المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدوله العباسيه- العباسيون


alfares
03-01-2009, 09:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


العباس بن عبد المطلب بن هاشم

كان العباس بن عبد المطلب محبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مائلا إليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزله فيقيل فيه، وأسلمت لبابة بنت الحارث امرأته حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الشاعر:


بها ثلث الإسلام بعد محمـد ،،، وزوج رسول الله بنت خويلد

قيل للعباس أنت أكبر أم رسول الله، فقال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله.

قال العباس: أنا أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، ولده عام الفيل وولدت قبل الفيل بثلاث سنين.

وعن ابن عباس، أن رجلا من قريش رأى العباس فقال: هذا عم النبي وما أسلم حتى لم يبق كافر، فشكا العباس قوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مغضبا فقال: "من آذى العباس عمي فقد آذاني، إن عم الرجل صنو أبيه".

قالوا: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا مكرهين منهم عمي العباس، فمن لقيه منكم فلا يعرضن له فإنه خرج مكرها.

عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كنت غلاما للعباس وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلم العباس واعتقد البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الانصار ليلة العقبة، على قبه وقريش تطلبه، وأسلمت أم الفضل فكانت ثالثة، أو قال ثانية النساء بعد خديجة، وكان العباس يهاب قومه فيكتم اسلامه وكان ذا مال متفرق على قريش وكان يحامي على مكرمته ومكرمة بني عبد المطلب من السقاية والرفادة ويخاف خروجهما من يده، فخرج مع المشركين يوم بدر وأطعم تجلدا مع المطعمين، وكان يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر المشركين، فكتب إليه بخبرهم وما أعدوا له يوم أحد وحذره إياهم كيلا يصيبوا غرته.

كتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروج المسلمين إلى بدر يعلمه السبب الذي خرج له من مداراة قريش وأنه غير مقاتل مع المشركين وإن أمكنه أن ينهزم بهم ويكسرهم فعل، فلما أسر يوم بدر بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألزمني من الفداء أغلظ ما يؤخذ من أحد؛ وكان كتابه من مكة مع رجل من بني كنانة ومعه كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعداد قريش لغزوه يوم أحد إشفاقا من أن يصيبوا غرته، وبلغه فتح خيبر فأعتق غلاما له يكنى أبا زبيبة.

قالوا: وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، ويقال بحكمته، وأقبل يومئذ نفر من بني ليث من كنانة يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنا منه أحدهم فاحتضنه العباس وأحدق به موالي رسول الله، فقال العباس لأقرب الموالي منه: اضرب ولا تتق مكاني ولا تبل أينا قتلت، فقتل الموالي الليثي وجاء أخو المقتول فرفع يده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا فاحتضنه العباس وقال كما قال أولا فقتل، حتى فعل ذلك بستة منهم، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقبل وجهه، وفي يوم حنين يقول العباس:

ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي ،،، بوادي حـنـين والأسـنة شـرع
وقولي إذا ما النفس جاشت ألا قري ،،، وهـام تـدهـدي يوم ذاك وأذرع
وكيف رددت الخيل وهي مغـيرة ،،، بزوراء تعطي في اليدين وتمنـع
وقولي إذا ما الفضل شد بسـيفـه ،،، على القوم: أخرى يا بني فيرجـع
كأن السهام المرسلات كـواكـب ،،، إذا دبرت عن عجسها وهي تلمـع
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة ،،، وقد فر من قد فر عنه فأقشعـوا


يعني بالسبعة: نفسه، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا رافع مولى رسول الله، وأيمن بن عبيد أخا أسامة لأمه أم أيمن، ويقال إن السابع مكان أيمن بعض ولد الحارث بن عبد المطلب، ويقال إنهم: العباس، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، والزبير بن العوام، وأسامة بن زيد، وبنو الحارث يقولون: إن جعفر بن أبي سفيان شهد حنينا أيضا.

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقام يغتسل، فأخذ العباس كساء فستره به، قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا رأسه من جانب الكساء وهو يقول: "اللهم استر العباس من النار"، أو قال: "العباس وولده من النار."

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على العباس وبنيه فقال: تقاربوا، فزحف بعضهم إلى بعض ثم اشتمل عليهم بملاءته وقال: يارب هذا عمي وصنو أبي، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي، فأمنت أسكفة البيت وحوائط البيت.

