المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنيس منصور ولكــــــن


طمطم22
06-25-2007, 08:34 AM
أنيس منصور ولكــــــن

http://shabab.ahram.org.eg/Ahram/2002/9/16/sh_10m.jpg

الأطفال يحبون تحطيم الأشياء‏..‏ والقوانين أيضا؟‏!‏
‏**‏ الذي يقول إنه ينام كالطفل‏,‏ لا يعرف كيف ينام الطفل‏!‏
‏**‏ اذا أردت ألا يسمع الطفل ماتقول‏,‏ فتظاهر بأنك تتحدث إليه‏!!‏
‏**‏ العائلات التي بها أطفال والعائلات التي ليس بها أطفال ـ تشعر بالأسف بعضها لبعض‏!‏
‏**‏ الأطفال مثل الأسمنت المبلل ـ كل مايقع عليه يترك أثرا عميقا‏!‏
‏**‏ الأطفال ملائكة‏..‏ تقصر أجنحتهم عندما تطول أرجلهم‏!‏
‏**‏ يزيد عدد التوائم هذه الأيام ـ فهل لأن الطفل يخاف أن يواجه الدنيا وحيدا‏!‏
‏**‏ هناك نوعان من الأطفال‏:‏ أطفال يعصون كل الأوامر‏..‏ وأطفال لا يقال لهم ماذا يفعلون‏!‏
‏**‏ العلم الحديث لا يستطيع أن يقضي علي النوم نهائيا ـ ولكن الأطفال يستطيعون‏!‏
‏**‏ المنبه هو الساعة التي يستخدمها الآباء ليستيقظوا من النوم ـ عندما لا يكون عندهم أطفال‏!‏
‏**‏ نحن في زمن يقوم فيه الأطفال بتربية آبائهم‏!‏
‏**‏ الأطفال وجع في الدماغ اذا اقتربوا‏,‏ ووجع في القلب اذا ابتعدوا‏!‏
يقال‏:‏ إن راقصة الباليه ايزادوره دنكان قالت للأديب الساخر برنارد شو‏:‏ تصور لو تزوجنا فكانت لنا طفلة ورثت جمال أمها وذكاء أبيها ـ ما أسعدها‏!‏
فقال لها برنارد شو‏:‏ أو أخذت دمامة أبيها وغباوة أمها ـ فما أتعسها‏!‏
‏***‏
قال الزعيم السياسي الأغريقي ثيموتكلس‏:‏ إن ابني هذا هو أقوي إنسان في العالم‏..‏ هو يحكم أمه وأمه تحكمني وأنا أحكم الشعب الأغريقي الذي يحكم العالم‏!‏
‏***‏
الأطفال هم ثروة الفقراء‏!‏
‏***‏
السعيد هو السعيد بأولاده ومعهم‏..‏ ومن غيرهم‏!‏
‏***‏
الطفل يرضع أمه صغيرا‏,‏ ويرضع أباه كبيرا‏!‏
‏***‏
ولكن الدنيا تغيرت‏..‏ ولم تعد هذه المعاني إلا رموزا متواضعة‏..‏ فاختلف معني الأب والأم‏..‏ ومعني هذه العلاقة التي تأتي بالأطفال‏..‏ والزوجة والصداقة‏..‏ والعلاقة الشرعية والعلاقة غير الشرعية‏..‏ ففي الدول الأوروبية والأمريكية لم يعد من الضروري أن تكون العلاقة شرعية ليكون من حق أية امرأة أن يكون لها طفل‏.‏ فلم يعد أحد يسأل الأم إن كانت تعرف أبا لهذا الطفل‏.‏ وإنما الطفل اذا ولد فهو مواطن له كل حقوق المواطنين‏..‏
فالطفل ليس مسئولا عن العلاقة التي أتت به‏..‏ فهذا شأن أبيه وشأن أمه‏..‏
ولذلك فهناك أمهات غير متزوجات لم يتزوجن قط‏..‏ ملايين الأمهات‏..‏
