تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر محمد الثبيتي - قصائده وحياته ووفاته


alfares
01-16-2011, 05:57 PM
محمد الثبيتي (1373 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1373_%D9%87%D9%80)- 1432 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1432_%D9%87%D9%80) الموافق 1952 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1952) - 15 يناير (http://ar.wikipedia.org/wiki/15_%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1) 2011 (http://ar.wikipedia.org/wiki/2011)). شاعر حداثي سعودي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9). برز في فترة الثمانينات الميلادية من القرن العشرين. من مواليد الطائف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81) عام 1952 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1952) م. لديه مجموعتان شعريتان "إيقاعات على زمن العشق" و"عاشقة الزمن الوردي". يعتبر من رواد قصيدة التفعيلة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8 %A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B9%D9%8A%D9%84%D8%A9&action=edit&redlink=1) السعودية، ومن أبرز ناظيمها على المستوى العربي. ثار حول أشعاره لغظ كبير، في فترة التجاذب بين التيارات الحداثية والتيارات المحافظة بالسعودية، توفي يوم الجمعة الموافق 14 يناير عام 2011 ميلادي..




السعوديون يودعون الشاعر الذي لم يكتب سوى القصيدة ولم يورث سوى الجمال


مثقفون: نفقده الآن ونحن بأمس الحاجة إلى أمثاله

http://www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/3761/31-2.jpgاللحظات الأخيرة ..الصلاة على الراحل في المقبرة












