طمطم22
06-25-2007, 12:21 PM
أنــــــا لاأســــد ولافـــــــــــأر؟!
بقلم : أنيس منصور
http://shabab.ahram.org.eg/Ahram/2003/2/1/anees.jpg
أنا من مواليد برج الأسد حسب التوقيت الشمسي الاوروبي.
ومواليد سنة الفأر حسب الابراج الصينية.. والفأر مجرد رمز وليس وصفا لمواليد هذه السنة.
اما الأسد فلا أجد بينه وبيني أية صفة. فالاسد منظر وبس. فلا هو صياد ولاهو زوج جيد ولاأب. وإنما هو يعيش علي الذي تصطاده اللبؤه, فهي التي تأتي له بالطعام هو وأولاده. ولايكاد يراها أتت بالفريسة حتي يزأر ويجري كم خطوة ويقف الي جوار الفريسة كأنه هو الذي اصطادها.. ثم ان اللبؤة اذا ولدت فانها تخاف منه علي أولادها, لانه من الممكن ان يأكلها بسبب الغيرة لاهتمام اللبؤة بالصغار اكثر من اهتمامها به.. ولانه ليس علي يقين إن كانوا اولاده.
والأسد لايأكل الجيف. أي لحوم الحيوانات التي ماتت وحتي لو كان يموت جوعا!
ومن هذه النهاية أختلف مع سيادته, فأنا نباتي لاأكل اللحوم. ثم انني لست بلطجيا.. منظرا وبس.
ثم إنني أعرف عددا كبيرا من مواليد برج الأسد. ولسنا متشابهين في اشياء كثيرة..
بل إن التوائم من مواليد البرج الواحد مختلفون. فأنا أعرف التوءم مصطفي امين وعلي امين وهما كانا من برج الحوت ومن مواليد برج القسط الصيني.
وأعرف الذين ولدت معهم برج الأسد: نابليون ومصطفي كامل وغيرهم.
وقد ولدت مع الرئيس كاسترو في نفس اليوم والساعة وقد رأيته في عام1964 في هافانا اثناء انعقاد مؤتمر القارات الثلاث وقال له المرحوم يوسف السباعي: إنني لاأدخن ولاأشرب القهوة.
فانزعج كاسترو واستشعر إهانة بالغة له وللبرج الذي ولد فيه.. ولم يستطع أن يطردني من البرج ولامن بلاده.. ولكنه أشار بيده وقال كلمة اسبانية لم أسمعها بوضوح وبسرعة جاء كوب من القهوة السكر زيادة. فهم في كوبا يطحنون البن والسكر معا.. ثم بسيجارة ماركة تشرشل, وشدني من ذراعي وقال لي: كده ياجاهل!
اما هذا الذي هو( كده)... فهو ان آتي بسيجار وأغمسه في القهوة... ثم اقضم بأسناني الجانب الذي تبلل واقذف به الي الارض. ثم قال هكذا: حتي الصباح.
وشربت القهوة فلم أعرف النوم وأخذت نفسين من السيجار وظللت اسعل أحمر العينين حتي غادرنا كوبا عائدين الي موسكو.. وكان يوما في لون البن الاسود وفي يدي السيجار يمزق الحنجرة والصدر..
طبعا لم أر نابليون ولكن اعرف الكثير عن عاداته.. وهو رجل حربي عبقري.. وأنا لم ألمس حتي هذه اللحظة بندقية أو مسدسا, والمرة الوحيدة التي امسكت فيها بندقية رش انطلقت واحدة ونفذت من باطن اليد الي ظاهرها.. وكانت معجزة, فالرصاصة لم تمس عصبا والا كان الشلل قد اصابني. هذا ما قاله لي الطبيب!
أما الذين ولدوا معي في سنة الفأر فهم الادباء: شكسبير وتولستوي وجيل فرن, والاديبتان شارلوت برونينيه ومورج صاند وكريم اغاخان, والامير تشارلز ولي العهد, والممثلون: مارلون براندر وموريس شيفاليه ودوريس داي وسيدني بواتييه, ومصمم الازياء ايف سان لوران, وعبقري الموسيقي موتسارت.
