المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قافلــــــــــة الجمـــــــــــــــــــــال‏ .. احمد رجب


طمطم22
06-25-2007, 11:50 AM
أفكار ضاحكة

قافلــــــــــة الجمـــــــــــــــــــــال‏!‏


بقلم‏:‏ أحمد رجب


http://shabab.ahram.org.eg/Ahram/2002/12/1/ragab.jpg
مازلت أذكر ياسيدي ذلك اليوم الذي دق فيه جرس التليفون في بيتي لأجد صوتا يقول‏:‏ باسفيك سرفيس؟ وحسب تعليمات زوجتي فاطمة أجبت المتكلم بالإنجليزية‏:‏ جود أفتر نون‏..‏ باسفيك سرفيس في خدمتك‏,‏ وحسب تعليماتها ايضا حركت قرص التليفون محدثا تكتكة وكأنني سكرتير أوصل المتحدث برئيس العمل‏,‏ والتقطت فاطمة السماعة ورطنت باللكنة الأمريكية ثم ما لبثت أن قالت‏:‏ طبعا ياسيدي نحن نتكلم العربية باسفيك سرفيس في خدمتك‏.‏
كان ذلك هو اليوم الاول لنشاط باسفيك سرفيس‏,‏ ومنذ ذلك اليوم وبيتي اسمه باسفيك سرفيس‏,‏ وبهذا الباسفيك سرفيس حققت فاطمة أمنيتها في إنشاء مكتب يؤدي للعلماء خدمات غير تقليدية‏,‏ وقد تعلقت بهذه الامنية ونحن في رحلة بأمريكا‏,‏ إذ قرأت عن إعلان زواج نشر بإحدي الصحف وجاء فيه شاب وسيم مليونير يرغب في الزواج من فتاة يكون لها نفس اوصاف بطلة قصة الخريف لا يأتي غدا‏.‏

في خلال ساعات نفدت كل نسخ القصة من السوق وحقق مكتب باسفيك سرفيس صاحب الاعلان ربحا كبيرا له وللمؤلف‏,‏ فالافكار الجديدة ـ كما تقول فاطمة‏:‏ هي أقرب طريق الي النجاح‏,‏ ومن هنا نقلت اسم المكتب الامريكي باسفيك سرفيس الي مشروعها الجديد‏,‏ وتم نشر الإعلان في الصحف عن بداية نشاط باسفيك سرفيس‏.‏
ورغم أن فاطمة فسرت سبب تسمية المكتب باسفيك بأن الاسم يعطي عظمة وفخامة وثقة فإنني وجدت هذا التفسير ضعيفا ومتهافتا فاعترضت بشدة علي هذاالاسم السخيف‏,‏ ولكن فاطمة لم تعلم بذلك‏,‏ إذ جاهرت باعتراضي أمام صديق مخلص لا ينقل الكلام‏,‏ كذلك أخفيت عن فاطمة استيائي من رفع سماعة التليفون والرد علي العملاء بالانجليزية‏,‏ ولا أذكر ماذا قالت فاطمة تفسيرا لذلك‏,‏ ولكني أيدتها تماما في وجوب الرد علي التليفون بالانجليزية‏.‏
وميدان الاعمال ليس جديدا علي فاطمة‏,‏ فقد بدأت حياتها العملية مصممة أزياء‏,‏ ثم خبيرة ديكور‏,‏ ثم تنظيم رحلات سياحية‏,‏ ولما رأت ان ماليتي قد ارهقت بسبب سدادي للديون التي تراكمت عليها قالت‏:‏ إنها قررت ان تعتمد علي نفسها وتتجر في الكلاب المدللة‏,‏ووتحول بدروم الفيلا الي مستشفي لتوليد وتربية الكلاب‏.‏

