المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجاعة والكرم في بني هاشم والغنى والسياسة في بني أمية ..قصة بني عبد المطلب مع حرب


eshrag
08-04-2011, 07:10 PM
كان البيتان يتنافسان قبل الأسلام على الشرف والريادة في مكة حتى بعث افضل الخلق عليه الصلاة والسلام من بني هاشم

والخلافة بقيت بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذين البيتين لما يقارب

ستة قرون وجميعهم وحدهم الاسلام وكل اعطاه الله من فضله والزواج بينهما مشهورا

القصة

قبل الاسلام على عهدة من يرويها ويدعمها ابيات من الشعر والله اعلم.

سببها :

حدثنا الحسن بن أحمد الكلبي قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثنا العباس بن بكار قال حدثنا أبو بكر الهذلي وعبيد الله بن محمد الغساني عن الشعبي قال: دخل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب على معاوية رضي الله عنه وعنده يزيد ابنه، فجعل يزيد يعرض بعبد الله في كلامه وينسبه إلى الإسراف في غير مرضاة الله، فقال عبد الله ليزيد: إني لأرفع نفسي عن جوابك، ولو صاحب السرير يكلمني لأجبته؛ قال معاوية: كأنك تظن أنك أشرف منه قال: إي والله، ومنك ومن أبيك وجدك، فقال معاوية: ما كنت أحسب أن أحدا في عصر حرب بن أمية يزعم أنه أشرف من حرب بن أمية، قال عبد الله: بلى والله يا معاوية، إن أشرف من حرب بن أمية من أكفأ عليه إناءه وأجاره بردائه، قال: صدقت يا أبا جعفر، سل حاجتك فقضى حوائجه وخرج.

اصل القصة بتمامها :

قال الشعبي: ومعنى قول عبد الله لمعاوية إن أشرف من حرب من أكفأ عليه إناءه وأجاره بردائه، لأن حرب بن أمية كان إذا كان في سفر فعرضت له ثنية ( الطريق في الجبل ) أو عقبة تنحنح فلم يجترئ أحد أن يرقاها حتى يجوز حرب بن أمية، وكان في سفر فعرضت له ثنية فتنحنح، فوقف الناس ليجوز، فجاء غلام من بني تميم فقال: ومن حرب؟ ثم تقدمه، فنظر إليه حرب وتهدده وقال سيمكنني الله تعالى منك إذا دخلت مكة. فضرب الدهر من ضربه، ثم إن التميمي بدت له حاجة بمكة فسأل عن أعز أهل مكة فقيل له عبد المطلب بن هاشم، فقال: أردت دون عبد المطلب، فقرع عليه بابه، فخرج إليه الزبير ( خال الزبير ابن العوام رضي الله عنه وقد سمته أمه صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها وارضاها عليه )فقال ما أنت؟ إن كنت مستجيرا أجرناك، وإن كنت طالب قرى قريناك، فأنشأ التميمي يقول:

لاقيت حربا بالثنية مقبلا ... والصبح أبلج ضوءه للساري
قف لا تصاعد واكتنى ليروعني ... ودعا بدعوة معلن وشعار
فتركته خلفي وسرت أمامه ... وكذاك كنت أكون في الأسفار
فمضى يهددني الوعيد ببلدة ... فيها الزبير كمثل ليث ضار
فتركته كالكلب ينبح وحده ... وأتيت قرم مكارم وفخار
قوما هزبرا يستجار بقربه ... رحب المباءة مكرما للجار
وحلفت بالبيت العتيق وركنه ... وبزمزم والحجر ذي الأستار
إن لا لزبير لمانعي بمهند ... عضب المهزة صارم بتار

فقال له الزبير: قد أجرتك، وأنا ابن عبد المطلب، فسر أمامي فإنا معشر بني عبد المطلب إذا أجرنا رجلا لم نتقدمه، فمضى بين يديه والزبير في أثره، فلقيه حرب فقال: التميمي ورب الكعبة، ثم شد عليه، ثم أخترط سيفه الزبير ( اي سل سيفه ) ونادى في إخوته، ومضى حرب يشتد ( يسرع في المشي )والزبير في أثره حتى صار إلى دار عبد المطلب، فلقيه عبد المطلب خارجا من الدار فقال: مهيم يا حرب، ( ماحالك وما امرك ) قال: ابنك، قال: ادخل الدار، فدخل فأكفأ عليه جفنة هاشم التي كان يهشم فيها الثريد، وتلاحق بنو عبد المطلب بعضهم على أثر بعض فلم يجترئوا أن يدخلوا دار أبيهم، فاحتبوا بحمائل سيوفهم وجلسوا على الباب، فخرج إليهم عبد المطلب، فلما نظر إليهم سره ما رأى منهم، فقال: يا بني أصبحتم أسود العرب. ثم دخل إلى حرب فقال له: قم فاخرج، فقال يا أبا الحارث هربت من واحد وأخرج إلى عشرة؟ فقال: خذ ردائي هذا فالبسه فإنهم إذا رأوا ردائي عليك لم يهيجوك. فلبس رداءه وخرج فرفعوا رؤوسهم فلما نظروا إلى الرداء عليه نكسوا رؤوسهم، ومضى حرب، فهو قوله إن أشرف من حرب، من أكفأ عليه إناءه وأجاره بردائه.