عبــ الرياض ــود
10-23-2006, 10:13 AM
أولا: تعريف الاِخلاص .
ثانياّ: فوائد الاِخلاص .
ثالثاّ : كيف السبيل اِليه .
أولاّ :ـ تعريف الاِخلاص .
ـ ذكر ابن القيم عده تعاريف له منها :ـ
ـ(تصفيه الفعل عن ملاحظة المخلوقين )
ـ(ألا تطلب لعملك شاهداّ غير الله، ولامجازياّ سواه )
ـ(نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق)
ـ(التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك)
انظر مدارج السالكين (2/90)
وذكر النووي عدة تعاريف له منها :ـ
(استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن).
ـ(الصادق هو الذي لايبالي ولو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولايكره اطلاع الناس على السيء من عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين.) وانظر المدارج 2/289-3/186
ـ(إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك مرآه تبصر فيها كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة ).
ـ (أن تكون حركته وسكونه في سرة وعلانيته لله تعالى وحدة لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا) التبيان ص /40ـ41
بسم الله الرحمن الرحيم
" فوائد الإخلاص"
أنه سبب لمغفرة الذنوب والدليل:قصة المرأة الزانية التي سقت الكلب فغفر الله لها "والقصة عند البخاري ومسلم .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تهذيب مدارج السالكين (188): ( فتأمل ما قام في قلبها من حقائق الأيمان والعبودية في هذه اللحظة فمنها :
(1) أنها لم تعمله ابتغاء الأجر من أحد لأنها تعطي كلباً فلا تنتظر منه جزاء أو شيئاً.
(2) أنه لم يرها أحد إلا الله وهذا يدل عليه ظاهر الحديث.
(3) أنها أتعبت نفسها في سقايتها لهذا الكلب فنزلت في البئر مع أنها امرأة ثم ملئت خفها بالماء وحملته بفيها ثم سقت هذا الكلب الحقير
فتأمل ماقام في قلبها من أسرار الإخلاص فعندما تمت هذه الحقائق في قلبها ( أحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البقاء والزنا فغفر الله لها ).
وقال في ص187:( وكلما كان توحيد العبد أعظم كانت مغفرة اللع تعالى له أتم فمن لقيه لايشرك به شيئاً ألبته غفر الله له ذنوبه كلها كائنه ما كانت واعلم أن أشعة لا إله إلا الله "تبدد من ضباب الذنوب وغيوبها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه , فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفاً لا يعلمه إلى الله فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ....ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ....ومنهم كالسراج المضيء ....
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملاً وحالاً وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد "أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهه ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه وهذه حال الصادق في التوحيد الذي لم يشرك بالله شيئاً فأي ذنب وأي شهوة دنت من هذا النور أحرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته )اهـ من تهذيب المدراج وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (2/417) :(فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ماسلف من الذنوب كلها...)اهـ ـ .. وانظر إلى كلام ابن رجب في كتابه, فاِنه مهم وعظيم ـ
..الله أكبر...هذا غيض من فيض من فوائد الإخلاص والصدق مع رب العالمين..
...................
أما الفائدة الثانية.. فهي:ـ
(2) ـ أنه يصرف الفتنه عن القلب .
قال الإمام ابن تيميه (10/601):( فلا تزول الفتـنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كلّه لله عز وجل ).
فيكون حبّه لله،ولما يحبه الله،وبغضه لله،ولما يبغضه الله...وإذا تعارضت الفتنه والهوى مع مايحبه الله فاإنه يقدّم مايحبه الله على مايهواه...وسبب ذلك لأن قلبه قد ملئ بخشية الله تعالى ومحبته التي تمنعه من الانجذاب إلى ألمحبوبات..) اهـ
واعلم ياأخي أن يوسف عليه السلام مانجى من فتنة المر أه إلا بالإخلاص لله تعالى قال تعالى :(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء اِنه من عبادنا المخلصين.)
قال ابن تيمية (10/602):(فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام وخشيته من الله عز وجل كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها000)اهـ
الله أكبر000 إنه القلب الذي باشرت خشيته الله جوانبه 00 ورسخت محبة الله في عروق جذوره 00 إن يوسف عليه السلام لم يلتفت إلى جمال المرأة 00لأن في قلبه شيء أخر 00شيء يغنيه عن هذه المحبة الزائلة00 إنه الإيمان واليقين بالله00
قال ابن تيميه (10/260)(وكلما حقق العبد الإخلاص في قول"لا إله إلا الله" خرج من قلبه تأله ما يهواه وتصرف عنه الذنوب والمعاصي 0 كما قال تعالى }"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"{
فعلل صرف السوء والفحشاء عنه بأنه من عباد الله المخلصين، وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم:(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان") وقال الشيطان"(فبعزتك لأغوينهم أجمعين ـ إلا عبادك منهم المخلصين")اهـ
وقال ابن القيم في تهذيب مدارج السالكين(377))وإلا فمع كمال الذكر والإقبال على الله والإخلاص له:يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى:(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين00)اهـ
ونحن في هذا الزمن المليء بالفتن نحتاج إلى ما يصرفها عنا00 وقد علمت فيما سبق أن الإخلاص دواء ناجح في ذلك00 فالله الله في الإخلاص يا من يريد الثبات0
..................