مكة المكرمة ، جدة: علي العميري، خالد المحاميد 2011-01-16 12:30 AM
سيطرت مشاعر الفقد والحزن على الأوساط الثقافية في المملكة العربية السعودية تأثرا برحيل أحد أبرز شعرائها الذين غيروا خارطة الشعر السعودي، وأثرت تجربته في الأجيال، وكانت لافتة منذ سطوعها أواخر السبعينيات الميلادية حتى بدء نضجها وإثارتها في الثمانينيات واكتمال نضجها في العقدين الآخيرين. فبعد تجربة إبداعية ناهزت الثلاثة عقود، استقبل السعوديون بالأمس نبأ وفاة الشاعر محمد عواض الثبيتي الذي ووري جثمانه ثرى مقبرة المعلاة عقب الصلاة عليه ظهر أمس في الحرم المكي بكثير من الأسى والمرارة والأسئلة. وبينما حالت الأمطار التي هطلت على المنطقة بشدة البارحة الأولى، دون حضور عدد كبير من محبي الشاعر الراحل مراسم جنازته، إلا أن ذلك لم يحل دون تدفق مشاعر التذكر واللوعة على فقده عبر وسائط الميديا كافة، باكية رحيل صاحب ( التضاريس ) الديوان الذي مثل علامة فارقة في تجربة القصيدة الحديثة في السعودية. ومثل فتحا إبداعيا من فتوحات (الشاعر الذي صنع تاريخاً شعرياً للجمال، للصحراء، للوطن) طبقا لرئيس تحرير مجلة (سين) الإلكترونية عيد الخميسي الذي وصف الثبيتي - رحمه الله - في صفحة المجلة بموقع الفيس بوك بـ (الشاعر الأنبل والأعف، الذي لم يكتب سوى القصيدة ولم يورث سوى الجمال). ولم ينس الخميسي الدور الرائد الذي أداه الراحل في ريادته للنص الحديث حين تابع قائلا :( الثبيتي صنع بصوته المتفرد تاريخاً للقصيدة في الجزيرة العربية، دفع بشعراء، ونقاد وكتاب وحمى ثقافية إلى أقصى حدود الممكن...غنى غناءه الساطع والجليل ومضى). واختتم بالدعاء له ( إلى رحمة الله أيها الإنسان الذي عاش مرفرفاً وحراً).
أما الدكتور عالي القرشي فذهب إلى (أننا نفتقد في هذا اليوم محمد الثبيتي الإنسان، ذلك الكائن المحب للآخرين المخلص لإبداعه، إن فقدانه من بيننا لا يعني فقدانه كشاعر كبير فهو باق بتجربته الناضجة وبوصلة شعره الواضحة في تاريخ القصيدة الجديدة التي حققت تحولات على مستوى الرؤية والتقنية.
هذه الرؤية التي اتصفت بها تجربة الفقيد الراحل تجاوز بها المراحل الرومانسية والغنائية وحمل الرموز رؤى مختلفة ومنفتحة ومتعددة المستويات) .
واعترف القرشي بأنه على المستوى العربي لم تصل تجربة الثبيتي للأسف بما فيها من زخم وفرادة إلى العالم العربي، وما وصل منها لم يكن بقامة الشاعر نفسه، ولذلك ما إن يتعرف العربي على شعره حتى يحتفي به مكتشفاً أنه أمام شاعر كبير ومتفرد. وعاش ثامر الميمان الموقف بقوله ( الثبيتي هذا الذي قرأ تضاريس الأرض عاد إلى الأرض التي منحته حريته المقيدة وصوته الرافض، رحل أبو يوسف وفي ذاكرتي حشرجة صوته، ونقاء ضميره وبصمة الحقيقة التي تركها على أرض هذا الوطن، ما أسعدك وقد لحقت برحل الراحلين الكبار، مشري ، وباهيثم ، والمرحبي، والقصيبي، ومحمد عبده، وعصام قدس، والكبار فقط يا فقيدي يسكنون الذاكرة المضيئة).
وخاطب الميمان الراحل ناعيا
(شكراً ، لقد علمتنا كيف نتحدث، ومتى نصمت، وماذا نقول؟ وأضأت لنا طريق القادم، فأنت ممن رحلوا ومازلت باقيا بيننا، عزائي لك ولنا ولأهلك ومحبيك ولتضاريس الأرض وللذين صفقوا لك بصدق، وهم يعلمون بأن ثروتك ليست أكثر من الحقيقة).
ويتحسر الدكتور عايض الزهراني على رحيل الشاعر قائلاً:
( رحل سيد البيد وأنا أتمثل بيتاً من الشعر يقول:
" بدأت أنساك فلا تعجبي
لابد للشمس من مغرب"
رحل سيد البيد ولكن عزاءنا أنه أبدع لنا في رسم خريطة الشعر وغرس بيارقه في مدن الشعر، رحل صانع مفردات الشعر الحديث بعد صراع مرير مع الألم، امتزج بجسده، كما امتزج الإبداع بفنه وشعره.
رحل في زهو الشتاء الماطر، وهو ربيع في عيوننا زاهياً في ذواتنا حاضراً كبستان نخل تنساب في ظله مياه الشعر.
رحل سيد البيد، مالك الحروف، والأحزان تنساب داخلنا، ومساحات العزاء غطت أرجاء الوطن.
رحل مهندس القوافي بعدما ركضت قصائده في القوافي والقفار.
رحل سيد البيد الذي امتطى صهوة الحرف وأصبح بشارة فلاسفة الشعراء.
رحل شاعر عكاظ بعدما أضاء جميع السطور ورحلت معه آلاف الطيور.
رحل، ولكنه باسق في أذهاننا، يتغمدك الله ياسيد البيد برحمته وأدخلك فسيح جناته).
إلى ذلك تقاطرت مساء أمس على منزل الراحل في وادي جليل بمكة مواكب العزاء باكية الشاعر الذي عاش في صمت ونأي عن الأضواء ورحل في هدوء بعد ضجيج محزن أحدثته إصابته بجلطة دماغية قبل حوالي ثلاث سنوات، لم تمهله طويلا ليمضي إلى بارئه مشمولا بدعاء المحبين.
محطات في حياة الثبيتي
• 1952 ولادته بقرية بني سعد (جنوب الطائف).
• 1966 انتقاله لمكة المكرمة لإكمال دراسته فيها بعد المرحلة الابتدائية.
• 1971 تخرجه في معهد المعلمين بمكة.
• 1972 تعيينه مدرسا في منطقة جازان.
• 1975 عودته إلى مكة، واستمراره معلما في مدارسها.
• 1984 انتقاله للعمل في إدارة التعليم في قسم الإحصاء.
• 1995 اختياره رئيسا لقسم الإحصاء.
• 2006 تقاعده من العمل الوظيفي.
• الثالث عشر مارس 2009 إصابته بجلطة دماغية.
• نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، ثم مستشفى الملك عبدالعزيز.
• يناير 2010 نقله إلى مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض.
• يونيو 2001 إنهاء برنامج تأهيل طبي وعودته إلى منزله بمكة.
• 14 يناير 2011 أسلم روحه لبارئه وانتقل إلى رحمة الله.

