المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية راجل


عبدالهادى
05-07-2007, 11:07 AM
هاهي اصابعها الممشوقة الممتدة كالطريق ذي المسار الواحد تحاول أن تصل الى ذلك الظل الظليل ولكنها تخاف ان تفقده بلحظة تسرع يخرجها من مسارها فيرتد الفعل الى رد نافر يقضي على طموحاتها المتوترة وللمرة الالف تتخلى عن نزوتها الطارئة.. وتقرر ترك الظل يستريح ما بين دفتي كتابها الذي اصطحبته معها منذ زمن تعي جيدا قدرته في التأثير عليها من حيث لا يعلم الاخرون بمدى تعاستها وفرحتها في آن واحد.. (احمد) ذلك الشقي الممتلىء الذي ملأ الحارة بضجيج الطفولة المفعمة بالحيوية وحب الظهور لم يكن سوى قدرها الذي تجسد لها كالفارس الآتي من الاعماق وهو يمارس فرعنته بنرجسية قدرته على التعبير دونما أي خوف او وجل في الوجوه المندهشة من ذلك النزق المتطاير منه كالشرر.. مازالت تتذكر وهي ترقبه احيانا بشماتة الشامتين وأحيانا باعجاب المعجبين.. كيف استنهض منها العقل والقلب معا وجعلهما يدوران في فلك من الحيرة والحدس فلا يزيدانها ذلك الا اصرارا ان تبسط له مساحة من الحب يختبىء ما بين اضلعها ولا يتجاوزه البتة وعندما تتفرد بذاتها في لياليها الحالمة تجد ما بين النجوم فضاء واسعا قادرا على اثراء مخيلتها بشيء من الجرأة فتخرجه من جوانحها متلفعا بألف رداء ورداء وعندما يمزق عليها هيبتها تضطر لان تهرب منه لتتركه لفظاظته كيفما شاء.. ولكنها تعلم انها احبته رغم كل ذلك حتى وهو يمطرها في احلامها بحجارته المتصلبة التي طالما شجت رؤوسا وافسدت عليه الكثير من النفوس حتى الزهرة التي مازالت قابعة بين دفتي كتابها.. جاءتها كالحجر.. كان لابد لها ان تمر بجوار تلك (المقبرة) للوصول للمدرسة والعكس لمنزلها المندس بين الازقة والحواري الضيقة.. خرج عليها ذات يوم كالوحش المفترس من وراء اسوار المقبرة يريد اخافتها مع زميلاتها المصاحبات لها في تلك المسيرة اليومية وبدلا من ان يرمي عليهن حجارة شقوته رمى عليهن زهورا اقتلعها من المقبرة بجبروته المعهود.. تطايرت الزهور في وجوههن ولكن (زهرة) حالمة حائرة علقت في كتابها ومازالت!! سألت عنه ذات يوم.. قالوا: (حصاة ابتعدت عن درب المسلمين) تزوج ولم ينجب فقد تبين منه العقم بعد سنين طوال.. اصابته الامراض والديون واصبح يتسول لقمة العيش.. لم يعد ذلك الفتى (الاسطورة).. زوجته تقوده مثلما ينقاد الخروف الى المسلخ.. تضاحكن من ذلك الوصف؟؟ احداهن اردفت.. نهاية رجل لم يبلغ الحلم!! تابعن القهقهة أما هي فقد احست بغصة وألم.. منحاها الحق في ان تحتفظ بذلك الحب الى ما لا نهاية دون ان يعلم احد.