المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسلام جندى


مجنون رسمي
09-12-2006, 04:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله
طبعا الكل بيترحم ع الكاتب المصري العبقري نجيب محفوظ
لكن خلينا نعرف شويه حاجات كده عنه بما اننا بنحبه اوي
للاسف الكاتب ده سمح لنفس ف التفكير ف الذات الالهيه بل وتصويرها بكائن ادمي
دايما اما بنجي نشتم اي حد بنصوره بحيوان بيهيج ويثور وازاي تشبهني بحيوان
مع ان الحيوان ده ما يفرقش عن الانسان غير انه ما عندوش عقل ما بالكوا باللي بيشبه الله عز وجل بحاجه تافهه من صنعه
للي ما قراش روايه نجيب محفوظ " اولاد حارتنا " واللي اتمنعت من النشر ف مصر بعد
معارضه شيوخ الازهر ليها احب اعرضهالكوا عشان تعرفوا الكاتب ده كان بيفكر ازاي
وما يجوزش ع الميت غير الرحمه

أولاد حارتنا ..




"وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً (.....) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" (البقرة 34 ـ 35).

كلنا قرأ أو سمع عن "أولاد حارتنا" للاديب نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل العالمية للآداب الانسانية.

النسخة التي قرأتها..
هى الطبعة السادسة لعام 1986م، دار الآداب ـ بيروت وتقع فى 552 صفحة من الحجم العادى وعدد فصولها 114 فصلا، بعدد سور القرآن الكريم.

منذ صدور الرواية عام 1959م، كثر الحديث عنها بسبب معارضة شيوخ الأزهر لدرجة ان طلب الرئيس جمال عبد الناصر ايقاف نشرها، وقد طلب الكاتب نفسه من دور النشر ايقاف النشر والتوزيع حتى يبت بأمرها شيوخ الازهر أنفسهم الذين عارضوها، ولكن لم يفتوا بتكفيرها ولا بتكفير الاديب النبيل نجيب محفوظ، كما هو الحال مع الاديب السورى حيدر حيدر الذى أهدروا دمه بسبب معارضتهم لروايته القديمة "وليمة لأعشاب البحر".

ومع تلك المعارضة بدأت دور النشر وبدون استشارة الاديب محفوظ، بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع وكما يقال "كل ممنوع مرغوب".
.

يسرد الاديب نجيب محفوظ سيرة اسرة عربية مؤلفة من رب الاسرة الملقب بالجبلاوي، ويصبغ عليه صبغة "الله" حيث يقول عنه فى المقدمة "كان فتوة حقاً ولكنه لم يكن كبقية الفتوات فلم يفرض على احد اتاوة ولم يستكبر فى الارض، وكان بالضعفاء رحيما" (ص 6.. اولاد حارتنا).

ثم يصف ابناء الجبلاوى ويطلق اسم ادريس على الابن الاكبر، ويأتى هذا على وزن ابليس، والابن الثانى ادهم على وزن آدم.
ادريس "ابن الهانم بنت الحسب والنسب" اما ادم فهو ابن الجارية وبهذا التفضيل خلق الله ابليس من نار وخلق آدم من طين.

يختار الجبلاوى ابنه أدهم لإدارة الوقف الكبير، فيعترض ادريس على تجاوز الاب له على الرغم من انه الأكبر سنا والاولى حسب الاعراف المتبعة بادارة الوقف.

يتجرأ ادريس فى محاججة ابيه على تحيزه للابن الاصغر ادهم (ابن الجارية) وتخطيه لابن الهانم، فيشرح الاب سبب تفضيل ادهم على الجميع لعلمه بالقراءة والكتابة والحسابات ومعاملة المستأجرين. كل تلك التبريرات لم تقنع ادريس بالعدل، فاحتج بشدة على تحيز والده الذى قام بطرده من البيت الكبير ليهيم على وجهه بالخلاء ويشقى فى حياته وتزوج ادريس من احدى الجوارى واسمها نرجس بعد ان اعتدى عليها وحملت منه.

