تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمنية وظرف (ق.ق)


ربوه
08-31-2011, 01:15 PM
أمنية وظرف (ق.ق)
شد الصبح مئزره وأشاحت الشمس برد الليل لتصحو هي على نغمات العصافير مدت كلتا يديها تمطي جسدها النحيل لتنزع عن فم التثاؤب كل شوق لوسادة و اتكاء،
تقفز منتشية تهرول بخفة وزنها ورشاقة قدها تتطلع خلال شرفتها !
تصوب عينيها لبيت الجيران ، تململت أنفاسها بين لهفة الشوق والخشية : أظنه لم يخرج بعد ! أحمد الله ؛ تصفق أناملها النحيلة: ها هو يخرج ..
ينظر إليها مدركا لقاء الأعين بابتسامة مكتظة بالبهجة والانشراح ..
تتابعه حد الأفق ؛ لتغادره ببسمة.داعبت خصرها بكفيها و تتمايل بخطوات رشيقة ،
صوت أمها أيقظها من نشوة حلم : أحلام ؛ لنعّد مائدة الإفطار..
مع أسرة تهتم بالتقاليد الصارمة لابد للفتاة بعد إتمام دراستها الثانوية أن تركن بالبيت وتساعد أمها استعدادا للحياة الزوجية..
أيام قلائل : أمها تهمسها وهي ترتب الأسّرَة :
أحلام ؛ تقدم شاب لخطبتك برفقة والدته ؛ جيراننا قبالة بيتنا،استعدي لاستقبالهم ؛ أمه تريد رؤيتك حالا .
بشرود قصير أردفت الأم قائلة :يبدو لي أنه رآك وأنت تذهبين إلى المدرسة .جرت أذيال فستانها وخرجت ..
تلقت أحلام الخبر كوابل سرب من الأطيار حلقت بها في فضاء فسيح لاشيء يشبهها اليوم سعادة وغبطة
واستعدت لتهندم نفسها وهي تتراقص طربا للوافد الحبيب
ماكان بينهما سوى صمت المحبين بنظرات لهفة خامرت قلبيهما
وتحدث نفسها ؛ أيعقل ؟ أهو العريس ؟ نعم كان لها ما تمنت لطالما حلمت به ..
وبعد صخب الفرحة وحوارات الأُسرة فيما بينهم تمت خطبتها .
وكانت لها أول نزهة لتغط بوميض البهجة والحب بفستانها الجديد تتجمل بعينيه وتخطو في خيلاء وفرح
بكلتي كفيها ضمت كفه على استحياء تكتظ سعادة بإشراقة بسمة تملأ وجنتيها
فإذا بكتفها يقرع ليستل يده بقوة لتغلف ملامحها الدهشة وبنبرة حزينة طفولية
: (أنت ليش ماتمسك إيدي!)
يهمس لها بتأتأة : ليس الآن هي مجرد خطبة ماذا سيقول الناس عنا!
التزمت الصمت رغم شرارة الألم وإحساسا بالقهقري والتذمر
ولكنها عفت عفو محبة .
وجاء اليوم المرتقب الذي طالما تاقت لقربه ؛ عرسها
سعادة لا توصف وهي محاطة بأسرتها وكل صويحباتها ،
والحبيب يبتسم لها وبكل براءة وعفوية حب عروس لاتسع الأرض فرحتها ؛
طوقت يده بمعصمها والبسمة لاتفارقها ؛ ولكن ! بلباقة دون لياقة منه ينتشل يده بسرعة كمهماز شق صدرها وأدماه ،
وبكل ألم وحشرجة صوت يغص بعبرة : (أنت ليش ماتمسك إيدي !)
بابتسامة خجولة دس همساته في جيب أذنها ؛ صبت كصوان جمر :
حبيبتي لحظات ونكون معا ولا عينا تلقمنا ...
