zaouimokhtar
05-09-2011, 02:27 AM
من منّا لم يشعر بالغضب الشديد وهو مستلق على أريكته مقابلا شاشة تلفزته يتابع برنامجه المفضل أو حصة من الحصص عثر عليها بطريق الصدفة وهو يتلاعب بجهاز التحكم عن بعد ليس دوما بحثا عن الأفضل بل غالبا هروبا من الأسوء وإذا برسالة وصوت لطيف يدغدغ أذنيه مستأذنا أياه في الإنصراف والعودة بعد قليل بجملة : سنعود بعد قليل ...
حسنا يرد أحدنا : حتى أنا بحاجة لإحضار كوب شاي أو فنجان قهوة لتساعدني على التركيز فيك يا شاشتي العزيزة ....
تحضر قهوتك ، تعود لأريكتك ولكن برنامجك وحصتك لم تعد بعد فلا زالت الشاشة تمطرك بومضاتها الإشهارية تحاول أن تغير القناة في إنتظار ذلك ولكن فجأة يظهر نفس الصوت ليخبرك بكل لطف وحنان : عدنا ....
تحمد الله على ذلك وتلقي بجهاز التحكم جانبا وتتابع ما بدأته منذ ساعة أو أكثر.....
يعجبك البرنامج ، تستهويك الحصة ، تتفاعل مع النقاش كلك عيون وآذان لها وفجأة نفس الصوت يعود لتصرخ بأعلى صوتك : رجاءا لا تذهب ، إبقى أعرف أنك ستطيل الغياب ولكن الصوت لا يسمعك بل يواصل : سنعود بعد قليل .
تبحث مجددا عن الرموت كنترول وتبدأ في هوايتك المعهودة : تمضية الوقت لحين عودة برنامجك وفي خضم ذلك قد تجد مقابلة كروية تأخذ بألباب عقلك فتتابعها وتنسى برنامجك أو تعود متأخرا لتجد أنهم عادوا دون أن يستأذنوك وأن الكثير فاتك أو ربما بلغ بك التعب مبلغا جعلك تنام وفي حضنك جهاز التحكم عن بعد ....
تنهض صباحا تشغل مذياع سيارتك لتسمع أخر الأخبار وأنت ذاهب لعملك وتجد
أن المحطة الإذاعية أكثر هوسا بإشهار أخر علامات مواد التجميل والسيارات
منها من أخبارك التي لن تسمعها لأنك وصلت لعملك ...
قد تستغفل رئيسك وتأخذ جريدة لتلقي نظرة على صفحتها الأولى لتعرف أخر المستجدات ولن تجد إلا صورا لسيارات فاخرة وإعلانات مختلفة زاهية الألوان ...ترمي بها أرضا فالوقت ضيق وعمل كثير ينتظرك ...
زمننا الذي نعيشه هو زمن الإشهار بدون منازع أبدا : إشهار لكل شيئ وفي كل مكان وفي كل آن ....
وعلاقة الإعلام بالإشهار والإعلان علاقة وطيدة لا ينكرها إلا جاحد فكلاهما بحاجة للأخر :
الإعلام بحاجة للإعلان لكي "يعيش" فهو أحد مصادر تمويله الرئيسية إن لم يكن أهمها على الإطلاق .
والإعلان بحاجة للإعلام لأنه قناته المفضلة بل بيئته الأكثر شيوعا ومردودية
وبالتالي لا يمكن أبدا الطعن في مثل تلك العلاقة المصلحية والضرورية ولكن
ألم يبلغ السيل الزبى ؟
ألم يأخذ الإعلان مساحة مهمة من الإعلام ليست من حقه أبدا ؟
ألم ينسى الإعلام رسالته الأساسية ودخل دوامة يصعب الخروج منها هي دوامة الإشهار المفرط ؟
ألا يؤثر هذا الإفراط وذاك التفريط في الرسالة الإعلامية ؟
تساؤلات ملحة يفرضها واقع لا يمكن أبدا تجاهله وتحتاج لدراسة وإجابة لأن ذلك تتوقف عليه مصداقية الإعلام ككل .
حسنا يرد أحدنا : حتى أنا بحاجة لإحضار كوب شاي أو فنجان قهوة لتساعدني على التركيز فيك يا شاشتي العزيزة ....
تحضر قهوتك ، تعود لأريكتك ولكن برنامجك وحصتك لم تعد بعد فلا زالت الشاشة تمطرك بومضاتها الإشهارية تحاول أن تغير القناة في إنتظار ذلك ولكن فجأة يظهر نفس الصوت ليخبرك بكل لطف وحنان : عدنا ....
تحمد الله على ذلك وتلقي بجهاز التحكم جانبا وتتابع ما بدأته منذ ساعة أو أكثر.....
يعجبك البرنامج ، تستهويك الحصة ، تتفاعل مع النقاش كلك عيون وآذان لها وفجأة نفس الصوت يعود لتصرخ بأعلى صوتك : رجاءا لا تذهب ، إبقى أعرف أنك ستطيل الغياب ولكن الصوت لا يسمعك بل يواصل : سنعود بعد قليل .
تبحث مجددا عن الرموت كنترول وتبدأ في هوايتك المعهودة : تمضية الوقت لحين عودة برنامجك وفي خضم ذلك قد تجد مقابلة كروية تأخذ بألباب عقلك فتتابعها وتنسى برنامجك أو تعود متأخرا لتجد أنهم عادوا دون أن يستأذنوك وأن الكثير فاتك أو ربما بلغ بك التعب مبلغا جعلك تنام وفي حضنك جهاز التحكم عن بعد ....
تنهض صباحا تشغل مذياع سيارتك لتسمع أخر الأخبار وأنت ذاهب لعملك وتجد
أن المحطة الإذاعية أكثر هوسا بإشهار أخر علامات مواد التجميل والسيارات
منها من أخبارك التي لن تسمعها لأنك وصلت لعملك ...
قد تستغفل رئيسك وتأخذ جريدة لتلقي نظرة على صفحتها الأولى لتعرف أخر المستجدات ولن تجد إلا صورا لسيارات فاخرة وإعلانات مختلفة زاهية الألوان ...ترمي بها أرضا فالوقت ضيق وعمل كثير ينتظرك ...
زمننا الذي نعيشه هو زمن الإشهار بدون منازع أبدا : إشهار لكل شيئ وفي كل مكان وفي كل آن ....
وعلاقة الإعلام بالإشهار والإعلان علاقة وطيدة لا ينكرها إلا جاحد فكلاهما بحاجة للأخر :
الإعلام بحاجة للإعلان لكي "يعيش" فهو أحد مصادر تمويله الرئيسية إن لم يكن أهمها على الإطلاق .
والإعلان بحاجة للإعلام لأنه قناته المفضلة بل بيئته الأكثر شيوعا ومردودية
وبالتالي لا يمكن أبدا الطعن في مثل تلك العلاقة المصلحية والضرورية ولكن
ألم يبلغ السيل الزبى ؟
ألم يأخذ الإعلان مساحة مهمة من الإعلام ليست من حقه أبدا ؟
ألم ينسى الإعلام رسالته الأساسية ودخل دوامة يصعب الخروج منها هي دوامة الإشهار المفرط ؟
ألا يؤثر هذا الإفراط وذاك التفريط في الرسالة الإعلامية ؟
تساؤلات ملحة يفرضها واقع لا يمكن أبدا تجاهله وتحتاج لدراسة وإجابة لأن ذلك تتوقف عليه مصداقية الإعلام ككل .