أما أدهم فتزوج من اميمة، احدى الجوارى بالبيت الكبير وبارك الاب ذلك القران.
إدريس بدأ يحيك الدسائس لأخيه، واقنع ادهم بالاطلاع على حجة الوقف السرية وشروط الوقف العشرة، ليعلم فيها اذا ذكره ابوه بالارث، وبتشجيع من زوجته اميمة يقوم ادهم باختراق القلعة ويتجه للمكان السرى الذى يحتفظ فيه الجبلاوى (ابوه) قرب حجرة نومه بحجة الوقف السرية، وعندما هم بفتح الباب فوجئ بوقوف الاب خلفه، وضبطه متلبسا بالجرم، فطرده وزوجته من البيت الكبير.
الوقف الكبير هو الجنة. والخلاء هى الارض وحياة الشقاء.

انضم أدهم وزوجته أميمة لإدريس بالخلاء، وبدأ يشقى فى حياته ليحصل على قوته اليومى وقوت عائلته، ادريس ونرجس انجبا بنتا اسمياها هند، وادهم واميمة انجبا قدرى وهمام، وهما فى هذه التسمية يقابلان "قابيل" و"هابيل" ابناء ادم الحقيقي. اذ يقتل قدرى شقيقه همام لغيرته منه بعد ان حظى همام على تقدير وتفضيل الجد له ودعوته للاقامة بالبيت الكبير.


جبل

تكبر الحارة ويظهر فيها الحفيد "جبل" الذى يلعب دور النبى موسى عليه السلام والذى قابل الجد الجبلاوى وكلمه، وفى هذا المقابل ورد بالقرآن الكريم عن قصة موسى ما يلي: "إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوي، وأنا اخترتك يا موسي، فاستمع لما يوحي، إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكري" (سورة طه 12 ـ 14).
كذلك فى سورة القصص (آية 30 ـ 34) "قال رب إنى قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون" وفى هذا يقابل حادثة مقتل قدره على يد جبل. "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين" (سورة الاعراف آية 142). "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب" (الشورى 51).

هكذا نشأ جبل فى بيت الناظر وفى رعاية حضرته ينعم بأسعد امومة فى الحارة جميعا وادخل الكتاب فتعلم القراءة والكتابة ولما بلغ رشده ولاه الافندى بادارة الوقف واصبح يلقب "حضرة الوكيل" (ص 131) وتساءلوا عن هويته جميعا فقال جبل: "قال لى بصوته العجيب لا تخف، أنا جدك الجبلاوي" (ص 177).

فقال "انت يا جبل ممن يركن اليهم.. وما اسرتك الا اسرتى وهم لهم فى وقفى حق يجب ان يأخذوه، ولهم كرامه يجب ان تصان، وحياة يجب ان تكون جميلة، فسألته فى فورة حماس، وكيف السبيل الى ذلك؟ فقال: بالقوة تهزمون البغى وتأخذون الحق وتحيون الحياة الطيبة، فهتفت من اعماق قلبي: سنكون أقوياء، فقال: وسيكون النجاح حليفك" (ص 178).

ومعجزة النبى موسى بترويض الثعابين يصورها نجيب محفوظ بتعلم جبل لمهنة الحاوى مروض الثعابين التى تعلمها من الحاوى البلقيطي، والذى اقترن جبل بابنته، وقام جبل بتخليص بيوت الفتوات وبيت الناظر من الثعابين، فهتف له أطفال الحى مشيدين بقدرته: "جبل يا نصير المساكين/جبل يا قاهر الثعابين" (ص 192).

هذه قصة جبل، كان اول من ثار على الظلم فى حارتنا واول من حظى بلقب الواقف بعد اعتزاله، وقد بلغ من القوة درجة لم ينازعه فيها منازع، ومع ذلك تعفف عن الفتونة والبلطجة والاثراء فى سبيل الاتاوة وتجارة المخدرات ولبث بين آله مثالا للعدل والقوة والنظام.

رفاعة

بعدئذ يظهر رفاعة فى الحارة ورفاعة يمثل دور السيد المسيح عليه السلام، والاسم مشتق من رفعه الله اليه "إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، ثم إلى مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" (سورة آل عمران آية 55).

لقد كان هم رفاعة الأول والاخير سعادة الناس بتخليصهم من عذاباتهم ومن عفاريتهم التى هى مصدر عذابات الناس، وكان بعض الناس يهزأون به وبمهارته وبعض الناس يؤمنون بفنه ويحترمونه، وهو فى حارة لا تقيم لغير البلطجة والنبابيت وزنا واذا بغلمان الحارة يغنون له: "يا رفاعة يا وش القمله/مين قالك تعمل دى العملة" (ص 257).