و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى العباس عمه أوسع له وقال: هذا عمي وبقية آبائي.

عن عبد الله بن أبي بكر أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احفظوني في العباس عمي فإن عم الرجل صنو أبيه." و قال علي بن أبي طالب: لم أر رأيا قط أوثق فتلا، وأحكم عقدا من رأي عمي العباس.

قال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله بن عباس حين اختصه عمر بن الخطاب وقربه: يا بني لا تكذبه فيطرحك، ولا تغتب عنده أحدا فيمقتك، ولا تقولن له شيئا حتى يسألك، ولا تفشين له سرا فيزدريك، ويقال أنه قال له: إن هذا الرجل قد أدناك وأكرمك فاحفظ عني ثلاثا: لا يجربن عليك كذبا، ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.

خرج عمر عام الرمادة يستسقي فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فسقوا.

ويروى عن الكلبي عن أبي صالح قال: أجدبت الأرض على عهد عمر حتى التقت الرعاء وألقيت العصي وعطلت النعم، فقال كعب: يا أمير المؤمنين إن بني اسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فاستسقى عمر بالعباس فجعل عمر يدعو والعباس يدعو.

وحدث عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك، فاسقنا سقيا نافعة تعم البلاد وتحي العباد، اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، فقال في ذلك الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب:



بعمي سقى الله الحجاز وأهلـه ،،، عشية يستسقي بشيبته عـمـر
توجه بالعباس في الجدب راغبـا ،،، إليه فما أن رام حتى أتى المطر
ومنا رسول الله فـينـا تـراثـه ،،، فهل فوق هذا للمفاخر مفتخـر



وقال ابن عفيف النضري:



ما زال عباس بن شيبة عائلا ،،، للناس عند تـنـكـر الأيام
رجل تفتحت السماء لصوته ،،، لما دعا بفضـيلة الاسـلام
عرفت قريش يوم قام مقامه ،،، فبه له فضل على الاقـوام



وقال آخر:



رسول الله والشهداء منـا ،،، وعباس الذي فتق الغماما


وقال الواقدي في روايته: لما كان عام الرمادة، وهو عام الجدب سنة ثماني عشرة، استسقى عمر بن الخطاب بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نستسقيك بنبينا إذا قحطنا، وهذا عمه بين أظهرنا ونحن نستسقيك به، فلم ينصرف حتى أطبق السحاب، قال: وسقوا بعد ثلاثة أيام، وكان عام الرمادة الذي كان فيه طاعون عمواس بالشام.

عن كريب أبي رشدين مولى ابن عباس قال: "لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل العباس من بين الناس إجلال الولد والده." و قال كريب : ما ينبغي لنبي أن يجل إلا أبا أو عما.

خرج رسول الله لله ينظر إلى بعث أو يجهزه، فطلع العباس فلما رأوه قال: "هذا عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها لرحم." لم يمر العباس بعمر وعثمان وهما راكبان وهو راجل إلا نزلا حتى يجوزهما إجلالا له أو يمشيان معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.

عن ابن المسيب قال: لقد جاء الاسلام وان جفنة العباس لتدور على فقراء بني هاشم وإن سوطه وقده معه لسفهائهم، يطعم الجائع ويؤدب السفيه، وقال الزهري: هذا والله السؤدد.

قال إبراهيم بن علي بن هرمة:


وكانت لعباس ثلاث يعـدهـا ،،، إذا ما شتاء الناس أصبح اشهبا
فسلسلة تنهى الظلوم وجفـنة ،،، تباح فيكسوها السنام المرعبا
وحلة عصب ما تزال معـدة ،،، لعار ضريك ثوبه قد تهبـبـا


عن أبي جعفر قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وهو أبيض له ضفيرتان، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تبسم، فقال له: يا رسول الله مم تبسمت? قال: "من جمالك يا عم،" قال: وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال: اللسان. قال أبو جعفر، يقول: أعجب من بيانك ولسنك.

عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك وأخذ لي البيعة على الأنصار ونصرني في الاسلام، اللهم فاحفظه وحطه واحفظ ذريته من كل مكروه."

