المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة النبي صلى الله عليه وسلم


mosha
09-13-2006, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
البرنامج اليومي للصائمين في رمضان

المقصود من البرنامج : الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يومًا من رمضان حقًا كما ينبغي مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين يتقرب به إلى الله تعالى راجيًا بذلك الأجر والثواب .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه , نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي .(فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعًا للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات و تنوع العبادات فيكون الأجر أعظم والثواب أكبر .
فيا أخي الصائم / أختي الصائمة :
إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل .

ملاحظة :
البرنامج التالي يمكن فيه ختم القرآن الكريم مرة أو مرتين أو ثلاث بإذن الله خلال شهر رمضان , وإن كنتم تستطيعون الزيادة في عدد الختمات خلال الشهر فقد أصبتم خيرا أكثر بإذن الله , ويجب التأكيد إن هذا البرنامج لا يقيد المسلم بأوقات معينة لقراءة القرآن أو الذكر , فالذكر وقراءة القرآن عبادات مباحة في جميع الأوقات والأماكن .


البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر

• إجابة المؤذن لصلاة الفجر :
" اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته " , صححه الألباني رقم: 6423 في صحيح الجامع .

• أداء سنة صلاة الفجر في المنزل ركعتان :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " , رواه مسلم .
" و قد قرأ النبي صلى الله عليه و سلم في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد " صححه الألباني .

• أداء صلاة الفجر في المسجد جماعة للرجال مع الحرص على التبكير إلى الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم : " ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا " متفق عليه , " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " , رواه الترمذي وابن ماجه و صححه الألباني رقم: 2823 في صحيح الجامع .

• الانشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى إقامة الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم : " الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة " , رواه أحمد والترمذي وأبو داوود و صححه الألباني رقم: 3408 في صحيح الجامع .

• الجلوس في المسجد للرجال / المصلى للنساء :
للذكر و قراءة أذكار الصباح :
كان النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس الحسناء " , رواه مسلم .

• تلاوة القرآن :
[قال تعالى : ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًاِ ) [الإسراء78.
الالتزام قدر الإمكان بــ :
قراءة نصف حزب من القرآن لإكمال ختام واحد خلال شهر رمضان.
أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال ختامين خلال شهر رمضان.
أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال 3 ختامات خلال شهر رمضان.
ومن استطاع الزيادة في مقدار التلاوة فقد حصد خيرا كثيرا إن شاء الله .
بعد طلوع الشمس ( بثلث ساعة تقريبًا ) الصلاة ركعتين مستشعرًا ثواب وأجر عمرة وحجة تامة :

** ملاحظة : صلاة الإشراق هي نفسها صلاة الضحى أول وقتها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " , رواه الترمذي و صححه الألباني .
• تذكر استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني .


البرنامج المقترح بعد الخروج من المسجد / مغادرة المصلى

• النوم مع الاحتساب فيه :
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " إني لأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي" .

• أداء صلاة الضحى ولو ركعتين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " , رواه مسلم .

• الذهاب إلى العمل أو الدراسة مع الاحتساب فيه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده " , رواه البخاري .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طرقا إلى الجنة " , رواه مسلم .

• الانشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم :
قال تعالى: ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُِ ) [الرعد:28 [.
قال صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله " , حسنه الألباني رقم: 165 في صحيح الجامع . تذكر استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني .


البرنامج المقترح بعد الظهر

• إجابة المؤذن لصلاة الظهر , ومن ثم أداء الصلاة في المسجد جماعة .

• أداء السنة الراتبة لصلاة الظهر أربع ركعات قبل فرض الظهر و ركعتين بعدها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة " , رواه مسلم .
تذكر استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني .

البرنامج المقترح بعد العصر

• إجابة المؤذن لصلاة العصر , ومن ثم أداء الصلاة في المسجد جماعة.

• تلاوة القرآن :
الالتزام قدر الإمكان بــ :
قراءة نصف حزب من القرآن لإكمال ختام واحد خلال شهر رمضان.
أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال ختامين خلال شهر رمضان.
أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال 3 ختامات خلال شهر رمضان.
ومن استطاع الزيادة في مقدار التلاوة فقد حصد خيرا كثيرا إن شاء الله .

• سماع موعظة المسجد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته " , رواه الطبراني حسن صحيح .

• أخذ قسط من الراحة مع احتساب النية الصالحة فيه :

ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وإن لبدنك عليك حق ".

البرنامج المقترح قبيل المغرب

• القيام بإحدى الأنشطة التالية :
الاهتمام بشئون المنزل والعائلة .
المذاكرة .
حفظ القرآن .
سماع الخطب أو المواعظ والرقائق أو الدعوة عبر الانترنت .
تقديم المساعدات والعون في تفطير الصائمين في المساجد .

• الاشتغال بالدعاء :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة " , صححه الألباني رقم: 3407 في صحيح الجامع .


البرنامج المقترح بعد غروب الشمس
• إجابة المؤذن لصلاة المغرب .