وكان المجتمع يفزع من ميلاد طفل من علاقة غير شرعية‏..‏ وكانت الأمهات تلقي به في لفافة من الورق‏..‏ تلقي به أمام باب المعبد‏..‏ أو في أسانسير لأنها لا تعرف أين تذهب به‏..‏ وتخشي أن يتهمها الناس بالفجور‏..‏ لقد تغيرت النظرة إلي الطفل وإلي أم الطفل‏..‏ ولذلك كان من المألوف أن تجد الأم الواحدة عندها ثلاثة أو أربعة أطفال كل واحد له اسمه‏..‏ لأنهم من عدة آباء‏..‏ ويكونون أبيض وأسود وأصفر وأسود‏..‏ وهم جميعا من أم واحدة وعدة آباء‏..‏
فالحياة الأوروبية والأمريكية تغيرت وتنوعت‏..‏ وأصبحت الحياة صعبة فليس من السهل أن تتزوج الفتاة‏..‏ وليس من الممكن إذا تزوجت أن تحتفظ بالزوج أو يحتفظ بها الزوج‏..‏ ولذلك اختار الأزواج الاقامة معا والاعتراف بالأطفال اذا جاءوا‏..‏ والانفصال في أي وقت‏!!‏
واذا انفصل الزوجان فإنهما يتفقان علي من الذي يحتفظ بالأطفال‏..‏ وهناك ملايين الآباء يقومون بتربية الأولاد‏..‏ أما الأمهات فيهربن من الحياة معا‏..‏ سواء كانت شرعية أو غير شرعية‏..‏ وقد ظهر كثير من الأفلام تصور الرجل وهو يقوم بدور الأب والأم ويذهب بالأطفال إلي المدرسة وإلي السوق وإلي الملاعب‏..‏ وهو يخيط الملابس ويركب الزراير‏..‏ ويرضع الأطفال لبنا صناعيا‏..‏ ويجلس بأطفاله بين الأمهات اللاتي بلا أزواج‏..‏ ومعظم هذه الأفلام كانت للسخرية من هذا الوضع الاجتماعي الشاذ‏..‏ ولكن هذا الوضع لم يعد شاذا‏.‏ وإنما هم الذين اختاروا أن يواجهوا صعوبات الحياة بدون خادمات‏..‏ أو مع مشاكل الخادمات اللاتي يعملن بالساعة‏..‏ ثم عجز الآباء عن دفع أجور الخادمات‏..‏ ومحاولة الشركات أن تخترع وسائل الأكل والشرب والنوم التي تجعل الأب يستغني عن مساعدة الخادمات أو الجارات‏..‏ ورأينا أفلاما تعرض مثل هذه المشاكل في البيت الواحد‏..‏ أو في الحي الواحد فيتبادل الرجال والنساء حضانة الأطفال وتعليمهم والعناية بهم‏.‏
وكلما حدثت اضطرابات اجتماعية أو أزمات اقتصادية‏,‏ كان الطفل هو الضحية الأولي لكل ما يصيب الوالدين من خلافات نفسية‏..‏ أو متاعب اقتصادية‏..‏
وكانت حرب فيتنام أكبر مأساة واجهت الطفل الأسيوي‏..‏ فقد أسفرت هذه الحرب الطويلة المعقدة عن مئات الألوف من الأطفال الضالين‏..‏ فالأطفال يولدون في الغابات والمستنقعات وفي المخابئ وفي اللوريات‏..‏ وتصبح الأم عاجزة عن تربية الطفل ولذلك فهي تتركه كالكلاب الضالة‏..‏ يقوم بالاعتماد علي نفسه‏..‏ يأكل من الأرض‏..‏ أو يتسول الطعام والشراب ـ هذا اذا عاش‏..‏ وقد عاش مئات الألوف من الأطفال حياة معذبة جائعة خائفة‏..‏ ضالة‏..‏ وكانت الشعوب الأسيوية تشحن هؤلاء الأطفال في الزوارق‏.‏