alfares
01-16-2011, 05:59 PM
قصيدة الاسئله لـ محمد الثبيتي


اقبلوا كالعصافير يشتعلون غناءً
فحدقت في داخلي
كيف أقرأ هذي الوجوه
وفي لفتى حجر جاهليّْ؟
بين نارين أفرغت كأسي..
ناشدت قلبي أن يستريحْ
هل يعود الصبا مشرعاً للغناء المعطّر
أو للبكاء الفصيح؟
لو جرحت ذراعي ما ابتل كفي ولا معصمي
أيها النازلون فؤادي
هل صار نوراً دمي؟
قل لليلى تجئ صباح الأحد
إنها تقف الآن بين الزلال وبين الزبد
قل لها: ظاهر الماء ملح وباطنه من زبد... قل لها: أنت حل بهذا البلد
أنت حل لهذا الولد
كم هي الساعة الآن يا قائماً للصلاة؟.... قل هي الآن واقفةٌ..
قل تشير إلى نفسها كيف تغدو المدينة لو جف ماء الحياة..؟
حسناً أيها الفارس البدويّْ
هل تجرعت حزن الغداة وصبر العشي
أرى وجهك اليوم خارطة للبكاء
وعينيك تجري دماً أعجمي.

alfares
01-16-2011, 06:02 PM
قصيدة ترتيلة البدء

جئتُ عرافاً لهذا الرملِ
استقصي احتمالات السوادْ جئت ابتاع اساطيرَ ووقتاً ورمادْ بين عينيَّ وبين السبت طقسٌ ومدينةْ.. خدر ينساب من ثدي السفينةْ هذه أولى القراءاتِ وهذا ورق التين يبوحْ قل: هو الرعد يعرِّي جسد الموتِ ويستثني تضاريس الخصوبهْ قل: هي النار العجيبهْ تستوي خلف المدار الحرِّ تِنيناً جميلاً.. وبكارهْ نخلة حبلى، مخاضاً للحجارهْ
من شفاهي تقطر الشمسُ وصمتي لغة شاهقة تتلو أسارير البلادْ هذه أولى القراءات وهذا وجه ذي القرنين عادْ مشرباً بالملح والقطران عادْ خارجاً من بين اصلاب الشياطينِ واحشاء الرمادْ. حيثُ تمتدُّ جذور الماءِ تنفضُّ إشتهاءات الترابْ يا غراباً ينبش النارَ.. يواري عورة الطينِ وأعراس الذبابْ حيث تمتدُّ جذور الماءِ تمتدُّ شرايين الطيورِ الحمرِ، تسري مهجة الطاعونِ، يشتدُّ المخاضْ يادماً يدخل ابراج الفتوحاتِ وصدراً ينبت الاقمارَ والخبز الخرافيَّ وشامات البياضْ.
القرين
مقيمٌ على شغف الزوبعهْ له جانحان.. ولي أربعه يخامرني وجهه كل يومٍ فالغي مكاني وامضي معه
أُفاتحه بدمي المستفيقِ فيذرف من مقلتي ادمعهْ
وأغُمد في رئتيه السؤالَ فيرفع عن شفتي إصبعهْ
أما زلت تتلو فصول الرمالْ ؟ أُقامر بالجرحِ.. اقرع بوابة الإحتمالْ
((أأشعلت فاصلة الارتيابْ)) ؟ دمي مشرع للتحول والانتصابْ
أتدرك ما قالت البوصلهْ ؟ زمني عاقرٌ قريتي أرملهْ
وكفي معلقة فوق باب المدينةِ منذ اعتنقت وقار الطفولةِ وانتابني رمد المرحلهْ.
لدى سادن الوقت تشرق بي جرعة الماء.. تجنح بي طرقات الوباء.. تلاحقني تمتمات البسوسْ أرى بين صدري وبين صراط الشهادة شمساً مراهقةً وسماءً مرابطةً ويميناً غموسْ
المغني
ابتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ تسترسلُ اللغة الحجريةُ بيضاء كالقارِ.. نافرة كعروق الزجاجةِ
قال المغنِّي: يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ
قلتُ : يؤرِّقُـك الزمن المتقابلُ
للجرح بوابتانِ: من الخمر والزنجبيلْ
للقصيدة بحر طويلٌ وليل طويلٌ ودهر طويلْ.
قال المغني: لصوتي رائحة الجوعِ
قلتُ : لوجهك لونُ البراريَ
للجرح وجها: من ظمإٍ نادمته الحناجرُ من وطن للطريق المهاجرِ
يحتدُّ صوت المغني.. يكبِّـل في قامة الريح امرأةً وكتاباً.. وقبراً قديمْ
كيف أُغمد أوردتي في السديمْ.. كيف أُخرج من شبق الطين موتاً يتيمْ. ؟؟
إبتكر للدماء صهيلاً تدثر بخاتمة الكلمات بالبخور الذي يتناسل في الطرقات.
إبتكر للرماح صبوحاً دماؤك موغلةٌ في القناديل وجهك منتجع للغات.
إبتكرْ للطفولة شكلاً.. كتاباً تطارحه الخوفَ، تقرأ فيه محاق الكواكبِ، تكتب فيه حروف الندمْ.
إبتكر للطفولة عرساً تعلِّق فيه التمائمَ واللعبَ الورقية.. والاغنيات.
الصعلوك

