المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد : لا يقبل الصدقة ولا يورث


عبد العزيز عيد
02-04-2008, 06:58 PM
1- لا يأخذ الصدقة ويقبل الهدية
وقصة سلمان الفارسي هي الأشهر في هذا الخصوص وفي بعضها أن سلمان حين جاء المدينة قدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله فقال يا سلمان ما هذه قال صدقة عليك وعلى أصحابك فقال ارفعها إنا لا نأكل الصدقة فرفعها فجاء الغد بمثله فوضعه بين يدي رسول الله فقال ما هذه يا سلمان قال هذه هدية لك فقال رسول الله لاصحابه ابسطوا (1) وقال في ذلك ابن كثير "كان يقبل الهدية و يثيب عليها ، ثبت ذلك في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، و ما ذاك إلا لما يرجو من تأليف قلب من يهدي إليه ، بخلاف غيره من الأمراء ، فإنه قد صح الحديث أن هدايا العمال غلول ، لأنها في حقهم كالرشى لوجود التهمة (2)

2- لا يورث وما تركه صدقة
وهو أنه صلى الله عليه و سلم لا يورث ، و أن ما تركه صدقة ، كما أخرجاه في الصحيحين" عن أبي بكر رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها سألته ميراثها من أبيها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :
لا يقسم ورثتي ديناراً ما تركت بعد نفقه نسائي و مؤنة عاملي فهو صدقة " (3) وروى الترمذي بإسناد جيد في غير الجامع "عن أبي بكر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم قال : نحن معشر الأنبياء لا نورث "(4) وتلحق هذه الفضيلة فضيلة آخرى هي عدم آخذ الزكاة فإنها حرام عليه وشاركه في ذلك ذوو القربى بسببه أيضا فالخاصية عائدة إليه فإنها أوساخ الناس(5) كما أخرجه مسلم ومنصبه منزه عن ذلك وهي أيضا تعطى على سبيل الترحم المنبئ عن ذل الآخذ فأبدلوا عنها بالغنيمة المأخوذة بطريق العز والشرف المنبئ عن عز الآخذ وذل المأخوذ منه (6)
والحكمة في كون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يورثون فيه أوجه أحدها : لئلا يتمنى قريبهم موتهم فيهلك بذلك ، ثانيها : لئلا ينفر الناس عنهم ويظنوا فيهم الرغبة في الدنيا وجمعها لوراثهم بهم ، ثالثها: لئلا يفتن بعض الذين أسلموا وتابعوهم بظنهم فيهم الرغبة والجمع لوراثهم .. وقيل أن ذلك يخالف قوله تعالى عن زكريا " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب "وقوله تعالى "وورث سليمان داود " فقالوا المراد الوراثة في النبوة والعلم والدين لا في المال.

---------------------------------------------
(1) مجمع الزوائد وقال فيه الهيثمي رواه أحمد والطراني في الكبير
(2) السيرة لابن كثير ( 3 ) صحيح مسلم 1760
(4) مسند الربيع للربيع الأزدي دار نشر بسلطة عمان
(5) الوسَخ: ما يعلو الثوب والـجلد من الدرَن وقلة التعهد بالـماءِ؛ (لسان العرب )
والحديث بصحيح مسلم برقم 1072 وفي المستدرك قول الحاكم " 6048 عن حكيم بن حزام قال ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني وألحفت عليه فقال ما أنكر مسألتك يا حكيم إنما هذا المال خضرة حلوة وإنما هو ذلك أوساخ أيدي الناس ويد الله فوق يد المعطي ويد المعطي فوق يد السائل ويد السائل أسفل الأيدي " ثم عقب وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وفي معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي تفسير معنى الأوساخ بحديث آخر رواه عن علي رضي الله عنه قوله " ثم قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه وسلم يستعملك على الصدقات فسأله فقال ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس
(6) غاية السول في خصائص الرسول

بن حامد
03-30-2008, 06:41 AM
أخي عبدالعزيز !!!!!!!!! بارك الله فيك