وتتركهم عند الشواطيء‏..‏ وتلاحقهم المؤسسات الانسانية فتدركهم قبل أن يموتوا‏,‏ أو تعرضهم للبيع أو لمن يريد أن يتبني هؤلاء الأطفال ـ هؤلاء الأطفال هم مخلفات الحروب مخلفات الصراعات العسكرية أو العقائدية بين الكبار‏..‏ وبعد أن حسم الكبار مشاكلهم‏..‏ بقي هؤلاء الأطفال مشاكل حية‏,‏ لم نجد لها حلا‏!!‏
وتكررت نفس المأساة في رومانيا فبعد اضطرابات الثورة علي الرئيس شاوشيسكو مات عشرات الألوف من الأمهات والآباء‏..‏ وبقي ألوف الأطفال بلا عائل‏..‏ لا أب ولا أم‏..‏ وإذا كان هناك أب أو أم‏,‏ فإنهم غير قادرين علي حضانه الأطفال ورعايتهم‏..‏ ولذلك انتقل الأطفال إلي الملاجيء في أوروبا الغربية‏..‏ أو إلي العائلات التي بلا أطفال‏!!‏
وهناك المشكلة المزمنة للعائلات التي لم ترزق بالطفل هذه العائلات تعلن في الصحف وفي المجتمعات والكنائس عن حاجتها إلي طفل تتبناه وترعاه‏..‏ أو تشتريه بأي ثمن‏!!‏
وتشكلت بسرعة جمعيات لشراء الأطفال من دول العالم الثالث‏..‏ أي من العالم الفقير‏..‏ فالأسرة الأمريكية لها مطالب‏:‏ تريد طفلا أسمر‏..‏ أو أصفر‏..‏ أو أسود أو ذهبي الشعر أزرق العينين أشقر‏..‏ وتقوم الشركات الوسيطة بتدبير طلبات الزبائن‏..‏
أما من التي تبيع طفلها الأشقر؟
إنهن الطالبات في الجامعات الأمريكية والأوروبية‏..‏ فهناك مئات الألوف من الشابات قد أنجبن أطفالا لايقدرون علي تربيتهم‏..‏ فتقوم هذه الشركات بالتعاقد مع الطالبة‏..‏ وتتعهد بدفع مبلغ من المال تحت الحساب‏..‏ لكي تصبح الطالبة قادرة علي مواصلة الدراسة والغذاء الصحي أثناء الحمل‏..‏ ثم تتعاقد معها الشركة علي دفع تكاليف الولادة والحضانة عدة شهور أو سنة حتي يصبح الطفل قادرا علي تحمل الانتقال من قارة إلي قارة أو دولة إلي دولة‏!!‏
بل إن الشركة تتفق مع الأم علي أن تأتي بولد من أب سويدي أو زنجي ملون‏..‏ وتقوم الأم بتدبير ذلك طبقا للعقد المبرم بينها وبين هذه الشركة‏..‏
أما اذا كانت الأم قد أنجبت توءما ولدين أو بنتين‏.‏ ارتفع السعر‏..‏
ولابد أن تتعهد الأم بالتنازل عن طفلها نهائيا ولايحق لها أن تطالب به إذا ماعرفت مكانه‏..‏ أو عرفت الأسرة التي تبنته‏.‏
وهناك مئات الشركات الأمريكية والأوروبية تتاجر في الأطفال وهي شركات تخفف من عذاب الأم غير المتزوجة‏,‏ وتسعد الأم المتزوجة التي لم ترزق بالولد أو البنت‏!!‏
إنها مشكلة الطفل الوحيد‏.‏
