تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اليقين - للداعية الإسلامية الدكتورة غنى حمود


لينا
03-18-2008, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اليقين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لو كانت التمرة موجودة في يدي وقلت لكم أن التمرة في يدي وصدقتموني.. فهذا يُسمى إيماناً بكلامي، أما إذا نظرتم بأم أعينكم إلى التمرة وهي في يدي.. فهذا يُسمى يقيناً. فاليقين عطاء نوراني يثبت الايمان ويشرح الصدر ويزيدنا حباً وطاعة لله رب العالمين، وينقلنا إلى حال الوصال.. لأنه إذا كان لدينا اليقين بأن الله سبحانه وتعالى هو إله حق وإله عدْل رحيم كريم عظيم.. فكل هذا يجعلنا نلجأ إليه لا لغيره، ولا نخاف ونرجو سواه، ولا نطلب إلا منه.. وبذلك نصبح متوجهين بكليتنا إلى الله تعالى، حاضرين معه بكل مشاعرنا وكأننا نراه. حينئذٍ نصل إلى مقام الإحسان كما قال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) : "اعملوا لله رأي العين.. فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
فعندما تعطي لله تعالى تتيقن بأنه يراك وعندما تمشي لله تعالى تتيقن بأنه يثيبك بكل خطوة إلى الخير وإلى الحسنات... وعندما تتكلم لله تعالى تتيقن بأنه السميع يسمعك على كل حال.. فالذي سمع الصحابية وهي تهمس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتشكو أمرها، والسيدة عائشة (رضي الله عنها) زوجته موجودة في نفس الغرفة ولم تسمع شكواها قالت السيدة عائشة بعد نزول الآيات التي تحدثنا عن شكوى هذه الصحابية: "تبارك الذي سمع شكواها من فوق سبع سموات".
فتيقن بأن الله تعالى يسمع دبيب النمل وصوت نحيبك في ظلمات الليالي.. ويسمع الذي في سِرّك ولم تنطق به.. ويعطيك ما تفكر فيه سبحانه وتعالى..أيسمع صوت دبيب النمل ولا يسمع صوت الموجوع ؟!! ...ألا يسمع صوت الذي يشتكي إليه سبحانه وتعالى .. ؟!! حاشا لجوده أن يقنط من وقف على بابه.. المهم أن تُسمعه صوتك وتدعوه وتقول له: يا رب أريد رضاك اجعلني قرة عين لرسولك محمد (صلى الله عليه وسلم).
فيجب علينا أن نتعلم اليقين كما نتعلم القرآن الكريم هكذا قال لنا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم). فعليّ أن أعلّم نفسي اليقين حتى يقوى اليقين بداخلي وحينئذٍ أستشعر بان الله تعالى لن يخزيني لأنني في كل يوم أدعوه وأقول كما علمني النبي (صلى الله عليه وسلم) : "اللهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة". الله سبحانه وتعالى سينصر أهل الإيمان.. أنظروا إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة الخندق .. كان أحدهم لا يستطيع الذهاب إلى بيت الخلاء من تكالب الأعداء عليهم، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يقين وثقة واعتماد على الله تعالى لا يوصف في هذه اللحظات العصيبة، عندما بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله تعالى الظنونا.. فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يكسر الصخرة وبيقين المعتمد على الله تعالى يبشرهم بفتح بلاد الشام واليمن والعراق ويقول : "سيبلغ الاسلام ما بلغ الليل والنهار".
وها هو سيدنا موسى (عليه السلام) أخذ قومه فلحق بهم فرعون وجنوده وعندما وصلوا إلى البحر قالوا له: أدركنا فرعون سنموت ويقضى علينا... !!
في هذا الموقف العصيب الذي لا مهرب فيه – فرعون وجيشه في وجههم والبحر من ورائهم – نادى موسى (عليه السلام) بأعلى صوته "كلا".. بقوة اليقين "كلا إن معي ربي سيهدين" – هذه قوة اليقين بأن الله هو الحفيظ والقادر والمعين والناصر سبحانه وتعالى – فهداه لشق البحر والنجاة. سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) يبكي في الغار على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ويقول: "أنا إن هلكت فأنا واحد وأنت الأمة لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا"، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوة اليقين- والجيش خارج الغار :"ما ظنك باثنين الله ثالثهما ". ولكي يصب اليقين في قلب الصّدّيق قال له (صلى الله عليه وسلم) : "لا تحزن إن الله معنا"... كم سنبذل حتى نحصّل هذه المعية (معنا) وهذا اليقين.. أم سوف يأتيان ونحن نائمين لاهين غافلين؟! ...
حالنا اليوم هزة صغيرة تزعزع إيماننا .. اللهم نسألك الثبات واللجوء إليك في الرخاء والشدة وأن لا ننساك بكل أحياننا حتى نبقى مستشعرين بإغاثتك لنا في كل حال. فإذا كنت ممن لا تعمل المعاصي تقوى بيقينك، أما إذا ارتكبت المعاصي فتقول لنفسك : لست أهلاً أن يساعدني الله سبحانه وتعالى أو أن ينظر إليّ، فإذا كنت ترتكب الذنوب تستحي حينئذ أن تلجأ إليه وأنت غافل عنه وناسياً إياه وتكون ممن ذكروا في قوله تعالى: "نسوا الله فنسيهم". والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى". ارضِ الله تعالى ولا يهمك أن يمنع عنك الخير أحد.. فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع كما علمنا رسولنا (صلى الله عليه وسلم) .
وأختم هذا الموضوع بقول للروح وللقلب اللذين يتكلمان من داخل سيدنا زين العابدين وهو يعرّفنا عن مقام اليقين قال (رضي الله عنه): "الزهد عشرة أجزاء، أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا". فأيمتى سنصل لا إلى مقام اليقين فحسب بل إلى مقام الرضا.. اللهم رضِّنا وارضى عنا.. آمين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الداعية الإسلامية الدكتورة غنى حمود

بن حامد
03-20-2008, 02:02 AM
جزاك الله خير

الشريف حامد الهاشمي
03-20-2008, 01:20 PM
مشكووووووووور بن حامد الله يعطيك العافية بارك الله فيك يعطيك الحمد وانت موضوعك مميز الي يحبه وانا كبير العمر فقط لاني انا عمري 30 ونتمى ان تكون انت عضومميز

الشريف حامد الهاشمي
03-20-2008, 01:21 PM
مشكووووووووور الله يعطيك العافية بارك الله فيك