطيك العافيه مشكور على هالطرح الرائع..

مزيد من التقدم .

تحياتي..
..نوفا..

ولد راكـ
05-18-2008, 02:52 AM
هنالك العديد من الرسائل حفرت بأعماقنا
تاركة خلفها الكثير من الحزن والأسى
وددت أن أضعها بين أيديكم آملاً أن تحوز على رضاكم








تعال ووقع بجرحك أنا قلبي كتاب جروح
ما يهمك ترى غيرك جرحني ما افتكر فيني
زوايا القلب تتألم وشرخ في الحنايا ينوح
وعبره تخنق إحساسه ودمع راجف بـعيني
زمن فيه الوفا ولى وسيف الغدر به مسموح
يسله من هوى ذاته ويهوى بس يشـقيـني





علميني !؟
لاسألني الشوق ويني !؟
تسأليني ‍‍!؟
أنت وين ؟
واسمعيني ‍!؟
لاصرخ هالجرح فيني !؟
وأسأليني !؟
يعني وين ؟
يعني وين !؟
في دهاليز التعب !
في ممرات الهموم !
عند ركنك يالضياع !
عند بيتك يالحنين !
وتسأليني !
يعني وين؟!!





الموت أحتضن روحي ونفسي من يعزيها
أنادي والكفن بيدي على تشييع جثماني
رغم هذا تذكر وصيه طالبك فيها
تجي بيدك تكفني وبعدما أموت تنساني
سموحه ياسبب ماصار عيونك لاتبكيها
أنا كلي فدى دمع تهلينه على شاني





جيتــك "بقايا حــي" كل اكثرهـ مات ..
وصلت لك بـ اخر رمــق من حياتـي ..
جيتــك خوي الخوف في رحلهـ الــذات ..
بين الرجــا .. وظروفي القاسيـــاتـي ..
جيتك من الفرقا كثير التلفّــــــات ..
جيت انتحر في نجلك الناعــســــاتي
جيتك مزيــج جروح ودموع وآهـات
نديم لــ عيون الاسف والشمــاتــي
جيتك شظايــا تشتعل شوق بــ سكات
ما ادري حزن مدري سعــادهـ سكاتي
جيت استظلك من شــموس المتاهـــات
عيت تظللني تحتهـــا عباتـــــي
وابـي... أتعافـى عقب عذاب المعانــاة
على أرصفة اشواقـــك الدافيــاتي ..





كنت اتقاسم كل الاحزان وياك
رضيت معك بكل هم ورضيتك
واليوم يوم احتجت لك صرت ما القاك
وانا احسبك عندي متى ما بغيـــتك





فقير الحظ مـن مثلـي يعانـي لوعـة الأيـام
ولا له بالهوى فرصه يحقـق أصغـر احلامـه
أنا تاهت بي الدنيـا وتاهـت فينـي الأوهـام
وقلبي كم شكى حظه وفكـري يشكـي اوهامـه
بلا حاضر ولا ماضـي ولا حتـى أمـل قـدام
جفتني فرحة الدنيا وعمـري ذبلـت اعوامـه
أنا يائس .. أنا بائس .. أنا كتلـه مـن الآلام
فراغ العاطفـه والحـب يزيـد بقلبـي آلامـه
أنا باقي " حطام انسان " يحـس بلحظـة الإعـدام
يعد اليوم عقب اليوم إلى من لحظـة اعدامـه
تساوت عندي الدنيا وصارت في حجم الإبهـام
ظلام و " حزن " يكسيني وحظي ويـل مـن لامـه
أنا مالي أمل في حب ولا حتـى مـع الأحـلام
أنا مجموعه من الهم وفـارس أعلـن ختامـه
بسلّم سيفي ودرعـي واكسّـر باقـي الأقـلام
وبـ احرق كل أشعاري وذكـري باطـوي أيامـه
أبـ اطوي صفحة الماضي على كف القدر وانهام
يكفّينـي ألـم كافـي وفكـري مـل بـ هيـامـه
حرام الجفن ما غمّض قضى عمري وأنا ما نام
عرضت القلب للـ عشّـاق ولكـن ماحـدٍ سامـه
أبـ ارحل آخر الدنيا مادام الحـظ لـي مـا قـام
ترى موتي بـ يكون أرحم من الهاجس واجرامـه
وبـ اطلب ربي التوبه وبـ ادعـي الواحـد العـلاّم
يهـوّن كربتـي ويغفـر لعبـدٍ كثـرت آثامـه ..





أعيش العمر من عقبك وحيـــده
واردد لك صدى صوت القصيــده
الا يا مبعد عني مهاجــر
دموعي آخر علومي الجديـده
اسافر وابتعد عنك والاقـي
رماد الشك للخافق حصيـده






الا يــ الليل من مثلي كتـم بركان في صدرهـ ..؟!
وصـارت عـبرته تنفيـّـس لامن ثار بركـــانـهـ ..
ولاحدن راف بـ أحواله يعاني من صغــر عمرهـ
وهو يحسب سبب ضعفه صغر سنه وميـــزااانهـ
ويوم انه كبر يــ الليل صارت ضحكتـه " حسـرهـ "
كما الطفل اليتيم اللي ربــى في وسط عدوااانـهـ
قضى عمرهـ وهو يهدي لـ من هـو قابلـه زهـرهـ
ويحرم نفسه الحاجه يسـدد حاجـة اخوااانـهـ
رحوم يسامح المخطي حليم وطال بـه صبـرهـ
شجاع وقـدرهـ الدنيـا تفـرق كـل خلااانـهـ
بـ وسط الواقع الظالم يعيـش وتنقصـه خبـرهـ
وتدفعـه الريـاح ولايفيـدهـ طـول جنحااانـهـ
واذا مرت به الذكرى على ماجاهـ مـن دهـرهـ
تحطم وارتعد جسمه ويعجـز ينطـق لسااانـهـ
الايامن يخفـف عنـي اللـي سابقن ذكـرهـ
ويشفي قلبي المرضـان غيـر الله سبحااانـهـ
الا يالله " متّعنـي " قـبـل لامــوت لو نـظـرهـ
واشوف الفرح بـ عيوني ودمعي فارق اوجااانــــه .. !

بوس خورخوير
05-18-2008, 05:39 AM
موضوعك عجبني الصراحه
تسلم الغالي ع الموضوع الجميل والمؤثر والمعبر عن كلمات خارجه من القلب الحزين
تسلم وما قصرت ^_^
تقبل مروري

البوس

توفي
05-20-2008, 04:45 PM
كلمات الموضوع ووايد حلوه
والله تأثرت بالكلمات

تسلم يا خوي على الطرح الرئع ..............................

مهاري ..
05-30-2008, 01:41 PM
ابدعت =)







..

كذا من ربي حبيتهM
05-31-2008, 07:55 AM
امنيتي ان تصاب بفشل كلوي !!!
حتى اثبت لك حبي واتبرع لك بكليتي؟؟؟



هههههههههههههههههه

وحيد بدنيتي
06-04-2008, 04:42 PM
يسلموووووو