zaouimokhtar
07-15-2011, 04:58 AM
الطابو كلمة أجنبية وإن إرتبطت عند أهلها بالجانب الديني إلا أنها عندنا تعني
بصفة عامة تجاهل بل تكتم عن إثارة ظواهر وآفات رغم وجودها الفعلي في المجتمع
وتختلف وجهات النظر في كيفية التعامل معها بين من يعتبر أن السكوت عنها لا يزيدها إلا تعقيدا
وبالتالي يدعون للحديث عنها بشجاعة لمحاولة إيجاد الحلول لها لأن الصمت لا يحل المشاكل
أبدا بل يجعلها تتراكم وقد يصعب حلها بعد ذلك إن لم يصبح مستحيلا .
بينما يرى أخرون أن النقاش حول مواضيع تُعتبر طابوهات يجعلها تطفو على السطح
لتزداد إنتشارا بعدما كانت نكرة معللين وجهة نظرهم بكون الحديث عنها ليس إلا دعاية
مجانية لها .
ولعلّ الكثير من الطابوهات عندنا تُبرر بكوننا مجتمعات محافظة وتستجيب لعادات وتقاليد
لنجد أنفسنا غالبا بين خيارين كثيرا ما صعُب علينا ترجيح كفّة أحدهما على الأخر كسره لأنه
لا يستند لأي سند شرعي أو تجاهله إحتراما لعادات توارثناها أبا عن جد..
* * * * * * *
" أذكر أني صُفعتُ من والدي- رحمه الله- لأني تجرأتُ على ذكر إسم أمي في جلسة رجالية
صفعة ألمتني ولا شك لكن ليس بمقدار ألم الظلم الذي شعرت به ولم أقتنع بدافعها إلى اليوم "
ونحن لا نزال صبية تمر بعقولنا بعض التساؤلات نبحث لها عن إجابات لدى الكبار وأقصى ما نناله :
عيب يا ولد......أصمتْ !!!
تعقبها صفعة ننالها أوقهقهة منهم حسب "حرج الموقف" .
لكن لا الأولى ولا الثانية أجابت عن التساؤل .
ونكبر وتكبر معنا التساؤلات ولا نكاد نجرؤ على طرحها في محيطنا خوفا وخجلا أن تكون عيبا ...لا نفقهه.
منّا من يدفنه في صدره على أمل أن يكبر ويفهم كما وعده الكبار ليتضح له ان ذلك الوعد لم يكن سوى "تطفيشا"
لأن ثقافة الطابو تكون قد تجذرت وسيورثها هو الأخر لأبنائه من بعده .
ومنّا من يحمله معه لمحيط أوسع يعتقده أكثر رحابة وتقبلا علّه يجد الإجابة ليجد غالبا نفس الحاجز ونفس الجدار :
ممنوع الحديث في الموضوع ، إنه طابو .
ومنّا من يأخذه الفضول أو حتى التحدي ليستكشف الإجابة بنفسه والتي قد تكون من مصدر غير موثق ولا موثوق
أو حتى يمُّر لممارسة السلوك الذي يُسمّون الحديث عنه عيبا وما ينجّر عن ذلك من مخاطر ...
أذكر أن إحدى الجمعيات طلبت الحضور لإحدى المؤسسات التعليمية لتقوم بحملة تحسيسية حول مرض العصر :
السيدا، في أوساط شبابها وشاباتها فقامت الدنيا ولم تقعد من طرف أوليائهم على إعتبار أن الأمر عيب وإهانة
كبيرة لشرفهم وكان جوابهم واضحا وصارما : نحن شرفاء ولا نحتاج لنعرف!
(وكأن السيدا لا ينتقل إلا بالرذيلة )
وعبثا حاولوا ثنيهم عن ذلك ....
