ضجيج الصمت
06-10-2011, 11:05 AM
كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة ، كتحسن في حالته ، أو تحول في مكانته .
وقد يقرنها بموسم معين ، أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد ، أو غرة عام مثلا .
وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجئ مع هذا الموعد ، فينشطه بعد خمول ، ويمنيه بعد إياس .
وهذا وهم ، فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شئ من داخل النفس .
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به ، مهما ساءت ، ولا تصرفه وفق هواها . إنه هو الذي يستفيد منها ، ويحتفظ بخصائصه أمامها ، كبذور الأزهار التي تتمر تحت أكوام السبخ ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة !! لقد حولت الحمأ المسنون والماء الكدر إلى لون بهيج وعطر فواح ... كذلك الإنسان إذا ملك نفسه ، وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شؤون كريهة ، إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على مايريد .
إنه بقواه الكامنة ، وملكاته المدفونة فيه ، والفرص المحدودة ، أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد .
لا مكان لتريث ، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق ، أما أن يهب المقعد طاقة على الخطو أو الجري فذاك مستحيل .
لا تعلق حياتك على أمنية يلدها الغيب ، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير .
منقول
من كتاب جدد حياتك الشيخ احمد الغزالى
وقد يقرنها بموسم معين ، أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد ، أو غرة عام مثلا .
وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجئ مع هذا الموعد ، فينشطه بعد خمول ، ويمنيه بعد إياس .
وهذا وهم ، فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شئ من داخل النفس .
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به ، مهما ساءت ، ولا تصرفه وفق هواها . إنه هو الذي يستفيد منها ، ويحتفظ بخصائصه أمامها ، كبذور الأزهار التي تتمر تحت أكوام السبخ ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة !! لقد حولت الحمأ المسنون والماء الكدر إلى لون بهيج وعطر فواح ... كذلك الإنسان إذا ملك نفسه ، وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شؤون كريهة ، إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على مايريد .
إنه بقواه الكامنة ، وملكاته المدفونة فيه ، والفرص المحدودة ، أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد .
لا مكان لتريث ، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق ، أما أن يهب المقعد طاقة على الخطو أو الجري فذاك مستحيل .
لا تعلق حياتك على أمنية يلدها الغيب ، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير .
منقول
من كتاب جدد حياتك الشيخ احمد الغزالى