و قال أبو جعفر أمير المؤمنين في كتابه يذكر فيه سابقة جده العباس: ومن ذلك أنه جهز في جيش العسرة بثمانين ألف درهم.

فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أخذ مفتاح الكعبة وهو بدفعه إلى العباس، فنزلت " إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها" فأمر السقاية والرفادة في يد العباس وأقر الحجابة في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة: "ألا إني قد وضعت كل مأثرة ومكرمة كانت في الجاهلية تحت قدمي إلا سدانة البيت وسقاية الحاج."

قام العباس بالسقاية والرفادة، ثم قام بذلك عبد الله بن عباس ثم علي بن عبد الله ثم محمد بن علي ثم داود بن علي، ثم سليمان بن علي، ثم عيسى بن علي، فلما استخلف أمير المؤمنين أبو جعفر قال: انكم تقلدون هذا الامر مواليكم فموالي أمير المؤمنين أحق بالقيام به، فولى السقاية ونفقات البيت مولى له يقال له زربى، وجعلت الرفادة من بيت المال.

دخل عثمان بن عفان على العباس رضي الله تعالى عنهما، وكان العباس خال أمه أروى بنت كريز فقال: يا خال أوصني، فقال: أوصيك بسلامة القلب، وترك مصانعة الرجال في الحق، وحفظ اللسان، فإنك متى تفعل ذلك ترضى ربك وتصلح لك رعيتك.

قال العباس لعبد الله بن العباس: يا بني إن الله قد بلغك شرف الدنيا فاطلب شرف الآخرة، واملك هواك واحرز لسانك إلا مما لك.

لما قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "على من نزلت يا أبا وهب"? قال: على عمك العباس، قال: "نزلت على أشد قريش لقريش حبا."

كان العباس أكرم قريش: لهو ثوب لعاريهم، وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم؛ وكان في الجاهلية نديما لأبي سفيان، فجاور رجل من بني سليم رجلا لم يحمد جواره، فقال له عباس بن مرداس السلمي:


إن كان جارك لم تنفعـك ذمـتـه ،،، حتى سقيت بكاس الذل أنـفـاسـا
فأت القباب فكن من أهلهـا سـددا ،،، تلقى ابن حرب وتلقى المرء عباسا
قرمي قريش وحلا في ذوائبـهـا ،،، بالمجد والحزم ما حازا وما ساسـا
ساقي الحجيج وهذا مـاجـد أنـف ،،، والمجد يورث أخماسا وأسـداسـا


قال ابن عباس: كان أبي أبيض بضا رجل الشعر، حسن اللحية في رقة، تام القامة رحب الجبهة أهدب الأشفار، أو قال اوطف، أقنى الأنف عظيم العينين سهل الخدين بادنا جسيما، وكان قبل أن تكبر سنه ذا ضفيرتين، وكف بصره قبل موته بخمس سنين، وقد كان خضب ثم ترك الخضاب.

وقال الواقدي وغيره: توفي العباس في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وكان معتدل القناة، ودفن بالمدينة بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان، وكان يقول حين نشب الناس في أمر عثمان: اللهم اسبق بي أمرا لا أحب أن أدركه.

قالوا: ونزل في حفرة العباس: علي بن أبي طالب، وعبد الله وعبيد الله ابنا العباس، والحسن والحسين ابنا علي، وقثم بن العباس، ويقال إن عثمان بن عفان نزل في قبره، وقال عبد الله بن العباس: لقد كنا محتاجين إلى نزول أكثر منا لبدنه وعظمه.

و كان للعباس بن عبد المطلب من الولد الفضل وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد بن العباس، وأم حبيب، وأمهم لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عمرو وهي خولة، ويقال إن أباها عوف من حمامة من جرش؛ وتمام بن العباس؛ وكثير بن العباس، وأمهما أم ولد. والحارث بن العباس وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع، هذلية. وصفية بنت العباس وأمها أم ولد. وآمنة بنت العباس، ويقال أمينة، كانت عند العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له الفضل الشاعر وأمها أم ولد. وكانت أم حبيب عند الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي فولدت له رزق بن الأسود، ولبابة بنت الأسود وهو يسكنون مكة، وكانت صفية عند محمد بن عبد الله بن مسروح واسمه الحارث بن يعمر أحد بني سعد بن بكر.

