المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلاحم جسدي


غاادر
12-08-2010, 10:23 AM
من روائع رسول حمزاتوف شاعر داغستان العظيم قوله: (يحتاج الإنسان عامين كي يتعلم الكلام، ثم يحتاج 60 عاما كي يتعلم الصمت)!، وأتمنى أن يتقبل معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه مني هذه النصيحة الأخوية الصادقة، فأنا أرى أنه كلما خرج من (فترة الصمت) التي أعلن عنها منذ تسلمه الحقيبة الوزارية (جاب العيد) دون تحري رؤية الهلال!، فبعد أن قال لأعضاء الغرفة التجارية بأنه يخاطبهم بصفته (رجل أعمال)، مخالفا بذلك قوانين العمل التي يحرسها بحكم منصبه، خرج علينا أخيرا بتصريح يؤكد فيه أن وزارته تعمل على إيجاد فرص للمرأة دون (تلاحم جسدي)!.
بالله عليكم، هل توجد وظيفة في هذا العالم تعتمد على (التلاحم الجسدي) بين الرجال والنساء؟، اعتبروا أنكم تعيشون في أمريكا واذكروا لي وظيفة واحدة تعتمد على (التلاحم الجسدي) بين الجنسين؟، (بلاش أمريكا.. وخلونا في السعودية) وابحثوا عن أكبر متشدد في البلد وستجدون أن فكرة (التلاحم الجسدي) لم ترد أبدا في أحاديثه، اذهبوا للدويش والأحمد والسعيدي وأسالوهم: ما هي اعتراضاتكم على عمل المرأة؟!، سيقولون لكم: إننا نرفض الاختلاط، ثم (انشبوا) لهم وأسالوهم مرة أخرى: ولماذا ترفضون الاختلاط؟، سيقولون لكم: لأنه يؤدي إلى الخلوة المحرمة؟، هذه هي الحقيقة، فهم مهما تمسكوا بآرائهم ودخلوا في حوارات ساخنة مع مخالفيهم، فإنهم لا يورطون أنفسهم أبدا في مازق (التلاحم الجسدي) الذي تحدث عنه معالي الوزير، لذلك أتمنى من الزميل عبد العزيز قاسم (دبلوماسي المطاوعة) أن يحسن علاقتي مع جماعته ويقول لهم (اللي فات مات)، بعد أن اكتشفت أنهم أكثر انفتاحا من معالي وزير العمل!.
عموما، مفردة (التلاحم) مستمدة أساسا من اللحم، وتشابك اللحم باللحم مشكلة كبرى تحتاج إلى ساطور وليس إلى دراسة من وزارة العمل!، وبرغم أنني لست خبيرا في اللغة العربية إلا انني أعتقد بأن هذه المفردة مرتبطة أيضا بعملية (اللحام)، حيث يتم إلصاق قطعتين معدنيتين ببعضهما البعض عن طريق صهر أطرافهما بالنار، وحين انتشرت ظاهرة الأغاني الهابطة في مصر في منتصف الثمانينيات ظهرت أغنية يقول مطلعها: (اديني بنطة لحام كوز الغرام اتخرم)!، وأعتقد أن (اللي اتخرم) بعد هذا التصريح وأصبح بأمس الحاجة إلى (بنطة لحام) هو مبدأ الدفاع عن حق المرأة في العمل!.
وأخيرا، بما أننا أتينا على سيرة مصر المحروسة سأروي لكم هذه الحكاية، وأرجو أن لا ينقلها الزميل عبد العزيز قاسم إلى جماعته، فتفشل جهود الوساطة مع رواد الانفتاح الجدد، فخلال حفل إطلاق قناة إم بي سي دراما في دبي قبل أسبوعين شاهدت عن قرب نجمة مصر الفاتنة غادة عبد الرازق، ونظرت إليها نظرة بريئة ــ وإن كانت متعمقة ــ ثم غضضت بصري، وبعد لحظات توصلت إلى حقيقة مهمة بأنها امرأة تتميز بأن تلاحمها الجسدي منها وفيها، أي أنها لو كانت سعودية لأشغلت جميع موظفي إدارة الدراسات والبحوث في وزارة العمل!.


خلف الحربي - عكاظ