ولم ار من كل هؤلاء رأي العين الا الأمير تشارلز, رأيته في جنازة اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل.. رجلا مهزوما مقهورا مفضوحا.. وحاولت ان أعقد مقارنة بيني وبينه لم أجد وجها واحدا للشبه.. وإن كنت من السهل أن أجد بيني وبين الادباء العظماء.
وكنت اكتب الابراج عندما عملت رئيسا لتحرير مجلات الجيل وهي وآخر ساعة واكتوبر فأنا اعلم ان الناس يتفاءلون ويقرأون الابراج, عادة كل واحد يقرأ برجه هو وبعد ذلك يقرأ برج الذين يحبهم.. ولكنه لايقرأ بقية الأبراج, ولذلك كنت اكتب هذه الابراج بلهجة متفائلة فالناس يحبون ذلك.
وأحيانا كنت أترجمها واحيانا كنت اخترعها... ثم أعيد تفنيط الابراج فاجعل أولها آخرها وآخرها أولها.. ولااحد يدري!
وعندما توليت رئاسة تحريرمجلة آخر ساعة ادخلت عليها تعديلات وتجديدات كثيرة واتيت بواحد صاحبي اسمه العبقري الفلكي نسبت إليه قدرات لاأساس لها من الصحة, وكان الهدف هو أن ألفت النظر الي ماسوف يكتبه في مجلة آخر ساعة وحدث..
وعندما أصدرت مجلة أكتوبر أتيت بواحد فلكي أطلقت عليه اسم دكتور.. وكتب, وبعد ذلك كتبت انا وغيري كل الابراج وتناولناها وتناوبناها والناس سعداء بما يقرأون..
وفي يوم اندهشت من دقة الابراج عندما قرأت برجي في احدي المرات.. فقد كان البرج دقيقا جدا ونسيت شيئين: انني انا الذي كتبت البرج.. وانني كتبت بالضبط ماحدث لي!
وعندما قرأت برجي في عدد من المجلات العالمية وجدت اتفاقا بينها جميعا.. تقول إحدي المجلات: إنني سوف اقابل في هذا اليوم شخصا عزيزا لي. وسوف أكون سعيدا.
وجاء في مجلة( أنابلا) الايطالية: لاتضيع هذه الفرصة.. فهذا اللقاء مهم جدا لك.. ولايحدث الا نادرا, اجعل هذا اللقاء منتظما.
كما قد جاء في مجلة( اشترن) الالمانية: هذا ماكنت تتمناه كثيرا, فأرنا اليوم ما الذي سوف تفعله اليوم وغدا بعد أن تحقق لك هذا الأمل. مستقبلك بين اصابعك الآن..
تفسير كل ذلك: انني هذا اليوم واليوم الذي قبله لم اخرج من البيت وانفردت بنفسي في مكتبي فلم أقابل إلا واحدا هو أنيس منصور. اما انني أتمني أن أجلس اليه كثيرا فهذا ما أريد.. وأن أتأمل حالي وما الذي يمكن أن افعله.. فعندي مشروعات ادبية كثيرة ولم أتقدم ولم أتأخر.. فأنا أخوض نفسي وسط الزحام.. فحولي كثير من الأفكار والآراء المتضاربة.. وانا في زحام واتخبط.. واريد ان ينقشع هذا الضباب.. وأن أري أوضح وأسمع أعمق.. وان تكون المسافة بيني وبين نفسي أقرب.. هذا كل ما اريده.. وبعد ذلك اعرف ما الذي سوف أقدم علي كتابته.. هذا كل ماحدث والمعني واحد عندي انا ولاأعرف إن كان هذا المعني يوافق الذين ولدوا معي في نفس البرج.. ولكن انا الذي فسرت هذا البرج علي هواي.. أو أنه صادف هوي من نفسي.
وأحسست أنني لاأستحق وفتحت النافذة وجعلت أتفرج علي المشاه والسيارات. فالنافذة في الدور الأرضي, فالحياة تستاهل أن تعجبك.. فالنجوم في السماء لاتعرف عني أكثر مني, ولاتضع حبل المشنقة في عنقي, فأنا الذي أفعل ذلك بما أقول وبما لاأقول.
وقرأت برجي في أحدث مجلة كاريكاتير في العالم.. البرج يقول: أقفل المجلة... أنت لاتصدقني ولذلك لم أصدر لواحد مثلك.