قال عبد الله بن بريد الهلالي:


ما ولدت نجيبة مـن فـحـل ،،، بجبل نعـلـمـه أو سـهـل
كسته من بطن أم الـفـضـل ،،، أكرم بها من كهلة وكـهـل
عم النبي المصطفى ذي الفضل ،،، وخاتم الرسل وخير الـرسـل



وقال أيضا:


ونحن ولدنا الفضل والحبر بـعـده ،،، عنيت أبا العباس ذا الدين والنـدى
ألا وعبـيد الـلـه ثـم ابـن امـه ،،، ألا قثما أعني وذا الباع مـعـبـدا
غيوث على العافين خرس عن الخنا ،،، أسود إذا ما موقد الحـرب أوقـدا
اذا افتخرت يوما قريش رأيتـهـم ،،، يفوقونهم حلمـا وجـودا وسـؤددا


وقال أيضا:


ألا إنني صهر النبي مـحـمـد ،،، وخال بني العباس والخال ك

alfares
03-01-2009, 09:19 PM
أولاد العباس بن عبد المطلب



الفضل
به كان يكنى؛ وكان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رمى جمرة العقبة، وحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، شهد غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ومات بطاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب. ولم يترك ولداً إلا أم كلثوم، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب، كان أبا عذرها؛ ثم فارقها؛ فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ثم خلف عليها عمران ابن طلحة بن عبيد الله، حين مات عنها أبو موسى.
عبد الله بن العباس
ويكنى أبا العباس، ولد في الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين. ودعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "اللهم! أعطه الحكمة، وعلمه التأويل!" ورأى جبريل - عليه السلام؛ وقال - صلى الله عليه وسلم-: "لعسى ألا يموت حتى يؤتى علماً ويذهب بصره!" وكان يأذن له مع المهاجرين ويسأله. وكان، إذا رآه مقبلاً، قال: " أتاكم فتى الكهول: له لسان سؤول، وقلب عقول!" وقال له أبوه العباس: " إني أرى هذا الرجل - يعني عمر - قد أدناك وأكرمك؛ فاحفظ عني ثلاثاً: لا يجربن عليك كذباً، ولا تفشين له سراً، ولا تغتابن عنده أحداً!" وقال مجاهد: كان عبد الله بن عباس أمدهم قامة، وأعظمهم جفنة، وأوسعهم علماً. وتوفى ابن عباس في سنة 68، وهو ابن إحدى وسبعين سنة. (وقال ابن أبي الزناد): كانت بين حسان بن ثابت شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين بعض الناس منازعة عند عثمان بن عفان؛ فقضى عثمان على حسان؛ فجاء حسان إلى عبد الله بن عباس؛ فشكا ذلك إليه؛ فقال له ابن عباس: "الحق حقك؛ ولكن أخطأت حجتك. انطلق معي!" فخرج به حتى دخلا على عثمان؛ فاحتج له ابن عباس حتى تبين عثمان الحق؛ فقضى به لحسان بن ثابت؛ فخرج آخذاً بيد ابن عباس حتى دخلا المسجد؛ فجعل حسان بن ثابت ينشد الحلق، ويقول:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجـهـه ،،، رأيت له في كل مجمعة فضـلا
إذا قال لم يترك مـقـالاً لـقـائل ،،، بمنتظمات لا ترى بينها فـصـلاً
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع ،،، لذي إربة في القول جدا ولا هزلا

وذكر ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن القاسم بن محمد، أنه قال: "ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلاً قط!"

عبيدالله بن عباس،
كان أصغر سناً من عبد الله بسنة؛ وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان سخياً، جواداً. قال بعض أهل العلم: كان عبد الله يوسعهم علماً، وكان عبيد الله يوسعهم طعاماً. واستعمله علي بن أبي طالب على اليمن، وأمره؛ فحج بالناس سنة 36 وسنة 37. ومات عبيد الله بالمدينة.

قتم بن العباس
ليس له عقب، استشهد بسمرقند، كان خرج مع سعيد ابن عثمان زمن معاوية؛ ومر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يلعب، فحمله.
معبد بن العباس، مات بإفريقية شهيداُ.
أم حبيب بنت العباس، تزوجت الأسود بن سفيان بن عبد الأسد ابن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وولدت له رزقاً، وعبد الله.
أمهم: أم الفضل، واسمها لبابة، بنت الحارث بن حزن بن بجير ابن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر.

