المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل ملتحي داخل محل بيع لانجري - ملابس نسائيه داخليه -


الحر الأبي
01-12-2011, 09:50 AM
في مقالين متتالين، تسرد الكاتبة الصحفية حليمة مظفر في صحيفة "الوطن" واقعة دخول رجل "ملتح" للتسوق في محل للملابس الداخلية النسائية "لانجري"، في وقت ذروة العمل والمحل ممتلئ بالنساء، وتتساءل الكاتبة ماذا يفعل "ملتح" في هذا المحل؟ مستغربة سماح الحراس بدخوله لمجرد أنه "ملتح" رغم أن دخول الشباب أو الرجال دون عائلات ممنوع، مطالبة بتطبيق القانون على الجميع سواء، ومناشدة رئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإلزام منسوبي الجهاز وضع بطاقة تعريفية وإشارة واضحة في ثيابهم حين يمارسون مراقبة الناس والتجول بين العامة، حتى لا يستغل ضعاف النفوس الفرصة للتشبه بهم وفرض سلطتهم وتطفلهم بما يسيء لجهاز الهيئة، ففي مقالها "ملتحٍ بين النساء بمحل لانجري!" تقول الكاتبة: "الموقع: أحد المولات الكبرى يقف على أبوابه حراس أمن لمنع دخول الشباب والرجال دون عائلات، لكنهم يسمحون لمن يلتزمون المظهر المتدين ثقة بهم! (أتساءل: أليسوا رجالاً)؟! الزمان: بعد صلاة العشاء، المحل: لبيع الملابس الداخلية النسائية.

الحدث: المحل مزدحم بالنساء، ويتنقل بينهن الباعة الوافدون لتقديم خدماتهم للمتسوقات في ظل عدم توظيف بائعات، وامتلاء المحل جعل أزواج بعضهن يضطر ذوقيا إلى الوقوف خارجه، وسط ذلك تتفاجأ برجل ملتح وبمظهر متدين يشق طريقه داخلاً بينهن دون تحفظ، ليعطي انطباعاً وهو يوزع نظراته يمنة ويساراً بثقة على البضائع المعلقة، وكأنه مراقب أو منتسب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويزيد الشعور بهذا الانطباع طريقة تعامله مع الباعة الذين خافوا أول ما رأوه، ولم يجرؤ أحد إلا على قول "تحت أمرك" لكني لاحظتُ أنه يحمل كيساً في يده يُظهره متسوقاً".

وتعلق الكاتبة: "في الحقيقة شعرتُ بالغضب من هكذا رجل يتوسط محلاً نسائياً مزدحماً، ولو كان فارغاً لما شعرت بذلك، فمظهره المتدين يفرض على أمثاله التزام سلوك الحياء بعدم محاشرة النساء في هكذا محل! أو لماذا لم يصطحب زوجته على الأقل؟ وإن كان ممن يمنع زوجته السوق فلماذا لم يختر أوقاتاً مناسبة لتسوقه؟ وهل يرضى وفق ما يبدو على هيئته لآخر يتوسط النساء وحيداً وزوجته ضمن المتسوقات؟ حتماً مثل هذا السلوك يسيء للمتدينين الصادقين قلباً وقالباً"، وتروي الكاتبة كيف رفعت صوتها وهي تسأل البائع عن الرجل، ليقترب الرجل الملتحي ويسأل: "سمعتك تقولين كذا وكذا.. أنتِ تقصديني؟ فأجبتُه "بتشوف رجال غيرك يحاشر النساء ويزاحمهم دون حياء في المحل؟!". وتضيف الكاتبة بعدما اكتشفت أنه مجرد متسوق وليس عضواً بالهيئة "أربكه كلامي، لأثق أنه مجرد متسوق يستغل مظهره، فقال: (أنتِ اتقي الله، تتسوقين دون محرم معك وما تخافين الله كاشفة وجهك؟) فقلتُ له بسخرية وقد بلغت هدفي في تأديبه، وأنا على وشك الخروج: (أنا في محل نسائي، لكنك أنت من يفترض أن يصحب معه (محرمة/ زوجة) لتدخل بك هذا المحل".

وتعلق الكاتبة على الموقف بقولها: "أستغرب في مراكز التسوق التي يمنع فيها حراس الأمن دخول الشباب أو الرجال دون عائلات، تجدها تسمح بدخول مراهقين أو شباب دون عائلات لمجرد أنهم ملتحون ومقصرون الثوب، وهو أمر يثير الغرابة فعلاً، إذ لا يمكن الثقة بالأشياء لمجرد مظهرها، وعلينا الخروج من ثقافة القشرة المتقولبة بالتدين إلى حقيقة الأشياء وتطبيق النظام ما دام تم وضعه.. وتصرفي مع هذا (الملتحي) منبثق من مبدأ يُفرض علينا (إنكار المنكر) حين رأيته منه، ما دام تم فرضه على الجميع دون استثناءات (مظهرية) ولا أظن أن تصرفه مقبول عند من التزم مبدأ التدين قلباً وقالباً"، وتنهي الكاتبة بقولها: "وأخيراً، أحمل هنا رجاء لرئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإلزام منسوبي جهازه، سواء كانوا موظفين أو متعاونين، بوضع بطاقة تعريفية وإشارة واضحة في ثيابهم حين يمارسون مراقبة الناس والتجول بين العامة، حتى لا يستغل ضعاف النفوس ممن يستغلون "شكلانية التدين" للتشبه بهم وفرض سلطتهم وتطفلهم بما يسيء لجهاز الهيئة".