(3)ـ أن الإخلاص سبب لتيسير الأمور للعبد فإن العبد كلما كان صادقاً مخلصاً لله في عمله, فإن الله يفتح له من التيسير الشيء العجيب00 سواء كان ذلك الأمر المطلوب علماً00 أو دعوه00 أو أن تنصرف فتنه وقع فيها العبد00 أو غير ذلك
ولعل أحسن ما يستدل به في هذا المقام :حديث الأعرابي الذي جاء للقتال .. الشاهد ـ أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له:لم أبايعك على أن آخذ غنيمة، وإنما بايعتك على أن يدخل سهم من هنا ـ وأشار إلى رقبته ـ ويخرج من هنا0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن تصدق الله يصدقك" فقاتل الأعرابي وقتل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى السهم وقع في المكان الذي أشار إليه الأعرابي في رقبته قال( صدق الله فصدقه الله ) والحديث عند الطبراني بسند صحيح (صحيح الجامع رقم3756)
إذن يا من يطلب العلم عليك بالصدق وستجد التيسير0
ويا من يريد إصلاح قلبه عليك بالصدق وسترى ما يسر 0
يا من يريد دعوة الناس عليك بالصدق وستجد القبول والتوفيق 00
يا من يريد الجهاد عليك بالإخلاص وستجد النصر أو الشهادة بمشيئة العزيز الحميد.
..........
(4)ـ أنه به تكمل تكمل العبودية لله تعالى.
قال الإمام ابن تيمية(10/198) : (وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته 00)اهـ
لأن بالإخلاص تقبل الأعمال وترفع إلى الله0 وكلما قبل العمل ارتفعت المنزلة والدرجة عند الله تعالى لذلك العبد ، ولهذا كان من أبرز صفات المقربين والسابقين عند الله هو "إخلاصهم لله"فبالإخلاص ارتفعوا عن الناس وأصبحوا في أعالي عليين000
والله المستعان0
ثانياّ: فوائد الاِخلاص .
ثالثاّ : كيف السبيل اِليه .
أولاّ :ـ تعريف الاِخلاص .
ـ ذكر ابن القيم عده تعاريف له منها :ـ
ـ(تصفيه الفعل عن ملاحظة المخلوقين )
ـ(ألا تطلب لعملك شاهداّ غير الله، ولامجازياّ سواه )
ـ(نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق)
ـ(التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك)
انظر مدارج السالكين (2/90)
وذكر النووي عدة تعاريف له منها :ـ
(استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن).
ـ(الصادق هو الذي لايبالي ولو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولايكره اطلاع الناس على السيء من عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين.) وانظر المدارج 2/289-3/186
ـ(إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك مرآه تبصر فيها كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة ).
ـ (أن تكون حركته وسكونه في سرة وعلانيته لله تعالى وحدة لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا) التبيان ص /40ـ41
بسم الله الرحمن الرحيم
" فوائد الإخلاص"
أنه سبب لمغفرة الذنوب والدليل:قصة المرأة الزانية التي سقت الكلب فغفر الله لها "والقصة عند البخاري ومسلم .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تهذيب مدارج السالكين (188): ( فتأمل ما قام في قلبها من حقائق الأيمان والعبودية في هذه اللحظة فمنها :
(1) أنها لم تعمله ابتغاء الأجر من أحد لأنها تعطي كلباً فلا تنتظر منه جزاء أو شيئاً.
(2) أنه لم يرها أحد إلا الله وهذا يدل عليه ظاهر الحديث.
(3) أنها أتعبت نفسها في سقايتها لهذا الكلب فنزلت في البئر مع أنها امرأة ثم ملئت خفها بالماء وحملته بفيها ثم سقت هذا الكلب الحقير
فتأمل ماقام في قلبها من أسرار الإخلاص فعندما تمت هذه الحقائق في قلبها ( أحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البقاء والزنا فغفر الله لها ).
وقال في ص187:( وكلما كان توحيد العبد أعظم كانت مغفرة اللع تعالى له أتم فمن لقيه لايشرك به شيئاً ألبته غفر الله له ذنوبه كلها كائنه ما كانت واعلم أن أشعة لا إله إلا الله "تبدد من ضباب الذنوب وغيوبها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه , فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفاً لا يعلمه إلى الله فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ....ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ....ومنهم كالسراج المضيء ....