ومن الناس الذين ضاقوا ذرعا بفنونه زوجته ياسمينة التى اعلن الزواج منها لتخليص حياتها من تهمة الزنا، "وتتابعت صرخات ياسمينة حتى تقطع قلب رفاعة ولم يعد فى وسعه الاحتمال، وهتف برجاء رحمة بضعفها وذعرها، فتساءل رفاعة، هل يرضيكم ان اتزوج منها؟" (ص 254).

وفى احدى الحالات يدور الجدال بينه وبين زوجته ياسمينة التى كانت تزدرى عمله، فقالت: "لكن كل احد هنا يعمل بأجر الا انت؟" (ص 267). ويجيبها "لولاى ما وجد الفقراء من يشفيهم، انهم يقدرون الشفاء لكنهم لا يملكون ثمنه" (ص 267).
لقد ورد فى انجيل يوحنا 803 حول قصة المرأة الزانية التى ضبطت بالزنا العلنى وقالوا له: "معلم، أمسكوا هذه المرأة فى الزنا، وموسى أوصى فى شريعته برجم امثالها فماذا تقول انت؟.. فلما ألحوا عليه السؤال، رفع رأسه وقال لهم: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر، فلما سمعوا هذا الكلام اخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحدا بعد واحد".

وهناك اشارة لتخلى الفتوة خنفس عن رفاعة وحمايته من الفتوة الاكبر بيومى وهو نفس تخلى يهوذا عن السيد المسيح وأسلمه للقتلة، "يا بنى تخلى عنك خنفس، فحياتك فى خطر" (ص 283).

"وتساءل رفاعة فى يأس:
ــ لماذا تبغون قتلي؟
فهوى بيومى بنبوته على رأسه بشدة فصرخ رفاعة صرخة عالية وهتف من اعماقه: يا جبلاوي" (ص 295).
"ثم سرى نبأ يقول:
ــ ان الرمال غربى صخرة هند وجدت ملطخة بدم رفاعة وذهب عم شافعى وخاصة اصحابه للبحث عن الجثة هناك، ففتشوا وحفروا ولكنهم لم يعثروا على شيء.

وتسلل الفتوات بليل الى المكان الذى قتل فيه رفاعة، وحفروا مدفنه على ضوء مشعل، ولكنهم لم يعثروا للجثة على اثر" (ص 299 ـ 300).
"وتناقلت الحارة قصة رفاعة على حقيقتها التى كان يجهلها الاكثرون، وتنوقل ايضا ان جثته ظلت ملقاة فى الخلاء حتى حملها الجبلاوى بنفسه، فواراها التراب فى حديقته الغناء" (ص 303).

هذه قصة رفاعة كما اوردها الاديب مع اوجه التشابه بين قصة السيد المسيح ثم يظهر بعد رفاعه قاسم الذى يلعب دوراً يشبه دور الرسول العربى محمد عليه السلام.

قاسم

إن حياة قاسم شبيهة بحياة الرسول العربى محمد عليه الصلاة والسلام، اذ يقول الاديب محفوظ عنه "وكانت قد مضت فترة غير قصيرة من حياة عم زكريا الزوجية دون ان يرزق بمولود، ولكن آنس وحشته فى تلك الفترة صغير يتيم هو قاسم ــ ابن شقيق زكريا ــ عقب وفاة والديه" (ص 310).

ألم يكن الرسول محمد يتيما وعاش بكفالة عمه عبد المطلب؟ بدأ قاسم حياته بمعاونة عمه زكريا ببيع البطاطا الى ان كبر ابنه حسن وبدأ حسن يرافق والده زكريا لبيع البطاطا، فاشتغل قاسم برعاية الاغنام "وتساءل المعلم يحيى اول ما رآه راعيا: من بائع بطاطا الى راعى غنم؟
فقال قاسم دون حرج: ولم لا يا معلم، انه عمل يحسدنى عليه مئات من التعساء" (ص 317 ـ 318). واستخدم الاديب محفوظ تعابير قرآنية "فوقف قاسم حيث ربط النعجة بجذع النخلة" (ص 323). "وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا" (سورة مريم آية 25).