ورغم الدخل الضئيل لهذه التجارة الجديدة‏,‏ فإن فاطمة كانت راضية وسعيدة جدا‏,‏ وربما لان حمل الكلاب الصغيرة وتدليلها وإرضاعها أحيانا بالبيبرون كان يشبع إحساسها المتعطش إلي الأمومة وكنت اقضي معها في البدروم وقتا طويلا لرعاية الأولاد‏,‏ وهي قد رأت أنني قد استفدت من صحبة الكلاب خصالا طيبة‏,‏ فأصبحت ذكيا‏,‏ ووفيا أكثر‏,‏ واسرع اليها لاهثا عندما تنادي اسمي‏.‏
كان افضل عملاء فاطمة هي مدام صابونجي التي تقتني اربعة وثلاثين كلبا‏.‏ وقد ابدت هذه السيدة رغبتها في اقتناء كلب تشاوتشاو من السلالات الصينية‏,‏ وهو الكلب الوحيد بين فصائل الكلاب الذي ينفرد بسواد اللسان‏,‏ وعرضت مدام صابونجي الفي جنيه ثمنا لهذا الكلب الأمر الذي حفز فاطمة الي ان تعجل باتصالاتها للحصول علي هذا الكلب‏.‏ وعرفت ان هناك سمسار كلاب اسمه الدكتور محروس‏,‏ وأعطوها رقم تليفون مقهي يتردد عليه وتبين انه حلاق كلاب سابق‏,‏ وبعد اسبوع صدق وعد الرجل وجاء بالتشاوتشاو وقبض مائتي جنيه وكسبت فاطمة الفا وثمانمائة جنيه‏!‏
لقد طارت مدام صابونجي فرحا‏,‏ فقد كان الكلب جميلا حقا له طوق شعر كثيف حول الرقبة‏,‏ والشعر نفسه ذو ألوان متغيرة مع الضوء‏.‏ وتشاوتشاو أصيل‏..‏ غير ان فرحة مدام صابونجي لم تدم طويلا‏,‏ فقد بدأ الكلب يشيب‏.‏ هل تشيب الكلاب ؟ اسرعت به المدام الي الطبيب‏,‏ فاكتشف ان الكلب من نوع اللولو الابيض وليس تشاوتشاو‏,‏ تم بإتقان قص شعره وصبغه بالالوان المتغيرة كما تم طلاء لسانه بحبر بلوبلاك ؟

كانت الصدمة قاسية فلزمت فاطمة الفراش‏.‏ كانت تبكي وتعتريها نوبات عصبية تتهمني فيها ـ كما يحدث في اعقاب فشل كل مشروع ـ بأنني السبب‏,‏ وأن طول عمري أريد أن أثبت انها سيدة أعمال فاشلة‏:‏ وفي كل مرة كنت احتضن فاطمة واهديء من روعها وكانت تهدأ بذلك‏,‏ فهي تعرف ان كل اتهاماتها ظالمة‏,‏ وهي تعرف ايضا ان حبي لها قد فاق كل تصور‏.‏ وهل أتجاهل تضحيتها من أجلي ؟ هل أنسي بداية حياتنا وكيف اثبتت كل الفحوص انني السبب في حرمانها من الأمومة ؟
عندما كانت فاطمة تهدأ تماما كنت اسمع صوتها الدامع يهمس في أذني‏:‏ أعذرني يا فاضل‏..‏ أنا لا أعرف ماذا أريد‏.‏
لكني كنت أعرف ماذا تريد فاطمة‏:‏ أن تكون أما‏,‏ غير أن الأوان قد فات‏.‏
تعالي ننس كل همومنا يافاطمة‏.‏ سافرنا في رحلة حول العالم‏,‏ وفي امريكا استهوتها فكرة مكتب الخدمات وولد مشروعها الجديد باسفيك سرفيس‏.‏
لقد بدأ باسفيك سرفيس يعمل في أداء الخدمات العادية‏,‏ لكن فاطمة استولي علي اهتمامها عميل رأت فيه مجالا مناسبا لتحقيق أفكارها الجديدة‏,‏ فهو فنان تشكيلي قال‏:‏ إنه صاحب مدرسة جديدة في التصوير‏,‏ وأن الكل يعتبره مجنونا‏,‏ وهو لا يجد سبيلا الي عرض إنتاجه الجيد والخروج الي دائرة الأضواء‏.‏

