المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ


ضجيج الصمت
01-15-2011, 02:23 AM
http://up.2sw2r.com/upfiles/5kH63929.gif (http://up.2sw2r.com/)






قال الله تعالى في سورة غافر :


((رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) ))

{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ }
http://up.2sw2r.com/upfiles/tZl63929.gif (http://up.2sw2r.com/)

الأزفة أحد أوصاف يوم القيامة و تعني القريبة الدانية كما قال تعالى: "إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا:" المعارج: - 7.

تتحدث هذه الآيات عن احد مشاهد الهول يوم القيامة.


إنه مشهد مؤثر, يهز الأعماق, فهو يجسد أحد معالم الهول العظيم والخوف الكبير من المصير المنتظر الذي ينتظر المجرمين .

http://up.2sw2r.com/upfiles/tZl63929.gif (http://up.2sw2r.com/)

سنقف عند جزء من الآية الشريفة وهو قوله تعالى : { إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين }

الحناجر: جمع حَنْجَرة وهي الحلقوم.

كاظم: اسم فاعل من كَظَم كُظُوما، إذا احتبس نفسه "بفتح الفاء". فمعنى {كَاظِمِينَ} ساكنين لا يستطيعون كلاما. والمعنى أي كاظمين حناجرهم إشفاقا من أن تخرج منها قلوبهم من شدة هول ما يرون.

هذه الجملة المكونة من خمس كلمات ترسم مشهدا هائلا لا يمكن وصف شدته في مجلدات, حيث تقف الكلمات عاجزة عن بيان ما فيه من أهوال وشدائد.

تأملوا التعبير القرآني وهو يصف ما بلغه أنفس اولئك القوم من خوف عظيم, فالقرآن يصف لنا حالتهم وقد أصبحت قلوبهم لدى حناجرهم.

http://up.2sw2r.com/upfiles/tZl63929.gif (http://up.2sw2r.com/)

هل تخيلتم هول المشهد وهو أن تكون القلوب لدى الحناجر.

إنه معلوم أن القلوب في الصدور, وليس لدى الحناجر.

إنه موقف رهيب بما في الكلمة من معنى, فوصول القـــلوب الحناجر, تعبير قرآني كناية عن شدة الفزع، وقوة الهلع، وعظم الخوف والجزع،حتى كأن مشاعر القلق والخوف تتصاعد بالقلب إلى حيث وجود الحناجر.

هذا التعبير القرآني يحمل فنا بلاغيا وهو التعبير بالكناية.

فوصول القلوب لدى الحناجر كناية عن حالة الهلع والخوف التي تصيب أولئك المجرمين يوم القيامة, كما عبر عنه القرآن في موضع آخر : {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10].

ما أعظم هذا الموقف وما أشد هوله, لقد اشتد اضطراب القلوب من فرط الجزع من هول ما يرى المجرمون من أهوال يوم القيامة فيصل بها الحال إلى هذه الحالة.

http://up.2sw2r.com/upfiles/tZl63929.gif (http://up.2sw2r.com/)

د.حجي ابراهيم الزويد

بــنــــدر
01-15-2011, 03:44 PM
بارك الله فيك اختي ضجيج

ضجيج الصمت
01-16-2011, 02:23 AM
مشكور اخوي بندر على مرورك..
دمت بحفظ الله