• تناول الإفطار على رطيبات أو تمرا وترا أو ماء مع احتساب أجر إتباع السنة مع ذكر دعاء الإفطار:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" , صححه الألباني رقم: 4678 في صحيح الجامع .
• أداء صلاة المغرب (جماعة في المسجد للرجال .
• أداء السنة الراتبة لصلاة المغرب – ركعتان .
• الاجتماع مع الأهل حول مائدة الإفطار مع شكر الله على نعمة إتمام صيام هذا اليوم.
• قراءة أذكار المساء .
• الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح بالوضوء والتطيب ( و يكون التطيب للرجال فقط ) واستشعار خطوات المشي إلى المسجد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة استعطرت ‏ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية " , رواه أبو داود، الترمذي والنسائي ‏وغيرهم و صححه الألباني رقم: 2701 في صحيح الجامع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد ‏معنا العشاء الآخرة " أي صلاة العشاء , رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن نفلات " أي غير متطيبات , رواه أحمد وأبو داود و صححه الألباني رقم: 7457 في صحيح الجامع .
قال صلى الله عليه وسلم: " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " , رواه مسلم .

البرنامج المقترح بعد العشاء

• إجابة المؤذن لصلاة العشاء وأداء صلاة العشاء جماعة في المسجد .
• أداء السنة الراتبة لصلاة العشاء – ركعتان .
• أداء صلاة التراويح جماعة كاملة في المسجد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " , رواه أهل السنن وقال الترمذي حسن صحيح .
• تلاوة القرآن :
الالتزام قدر الإمكان بــ :
- قراءة نصف حزب من القرآن لإكمال ختام واحد خلال شهر رمضان.
- أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال ختامين خلال شهر رمضان.
- أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال 3 ختامات خلال شهر رمضان.
ومن استطاع الزيادة في مقدار التلاوة فقد حصد خيرا كثيرا إن شاء الله .
• القيام بإحدى الأنشطة التالية :
- جلسة عائلية / صلة الرحم / سمر رمضاني هادف.
- سماع الخطب أو المواعظ والرقائق في المساجد.
- الدعوة عبر الانترنت أو غيره .
- المذاكرة.
- حفظ القرآن .

البرنامج المقترح في الثلث الأخير من الليل
• أداء صلاة التهجد مع إطالة السجود والركوع فيها وتصلى جماعة في المسجد في العشر الأواخر من رمضان .
• أداء صلاة الوتر إن لم تصلى مع الإمام :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " , رواه أهل السنن وقال الترمذي حسن صحيح .
• تلاوة القرآن :
الالتزام قدر الإمكان بــ :
- قراءة نصف حزب من القرآن لإكمال ختام واحد خلال شهر رمضان.
- أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال ختامين خلال شهر رمضان.
- أو قراءة حزب واحد من القرآن لإكمال 3 ختامات خلال شهر رمضان.
ومن استطاع الزيادة في مقدار التلاوة فقد حصد خيرا كثيرا إن شاء الله .
• السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية السنة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسحروا فإن في السحور بركة " , متفق عليه .
• الجلوس للدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له " , رواه البخاري و مسلم .





منقول للإفادة

نبع الوفا
09-13-2006, 09:57 PM
افادك الله يا استاذ احمد وجزاكم الله خيرا

mosha
09-14-2006, 12:23 AM
شكراً يا محمد على مرورك الجميل

اميرالقلوب
09-14-2006, 03:08 AM
الله يكرمك يا احمد بجد نظام جميل جدا ويوم رمضانى جميل وكله خير وبركة
ربنا يجزيك كل الخير ويغفرلك ويرحمك رحمة واسعة من عندة
ويجعلك دائما من المقيمين على فعل الخير

KღSღA
09-14-2006, 12:19 PM
ربنا يخليك يا باشا على النظام اللى كله بركات

mosha
09-14-2006, 04:57 PM
ألف شكر يا عماد على كلامك الجميل
و على الدعوة الجميلة ربنا يكرمك

mosha
09-14-2006, 04:59 PM
شكراً يا محمد على مرورك
صوماً مقبولاً ان شاء الله

مجنون رسمي
09-23-2006, 11:44 PM
تمام يابو حميد جزاك اللة كل خير


http://arbs2day.Com/images/up/uploads/aea53ecc8e.png

dealo
11-29-2006, 12:42 AM
نشأة النبي صلى الله عليه وسلم


اقتضت حكمة الله تعالى أن يُنشِّأَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئة خاصة، فهيأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، كي يسير وفق المنهج الذي أراده الله له. فكيف كانت نشأته صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت بداية حياته؟ هذا ما سنعرفه في هذه الكلمات :
نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب ، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد ، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- و أقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة : " وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه ، وقلت لها : لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد ، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: ( أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه-) .
فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب ، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله .
أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه ، إلا أن الروايات تواترت في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي..
وبالجملة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه " الأمين ".
وكان كما وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : " يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق "، فصلوات الله وسلامة عليه.

dealo
11-29-2006, 12:42 AM
نشأة النبي صلى الله عليه وسلم


اقتضت حكمة الله تعالى أن يُنشِّأَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئة خاصة، فهيأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، كي يسير وفق المنهج الذي أراده الله له. فكيف كانت نشأته صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت بداية حياته؟ هذا ما سنعرفه في هذه الكلمات :
نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب ، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد ، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- و أقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة : " وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه ، وقلت لها : لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد ، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: ( أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه-) .
فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب ، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله .
أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه ، إلا أن الروايات تواترت في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي..
وبالجملة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه " الأمين ".
وكان كما وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : " يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق "، فصلوات الله وسلامة عليه.

جميلة العيووون
04-02-2008, 10:47 AM
موضوع رائع يعطيكــ العافيهــ وتقبل مروري