ـ قالت‏:‏ إن اسمك أحمد برهان ؟
ـ ومتخرج في كلية الفنون منذ عامين
ـ هل تعرف الدكتور عبود ؟
ـ كان يدرس لي‏.‏ إنه حمار كبير
ـ كيف تقول عن استاذ لك إنه حمار
ـ في رأيي أن كل من يعيش علي الافكار الجاهزة التي ابتكرها السابقون دون ان يبتدع شيئا جديدا هو في نظري حمار‏..‏ هل الدكتور عبود قريبك ؟
ترددت فاطمة ثم قالت‏:‏ أجل
قال‏:‏ حمار

أكد الدكتور عبود لفاطمة أن أحمد برهان فنان عبقري ولكنه لا يحسن تقديم نفسه بسبب غروره الذي يصل الي حد الوقاحة ولهذا يعتبرونه مجنونا‏,‏ ولكن كل لوحة لهذا الولد فيها دائما الجديد‏.‏
واتصلت فاطمة بأحمد برهان وحددت له موعدا ليحضر لوحاته‏.‏ في تلك الليلة قالت لي‏:‏ هل تعرف يافاضل إن أروع لحظات العمر عند المرأة هي لحظة ميلاد‏,‏ عندما تنبثق منها بين آلام المخاض حياة جديدة تطل علي الوجود‏.‏ لا يكفي ان تكون المرأة جميلة بل ينبغي ان تكون نافعة ايضا‏.‏
وتنهدت فاطمة تنهيدة احترق لها قلبي وهي تستطرد‏:‏ من بطن المرأة خرج عباقرة الدنيا الذين صنعوا الحضارة‏,‏ وأنا لم أنجب‏,‏ لكن لو استطعت ان اساعد هذا الفنان فكأني أعطيت الدنيا عبقريا‏,‏ غير ان هذا ليس سهلا إنه يحتاج إلي معاناة‏.‏ آلام مخاض‏.‏ هل تقف بجواري يافاضل ؟
احتضنت فاطمة في صمت‏.‏

عندما حضر الفنان أحمد برهان متأخرا عن موعده اكثر من ساعة كانت فاطمة مشغولة مع إحدي العميلات‏,‏ فتوليت مهمة استقباله‏.‏ شاب في منتصف العشرينيات‏.‏ طويل القامة‏.‏ نحيل‏.‏ علي وجهه تعبير اشمئزازي فطري‏,‏ وفي نظرته الكثير من التعالي خصوصا عندما ينظر نحوي‏.‏ وضع لوحاته بعناية ثم قال‏:‏ أبلغ المدام أنني هنا‏.‏
ـ المدام سوف تأتي حالا‏.‏
ـ هل أنت السكرتير أم الخادم ؟
ابتسمت وأنا أتغاضي عن رد السؤال‏,‏ ويبدو أنه عرف من تلقاء نفسه إن كنت الخادم أم السكرتير‏,‏ إذ قال لي‏:‏ هات لي فنجان قهوة سادة‏.‏
ـ القهوة ستأتي حالا‏.‏

