المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليل و آخره


عسووولة
07-13-2010, 12:24 AM
مقال لسوزان المشهدي


حاولت كثيراً استيعاب كلمة مجتمع محافظ، وأعترف بأن كل محاولاتي باءت بالفشل، لأن ما أراه أمامي ليس فقط كمجتمع سعودي إنما «كمجتمع عربي بصفة عامة» بعيد كل البعد عن معنى كلمة «محافظ».

محافظ تعني في نظري ونظر الكثيرين والكثيرات الذين أثرت معهم هذا الموضوع في محاولة لجمع تعريفات خاصة تمكّنني من وضع الكلمة في سياقها الصحيح وفي معنى «يفهمه الجميع ويتفقون عليه» فلم أجد، والذي لاحظته بكل أسف هو المعنى العام للكلمة الذي أصبح الاختباء والاختفاء والالتفاف حتى لا يعلم أحد ماذا تفعل، أو كيف تفكّر، بماذا تؤمن، بدلاً وعوضاً عن التمسّك بالدين والأخلاقيات حتى أصبح المجتمع العربي غامضاً حتى على نفسه.

يقول الشيء ويدافع عنه بشدة ويفعل نقيضه في الوقت نفسه، يغضب بشدة عند رؤية مسلسل به نساء، ولكنه لا يعترض إذا امتلأت بعض ملاحق الصحف بإعلانات خادشة للحياء وجمل تحمل الكثير من الإيحاءات تجذب النظر وتشغل بال صغار السن.

مجتمع يغضب بشدة إذا خرجت علينا دكتورة في العلاقات الزوجية تشرح بأدب جم طبيعة العلاقة ومشكلاتها التي قد تصادف البعض، ولكنه يصمت عندما يقرأ ملحقاً في صحيفة ما يتحدث عن بخاخ مثير أو زيوت معطرة أو آلات جذب وشد وغيره.

لفت نظري الأسبوع الماضي ملحق تابع لإحدى الصحف يحوي العجب العجاب، فما بين «لا تخجل ولا تتردد بادر/ بادري بالاتصال فلدينا وحدنا حل مشكلتكم الخاصة. إلى الليلة ليلتك يا عريس مع زيت الضب وزيت النمل وزيت الفأر وزيت التماسيح... حياتك ستتحول إلى بمبي

الليل وآخره والخميس خميسك» وغيرها من الإعلانات المخجلة التي لا أعلم كيف ظهرت على العلن بهذه الصورة المزرية والتي يتلهف عليها صغار السن والمراهقون والمراهقات الذين أصبحوا على دراية وخبرة «غير صحية» بناء على هذه الإعلانات الغريبة.

شيء آخر لفت نظري في بعض المنتديات العربية والسعوديه أيضاً استخدام الألفاظ الإباحية التي لا تخدم الموضوع نفسه «كيف تغرين زوجك وكيف تحققين ليلة حمراء لا تُنسى».

واللافت للنظر بشكل يدعو للدراسة والتقصي الأسلوب الذي تعرض به المشكلة أو الموضوع، والأعداد الكبيرة التي تشارك بالطبع وخلف أسماء مستعارة، ما أراه أمامي يُسمى «سعاراً جنسياً» غير مرشد، وجوعاً ونهماً لبعض المعلومات التي قد تكون غائبة ربما بسبب ما نسميه «محافظة» لا تغيب عن جلسات بعض السيدات التي أصبحت أتعمد الابتعاد عنها، النكات الخارجة عن الآداب واللباقة وحتى المحافظة التي ندعيها ولا نفهمها جيداً.

هل تتحقق كلمة محافظة كما نرددها؟ الغرب الذي نتهمه بأنه مجتمع متحرر وغير محافظ لا تجد في ملحق عام أدوية ولا آلات من هذا النوع على الملأ وفي أيدي أطفال ومراهقين، وحتى الإعلانات الخاصة بالكبار فقط يسبقها تحذير ولا تظهر على الشاشات إلا في وقت متأخر من الليل مصحوبة بتحذير مناسب.

أطفالنا يتساءلون ويرددون في بعض الأحيان كلمات قد لا يفهمونها، لأنها تأتي جهاراً نهاراً بلا تحذير للتسويق لمنتج أزرق وبرتقالي وبمبي يتناسب مع إعلان الليل وآخره.

بــنــــدر
07-13-2010, 08:50 PM
الله كلام جميل اشكرك عليه
الله يعطيك العافيه
عسوله

عسووولة
07-15-2010, 12:50 AM
اشكرك ع مرورك

غاادر
07-15-2010, 12:51 AM
الليل ابو الأسرار
الف شكر عسوولة