المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نثير الأزمات داخل أنفسنا حين تضيق صدورنا


أبوي نبض قلبي
07-05-2011, 03:26 PM
نثير الأزمات داخل أنفسنا حين تضيق صدورنا








في حياة كل واحد منا ازمة تصغر وتكبر حسب ظروف الحياة واحوالها ومتطلباتها فالحياة تفرض واقعها على الناس كما تشاء ومهما حاولنا جاهدين ان تكون الحياة كما نبتغي ونتمنى فان ذلك ليس من مقدورنا في اغلب الاوقات فما نيل المطالب بالتمني .

وفي هذا العصر المليء بالتناقضات والصعوبات والتحديات تكثر الازمات وتتوغل داخل الناس ويزيد لهيبها وذروتها ويصبح الكثير من الناس اسرى مواجع متعددة وتتصاعد بينهم المشاكل وتصبح الحياة مملة بلا طعم اوجمال.

والازمة النفسية كما يرى د. احمد عزت راجح : حالة انفعالية مؤلمة تنشأ من أحباط دافع او اكثر من الدوافع القوية الفطرية او المكتسبة و الازمة النفسية بمثابة مشكلة اي موقف تمر فيه العقبات دون حصول الفرد على شي يريده مما يسبب للفرد التوتر والقلق والمشاعر الاليمة بالنقص والخيبة والعجز أو الشعور بالذنب والاشمئزاز والخزي او الشعور بالظلم ورثاء للذات او الشعور بالوحشة والاغتراب او شعور الفرد بفقد احترامه لنفسه.

وقد تكون الازمة خفيفة كالازمة التي تنشا من اجبار طالب يريد الذهاب الى السينما على البقاء في المنزل لمذاكرة دروسه او قد تكون الازمة عنيفة كالازمة التي تنشا من ارتكاب افعال تثير وخز الضمير وقد تكون الازمة عابرة عارضة او تكون دائمة ومقيمة .فالعابرة كالازمة التي تصيب طالبا تأخر في ذهابه الى موعد الامتحان او تكون دائمة كالازمة التي تصيب زوجة اضطرت الى البقاء مع زوجها الذي تكرهه من اجل عول نفسها واولادها ردحا من الزمن وقد تكون الازمة اقتصادية حيث يصبح الفرد في واقع فقر مولم وقد تكون نفسية لما يرى من زوابع تعصف بالعالم من اوسع ابوابه حيث يظهر القهر والبطش والظلم دون ادنى وجه حق.

ازمات الحياة متعددة ولكن اكثرها تعقيدا هي الازمات المادية التي تصيب الناس بكافة فئاتهم وشرائحهم واطيافهم فتوتر اعصابهم وتقلق اوضاعم وتحيل نهارهم ليلا ويضطربون وتزداد اوضاعهم سواء مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وكل مايحيط بهم .

ومن اسباب الازمات الحياتية الفرد نفسه فكثير من الاشخاص يثيرون ازمات داخل انفسهم ومحيطهم بسبب عدم استيعابهم ما يدور حولهم وبسبب ضيق صدورهم وعدم تقبلهم للرأي والراي الاخر , اضف الى ذلك ما يحيط بالانسان ويلحق به من امراض او عاهات او ضعف الثقة بنفسه وعجزه عن ايجاد صداقات حوله تمكنه من تجاوز بعض ازمات الحياة .

ومهما كبرت الازمات وتصاعدت وازدادت الاحباطات في حياتنا ,فلا بد ان نفتح بوابة الامل ونبعد اشكال اليأس واثارة عن حياتنا ولا بد ان يكون الانسان واقعيا في حياته ولا يعقد مقارنات بينه وبين كثير من الناس تزيد واقعه سوء وازمات .

واذا بقي الانسان اسير ازماته فان ذلك سيعود عليه بالوجع الدائم والمرض الذي يستشري فيه فلا يقوى على مقاومته ؛و لذلك فلا بد ان ينهض الانسان من ازمات واقعه ويتبصر الامور وينظر الى الوجه الجميل من الحياة ويحاول جاهدا ان يخفف شيئا فشيئا احباطاته اليومية وازماته بالصبر والهدوء واختيار بدائل الحياة المتوافقة معه والمتوازنة مع حياته وعليه ان ينظم حياته ويبرمجها ويخطط لها وان يضع في حساباته ان هناك محطات في الحياة صعبة ومعقدة وليست سهلة والسعيد السعيد من اقتنع بحدود حياته وادرك ان ازمات الحياة لا تنتهي . لكن التعامل معها ومواجهتها بعقلانية وصبر هو الذي ينقذ الانسان من تغول هذه الازمات وتعمقها والانطلاق من جديد الى افاق الحياة الرحبة ومستقبلها الجميل .

منقول

بــنــــدر
07-06-2011, 11:15 PM
يعطيك العافيه اختي