شعور يطفئ جذوة اشتياق يؤلب ذاتها وعفويتها
واستسلمت لجفوته تعلل النفس :ربما يكتنفه حياء.. وربما...وبلسم الصبر هو يقينها بحبه لها.. .
وتم زفافها ..
ومرت الأيام تعبئ الشباب في زحمة التعب وصخب الأطفال
والكب على تنشئتهم بما يتناسب ومركز زوجها المرموق لأسرة محتشمة.
ورغم عبء الحياة وتعبها لابد لفسحة ونزهة بين حين وحين ؛
فرصة نادرة للخروج مع زوجها جراء عمله الدءوب ، وأطفالهما يلعبون ويتقافزون
شعور جميل يسري في عروقها وهي ترى أسرتها وقد ارتمت بين أحضان الطبيعة بنشوة الأجواء الساحرة وراحة نفس ؛
شعرت بحنان عاد بها لأيام الصبا تمنت لو تضم الزوج الذي أنشغل عنها كثيرا وسط معترك الحياة
فجعلت يدها عروة تلف يده وتميل إليه ميلا خفيفا بحنان ،
وكصعقة أصابته ليسحب يده بقوة منزعجا ،
ودون إرادة منها تتطاير من عينيها شرارة الغضب والحزن وبلسان العتاب
: (أنت ليش ماتمسك إيدي!)
ممتعظا : يابنت الناس أطفالنا يحيطون بنا والناس تطالعنا ألا نستحي!
سنكبر يوما ويتعكز بعضنا على الآخر،حينها لامن يرمقنا بنزق ولا حقد..
تمتمت بنفس كسيرة : لم أصدقك بعد اليوم ولن أدعك ترى دموعي.
..هل يكابر؟ أهو الحياء ؟ أطبع فيه ؟ كلمات احتبست في دواخلها بمرارة.
وعدت الأيام ... وكبرت أحلام وأولادها كبروا ،
متعبة هي وترى الشيب يباغتها وبعض ملامح تتخلل وجهها الجميل تشي بخريف عمر
لم يعد ذلك الجمال الذي تغنى به الزوج وكل من عرفها يوما ما هكذا تفكر أحلام ولكنها لازالت تشع حيوية وعاطفة..
نظر إليها الزوج بمحبة ؛ فالنخرج سوية أنا وأنت فقط ؛ اشتقت الخروج معك ..
لم تتردد لحظة مسرعة لترتدي فستانا أنيقا محتشما وتضع الوشاح المخملي المزركش بالأزرق الفاتح والغامق
استقلا السيارة وترجلا عنها في متنزه على ضفاف نهر وتحمل سلة صغيرة
محملة بحبات تفاح وعنب وقطعة كعك صغيرة صنعتها بنفسها
وهي تتمايل بغصنها النحيل المتعب بعض الشيء ..
و تداعب سلة الطعام . تعثرت أحلام ؛ وأوشكت على السقوط جراء رعدة مدوية ووميض شرخ المكان وأحال الهدوء إلى فوضى عارمة
،لتتطاير منها سلة الطعام وتشهق رعبا أحلام
فالتقط يدها خوفا عليها وأمسكها بقوة رغم الدمار المفزع والقلع المرعب
تنظر إليه بلهفة قوية وابتسامة يتقاطر الهلع مخفيا بين ثنياتها:
"وأخيييييييرا مسكت إيدي" ..
لمحها بانشراح بانت نواجذه رغم الألم ليشبك يدها بقوة أكثر : وشيئا فشيئا تنزلق كفاه ويتهاوى جسده ويضطرب ودماء تقطر منه وقد امتلأت الأكف به..
نظرت أحلام وبغير إرادة منها مستنكرة فقده ؛ وغصة تعلقت في حنجرتها وهي تتغلغل ألما بعمق عبرة شديدة
لتنازع دمعاتها مآقي العيون وتجهش باكية بحرقة :"أنت وعدت تمسك إيدي" ....