الحارث بن العباس، أمه من هذيل.
كثير بن العباس، كان فقيهاً فاضلاً، لا عقب له.
تمام ابن العباس، كان من أشد الناس بطشاً.
وأمهما: أم ولد. ليس لتمام عقب، وكان امرأ صدق.

آمنة بنت العباس، لأم ولد؛ ولدت الفضل الشاعر ابن عباس بن عتبة ابن أبي لهب.
صفية بنت العباس، لأم ولد، ولدت محمد بن عبد الله بن أبي مسروح، من بني سعد بن بكر.
فهؤلاء ولد العباس بن عبد المطلب لصلبه.


--------------------------------------------------------------------------------

فولد الفضل بن العباس
أم كلثوم بنت الفضل؛ أمها: أم سلمة بنت محمية بن جزء الزبيدي؛ وأمها: جويرية بنت الحويرث بن العنبس ابن أهبان بن حذافة بن جمح. ولدت أم كلثوم بنت الفضل لحسن بن علي ابن أبي طالب: محمداً، وجعفراً، وحمزة، وفاطمة، درجوا؛ ثم فارقها؛ فتزوجها أبو موسى الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ومات عنها، وجعل لها من ماله شيئاً؛ فتزوجها عمران بن طلحة؛ ففارقها؛ فرجعت إلى دار أبي موسى؛ فماتت؛ فدفنت بظهر الكوفة.


--------------------------------------------------------------------------------

ولد عبد الله بن العباس
وولد عبد الله بن العباس: علي بن عبد الله، وكنيته: أبو محمد؛ ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب، في شهر رمضان سنة 40؛ فسمي باسمه، وكان أصغر ولد عبد الله سناً؛ وكان أجمل قرشي وأوسمه؛ وتوفي سنة 118؛ والبقية من ولد عبد الله بن العباس في ولده؛ والعباس بن عبد الله، كان أكبر ولده، وبه كان يكنى؛ وكان يقال له "الأعنق"؛ وكان من أجمل ولده؛ وقد روي عنه؛ ولا عقب له؛ ومحمد بن عبد الله؛ وعبيد الله؛ والفضل؛ وعبد الرحمن؛ ولبابة؛ وأمهم: زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القود بن الحارث الولادة بن عمر بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور، وهو كندي؛ ومشرح بن معدي كرب أحد الملوك الأربعة، وهم إخوة: مخوس، وجمد، ومشرح، وأبضعة؛ وأسماء بنت عبد الله، وأمها: أم ولد.

كانت لبابة بنت عبد الله عند علي بن عبد الله بن جعفر، فولدت له؛ ثم خلف عليها إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله؛ فولدت له يعقوب؛ ثم فارقها؛ فتزوجها محمد بن عبد الله بن العباس.
وكانت أسماء بنت عبد الله عند عبد الله بن عبيد الله بن العباس؛ فولدت له حسناً وحسيناً.

وولد علي بن عبد الله بن العباس محمد بن علي أبا الخلائف؛ وأمه: العالية بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأمها: عاثية بنت عبد الله، وهو عبد الحجر، ابن عبد المدان بن الديان، من بني الحارث بن كعب؛ وداوود بن علي؛ وعيسى بن علي، لام ولد؛ وسليمان بن علي؛ وصالح بن علي، وهما لأم ولد؛ وأحمد؛ وبشراً؛ ومبشراً، لا عقب لهم؛ وإسماعيل؛ وعبد الصمد، وهم جميعاً لأم ولد؛ وعبد الله الأكبر، لا عقب له، وأمه: أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب؛ وعبد الله بن علي، لا عقب له، وأمه: امرأة من بني الحريش؛ وعبد الملك بن علي؛ وعثمان؛ وعبد الرحمن؛ و عبد الله الأصغر السفاح، الذي خرج بالشأم؛ و يحي؛ وإسحاق؛ و يعقوب؛ وعبد العزيز؛ وإسماعيل الأصغر؛ وعبد الله الأوسط، وهو الأحنف، لا عقب له؛ وهم لأمهات أولاد شتى؛ وفاطمة بنت علي؛ وأم عيسى الكبرى؛ وأم عيسى الصغرى؛ وأميمة؛ ولبابة؛ وبريهة الكبرى؛ و بريهة الصغرى؛ وميمونة؛ وأم علي والغالية، بنات علي، لأمهات أولاد شتى؛ وأم حبيب بنت علي، وأمها: أم أبيها بنت عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب.