ولما نعرف ما يدور في مؤسساتنا ومجتمعاتنا نتساءل : هل العيب في الكلام أم في الفعل ؟
دعونا نناقش الموضوع بصراحة :
هل تعتقد بوجود مواضيع مسكوت عنها في مجتمعاتنا ؟
ألا يؤسس مثل ذلك السكوت لبيئة خصبة لها ؟
ما هي الطريقة التي تراها الأنسب للتعامل معها ؟
بصفة عامة تجاهل بل تكتم عن إثارة ظواهر وآفات رغم وجودها الفعلي في المجتمع
وتختلف وجهات النظر في كيفية التعامل معها بين من يعتبر أن السكوت عنها لا يزيدها إلا تعقيدا
وبالتالي يدعون للحديث عنها بشجاعة لمحاولة إيجاد الحلول لها لأن الصمت لا يحل المشاكل
أبدا بل يجعلها تتراكم وقد يصعب حلها بعد ذلك إن لم يصبح مستحيلا .
بينما يرى أخرون أن النقاش حول مواضيع تُعتبر طابوهات يجعلها تطفو على السطح
لتزداد إنتشارا بعدما كانت نكرة معللين وجهة نظرهم بكون الحديث عنها ليس إلا دعاية
مجانية لها .
ولعلّ الكثير من الطابوهات عندنا تُبرر بكوننا مجتمعات محافظة وتستجيب لعادات وتقاليد
لنجد أنفسنا غالبا بين خيارين كثيرا ما صعُب علينا ترجيح كفّة أحدهما على الأخر كسره لأنه
لا يستند لأي سند شرعي أو تجاهله إحتراما لعادات توارثناها أبا عن جد..
* * * * * * *
" أذكر أني صُفعتُ من والدي- رحمه الله- لأني تجرأتُ على ذكر إسم أمي في جلسة رجالية
صفعة ألمتني ولا شك لكن ليس بمقدار ألم الظلم الذي شعرت به ولم أقتنع بدافعها إلى اليوم "
ونحن لا نزال صبية تمر بعقولنا بعض التساؤلات نبحث لها عن إجابات لدى الكبار وأقصى ما نناله :
عيب يا ولد......أصمتْ !!!
تعقبها صفعة ننالها أوقهقهة منهم حسب "حرج الموقف" .
لكن لا الأولى ولا الثانية أجابت عن التساؤل .
ونكبر وتكبر معنا التساؤلات ولا نكاد نجرؤ على طرحها في محيطنا خوفا وخجلا أن تكون عيبا ...لا نفقهه.
منّا من يدفنه في صدره على أمل أن يكبر ويفهم كما وعده الكبار ليتضح له ان ذلك الوعد لم يكن سوى "تطفيشا"
لأن ثقافة الطابو تكون قد تجذرت وسيورثها هو الأخر لأبنائه من بعده .
ومنّا من يحمله معه لمحيط أوسع يعتقده أكثر رحابة وتقبلا علّه يجد الإجابة ليجد غالبا نفس الحاجز ونفس الجدار :
ممنوع الحديث في الموضوع ، إنه طابو .
ومنّا من يأخذه الفضول أو حتى التحدي ليستكشف الإجابة بنفسه والتي قد تكون من مصدر غير موثق ولا موثوق
أو حتى يمُّر لممارسة السلوك الذي يُسمّون الحديث عنه عيبا وما ينجّر عن ذلك من مخاطر ...
أذكر أن إحدى الجمعيات طلبت الحضور لإحدى المؤسسات التعليمية لتقوم بحملة تحسيسية حول مرض العصر :
السيدا، في أوساط شبابها وشاباتها فقامت الدنيا ولم تقعد من طرف أوليائهم على إعتبار أن الأمر عيب وإهانة
كبيرة لشرفهم وكان جوابهم واضحا وصارما : نحن شرفاء ولا نحتاج لنعرف!
(وكأن السيدا لا ينتقل إلا بالرذيلة )
وعبثا حاولوا ثنيهم عن ذلك ....
ولما نعرف ما يدور في مؤسساتنا ومجتمعاتنا نتساءل : هل العيب في الكلام أم في الفعل ؟
دعونا نناقش الموضوع بصراحة :
هل تعتقد بوجود مواضيع مسكوت عنها في مجتمعاتنا ؟
ألا يؤسس مثل ذلك السكوت لبيئة خصبة لها ؟
ما هي الطريقة التي تراها الأنسب للتعامل معها ؟