صدقت: وشكرا
بقلم : أنيس منصور
http://shabab.ahram.org.eg/Ahram/2003/2/1/anees.jpg
أنا من مواليد برج الأسد حسب التوقيت الشمسي الاوروبي.
ومواليد سنة الفأر حسب الابراج الصينية.. والفأر مجرد رمز وليس وصفا لمواليد هذه السنة.
اما الأسد فلا أجد بينه وبيني أية صفة. فالاسد منظر وبس. فلا هو صياد ولاهو زوج جيد ولاأب. وإنما هو يعيش علي الذي تصطاده اللبؤه, فهي التي تأتي له بالطعام هو وأولاده. ولايكاد يراها أتت بالفريسة حتي يزأر ويجري كم خطوة ويقف الي جوار الفريسة كأنه هو الذي اصطادها.. ثم ان اللبؤة اذا ولدت فانها تخاف منه علي أولادها, لانه من الممكن ان يأكلها بسبب الغيرة لاهتمام اللبؤة بالصغار اكثر من اهتمامها به.. ولانه ليس علي يقين إن كانوا اولاده.
والأسد لايأكل الجيف. أي لحوم الحيوانات التي ماتت وحتي لو كان يموت جوعا!
ومن هذه النهاية أختلف مع سيادته, فأنا نباتي لاأكل اللحوم. ثم انني لست بلطجيا.. منظرا وبس.
ثم إنني أعرف عددا كبيرا من مواليد برج الأسد. ولسنا متشابهين في اشياء كثيرة..
بل إن التوائم من مواليد البرج الواحد مختلفون. فأنا أعرف التوءم مصطفي امين وعلي امين وهما كانا من برج الحوت ومن مواليد برج القسط الصيني.
وأعرف الذين ولدت معهم برج الأسد: نابليون ومصطفي كامل وغيرهم.
وقد ولدت مع الرئيس كاسترو في نفس اليوم والساعة وقد رأيته في عام1964 في هافانا اثناء انعقاد مؤتمر القارات الثلاث وقال له المرحوم يوسف السباعي: إنني لاأدخن ولاأشرب القهوة.
فانزعج كاسترو واستشعر إهانة بالغة له وللبرج الذي ولد فيه.. ولم يستطع أن يطردني من البرج ولامن بلاده.. ولكنه أشار بيده وقال كلمة اسبانية لم أسمعها بوضوح وبسرعة جاء كوب من القهوة السكر زيادة. فهم في كوبا يطحنون البن والسكر معا.. ثم بسيجارة ماركة تشرشل, وشدني من ذراعي وقال لي: كده ياجاهل!
اما هذا الذي هو( كده)... فهو ان آتي بسيجار وأغمسه في القهوة... ثم اقضم بأسناني الجانب الذي تبلل واقذف به الي الارض. ثم قال هكذا: حتي الصباح.
وشربت القهوة فلم أعرف النوم وأخذت نفسين من السيجار وظللت اسعل أحمر العينين حتي غادرنا كوبا عائدين الي موسكو.. وكان يوما في لون البن الاسود وفي يدي السيجار يمزق الحنجرة والصدر..
طبعا لم أر نابليون ولكن اعرف الكثير عن عاداته.. وهو رجل حربي عبقري.. وأنا لم ألمس حتي هذه اللحظة بندقية أو مسدسا, والمرة الوحيدة التي امسكت فيها بندقية رش انطلقت واحدة ونفذت من باطن اليد الي ظاهرها.. وكانت معجزة, فالرصاصة لم تمس عصبا والا كان الشلل قد اصابني. هذا ما قاله لي الطبيب!
أما الذين ولدوا معي في سنة الفأر فهم الادباء: شكسبير وتولستوي وجيل فرن, والاديبتان شارلوت برونينيه ومورج صاند وكريم اغاخان, والامير تشارلز ولي العهد, والممثلون: مارلون براندر وموريس شيفاليه ودوريس داي وسيدني بواتييه, ومصمم الازياء ايف سان لوران, وعبقري الموسيقي موتسارت.