يفيق من الخوف ظُهراً
ويمضي إلى السوقِ يحمل أوراقه وخطاهْ
- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟
- أنت أسطورة أثخنتها المجاعاتُ قل لي : متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ.

يفيق من الجوع ظهراً
ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ
- من يعلمني لعبة مُبهَمَهْ
- ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ.

يفيق من الشعر ظهراً..
يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ يطوح اقدامه في الهواءْ
- من يطارحني قمراً ونساءْ
- ليس هذا المساءْ ليس هذا المساءْ ليس هذا المساءْ.
الصدى
يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ:
- هذا التراب يمزق وجهي وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ.
يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ
- من قال أن النهار له ضفتانِ وأن الرمال لها أوردَهْ.
الفرس
يأبى دمي أن يستريحَ تشدُّه امرأة وريحْ.
فرس تناصبني غوايات الرمالْ كَسَرَتْ حدود القيظ.. واتجهت شمالْ.
ارقيتُ عفَّتها بفاتحة الكتابْ قبلتها.. فاهتز عرش الرمل وانتثرت قواريرُ السحابْ. اسرجتها بالحلم والشهواتِ والصبر الجميلْ عانقتها.. فامتدَّ صدري ساحلاً مراً تنوء به تواريخ النخيلْ ناجيتها : صدئت لياليك القديمة فاحرقي خَبَثَ النحاسِ وأشرعي زمن الصهيلْ.
مذ اهدرتك موانئ البحر القديمِ وأرمدت عينيك منزلةُ الهلالْ وقف السؤالْ غمرتْ جنوبَ الشمس غاشيةُ الشمالْ.
مذ كنتِ خاتمة النساء المبهماتْ يبست عيون الطير واشتعلت حشاشات الرمادْ إن قام ماء البحرْ.! يأتي وجهك النامي على شفق البلادْ يأتي طليقاً، موثقاً بالريح والريحان والصوت المدججِ بالجيادْ. إن قام ماء البحرْ.! صاغ الرمل بين مقاطع الجوزاءِ مُهراً عَيطموساً فاتحاً من قمة الأعراف ممتدٌ..... إلى ذات العمادْ.
البابلي

مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب
المسجَّى باجنحة الطير شاخت على ساعديه الطحالب والنمل يأكل اجفانه.. .. والذبابْ مات ثم أنابْ. وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليّ.. تجرع كأس النبوءةِ، أوقد ليلاً من الضوءِ، غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ.. طاف بداخلها الف عامٍ وأخرج أحشاءها للكلابْ.
هوى فوق قارعة الصمتِ فانسحقت ركبتاهُ تأوّه حيناً.. وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ تنامى بداخله الموتُ فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ.

مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ شاخت على ساعديه الطحالبُ والنمل يأكل اجفانه.. والذبابْ مات موت الترابْ.
تدلَّى من الشجر المرِّ.. ثم استوى عند بوابة الريحِ اجهش : بوابةُ الريحِ بوابة الريح بوابة الريحِ..... فانبثق الماءُ من تحته غدقاً، كان يسكنه عطش للثرى كان يسكنه عطش للقُرى كان بين القبور مُـكِبّاً على وجههِ حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير.. دار الزمـانُ ودار الزمانْ فحطَّ على رأسه الطائرانْ.

مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
باجنحة الطيرِ شاخت على ساعديه الطحالبُ والنمل يأكل اجفانهُ.. والذبابْ مات موت الترابْ وارتدى جبلاً وحذاء من النارِ
كان الصباح بعيداً وكان المساء قريباً وبينهما صفحة من كتابْ.
تلاها.. وأسقط إبهامه فوقها ثم تسرْبَلَ زيتونةً.. فأضاءْ حينها، فرّ وجه المساءْ حينها، عَرَفتهُ النساءْ.

مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ شاخت على ساعديه الطحالبُ والنمل يأكل اجفانه.. والذبابْ مات موت الترابْ.
تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ.. فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ لا تُشرق الشمسُ بعد ثلاثٍ أتى مورقاً وتكوّر في ملتقى الشاطئين وحين تساقط من حوله الليلُ كان يعاني الصداعْ الصداعُ... الصداعْ.
دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ وأصبح نصفين نصف يعب نخاع السنينِ وآخرُ يصنع آنية للشرابْ.

مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
بأجنحة الطيرِ شاخت على ساعديهِ الطحالب والنمل يأكل اجفانهُ.. والذبابْ مات ثم أنابْ. مات ثم أنابْ مات ثم أنابْ.
البشير
أنا خاتم الماثلين على النطعِ هذا حسام الخطيئة يعبر خاصرتي فأُسلسل نبعاً من النار يجري دماً في عروق العذارى أنا آخر الموت.. أول طفل تسوَّر قامته فرأى فلك التيهِ والزمن المتحجر فيهْ.. رأى بلداً من ضبابٍ وصحراء طاعنة في السرابْ. رأى زمناً احمراً ورأى مدناً مزق الطلق أحشاءها وتقيحَّ تحت اظافرها الماءُ حتى اناخ لها النخل اعناقهُ فأطال بها.. واستطالْ وافرغ منها صديد الرمالْ.
الأجنّـة
وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ ويزجرون الطيرَ..
ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ واللعب الخرافيِّ المباح. ؟؟
ماذا عن الأعراسِ، ماذا عن دم الياقوتِ والكتب المشاعهْ ؟
هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ.
سَـخَـتْ طيور النار فانتهزوا الولاده سـخـت طيور الماء فانتهزوا الولاده.
وتماثلوا للإحتلام.. تماثلوا للهاجس الليليِّ يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ هذا كتاب الرمل.. والشيطان مصلوبٌ على باب البناتْ.
وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ وأرصفة تموجْ
وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ فاحمرّت نبوءات البروجْ.
وقوافل الدهناء صاديةٌ إلى ماء السماءْ حملت عيون الماء وابتهلتْ إلى ماء السماء ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ ماء السماءْ.
قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ.
قد كنت اتلو الأحرف الأنتى وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ.. كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ عنان الشمسْ يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ.
هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ معقود على الراياتِ، شمس تستظل بها سحابهْ قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ واعتنق الكتابهْ يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ مذابهْ.
هذا الدمُ الحوليُّ منصوب على تيماءَ من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ من ذا يغنِّي : لا مساسْ. من ذا يريق الراية الحمراءَ من يحصي الخُـطَا من ذا يعرِّي قامة الصحراء من سرب القطا.

alfares
01-16-2011, 06:03 PM
يَا امْرَأَةْ
بينَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
***
يَا امْرَأَةْ
بَينَنَا بَرْزَخٌ مِنْ جُنُونِ
وسُهْدٌ تَشَرَّبَ مَاءَ العُيُونِ
وحُزْنٌ يَسُدُّ فَضَاءَ الرِّئَةْ

يَا امْرَأَةْ
بَينَنَا عَاذِلٌ لاَ يُرى
وعَينٌ مُجَافِيَةٌ لِلكَرَى
ولَيلٌ قَنَادِيلُهُ مُطْفَأَةْ
… يَا امْرَأَةْ

alfares
01-16-2011, 06:04 PM
في انتظارِ المساءِ الخُرافيِّ
ترسُو مراكبنَا البابليّةُ
خفَّاقةَ الأشرِعَةْ
وريحٌ مُحمَّلةٌ بالضجيجِ