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملاً وحالاً وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد "أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهه ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه وهذه حال الصادق في التوحيد الذي لم يشرك بالله شيئاً فأي ذنب وأي شهوة دنت من هذا النور أحرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته )اهـ من تهذيب المدراج وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (2/417) :(فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ماسلف من الذنوب كلها...)اهـ ـ .. وانظر إلى كلام ابن رجب في كتابه, فاِنه مهم وعظيم ـ
..الله أكبر...هذا غيض من فيض من فوائد الإخلاص والصدق مع رب العالمين..
...................
أما الفائدة الثانية.. فهي:ـ
(2) ـ أنه يصرف الفتنه عن القلب .
قال الإمام ابن تيميه (10/601):( فلا تزول الفتـنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كلّه لله عز وجل ).
فيكون حبّه لله،ولما يحبه الله،وبغضه لله،ولما يبغضه الله...وإذا تعارضت الفتنه والهوى مع مايحبه الله فاإنه يقدّم مايحبه الله على مايهواه...وسبب ذلك لأن قلبه قد ملئ بخشية الله تعالى ومحبته التي تمنعه من الانجذاب إلى ألمحبوبات..) اهـ
واعلم ياأخي أن يوسف عليه السلام مانجى من فتنة المر أه إلا بالإخلاص لله تعالى قال تعالى :(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء اِنه من عبادنا المخلصين.)
قال ابن تيمية (10/602):(فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام وخشيته من الله عز وجل كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها000)اهـ
الله أكبر000 إنه القلب الذي باشرت خشيته الله جوانبه 00 ورسخت محبة الله في عروق جذوره 00 إن يوسف عليه السلام لم يلتفت إلى جمال المرأة 00لأن في قلبه شيء أخر 00شيء يغنيه عن هذه المحبة الزائلة00 إنه الإيمان واليقين بالله00
قال ابن تيميه (10/260)(وكلما حقق العبد الإخلاص في قول"لا إله إلا الله" خرج من قلبه تأله ما يهواه وتصرف عنه الذنوب والمعاصي 0 كما قال تعالى }"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"{
فعلل صرف السوء والفحشاء عنه بأنه من عباد الله المخلصين، وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم:(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان") وقال الشيطان"(فبعزتك لأغوينهم أجمعين ـ إلا عبادك منهم المخلصين")اهـ
وقال ابن القيم في تهذيب مدارج السالكين(377))وإلا فمع كمال الذكر والإقبال على الله والإخلاص له:يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى:(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين00)اهـ
ونحن في هذا الزمن المليء بالفتن نحتاج إلى ما يصرفها عنا00 وقد علمت فيما سبق أن الإخلاص دواء ناجح في ذلك00 فالله الله في الإخلاص يا من يريد الثبات0
..................
(3)ـ أن الإخلاص سبب لتيسير الأمور للعبد فإن العبد كلما كان صادقاً مخلصاً لله في عمله, فإن الله يفتح له من التيسير الشيء العجيب00 سواء كان ذلك الأمر المطلوب علماً00 أو دعوه00 أو أن تنصرف فتنه وقع فيها العبد00 أو غير ذلك
ولعل أحسن ما يستدل به في هذا المقام :حديث الأعرابي الذي جاء للقتال .. الشاهد ـ أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له:لم أبايعك على أن آخذ غنيمة، وإنما بايعتك على أن يدخل سهم من هنا ـ وأشار إلى رقبته ـ ويخرج من هنا0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن تصدق الله يصدقك" فقاتل الأعرابي وقتل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى السهم وقع في المكان الذي أشار إليه الأعرابي في رقبته قال( صدق الله فصدقه الله ) والحديث عند الطبراني بسند صحيح (صحيح الجامع رقم3756)
إذن يا من يطلب العلم عليك بالصدق وستجد التيسير0
ويا من يريد إصلاح قلبه عليك بالصدق وسترى ما يسر 0
يا من يريد دعوة الناس عليك بالصدق وستجد القبول والتوفيق 00
يا من يريد الجهاد عليك بالإخلاص وستجد النصر أو الشهادة بمشيئة العزيز الحميد.
..........
(4)ـ أنه به تكمل تكمل العبودية لله تعالى.
قال الإمام ابن تيمية(10/198) : (وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته 00)اهـ
لأن بالإخلاص تقبل الأعمال وترفع إلى الله0 وكلما قبل العمل ارتفعت المنزلة والدرجة عند الله تعالى لذلك العبد ، ولهذا كان من أبرز صفات المقربين والسابقين عند الله هو "إخلاصهم لله"فبالإخلاص ارتفعوا عن الناس وأصبحوا في أعالي عليين000
والله المستعان0