المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملامة النفس..و أصلح أخطائي


بــنــــدر
06-10-2011, 01:22 PM
هنالك صنفان من الناس : منهم من يخطأ ولايبالي , ومن هو على نقيض ذلك يخاف أن يخطأ فلا يقدم على عمل , وإذا أخطا جلد نفسه بسياط التأنيب والعتاب.
والصنف الأول , قد يكرر الخطأ عشرة مرات , ويلدغ من الجحر الواحد عشرين مرة دون مبالاة منه ولا اهتمام بعواقب الأمور , فهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب .. لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.
أما الصنف الثاني , فهو غالباً لا يقوم بأي عمل خوفاً من الانزلاق في الخطأ، ولو ارتكب خطأ لام نفسه وعاتبها إلى حد إيذائها وتحقيرها.
وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ، أما المطلوب فهوأمر بين الأمرين : أي أن تتجنب الخطأ قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع ، وقد تكون الملامة للنفس هنا مجدية ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة , ولا تكون عقبة أمام نشاط الإنسان وفاعليته في الحياة العامة.


ذلك إن الأسوأ من الخطأ هو أن نترك العمل خوفاً من الوقوع في الخطأ. أما أن نتوقع أن نكون كاملين في كل شيء فهو أمر غيروارد على الإطلاق , فالخطأ يمكن إصلاحه أما الإحجام عن العمل خوفاً من الزلات فلامعنى لإصلاحه , إذ ليس له وجود.
علينا إذن أن نجتهد قدر المستطاع , وأن نعمل بقدرالإمكان، فإذا أصبنا في عملنا فإننا سوف نحصل على امتيازين, وإذا أخطأنا كان لناامتياز واحد، أما الاعتزال عن العمل خشية من الوقوع في الخطأ فسيؤدي لضياع الفرص،فحتى العظماء الذين حققوا مكانة تاريخية كبرى فإن أعمالهم لم تخل من أخطاء , فكلالبشر خطاء وجل الذي لا يخطأ .. فلماذا تسعى لكي تكون أعمالك كاملة من دون أخطاء ؟


وهنا قد تسأل : ما هي الخطوات اللازمة إذن؟
والجواب: أن تقوم بما يلي:

أولاً: الإقدام على العمل حتى مع احتمال ارتكابك للخطأ،فبدل أن تتجنب الأعمال لاحتمال الزلل فيها , قم بالعمل, وحاول أن تتجنب الخطأ.

ثانياً: أخذ العبرة من أخطائك الماضية ثم نسيانها تماماً، فربك غفور رحيم يتوب عليك ويغفر، فإذا استوعبت الدرس من عصيانك , وأخذت العبرة من أخطائك , وتبت منها فلا داعي للخوف والقلق.

ثالثاً: القيام بتطوير عملك باستمرار , فلا تكرس الأخطاء من دون السعي لإصلاحها , فإذا حاولت أمراً وفشلت فيه , كرر المحاولة في اليوم الثاني مع التصميم على التعديل والإصلاح , لأن الفشل هو نتيجة لمقدمات خاطئة ,وإذا لم تغيرها فإن النتيجة لن تكون لصالحك بالتأكيد.

رابعاً: التوقف عن توجيه الملامة إلى نفسك وتعنيفها ,لأن اللوم كما لا ينفع مع الآخرين , لا ينفع مع النفس أيضا!


إن عليك دائماً أن تتقدم بثبات , وبدون سوء نية ولا خوف , بل بثقة قوية وعميقة بأنك ستقول الكلام المناسب، وتعمل الشيءالمناسب ، في الوقت المناسب ، بحيث يعطي النتيجة المناسبة. وبهذه الثقة بالنفس ,والتصميم على اتخاذ الموقف الصحيح , وأداء العمل الصحيح تحرز النجاح وتتجنبالأخطاء.
وبكلمة فإن المطلوب: ليس ترك العمل، ولا تكرار الخطأ فيه، وإنما هو العمل مع السعي لتجنب الأخطاء وهو ما يفعله كل الصالحين والناجح ينفي الحياة.