المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيض وجشع التجار في الارجنتين وعقبال عندنا


eshrag
07-13-2011, 04:40 PM
فيه قصه حبيت انقله لكم وان شاء الله تسفيدون

قبل بضع سنين استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا به يتفاجأ بأن تجار الدواجن والبيض قد اتفقوا على رفع سعر البيض في الأسواق الأرجنتينية ، وقد تعاقدوا واتفقوا دون أن يفكروا في لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه وأن هناك من يكّد النهار والليل ليسـّد رمق أطفال جياع هل تعلمون لماذا ؟

لأنهم تجّار جشعين لا يهمهم سوى أن يملئوا جيوبهم بأموال الناس بشتى الطرق.

فماذا حصل بعد ذلك ؟

الشعب الأرجنتيني شعب متطور وشعب يفهم الحضارة ويعرف القوانين ، لقد كان المواطن الأرجنتيني يذهب كي يشتري البيض وعندما يجد أن سعره قد ارتفع فإنه يعيده إلى مكانه ويقول : لا بأس ، ليس هناك داعٍ للبيض حالياً ، لا يضر أبنائي إن تركوا البيض لفترة بسيطة ، فالأكل متوفر ، كان هذا هو حال جميع أغلب المواطنين إن لم يكن جميعهم ، لقد كان الشعب الأرجنتيني متفوقاً فكرياً فيما بينهم فعندما وجدوا أن سعر البيض ارتفع في الأسواق فقد تخلوا عنه (كي يفسد) .

بعد أيام وكالعادة تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض لمحلات بيع المواد الغذائية وغيرها ، ولكنهم تفاجئوا بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة نظراً لعدم بيعهم الكميات السابقة من البيض التي لا زالت كما هي ولم ينقص منها شيء ، لأن الناس عزفوا عن الشراء ، فقام التجـّار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنين لشراء البيض ، انتظر التجـار أياماً وانتظر الشعب أياماً وانتظروا وانتظروا ،،، ولكن هل تعلمون من هو الخاسر في فترة الانتظار هذه ؟؟

هل هم المواطنون الذين لم يأكلوا البيض ؟؟

أم التجـّار الذين رفعوا سعر البيض ؟؟

ولا تنسوا أن الدجاج خلال فترة الانتظار ما زال يبيض ويبيض ويبيض فالدجاج واصل إنتاجه ويا بلادي واصلي ،،،،، وتورط التجـار بالبيض الذي ملأ الدنيا فقد تكدّس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ ، والدجاج في المزارع كأنه قد اتفق مع المواطنين وواصل إنتاجه من البيض ولم يتوقف ، وأصحاب محلات التموين لم يطلبوا أي طبق بيض فالبيض الموجود لديهم بالأسعار الجديدة ما زال مستمّراً في الرفوف ،،،، وبعد عدة أيام اتفق التجـّار ، ولكن هذه المرة اتفاقاً جديداً وهو بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع ،، ولكـّن الشعب الأرجنتيني رفض أن يشتري البيض مرة أخرى ،،

وذلك لكي يتأدب التجـّار، فعاد التجـّار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى ولكن الشعب العظيم لم يشتري البيض. فكادت عقول التجـّار أن تزول ، فالخسائر تتراكم والموت قادم.

أخيراً وبعد كل هذا اتفق التجّار الخاسرين وهم خاسئين بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث وأصبح الشعب الأرجنتيني العظيم فائزاً في معركته مع التجار وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم 75% من سعره الأصلي . وهنيئاً للشعب الواعي، الشعب المتفق فكرياً والعارف بمصلحته،، لقد حثوا وجوه التجـّار بالتراب وداسوا عليهم بأقدامهم .

بعد كل ما سبق ذكره نعود إلى البلدان العربية ودول الخليج وإلى تجّار السيارات مثلاً !!!

إذا توقف الناس عن شراء السيارات فماذا سيحصل ؟؟

1) تشاهد البائعين في شركات السيارات وهم بلا شغل ولا مشغلة

2) تبقى السيارات في المخازن ويغطيها التراب .

3) السيارات الموجودة في الموانئ يدفع التاجر عليها أجراً بالساعة فالمساحة التي يأخذها التاجر في الميناء بالإيجار وليست ملكاً له ولا يستطيع أن يأخذ السيارات التي في الميناء للمخازن لان المخازن مليئة ويجب البحث عن أماكن أخرى آمنة لوضع السيارات الجديدة فيها

4) هناك بواخر قد وصلت للميناء وتحمل آلاف السيارات وحتى يتم إنزالها في الميناء يجب إفراغ الميناء من السيارات التي قبلها ،، ولكن السيارات لا تزال في الميناء ،،، ووقوف الباخرة في الميناء مكلّف للشركة المشغّلة للباخرة وكل ساعة وقوف للباخرة محسوبة على الباخرة بالإيجار فهي إما أن تنزل حمولتها وتغادر أو تغادر بحمولتها .

5) طيب ،، هناك العديد من البواخر قادمة في الطريق غير هذه التي وصلت للميناء ،، ماذا سيفعل التاجر؟

6) سيتصل التاجر بالشركة الأم ويخبرهم بوضع السوق وأنه لا يرغب باستقبال أي سيارات حالياً ، فالمستودعات والمخازن امتلأت بالسيارات وكذلك الميناء الذي يحسب الساعات بالإيجار قد امتلأ .

7) ستضطر الشركة للصبر فترة ويضطر التاجر للصبر حتى يؤدب الشعب اللئيم،، وينتظر وينتظر والأيام تجري والموديل يعدي ، وتقوم الشركة بخفض الإنتاج ، ثم خفض عدد العاملين.

8) ولكن التاجر ما زال يكابر ويقول إننا سنزيد أسعار السيارات 10% وحملة المقاطعة لم تؤثر علينا ، وهو جالس في مكتبه يبكي ربع ساعة ويلعب ورق ربع ساعة .

9) بعد ذلك يعود التاجر (الوكيل) للبكاء ولكن ما يزال رافعاً أسعاره ويكابر ،، ومازال الشعب مقاطعاً وصابراً ، ولا بأس أيها الشعب فاصبر واصبر فالسيارات ليست كالعيوش فهي لا تؤكل.

وهذا ينطبق على باقي المنتجات والسلع وكل شي ارتفع سعره في مجتمعنا المحلي ،،، وحتى الديو ارتفع سعره مؤخراً !!!!

السؤال:

ألا يستطيع شعبنا أن يستفيد من هذا المثال للتصدي على جشع التجار ؟



عندما نكف عن حسد بعضناللاخر يمكننا ان نصل الى هذاالوعي