ضجيج الصمت
09-02-2011, 04:08 AM
مؤلمة هي تلك الاحداث التي اختتمت بها القصة
رغم الفرح التي غبطت به نفسها بتحقيق أمنيتهابتلاحم قلوب وأيدي المحبين
هكذا هي الظروف لاتبقي للفرح متسع من الوقت لإكماله
قصة التحفت الروعة غطاء بكل معانيها ومجرياتها
تسلسل الاحداث فيها محترف كعادتك عزيزتي ومتقن بدقة
إستاذة ربوه فكر لازال ينبض الإبداع بامتياز
وقلم تستنشق الصفحات عبق محبرته وتتوشح تميز كلماته
فبورك فيك ودام نبض عطاءك
حق لي أن أفتخر بتواجدي هنا
دمتِ بحفظ الله

http://up.r99r.com/uploads/images/r99r-b6e94ee239.gif (http://www.eshrag.net/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fup.r99r.com%2Fuplo ads%2Fimages%2Fr99r-b6e94ee239.gif)

غادر
09-02-2011, 06:29 AM
وأنا ايضا افتخر بوجودي في متصفحك الرائع
أم أمي شكرا لك ياروح الروح

alfares
09-02-2011, 02:38 PM
كم انتي رائعه وكم انتي استاذه للنزف الابداعي وللقلم الذهبي

للابداع درك

دمتي أختي

نظرة حياء
09-03-2011, 04:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا عرفتها وهكذا كانت ولازالت أم الخطاب
في نزف قلمها يرقص الابداع
قصة تلامس شغاف القلب لتسكن في أعماق الروح
فــ تحكي بين طياتها آلاما و جروح ..
واقع نعيشه جميعا نتمنى أن نمسك بأيدي بعضنا ولكن مشاغل الحياة سرقتنا
ماما
انت والابداع متلازمان فــ لا تحضرين الا ويكون رفيقا لك
حفظك الله ورعاك
دمت ماما بحب وسعاده

ربوه
09-05-2011, 04:35 PM
مؤلمة هي تلك الاحداث التي اختتمت بها القصة
رغم الفرح التي غبطت به نفسها بتحقيق أمنيتهابتلاحم قلوب وأيدي المحبين
هكذا هي الظروف لاتبقي للفرح متسع من الوقت لإكماله
قصة التحفت الروعة غطاء بكل معانيها ومجرياتها
تسلسل الاحداث فيها محترف كعادتك عزيزتي ومتقن بدقة
إستاذة ربوه فكر لازال ينبض الإبداع بامتياز
وقلم تستنشق الصفحات عبق محبرته وتتوشح تميز كلماته
فبورك فيك ودام نبض عطاءك
حق لي أن أفتخر بتواجدي هنا
دمتِ بحفظ الله

http://up.r99r.com/uploads/images/r99r-b6e94ee239.gif (http://www.eshrag.net/vb/redirector.php?url=http%3a%2f%2fup.r99r.com%2fuplo ads%2fimages%2fr99r-b6e94ee239.gif)

الغالية العزيزة ضجيج
لحضورك تشرفت
وازددت سعادة وسرور
ولا حرمني الله تواجدك الكريم
دمت بألق
وشتائل الورد تحيطك

ربوه
09-05-2011, 04:41 PM
وأنا ايضا افتخر بوجودي في متصفحك الرائع
أم أمي شكرا لك ياروح الروح

بل أنا من تفخر بكم وبحضوركم ياغالي
أدام الله يراعك للخير
ودام سمو حضورك الألق
تحيتي وتقديري

ربوه
09-05-2011, 04:45 PM
كم انتي رائعه وكم انتي استاذه للنزف الابداعي وللقلم الذهبي

للابداع درك

دمتي أختي

أدامك الله أخي الفاضل الفارس
سعدت وتشرفت بحضورك البهي
دام لي هذا الحضور
ممتنة جدا
تحيتي وتقديري

ربوه
09-05-2011, 04:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا عرفتها وهكذا كانت ولازالت أم الخطاب
في نزف قلمها يرقص الابداع
قصة تلامس شغاف القلب لتسكن في أعماق الروح
فــ تحكي بين طياتها آلاما و جروح ..
واقع نعيشه جميعا نتمنى أن نمسك بأيدي بعضنا ولكن مشاغل الحياة سرقتنا
ماما
انت والابداع متلازمان فــ لا تحضرين الا ويكون رفيقا لك
حفظك الله ورعاك
دمت ماما بحب وسعاده

الإبداع الحقيقي هو حضوركم الغالي ياغالية
وسعيدة بكم وبلمتكم قربي
لا حرمني الله إطلالتك المشرقة يا قمر
دمت ودام لي حسك وإحساسك المرهف
مودتي شتائل الورد

غادر
12-31-2011, 06:10 PM
اشتقنا لك يامامة مامتي
نتمنى تكوني بخير

تاريخ الحب
11-24-2018, 02:52 AM
إبداع والله