وحين اقترح قاسم حلاً سلمياً يرضى اهل الحى دون ان يفتضح امر السارق، وقف لهيطة فتوة الحارة وقال بازدراء: "اقبلوا الحل يا غجر، لولا غباوتكم ما كان منقذكم راعى غنم" (ص 329). ثم فى مكان آخر حين "سأله ناظر الوقف بازدراء: أأنت راعى الغنم؟ فأجابه، انقطعت عن رعى الغنم منذ اكثر من عامين، وماذا تعمل الآن؟ ـ وكيلاً لزوجتى فى املاكها" (ص 376 ـ 377).

ألم يكن الرسول محمد (ص) راعيا للاغنام، ثم وكيلاً تجاريا لزوجته خديجة؟ "ويسأل الناظر بحدة هل انت فتوة قادر على تحدى فتوات الحارة جميعا؟ كلا يا سيدي، فصرخ الرجل: قل انك مجنون.. وارحنى ـ انا عاقل والحمد لله.
ـ لماذا شرعت فى رفع دعوى علي؟
ـ اردت العدل.
ـ لمن؟
فارتسم التفكير فى عينيه وهو يقول:
ـ للجميع" (ص 378).

وعندما اشتدت تحديات الفتوات عليه وهددوه بالقتل، قال كلمته الشهيرة: "لن أتخلى عن الأمر مهما تكن العواقب" (ص 382).
ألم يقل الرسول الكريم "والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى على أن أترك هذا الأمر ما تركته" وهذه اشارة لتمسك الرسول (ص) بالدعوة الى التوحيد بين قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام. ويذكر سيرة الهجرة النبوية الى المدينة هربا من ظلم وطغيان اهل قريش فى مكة المكرمة، وصادق والد بدرية ابنة الاثنى عشر سنة التى ابلغت قاسم بالخطر المحدق بهم

فالتفت قاسم لجمالها لعل صادق يحمل شخصية ابو بكر الصديق وبدرية ابنته تحمل شخصية عائشة ام المؤمنين التى اقترنت فيما بعد بقاسم "بدرية، ما الطفها من فتاة، فقال بدهشة تعدل خفقة قلبه، ـ البنت الصغيرة ـ فقالت وهى تدارى ابتسامة ماكرة: ـ ما انضجها وهى تقدم الطعام او القهوة" (ص 414).

ويصور عودة الرسول لمكة المكرمة واعادة فتحها وتحريرها من كفار قريش، وهم ناظر الوقف الذى يستأثر بريع الوقف مع الفتوات البلطجية، ودعا قاسم اليه اهل الحارة، واختلط جرابيعهم بآل جبل وآل رفاعة فاشار الى اعلي، الى البيت الكبير وقال:
"هنا يقيم الجبلاوي، جدنا جميعا، لا تمييز فى الانتساب اليه بين حى وحى او فرد وفرد او رجل وامرأة" (ص 441 ـ 442)،
"ذهب الناظر الى غير رجعة واختفى الفتوات. لن تؤدوا اتاوة لجبار او تخضعوا لعربيد متوحش، ولم تنعم حارتنا قبله بمثل ما نعمت به فى ايامه من الوحدة والالفة والسعادة" (ص 442)،
"راقبوا ناظركم فإذا خان اعزلوه واذا نزع احدكم الى القوة اضربوه، واذا ادعى فرد او حى سيادة أدبوه" (ص 442). قاسم يدعو الى العدل ونبذ العنف والبلطجة والمساواة بين الجميع.

هذه قصة قاسم ويظهر بعده عرفه الذى يلعب دور كارل ماركس الذى يدعو للتطوير والعلم والمعرفة.

عرفه

ظهر عرفه بالحارة متسلحا بفنونه السحرية وعلومه الطبية وادويته الشفائية من الرمد والعقم والتى لفتت الانظار اليه حتى بيت ناظر الوقف استدعاه مرارا للاستفادة من علومه وخبراته.
كان عرفه شغوفا باستكشاف حجة الوقف وشروطها العشرة المخبأة بالبيت الكبير عند مخدع الجبلاوى الجد، ذلك الاسطورة التى حيرت جميع اهل الحارة لأن احداً لم يره باستثناء جبل، فعزم عرفه على اختراق البيت الكبير وخطط لذلك العمل للوصول لحجة الوقف فاضطر لقتل احد الخدم حين تم اكتشاف امره بالبيت وحين غادر المنزل اعلن عن وفاة الجبلاوى وقد شعر عرفه بأنه المتسبب بذلك فاصيب بنوبة من القلق والندم لوفاة الجد التى ربما تسبب فيها.