كانت أم عيسى الصغرى بنت علي عند عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس؛ فلم تلد له شيئاً؛ وهلك عنها؛ فورثته مع عصبته.

وكانت أميمة بنت علي عند يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب؛ فلم تلد له شيئا.

وكانت لبابة بنت علي عند عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس؛ فولدت له محمدا، درج، و بريهة؛ فتزوج بريهة بنت عبيد الله بن قثم جعفر بن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، وهو جعفر الأصغر، الذي يدعى ابن الكردية.

وأما سائر بنات علي، فلم يتزوجن. وكانت فاطمة بنت علي أسنهن وأفضلهن وأجزلهن؛ وكان إخوتها أبو العباس وأبو جعفر وغيرهما يكرمونها ويعظمونها و يبجلونها لحزمها وعقلها ورأيها.

فولد محمد بن علي: أبا العباس عبد الله بن محمد أمير المؤمنين؛ وأمه: ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله، كان يقال له عبد الحجر، ابن عبد المدان بن الديان ابن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عمرو بن علة بن جلد؛ كانت، قبل أن يتزوجها محمد، عند عبد الله بن عبد الملك بن مروان؛ ويحيى بن محمد؛ والعالية، أمهما: أم الحكم بنت عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (وعبد الله بن الحارث الذي يقال له "ببة")؛ وإبراهيم الإمام، لأم ولد؛ وموسى بن محمد، مات في حياة أبيه، لأم ولد؛ وعبد الله أبا جعفر أمير المؤمنين، لأم ولد؛ والعباس بن محمد، لأم ولد؛ ولبابة بنت محمد، لأم ولد؛ كانت لبابة بنت جعفر عند سليمان، وهلكت، ولم تلد له.

وولد العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان يسمى "الأعنق" : عبد الله بن عباس، وأمه: مريم بنت عباد بن مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي ابن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم؛ وعون بن عباس بن عبد الله، وأمه: حبيبة بنت الزبير بن العوام؛ ومحمد بن عباس؛ وقريبة؛ أمهما: جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، وأمها كندية. وليس للعباس بن عبد الله بقية، ولا لأحد من ولد عبد الله بن عباس عقب، غير علي بن عبد الله بن عباس؛ فإن في ولده الخلافة والعدد.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد عبيد الله بن عباس
عبد المطلب؛ ومحمداً، و به كان يكنى؛ وميمونة، وأمهما: القرعة بنت قطن بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة: والعباس بن عبيد الله؛ والعالية، أمهما: عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان بن الديان؛ وعبد الله بن عبيد الله؛ وعبد الرحمن بن عبيد الله، أمهما: أم حكيم بنت قارظ بن خالد من بني الحارث بن عبد مناة ابن كنانة؛ وجعفرا؛ وعمرة؛ وأم العباس، لأمهات أولاد شتى؛ ولبابة بنت عبيد الله؛ وأم محمد بنت عبيد الله، أمهما: عمرة بنت عريف بن كلال بن حمير.
ولدت ميمونة لأبي سعيد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: محمداً، وسعداً، وهلك عنها؛ فتزوجها نافع بن جبير بن مطعم بن عدي؛ فولدت له علياً. وكان نافع بن جبير بن مطعم، إذا رأى ابنه علياً، قال: "هذا ابن السقايتين!" يعني زمزم سقاية عبد المطلب، وسقاية جده عدى بن نوفل، وهي بين الصفا والمروة؛ ولها يقول بعض الشعراء، يمدح عدي بن نوفل:

وما النيل يأتي بالسفين يكفـه ،،، بأجود سيباً من عدي بن نوفل
وأنبطت بين المشعرين سقاية ،،، لحجاج بيت الله أفضل منهل