ضغطت الجرس وظللت محتفظا بابتسامتي‏,‏ فإن الاحتكاك اليومي بالأصدقاء والأقارب والزملاء قد أكسبني خبرة في التعامل مع المضطربين عقليا‏.‏
جاءت فاطمة وخرجنا إلي الشرفة الخارجية المطلة علي الحديقة لنري اللوحات في ضوء الشمس‏,‏ وضع أحمد برهان اللوحة الأولي علي منضدة ملاصقة للحائط‏,‏ ودعانا إلي أن نتراجع خلفا لكي نتذوقها‏.‏
ماذا نتذوق؟؟ لقد كانت اللوحة كلها مطلية بلون أسود يميل إلي الزرقة‏.‏ ونظرت إلي فاطمة مشفقا عليها من الصدمة‏,‏ ولكنها كانت منصرفة إلي اللوحة باهتمام وأحمد برهان يشرح قائلا‏:‏ هذه اللوحة تمثل قافلة جمال في الصحراء‏,‏ ونحن لانستطيع أن نري الجمال طبعا لأن الليلة كانت حالكة الظلام‏,‏ غير أننا يمكننا أن نري الجمال بشيء من تركيز الإدراك والنظر‏.‏
قلت له‏:‏ ولكني لا أري جمالا‏.‏
قال في نبرة يشع منها الضيق‏:‏ ركز وسوف تراها

لاحظت حيرة علي وجه فاطمة‏.‏ هل هي بوادر خيبة أمل تتجمع فوق وجهها؟
قلت محاولا أن أخفف عنها‏:‏ لو أشعلنا عود كبريت بجوار اللوحة ربما أضأنا الصحراء ورأينا قافلة الجمال‏.‏
لم يضحك أحد‏.‏ وتجنبت أن أنظر إلي أحمد برهان‏.‏ ويبدو أنني قد تجاوزت حدودي‏,‏ إذ قالت فاطمة وهي لاتحول نظرها عن اللوحة‏:‏
ـ ركز يافاضل‏.‏

اقتربت كثيرا من اللوحة لكني لم أر شيئا بينما استمرت فاطمة تتفرس في اللوحة إلي أن سمعتها تصيح‏:‏ فانتاستيك‏!‏ إنني أري الكرافان‏..‏ هذه هي الجمال تسير في الظلام‏..‏ هل تراها يافاضل؟
اقتربت بعيني من اللوحة حتي كاد وجهي يلتصق بها‏,‏ وخطر ببالي أن أقترح علي فاطمة إحضار نظارة القراءة من الداخل‏,‏ ولكني عدلت‏,‏ فماذا يضيرني أن أقول انني أري فعلا قافلة الجمال وفي آخرها تيس‏.‏
ولكن أحمد برهان قال في قرف‏:‏ أنا لم أرسم تيسا‏.‏
وقالت فاطمة‏:‏ ليس في اللوحة تيس‏.‏

ندمت علي ماقلت‏,‏ ورحت أتفرس في اللوحة مرة أخري‏,‏ وفي رغبة مخلصة حاولت أن أعثر عبثا علي جمل واحد‏,‏ وأخيرا التفت نحو فاطمة وقلت‏:‏ فعلا‏..‏ ليس في اللوحة تيس‏.‏
جاء الدكتور عبود بينما كان أحمد برهان يضع اللوحة الثانية للعرض‏,‏ وكانت اللوحة كلها أيضا مطلية باللون الأصفر وفي أعلاها ثلاثة خطوط رمادية متوازية‏,‏ باهتة لاتكاد تبين‏.‏ غير أن الدكتور عبود اقترب من اللوحة الأولي السوداء ثم قال‏:‏ رائع‏!‏
هل الرجل يجد أم يهزل؟؟ هل حقا يري قافلة جمال؟؟
ولم أعد في حاجة لهذه الأسئلة بعد أن قال لأحمد برهان إن الألوان المستعملة في الجمال ذكية جدا‏.‏ وقال الدكتور عبود إنه يفخر بأن أحمد برهان تلميذه‏,‏ وإنه رائد وصاحب مدرسة جديدة هي المدرسة التركيزية‏,‏ وأفاض في الحــديث عن أحمد برهان‏.‏
أعدت فاطمة ميزانية باهظة للدعاية للمعرض واستئجار قاعة العرض بالفندق الكبير‏,‏ وإقامة حفل شاي‏,‏ وهي تأمل ـ مقابل هذه النفقات ـ أن تبيع نصف اللوحات لحسابها‏.‏ ورغم أني علي يقين من أن أملها في بيع اللوحات هو أمل إبليس في الجنة‏,‏ فإنني لم أتأخر عنها‏,‏ فقد أسرعت لأعرض قطعة أرض للبيع وأنا غير آسف علــــي مالي‏.‏ ففاطمة تستحق التضحية من أجلها‏.‏