واشاع الناظر ان لصوصا تسللوا ليلا للبيت الكبير فقتلوا احد الخدم فاضطربت صحة الجد الكبير فتوفى متأثرا بهذه الفعلة. ناظر الوقف يريد ادخال الرعب لقلب عرفه بعد ان فاتحه بمعرفته لكل الاعمال ومواجهته لعرفة بحقيقة قتل عرفة للفتوة سعد الله، وهدده الناظر بكشف سره لبقية الفتوات بتسبب وفاة الجد، لا بل بترويج الاشاعة لقتل الجد.

"اذا أعلنت تهمتك فلن يطالبنى احد بدليل، فى حارتنا الاشاعة حقيقة، والحقيقة حكم، والحكم هو الاعدام، ولكن خبرنى عما دفعك الى اقتحام البيت الكبير؟ ثم قتل سعد الله؟" (ص 509).
الناظر يريد الحصول على الزجاجة السحرية التى صنعها عرفة وقام بالقائها بوجه الفتوة سعد الله فانفجرت وقتلت سعد الله بمشاهدة احد اعوان الناظر الذى اخبر الناظر بالسلاح الخطير الذى يستخدمه عرفه، للحصول عليه ليتخلص بدوره من بقية الفتوات ليستأثر لوحده بريع الوقف، ولا يعود بحاجة لحماية الفتوات مقابل الاتاوة التى يعطيها لهم.

اضطر عرفه لعمل العديد من الزجاجات السرية وسلمها للناظر والذى قام بتحدى الفتوات بها.
"ولا تنس ان اهل حارتنا يقولون ان سعد الله قتل بالسلاح الذى قتل به عجاج وان الوسيلة التى تسلل منها القاتل الى بيت سعد الله هى نفس الوسيلة التى تسلل منها الى البيت الكبير من قبل، فقاتل عجاج وسعد الله والجبلاوى شخص واحد هو عرفه الساحر.

فهتف عرفه متشنجا:
ــ هذه لعنة مسلطة على رأسي" (ص 522).
وعلى الرغم من يقينه بأنه لم يقتل جده الجبلاوى وعلى الرغم من تأكيد خادمة الجبلاوى التى ظهرت لعرفه بعد شفائها وأعلمته بوصية الجبلاوي
"قال لى قبل صعود السر الالهي، اذهبى الى عرفه الساحر وأبلغيه عنى ان جده مات وهو راض عنه" (ص 538).

وعلى الرغم من تأكيد الخادمة لعرفه بأن الجبلاوى مات بين يديها ولم يكن بوسع احد ان يقتله.
"بل قتله الذى قتل خادمه، فهتفت بغضب:
ــ كذب وافتراء، لقد مات الرجل بين يدي.
فسألها عرفة بصوت غليظ متحشرج كأنه صوت ضميره المعذب:
ــ اتقسمين على انك صادقة فيما قلت؟ فقالت بوضوح:
ــ أقسم بربى وهو شهيد" (ص 538 ـ 539).

فى هذه الشهادة أيقن براءته من قتل جده الجبلاوي، فحاول التخلص من سيطرة الناظر قدرى عليه وعلى سره وتصنيعه للاسلحة الفتاكة التى يستخدمها الناظر لقتل كل من يقف فى طريقه، حتى ان عرفه لم يكن فى مأمن من خطر الناظر وجشعه، فقرر الهرب، فاكتشف امره الناظر.

"أردت الهرب وسأهربك من الدنيا كلها" (ص 545).
وبعد ان القى القبض على عرفه وزوجته عواطف، وتم تقييدهما ووضع كل واحد بجوال ومضوا بهما.

"سيلقى بكما الى قعر الحفرة ثم يهال عليكما التراب.. ورفعتهما ايد شديدة، ثم رمت بهما الى قعر الحفرة، فانهال التراب، وارتفع الغبار فى الغسق" (ص 547).
"وذاع حينها ان عرفه قتل بنفس السلاح السحرى الذى قتل به سعد الله والجبلاوي، وفرح الجميع لقتله رغم مقتهم للناظر" (ص 547 ـ 548).
"وكثر الشامتون من اهل الفتوات وانصارهم، فرحوا لمقتل الرجل الذى قتل جدهم المبارك واعطى ناظرهم الظالم سلاحا رهيبا يستذلهم به الى الابد" (ص 548).
"كان عرفه قد القى بكراسة اسراره فى الخلاء قبل ان يتم القبض عليه، وفيها وصفات اعماله السحرية واشيع بأن حنش، رفيق عرفه فتش عن الكراسة الضائعة بين اكوام الزبالة وفى المستوقد، وما ان بلغ الخبر بيت الناظر حتى ذهبت قوة من الخدم الى المستوقد ولكنها لم تجد لحنش اثراً" (ص 550).