ثم خلف على ميمونة بن نافع أبو السنابل بن عبد الله بن عامر؛ فلم تلد له.
وأما العالية، فولدت لعبيد الله بن عبد الله بن العباس محمداً؛ وولدت لعثمان بن عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى: عبد الله بن عثمان. وأما لبابة بنت عبيد الله، فإنها كانت عند عباس بن علي بن أبي طالب؛ فولدت له عبيد الله؛ فقتل عنها مع حسين بن علي؛ فتزوجها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وهو يومئذ وال على المدينة ومكة؛ فولدت له القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان؛ وهلك عنها؛ فتزوجها زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب؛ فولدت له نفيسة بنت زيد ابن حسن؛ تزوجت نفيسة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وهو خليفة؛ ففارقها.
وأما عمرة بنت عبيد الله، فتزوجها شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي؛ فولدت له محمداً، وشعيب بن شعيب، وعابدة الحسناء؛ كانت عند حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب؛ ولها يقول الحسين بن عبد الله زوجها:



أعابد حييتم على النأي عـابـدا ،،، سقاك الإله المسبلات الرواعدا
أعابد ما شمس النهار إذا بـدت ،،، بأحسن مما بين عينيك عابـداً
وهل أنت إلا دمية فى كنـيسةٍ ،،، يبيت لها البطريق بالليل ساجداً


فولد عباس بن عبيد الله بن عباس: سليمان؛ وقثم؛ وعبيدة؛ وأم محمد، لأمهات أولاد شتى. كانت أم محمد عند إبراهيم بن عبد الله بن معبد؛ فولدت له محمداً، و داوود، ابني إبراهيم و لقثم بن عباس يقول ابن المولى، وكان قثم عاملاً على اليمامة:



عتقت من حلي ومن رحلتي ،،، يا ناق إن أدنيتني من قثـم


وأتاه أعرابي، وهو باليمامة؛ فأنشده:



يا قثم الخير جزيت الجنة
اُكس بنياتي وأمهـنـه
أقسم بالله لتفـعـلنـه


فقال "أبر الله يمينك". وابنه: عبيد الله بن قثم، كان والياً على مكة واليمامة.
وولد عبد الله بن عبيد الله بن العباس حسناً؛ وحسيناً، أمهما: أسماء بنت عبد الله بن العباس، وأمها: أم ولد. فولد حسن بن عبد الله: أسماء بنت حسن، أمها: ابنة الفضل الشاعر بن عباس بن عتبة بن أبي لهب؛ وأسماء بنت حسن، كانت تسكن المدينة؛ وهي التي رفعت السواد على المنارة زمن محمد بن عبد الله بن حسن؛ فكان ذلك كسراً للمبيضة حين دخل عيسى بن موسى المدينة.

وولد حسين بن عبد الله بن عبيد الله: عبد الله بن حسين، أمه: أم ولد؛ وكان حسين يسكن المدينة؛ وكان يروى عنه الحديث؛ وكان يقول شيئاً من الشعر؛ قال في عابدة بنت شعيب الشعر الذي كتبنا؛ و بسبب عابدة رد على ولد عمرو ابن العاص أموالهم. وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، يعاتب حسين بن عبد الله، وكان له صديقاً:

إن ابن عمك وابن أمك ،،، معلم شاكي السـلاح
من لا يزال يســوؤه ،،، بالغيب أن يلحاك لاح

وقال حسين بن عبد الله:

أبرق لمن يخشـى وأر ،،، عد غير قومك بالسلاح


ومما يروى لحسين في شبابه:

لا عيش إلا بمالك بن أبـي ال ،،، سمح فلا تلحنـي ولا تـلـم
أبيض كالسيف أو كما يلمع ال ،،، بارق في حالك من الظـلـم
يصيب من لذة الـكـريم ولا ،،، يجهل حق الإسلام والحـرم