الذي لايجد الأم اذا وجد الأب‏,‏ ولايجد الأب إذا وجد الأم‏..‏ أو لايجد الاثنين معا‏..‏ أو الذي يعرف عندما يكبر أنهما باعاه‏..‏ وإنهما نقلاه من قارة إلي قارة‏..‏ وإنه مثل الحيوانات الأخري‏..‏ أي أنه كائن حي ليست له جذور اجتماعية‏..‏ وليس له أصل إنساني‏..‏ وإنه لقيط‏..‏ وإن الشركات هي التي عينت له أبا وعينت له أما‏..‏ وأن الناس جميعا يعرفون من هو‏..‏ وانه لذلك مختلف عن بقية خلق الله‏..‏ وانه لايكن احتراما أو حبا لأحد من الناس‏..‏ وإن هذه المرارة هي التي توقظ فيه كل رغبات الانتقام‏..‏ من أي أحد‏..‏ من أي أب ومن أي أم‏..‏ الانتقام من كل الناس الذين ظلموه وقهروه وحرموه من أبسط حقوق الكلاب التي ترضعها الأم وترعاها حتي تكبر وقد امتلأت الأفلام بقصص هؤلاء المظلومين الذين يتمنون أن يكونوا ظالمين‏..‏ هؤلاء الذين قست عليهم الظروف‏,‏ فتحفزوا وانتظروا لكي يكونوا هم أيضا قساة علي بقية الناس‏!‏
ومعني ذلك أن الطفل الذي لايلقي البيئة الصحية من الأب والأم والأخوة‏..‏ والاحترام الاجتماعي لابد أن ينحرف‏..‏ ويكون انحرافه عدائيا أي ضد المجتمع الذي حرمه من أن يكون واحدا مثل الآخرين‏..‏
وفي التاريخ أحداث كثيرة عن الأطفال الذين تركتهم أمهاتهم واحتضنتهم الحيوانات‏..‏ هناك الإنسان الذئب‏..‏ أي الذي احتضنته ذئبه وراحت ترضعه‏..‏ حتي كبر هذا الطفل يمشي علي أربع‏..‏ ويطلق أصواتا كالذئاب‏..‏ وعندما أمكن اعتقال هذا الإنسان الذئب وجدوه لا يأكل إلا اللحوم‏..‏ ولايمشي إلا علي يديه ورجليه‏..‏ وعندما حاولوا أن يعلموه الكلام وأن يجعلوه يأكل ما يأكله البشر مات‏..‏
وهناك الانسان الغزال الذي ظهر في بلاد كثيرة‏..‏
ولكن المعني‏:‏ هو أن الإنسان اذا لم يجد الرعاية الانسانية فإنه يتحول إلي الحيوانيه‏..‏ فيكون ذئبا ويكون ثعلبا ويكون أفعي‏..‏ فهذه القسوة الاجتماعية توقظ فيه كل غرائز الحيوان لكي ينقض علي الآخرين‏..‏
ولذلك انحرف الأبناء‏..‏
وظهرت كل أشكال الخلل الاجتماعي والشذوذ النفسي والهوس الديني‏..‏ وكل مظاهر الهرب بالمخدرات أو بالنوم أو التعصب الديني‏..‏ أو الانتحار الجماعي‏..‏ أو الزواج الطفولي‏..‏ فقد تزوج الشبان دون العشرين بعضهم من بعض وكان لهم أطفال‏..‏ أي أصبح الآباء الأطفال يرعون أطفالا آخرين‏..‏ أي أن الطفل الذي لم يلق رعاية من أبويه أصبح أبا ليربي أطفالا آخرين‏!!‏
هذه هي خيوط المستقبل في كثير من الدول وبدرجات مختلفة ـ المستقبل الذي يولد الآن علي شكل أطفال يفتقدون الأب والأم ولايعرفون معني الأسرة ولامعني التعاون‏..‏
هذه علامات المستقبل الذي ولدته الحياة الاجتماعية التي يغرق فيها الأب يومه بالعمل وليله بالفرجة علي التليفزيون‏..‏ وكذلك الأم غارقة في عملها نهارا من متاعب العمل والبيت والأولاد ليلا‏!‏