"أخذ الناس يتهامسون فيما بينهم بأن الكراسة التى اخذها حنش ما هى الا كراسة السحر التى اودعها عرفه اسرار فنونه واسلحته" (ص 550 ـ 551)، "وانها ضاعت اثناء محاولته الهرب فحملت بالزبالة لمستوقد الصالحية حيث عثر عليها حنش" (ص 551)،
"المهم ان الناس عرفوا الرجل وما كان ينشده من وراء سحره للحارة من حياة عجيبة كالاحلام الساحرة، فأكبروا ذكراه ورفعوا اسمه" (ص 552).

هذه هى رحلة الحارة، لقد ابدع نجيب محفوظ فى اختيار اسماء الشخوص بالرواية والمستقاة من واقع الحارة والحى الذى سجل فيه رحلته الانسانية، واذكر من الاسماء على سبيل المثال: دعبس، كعبلها، عتريس، زنفل، زلقط، خنفس، بطيخه، شلضم، البلقيطي، تمرحنه، أم بخاطرها، حفوره، زيتونه.. الخ. هذه الاسماء لا تخطر ببال اى كاتب الا اذا عايش اهل الحي، وهكذا كان نجيب محفوظ يكتب واقع الحى بعد معايشته للاحداث.

ماذا قال النقاد والمتخصصون فى ادب محفوظ عن الرواية؟ قال الدكتور سليمان الشطى فى رحلة الحارة من المعاناة الى المسرات (العربى عدد يناير/ كانون الثانى 1989) ما يلي: "ان رواية اولاد حارتنا 1959م، التى اشارت اليها جائزة نوبل فى بعض حيثياتها مثلت انعطافة فى طريقة المعالجة، لقد عاد مرة اخرى الى التاريخ، ولكنه تجاوز الجو المعهود للروايات التاريخية.

لقد التقط رؤية التاريخ والمساحة الكبيرة التى تمنحها له ومزجها بنكبة الواقع، فاستعار جو الحارة جاعلاً منها مستودعاً واطاراً لمستوى العرض التاريخي، ان قارئ الرواية يحس ان زمنها ليس حاضرا ولكنه ايضا ليس ماضيا مفصولا عنا، فهو لم يغادر او مبتعد عن دنيا الحارة الماثلة امامنا، على الاقل فى ماضيها القريب جداً.. وعندما أوصل نجيب محفوظ الحارة الى هذا المستوى المتميز، تمكن من تقديم رؤيته لنا لتتابع المسيرة البشرية من خلال تمثيل التاريخ الديني، فصور رحلة الانسان العقائدية، ليدمج فى الختام خط العقيدة او مسيرة القيم العليا بنهضة العلم وسيطرته فى العصر الحديث.

ان الجبلاوي، هذا الاب الساكن فى البيت الكبير هو الاصل الذى ترد اليه الحارة، والبداية كانت فى لحظة اختيار ادهم لادارة الوقف، ومع انه جعل الامانة شعاراً له، فإن محنة الاختيار كانت قدره، فقد تسلل ليلا على حجة الوقف وكانت النتيجة ان رافقه الاخفاق وكان عقابه الطرد من البيت الكبير، لتبدأ بعد ذلك رحلة الشقاء له ولابنائه، وتتابع الرواية هذه الرحلة، وكلما اقتربت الحارة من القاع يتم انتشالها بفضل ابنائها الذين حاول كل واحد منهم ان يؤصل قيمة من قيم الحياة واول هؤلاء كان "جبل" الذى اراد ان يهب الحارة القوة العادلة، ولكن العدل صفة انسانية داخلية لا تكون الا اذا صلحت الذات، وهذه كانت مهمة رفاعة الذى دعا الى اصلاح النفس، ولكن القيم المنفردة او المقسمة كالغرف المتجاورة لا تحقق عالما ناضجا متفاعلاً، لذلك يأتى قاسم ثالث الثلاثة ويحمل معه فكرة التكامل او النظرة الشاملة الجامعة بين الذات وخارجها.

