المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمــــــــوع في حيـــــاة النبــي عليه الصلاة والسلام


ضجيج الصمت
10-13-2010, 05:11 AM
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ،
قال تعالى :
{ وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 )
، فبه تحصل المواساة للمحزون ،
والتسلية للمصاب ،
والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .

ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ،
حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ،
فتهتزّ لأجلها مشاعره ،
وتفيض منها عيناه ،
ويخفق معها فؤاده الطاهر .

ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم –
لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه
: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي –صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ،
وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول
: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه " رواه النسائي .
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم –

رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي -صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم –

من فراق قريبٍ أو حبيب ،
كمثل أمه آمنة بنت وهب ،
وزوجته خديجة رضي الله عنها ،
وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ،
وولده إبراهيم عليه السلام ،
أوفراق غيرهم من أصحابه ،
فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ،
ولا دليلاً على الضعف ،بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ،
وغير مصحوبٍ بالنياحة ،
أو
قول ما لا يرضاه الله تعالى
نقلا

عسووولة
10-24-2010, 01:40 AM
جزاك الله الف خير ع النقل الرائع

ضجيج الصمت
10-24-2010, 09:51 PM
تسلمين عسولة على مرورك للموضوع..
دمتِ بود