تُديرُ نُجومَ المجرّةِ حولَ
ضِفافِ الخليجِ
وتعبثُ بالصوتِ والماءِ والأمتعَةْ
***
سماءٌ مُلبّدةٌ بالغبارِ
وليلٌ يسوقُ فلولَ النهارِ
ويُفرِغُ من عَصَبِ الضوءِ
كأسَ الهوى المُترعَةْ
***
وجوهٌ لها قسماتُ المُحِبِّينَ
تَبْعثُ مِن رحمِ الكونِ برَّاقةً
كاللآلِئِ
ينجابُ من حولها الغيمُ
والليلُ والأقنعَةْ
***
كقامةِ عُملاقِ
تَمتدُّ هذي المفازة لاهثةً
شوقها يعبرُ الحلمَ
يَفْجأ صمت المسافاتِ
والأمد السرمديّ
عشقُهَا
يَمْتطِي فرحَ الأمسياتِ
وحزن الوطنْ
ومن حولها يتألَّقُ وجهُ
الفراغِ
ورائحة الشمسِ والطينِ
تنشقّ عنها جراح المدينةِ
هنا أيُّها الزمن المتسرّبل بالوهمِ
تأتي البراعم مُثقلةً بالسؤالِ
وتولدُ كلّ الرياحينِ
مصبوغةً بدماء الطفولةِ
والموتِ
مشبوبةً بغرام الطقوسْ
وتبقى عروس الرمالِ
الجميلةِ
نحتاً بديعاً من العاجِ
والأبنوسْ
***
مساءً
مساءً
تضاءُ القناديل في الردهاتِ
وحول قباب المدائنِ
والوجد يختزل الأزمنةْ
مساءً
تمرّ السحابةُ
ينهمر الأفق اللازورديّ
نوراً
وناراً
وماءْ
وبحراً من الظمأ المتوهّج،
نحسو بقاياه
حينما يصدر عنه الرُّعاءْ
وحين يقول هجير المفازةِ
يا للسماءْ
ويا للربيع الجريءِ
الذي كان -فيما مضى-
هاجس الأنبياءْ

alfares
01-16-2011, 06:05 PM
هَل كنتَ يوماً في الحياةِ رسولا
أَمْ عَاملاً في ظِلِّها مَجْهولا

تَسخُو بروحِكَ للخُلودِ مَطيّة
وحُبِيتَ حظّاً في الخلودِ ضَئيلا

ووقَفْتَ من خلفِ المسيرةِ مُعرضاً
عَنْ أَنْ تكون معَ الصفُوفِ الأولَى

تتسَابقُ الأجيالُ في خَوضِ العُلا
وقعدتَ عنها، -هل أقولُ كسُولا-؟

ماذا أعاقكَ أنْ تَخُوضَ غِمارَهَا
سعياً، وغيركَ خاضَهَا مَحْمُولا

قالوا بِأنَّكَ في الحياةِ مُجاهِدٌ
"تَبْنِي وتُنشئُ أَنفُساً وعُقُولا"

ضَحِكُوا لِشوقي حينَ قالَ مُفَلْسفاً
"قُمْ للمُعلِّمِ وفِّهِ التبْجِيلا"

هِل أَنْصَفُوكَ بِما يصوغ بيانهم
أو عوضُوكَ عنِ الطُّموحِ بديلا

ماذا جنيتَ، سوى العقُوقِ منَ الذي
أَسقيتُهُ نَخبَ العلومِ طويلا

وجلوتَ عن عينيهِ كُلّ غشَاوةٍ
ووهبْتَهُ زهرَ الشبابِ دَلِيلا

مُتَعثّرُ الخطواتِ، مَوهُونُ القِوى
تَحنُو عليهِ مَحبةً وقبُولا

حتَّى اسْتقامَتْ بِالعلُومِ قَنَاتهُ
وخَطَا على الدَّربِ الطَّويلِ قَلِيلا

ازْورَّ عنكَ تَنَكُّراً وتَجاهُلاً
ورنَا إليكَ تَرَفُّعاً وفضُولا

فكأنَّ كَفّكَ لَمْ تَربت خَدَّهُ
يوماً، ولَمْ تَسد إليهِ جميلا

يا مُوقدَ القناديلِ نبض فُؤَادِهِ
احْذَرْ فؤادَكَ واحْذَرِ القِنْدِيلا

فالكونُ يَمٌّ زاخرٌ يُنْسَى بهِ
من شادَ صَرْحاً أو أَنَارَ سَبِيلا

والأمسُ خلفَ خُطاكَ قَفْرٌ صَامتٌ
وغدٌ أمامكَ في الطَّريقِ قَتِيلا

فَارْفَعْ بِفِكْركَ للشَّبابِ منارةً
وارْبَأ بهِ أَنْ يطلبَ التبجيلا

alfares
01-16-2011, 06:06 PM
صورة الشاعر الكبير محمد الثبيتي

http://www.althbaiti.com/images/DSC_0111.jpg

موقع الشاعر محمد الثبيتي
http://www.althbaiti.com/ (http://www.althbaiti.com/)

بــنــــدر
01-16-2011, 07:41 PM
ان لله وانا اليه راجعون
الله يرحمه ويرحم جميع المسلمين
الله يعطيك العافيه اخوي الفارس