لقد كان الثلاثة يبدأون وينتهون عند الجبلاوي، لانهم كانوا يسعون الى غاية، هى ترسيخ القيم العليا، اما رابع ابناء هذه الحارة فهو يبدأ بداية مختلفة، ان "عرفه" الذى حمل معه فكرة "العلم" اراد ان يقدم لنا "الوسيلة" التى اذا ملكها اهل هذه الحارة (الدنيا) سعدوا.

لقد اراد ان يجعل كل الناس سحرة (علماء) ورغب فى القضاء على كل الطقوس والخرافات والتخلص من ذلك الحلم المتعلق بالجبلاوي، احد الجوانب التى حاولها. ويقتحم المنزل الكبير رغبة فى معرفة الوصية، وتكون النتيجة اعلان موت الجبلاوي،
ان رضا الجبلاوى كان يمثل مرحلة ختام كل جهد يبذله ابناء الحارة المتميزون وحتى "عرفه" الذى اتهم بأنه قتل الجبلاوى يحظى بهذا. فقد قالت له الخادمة ان جده مات وهو راض عنه".
ختاما ارجو ان اكون قد وفقت فى تلخيص اسباب عداء التيار الاسلامى لهذا العمل الابداعى الرفيع.

تم نقل المخلص الخاص بالرواية من احد المنتدايات الادبية

اميرالقلوب
09-12-2006, 04:50 PM
شكرا ع الرواية وننتظر المذيد من المواضيع

مجنون رسمي
09-13-2006, 01:06 AM
شكرا لمرورك عماد وياريت اكون فدتكوا وفدت الموقع

الحوت الأزرق
10-09-2006, 06:42 PM
excellent da2et 2lb

AL KOoOBRA
10-09-2006, 06:44 PM
تسلم ايدك ياشاكر باشا بجد هايل والله

تسلم ياجميل

مجنون رسمي
10-09-2006, 07:08 PM
العفو يا جماعه
بس ملاحظه بسيطه لا انا دقه قلب ولا حتي شاكر
وشكرا لمروركوا

نبع الوفا
10-09-2006, 07:22 PM
عثمانو والله تسلم على الموضوع دا ربنا بيحرقه دلوقت اذا كان قصده منها اساءة

مجنون رسمي
10-09-2006, 07:37 PM
تسلم يا يوسف وربنا يخليك لينا يا عسل

مجــوود
10-09-2006, 11:06 PM
thnxx lol and nice thread

dealo
11-29-2006, 12:13 AM
جندي أمريكي يشهر إسلامه في الفلوجة

وقف الجندي الأمريكي "جورج دوجلاس" أمام جمع من رجال الدين وعدد كبير من أبناء مدينة الفلوجة التي شهدت أعنف هجمات مشاة البحرية الأمريكية ضراوة وعنفا ليشهر إسلامه ويتخذ لنفسه اسم "مجاهد محمد".

وقال الدكتور زياد الفهداوي أحد سكان مدينة الفلوجة وهو شاهد على واقعة إسلام الجندي الأمريكي لوكالة قدس برس الإثنين 30-5-2005: إن الجندي الأمريكي الذي يعمل ضمن القوات الأمريكية في الفلوجة أشهر إسلامه يوم الجمعة الماضي، في جامع الحضرة المحمدية بالمدينة، بحضور جمع كبير من أهالي ومشايخ المدينة الذين تعالت أصواتهم بالتكبير بعد سماع الشهادتين.

وفي تفسيره لأسباب اعتناق دوجلاس للإسلام قال الفهداوي: إنه لمس مبادئ الدين الإسلامي السمحة، وما يتحلى به المسلم من روح التسامح والشجاعة والأمانة والإخلاص، كما أبدى إعجابه بأهل الفلوجة، مشيرا إلى أنهم رجال أبطال يدافعون عن دينهم وبلادهم.

وسبق دوجلاس إلى الإسلام جنود أمريكيون آخرون منذ احتلال العراق في أبريل 2003 بعد احتكاكهم عن قرب بالدين الإسلامي، وبعضهم أشهر إسلامه وتزوج بعراقية.

