المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الدين العام الأميركي.. صفعة مؤلمة .


eshrag
07-30-2011, 11:10 PM
أزمة الدين العام الأميركي.. صفعة مؤلمة

الوطن السعودية ـ صلاح الدين خاشقجي 30/07/2011

http://www..com/Common/Handlers/IconImage.ashx?iconid=837 بسبب أزمة سقف الدين العام الأميركي، نجد أن الشارع الاقتصادي مع يوم الثاني من أغسطس يتسم بالترقب والحذر. إن رفع سقف الدين سيمكن الحكومة الأميركية من الاستدانة مرة أخرى لتسديد فوائد وقروض تم استحقاقها، ولا يتوقع إلا أن تقوم الولايات المتحدة بغير ذلك، فلا الديموقراطيون ولا الجمهوريون يمكنهم أن يتحملوا التبعات المدمرة التي ستلحق بالتخلف عن السداد. أما ما صور في وسائل الإعلام من أن الولايات المتحدة ستتجاهل ديونها وستشهر إفلاسها، فهو عار من الصحة تماما، إذ إن المشكلة هي في إعادة تمويل الدين وليس العجز عن السداد. وإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على أكبر الدول الممولة للدين العام الأميركي وما يمكن أن تخسره، ما هو إلا تسطيح لمشكلة عميقة.

تكمن قدرة الولايات المتحدة في الاقتراض المستمر على مدى فترات طويلة في قوة اقتصادها، فهي بإمكانها إنتاج خدمات وسلع في مدة عام كامل تغطي ديونها كافة، وهذا ما يعنيه مؤشر الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي، الذي وصل بداية هذا العام إلى 93%. ولكن المشكلة هي أن هذا المعدل في ارتفاع مستمر، فالناتج المحلي الأميركي لا ينمو بالوتيرة نفسها لنمو الدين العام، وخاصة بعد الأزمة المالية العالمية، حيث لا تزال تعاني من معدلات بطالة مرتفعة. والإشارة الأخطر هي أن تكلفة فوائد الدين العام وصلت إلى نحو 10% من إجمالي الميزانية، الأمر الذي يزيد من حدة وجدية الأزمة الأميركية.

إن عدم رفع سقف الدين وعدم تسديد أميركا للفوائد المستحقة سيكون له أثر مدمر على الاقتصاد الأميركي والعالمي. والسبب في ذلك ليس الخسائر التي ستتحملها الدول الدائنة في أصولها، إنما بسبب توقف عجلة الاقتصاد الأميركي عن الدوران. فهي لن تعود قادرة على الاقتراض بالأسعار المنخفضة الحالية نفسها، وسيفقد نظامها المصرفي السيولة لتمويل القطاع الخاص، وبالتالي سينخفض الاستهلاك الأميركي بشكل يدخلها في كساد ومعها العالم كافة. فالصين لن تجد مشتريا لمنتجاتها وستنخفض الواردات الأميركية من النفط إلى أدنى حد ممكن ما سيسبب شللا تاما في الحياة الاقتصادية والتجارية العالمية.

هذه الصفعة هي بمثابة لحظة الاستفاقة لأميركا وباقي العالم، فمع المشكلات التي يمر بها الاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يكون هناك من يحل محل أميركا كمحرك للاقتصاد العالمي، فانهيار أميركا الاقتصادي سيعني انهيار الصين والكل تباعا. أما الأميركيون، فهم حتى اليوم لم يلتفتوا إلى المشكلة الأهم في تضخم عجوزات ميزانياتهم وهي حجم الإنفاق العسكري. وعلى أميركا أن تقتنع اليوم أن عصر القطب الواحد آخذ في الانتهاء وتبدأ في مراجعة أولوياتها.