اتصلت سرا بجارنا الدكتور عاطف‏,‏ وهو رجل قانون جاف الطباع‏,‏ ولا يعرف المجاملة ولايقول إلا الحقيقة‏.‏ قلت له‏:‏ إنني أريده في أمر هام‏.‏
تسللت إلي منزله باللوحة المطلية بالأسود وقلت له بعد أن وضعتها أمامه‏:‏ ماهذه؟
قال كمن يخمن‏:‏ هذه سبورة؟؟
قلت‏:‏ لايادكتور‏.‏ أنظر جيدا هذه قافلة جمال تسير في ليلة حالكة الظلام‏.‏
هل تستطيع أن تري الجمال؟
واقترب عاطف بنظره وأنا أقول له‏:‏ ركز من فضلك حتي تري كل شيء‏.‏
تراجع عاطف وهو يقول‏:‏ لا أري شيئا‏.‏
ـ بل لابد أن تري وتعترف أمامي أن هذه اللوحة فيها قافلة جمال حتي أستريح‏.‏
ـ أعترف؟‏!‏ ماذا جري لك؟
أثارت كلمة تعترف غضب الدكتور عاطف‏,‏ ولست أدري كيف تطور الأمر إلي مشادة‏,‏ ثم انتهي الموقف نهاية مؤسفة بأن أشار نحو باب الخروج قائلا‏:‏ اتفضل‏.‏

‏***‏

جاء السيد الوزير وافتتح معرض الفنان التركيزي أحمد برهان‏,‏ كان هناك حشد كبير من علية القوم وهواة الفن وسيدات النادي‏.‏
لقد بيعت اللوحات جميعها‏.‏ ولوحات ليس فيها رسوم‏,‏ ولكنهـــــا مطليــــة بلون واحد الأصفر أو الأخضر أو الأسود‏.‏
هل أنا مجنون أم كل هؤلاء مجانين‏.‏ لايمكن مثلا أن تكون السيدة التي اشترت اللوحة السوداء مجنونة لكي تدفع فيها خمسمائة جنيه‏,‏ فهي سيدة متزنة وترأس جمعية نسائية وتقتني لوحات رفيعة المستوي‏,‏ ولابد أنها رأت قافلة الجمال في اللوحة‏.‏
لقد نجحت فاطمة وأنجبت عبقريا‏.‏ الآن هي تشعر أنها امرأة جميلة ونافعة أيضا‏.‏ الحمد لله‏.‏

أقمنا حفلا في الفيلا بهذه المناسبة‏,‏ وفي منتصف الليل تسللت إلي منزل جاري الدكتور عاطف‏,‏ وعندما فتح لي الباب قلت له‏:‏ إن اللوحة فيها قافلة جمال‏,‏ فصفق الباب في وجهي وهو ينعتني بالسكران‏.‏ رجوته أن يفتح الباب لكي أناقشه‏,‏ وظللت أدق جرس الباب حتي جاءت شرطة النجدة وأمسكت بي‏.‏
هل أنا مجنون عندما حاولت أن أؤكد له أن اللوحة فيها قافلة جمال تمشي؟ إن المجنون ياسيدي وكيل النيابة هو من يخرج عن إجماع المجتمع‏,‏ والمجتمع شاهد الجمال وهي تمشي في ظلام الصحراء‏..‏ فلماذا أصدرت قرارا بالكشف عن قواي العقلية‏.‏