وكان أول هؤلاء الجنود الضابط الأمريكي "باترس بت" الذي أعلن إسلامه في مطلع أغسطس 2003 بمحكمة الأحوال الشخصية بضاحية الكرخ في العاصمة بغداد، وتزوج من الطبيبة العراقية سمر أحمد التي تعرف عليها حينما كان يقوم بحراسة مستشفى "مدينة الطب" التي تعمل بها سمر. وأكد الضابط باترس أن إشهار إسلامه "لم يأت إلا عن قناعة كاملة"، وليس فقط للارتباط بالطبيبة العراقية التي أحبها.

وتبع "بت" الجندي من الفرقة الأولى المدرعة شين بلاكويل -27 عاما- وزميله بنفس الفرقة بريت داجن -37 عاما- حيث أعلنا إسلامهما في حفل واحد يوم 17-8-2003 وتزوجا بفتاتين عراقيتين تعملان في مهنة الطب. وتلقى شين بلاكويل تهديدا بالفصل من الجيش الأمريكي احتجاجا على هذه الخطوة.

وكانت القوات الأمريكية في العراق قد شنت هجومين واسعي النطاق على مدينة الفلوجة، كان أعنفهما في نوفمبر 2004 حيث سوَّت مشاة البحرية الأمريكية الكثير من الفلوجة بالأرض، وقتلت وأسرت مئات المواطنين والمسلحين، وما تزال الفلوجة تئن من أوضاع الدمار الكبير الذي خلفته آلة الحرب الأمريكية.

dealo
11-29-2006, 12:13 AM
جندي أمريكي يشهر إسلامه في الفلوجة

وقف الجندي الأمريكي "جورج دوجلاس" أمام جمع من رجال الدين وعدد كبير من أبناء مدينة الفلوجة التي شهدت أعنف هجمات مشاة البحرية الأمريكية ضراوة وعنفا ليشهر إسلامه ويتخذ لنفسه اسم "مجاهد محمد".

وقال الدكتور زياد الفهداوي أحد سكان مدينة الفلوجة وهو شاهد على واقعة إسلام الجندي الأمريكي لوكالة قدس برس الإثنين 30-5-2005: إن الجندي الأمريكي الذي يعمل ضمن القوات الأمريكية في الفلوجة أشهر إسلامه يوم الجمعة الماضي، في جامع الحضرة المحمدية بالمدينة، بحضور جمع كبير من أهالي ومشايخ المدينة الذين تعالت أصواتهم بالتكبير بعد سماع الشهادتين.

وفي تفسيره لأسباب اعتناق دوجلاس للإسلام قال الفهداوي: إنه لمس مبادئ الدين الإسلامي السمحة، وما يتحلى به المسلم من روح التسامح والشجاعة والأمانة والإخلاص، كما أبدى إعجابه بأهل الفلوجة، مشيرا إلى أنهم رجال أبطال يدافعون عن دينهم وبلادهم.

وسبق دوجلاس إلى الإسلام جنود أمريكيون آخرون منذ احتلال العراق في أبريل 2003 بعد احتكاكهم عن قرب بالدين الإسلامي، وبعضهم أشهر إسلامه وتزوج بعراقية.

وكان أول هؤلاء الجنود الضابط الأمريكي "باترس بت" الذي أعلن إسلامه في مطلع أغسطس 2003 بمحكمة الأحوال الشخصية بضاحية الكرخ في العاصمة بغداد، وتزوج من الطبيبة العراقية سمر أحمد التي تعرف عليها حينما كان يقوم بحراسة مستشفى "مدينة الطب" التي تعمل بها سمر. وأكد الضابط باترس أن إشهار إسلامه "لم يأت إلا عن قناعة كاملة"، وليس فقط للارتباط بالطبيبة العراقية التي أحبها.

وتبع "بت" الجندي من الفرقة الأولى المدرعة شين بلاكويل -27 عاما- وزميله بنفس الفرقة بريت داجن -37 عاما- حيث أعلنا إسلامهما في حفل واحد يوم 17-8-2003 وتزوجا بفتاتين عراقيتين تعملان في مهنة الطب. وتلقى شين بلاكويل تهديدا بالفصل من الجيش الأمريكي احتجاجا على هذه الخطوة.

وكانت القوات الأمريكية في العراق قد شنت هجومين واسعي النطاق على مدينة الفلوجة، كان أعنفهما في نوفمبر 2004 حيث سوَّت مشاة البحرية الأمريكية الكثير من الفلوجة بالأرض، وقتلت وأسرت مئات المواطنين والمسلحين، وما تزال الفلوجة تئن من أوضاع الدمار الكبير الذي خلفته آلة الحرب الأمريكية.