المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشت المسؤول


عسووولة
01-13-2011, 01:19 PM
«بشت» المسؤول







أتساءل ما سر الاهتمام بالمظاهر البراقة لدى المسؤولين السعوديين؟ ولماذا الإصرار على هذا «البرستيج» المبالغ فيه.




في السعودية من النادر أن تقابل أصحاب المعالي والسعادة إلا والبشوت ترتقي على أكتافهم.




وفي المناسبات الرسمية، يسبقهم جيش من موظفي العلاقات العامة والقهوجية والمبخرين وفاتحي الأبواب، وآخرين ليس لهم أي داعٍ، لتجد أن هناك زحاماً كبيراً يسيء الى التنظيم.




يخيل لك في بعض المناسبات أن المسؤول من كوكب آخر، أو على الأقل من طبقة مختلفة، لدرجة تشعر فيها أنك مواطن من الدرجة الثانية.




في المناسبات، لاحظ أن الوزير أو الوكيل أو المدير العام، أو أياً كانت درجة «مسؤوليته»، يبتعد جغرافياً عن دائرة الجماهير بدلاً من أن يكون قريباً منهم.




حتى في الزيارات للمستشفيات، أو المراكز الاجتماعية، أو مراكز الأطفال، تجد «بشت» المسؤول يتقدمه! الواضح أنه لا فرق بين الزيارة، إن كانت اجتماعية أو إنسانية أو حتى رياضية، فلا بد للبشت أن يكون حاضراً.




سؤال يتبادر إلى ذهني: هل من العيب أن يركب مسؤول الطائرة من دون «بشت»؟ أم أنه ختم رسمي لا بد من وجوده؟ أم أنه ضرورة للفت الانتباه والتعريف بالشخص لمن لا يعرفه؟




هنا أيضاً مفارقة «تضحكني»، وهي أن أصحاب المعاريض يحرصون على أن يرتدوا «البشوت»، ويبدو لي أنها محاولة للمقاربة لذهنية المسؤول وإشعاره بأن أصحاب البشوت يحتاجون «معاليك».




ما أردت التركيز عليه هو كيف يعيش بعض المسؤولين للكرسي، وربما يموت أيضاً من أجله، وهنا أعود للتساؤل كم نسبة كبار المسؤولين الذين تشاهدهم مع زوجاتهم في الأسواق؟ أو يشارك أبناءه اللعب في «الملاهي»؟ هل يعيش المسؤول حياة اجتماعية طبيعية، ويمارس نشاطاته الأسرية بكل أريحية؟ هل هي ضريبة الكرسي مثلاً؟ أم هي عُقد وقيود ابتغيناها لأنفسنا وعشنا فيها كمن كذب الكذبة وصدقها.




شاهدوا بعض المسؤولين عندما يعلم بإعادة التشكيل ويخشى الإحالة إلى التقاعد، كيف يكون حالهم، وعند التقاعد كيف ينقلبون ويدخلون كل «واسطة» في مسيرتهم المهنية ليكون على أقل تقدير ضمن أعضاء مجلس الشورى، وكأن المنزل سجن، وكأنه دخيل على أسرته التي غاب عنها طويلاً بسبب «المنصب»... ليبقى السؤال قائماً: لماذا يا بشتي العزيز؟




هل حضرتم مناسبات رسمية في قطر، أو حتى الإمارات؟ أنا حضرت، ووجدت البساطة والسهولة والبعد عن المظاهر الكذابة.




سأختم بقصة شهدتها في الدوحة إبان قرعة كأس آسيا، إذ كان هناك حفلة «كوكتيل» قبل بدء المراسم، وكان هناك أمام المدخل شخص ذو مظهر «عادي»، فذهبت بطبعي (العجل) كغالبية السعوديين، لأسأله متى يفتح الباب؟ وكم مدة العرض؟ وما إلى ذلك من الأسئلة «التافهة» التي «امتحنته» بها، إلا أنه كان طويل البال معي، وأجابني عن كل أسئلتي من دون تردد.




عندها باغتني أحد الإعلاميين العرب الموجودين بالسؤال: هل محدثك الشيخ جاسم ابن أمير قطر، وولي العهد السابق؟ أجبته من دون تردد: بالتأكيد لا، فهذا أحد مسؤولي التنظيم، ألا تراه من دون «بشت» وحيداً فريداً من دون مرافقين؟ وابتسمت في وجه صديقي العربي متهكماً على استفساره؟ فوجئت لاحقاً أن صديقي العربي يأتي إليّ وهو يرد لي الابتسامة المتهكمة، ويقول ضاحكاً: هذا هو الشيخ جاسم بالفعل، وهكذا يكون المسؤول الحق الذي يعمل بعيداً من «البهرجة».

ضجيج الصمت
01-15-2011, 12:22 AM
جميل أن يكون الانسان ذو مظهر يناسب منصبه لكن الاجمل أن يتواضع للاخرين ويتقرب لهم كونه شخصاً منهم قبل لبس البشت فالبساطة مطلوبة لكسر الحاجز بينه وبينهم.
شكراً لكِ عسولة على طرحك الرائع والمميز.
دمتِ بود

أمـ ـ ـواج
01-16-2011, 08:20 AM
صحيح كما ذكرتي ياعسوله

تعرفين هناك فقراء يرتدون البشت تعرفين لماذا؟؟
رمز للجاة والعز والغنى هذا تفكير بعضهم

شكرا لك عسوله

اشراقة عالمي
01-16-2011, 11:50 AM
أكتفي بقول

من تواضع لله رفعه


شكرا لك