ولم ار من كل هؤلاء رأي العين الا الأمير تشارلز, رأيته في جنازة اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل.. رجلا مهزوما مقهورا مفضوحا.. وحاولت ان أعقد مقارنة بيني وبينه لم أجد وجها واحدا للشبه.. وإن كنت من السهل أن أجد بيني وبين الادباء العظماء.
وكنت اكتب الابراج عندما عملت رئيسا لتحرير مجلات الجيل وهي وآخر ساعة واكتوبر فأنا اعلم ان الناس يتفاءلون ويقرأون الابراج, عادة كل واحد يقرأ برجه هو وبعد ذلك يقرأ برج الذين يحبهم.. ولكنه لايقرأ بقية الأبراج, ولذلك كنت اكتب هذه الابراج بلهجة متفائلة فالناس يحبون ذلك.
وأحيانا كنت أترجمها واحيانا كنت اخترعها... ثم أعيد تفنيط الابراج فاجعل أولها آخرها وآخرها أولها.. ولااحد يدري!
وعندما توليت رئاسة تحريرمجلة آخر ساعة ادخلت عليها تعديلات وتجديدات كثيرة واتيت بواحد صاحبي اسمه العبقري الفلكي نسبت إليه قدرات لاأساس لها من الصحة, وكان الهدف هو أن ألفت النظر الي ماسوف يكتبه في مجلة آخر ساعة وحدث..
وعندما أصدرت مجلة أكتوبر أتيت بواحد فلكي أطلقت عليه اسم دكتور.. وكتب, وبعد ذلك كتبت انا وغيري كل الابراج وتناولناها وتناوبناها والناس سعداء بما يقرأون..
وفي يوم اندهشت من دقة الابراج عندما قرأت برجي في احدي المرات.. فقد كان البرج دقيقا جدا ونسيت شيئين: انني انا الذي كتبت البرج.. وانني كتبت بالضبط ماحدث لي!
وعندما قرأت برجي في عدد من المجلات العالمية وجدت اتفاقا بينها جميعا.. تقول إحدي المجلات: إنني سوف اقابل في هذا اليوم شخصا عزيزا لي. وسوف أكون سعيدا.
وجاء في مجلة( أنابلا) الايطالية: لاتضيع هذه الفرصة.. فهذا اللقاء مهم جدا لك.. ولايحدث الا نادرا, اجعل هذا اللقاء منتظما.
كما قد جاء في مجلة( اشترن) الالمانية: هذا ماكنت تتمناه كثيرا, فأرنا اليوم ما الذي سوف تفعله اليوم وغدا بعد أن تحقق لك هذا الأمل. مستقبلك بين اصابعك الآن..
تفسير كل ذلك: انني هذا اليوم واليوم الذي قبله لم اخرج من البيت وانفردت بنفسي في مكتبي فلم أقابل إلا واحدا هو أنيس منصور. اما انني أتمني أن أجلس اليه كثيرا فهذا ما أريد.. وأن أتأمل حالي وما الذي يمكن أن افعله.. فعندي مشروعات ادبية كثيرة ولم أتقدم ولم أتأخر.. فأنا أخوض نفسي وسط الزحام.. فحولي كثير من الأفكار والآراء المتضاربة.. وانا في زحام واتخبط.. واريد ان ينقشع هذا الضباب.. وأن أري أوضح وأسمع أعمق.. وان تكون المسافة بيني وبين نفسي أقرب.. هذا كل ما اريده.. وبعد ذلك اعرف ما الذي سوف أقدم علي كتابته.. هذا كل ماحدث والمعني واحد عندي انا ولاأعرف إن كان هذا المعني يوافق الذين ولدوا معي في نفس البرج.. ولكن انا الذي فسرت هذا البرج علي هواي.. أو أنه صادف هوي من نفسي.
وأحسست أنني لاأستحق وفتحت النافذة وجعلت أتفرج علي المشاه والسيارات. فالنافذة في الدور الأرضي, فالحياة تستاهل أن تعجبك.. فالنجوم في السماء لاتعرف عني أكثر مني, ولاتضع حبل المشنقة في عنقي, فأنا الذي أفعل ذلك بما أقول وبما لاأقول.
وقرأت برجي في أحدث مجلة كاريكاتير في العالم.. البرج يقول: أقفل المجلة... أنت لاتصدقني ولذلك لم أصدر لواحد مثلك.
صدقت: وشكرا