وقد انقرض عقب عبد الله بن عبيد الله العباس؛ فلم يبق منهم أحد. وقد روى عبد الله بن عبيد الله عن عمه عبد الله بن عباس؛ وروى حسين بن عبد الله بن عبيد الله عن أبيه وغيره؛ وروى عن العباس بن عبيد الله بن العباس أيضاً الحديث؛ وله بقية عقب ببغداد.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد معبد بن العباس بن عبد المطلب
عبد الله، قد روى عنه؛ وأم محمد بنت معبد، كانت تحت عبيد الله بن عبد الله بن العباس؛ وأمها: أم جميل بنت السائب بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة ابن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة؛ وآبية بنت معبد، أمها: أمة إفريقية قدمت بها، فأمرها علي بن أبي طالب أن يقروا بها؛ تزوجها يريم بن أبي شعثاء، وهو معدي كرب، ابن أبرهه بن الصباح أحد ملوك حمير، فولدت له النضر بن يريم؛ كان النضر سيداً من سادات أهل الشأم وزوجه خاله عبد الله بن معبد ابن العباس بنته لبابة بنت عبد الله، وهي لأم ولد.
فولد عبد الله بن معبد: عباس بن عبد الله بن معبد الأكبر، وأم أبيها بنت عبد الله؛ ومعبد بن عبد الله؛ وعبد الله بن عبد الله، أمهم: أم محمد بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب؛ وعباساً الأصغر كان على مكة أميراً؛ وعباساً الأوسط؛ وإبراهيم؛ وعبد الله بن عبد الله؛ ولبابة، وهم لأمهات أولاد شتى؛ ومحمد بن عبد الله، لا بقية له، وأمه: جمرة بنت عبد الله بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب.
فولد عباس الأكبر بن عبد الله: محمد بن عباس، أمه: أم أبيها بنت محمد بن علي بن أبي طالب.
فولد محمد بن العباس: العباس بن محمد؛ ومحمد بن محمد؛ وعبد الله، أمهم: نفيسة بنت عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
فهؤلاء ولد معبد بن العباس.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد تمام بن العباس بن عبد المطلب
جعفر بن تمام؛ وعباساً؛ وقثم، وأمهم من بني هلال.
فولد جعفر بن تمام: يحيى، وكان آخر بني تمام؛ هلك في زمن أبي جعفر؛ فورثه بنو علي بن عبد الله بن العباس، ووهبوا حقوقهم لعبد الصمد بن علي؛ وأمه: أم ولد.
هؤلاء ولد تمام بن العباس.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد كثير بن العباس بن عبد المطلب
يحيى بن كثير، أمه: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأمها: أم ولد؛ انقرض كثير ابن العباس.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب
عبد الرحمن بن عبد الرحمن، أمه: أم أيوب بنت ميمون بن عامر بن الحضرمي. وقد انقرض ولد عبد الرحمن ابن العباس.


--------------------------------------------------------------------------------

وولد الحارث بن العباس بن عبد المطلب
عبد الله؛ والزبير؛ والحارث بن الحارث؛ وأمهم: فاطمة بنت جنيدة بن عوف بن عبد شمس بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر.

فولد عبد الله بن الحارث: عباساً؛ والزبير؛ وفاطمة؛ أمهم: أم ولد؛ والسري بن عبد الله، ولي اليمامة لأبي جعفر؛ والمطلب؛ والحارث؛ وأم أبيها، تزوجت محمد بن صفوان بن عبيد الله بن صفوان؛ ثم خلف عليها إبراهيم بن أفلح، من ولد حويطب؛ وأمهم: جمال بنت النعمان، من بني النجار.
وولد الزبير بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب: الحارث؛ والفضل؛ والعباس؛ وميمونة، ولدت لعبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير؛ وأمهم: أم العباس بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
الزبير بن العباس بن عبد الله ولي السند؛ أمه: أم ولد.
هؤلاء بنو الحارث بن العباس بن عبد المطلب.

alfares
03-01-2009, 09:21 PM
الصحابي الجليل الفضل بن العباس الهاشمي
((000 - 18 هـ))
هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبوه العباس بن عبد المطلب شيخ قريش وزعيمها، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.

شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع، وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من جُمع (المزدلفة) إلى منى، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، وأبو هريرة وربيعة بن الحارث، وعباس بن عبيد الله بن العباس وغيرهم .

أنجب الفضل ابنة واحدة هي أم كلثوم بنت الفضل، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.

شهد الفضل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في غسله وهو الذي كان يصب الماء على علي بن أبي طالب.

اختلف الرواة في تاريخ وفاته، وأصح الروايات في ذلك، أنه خرج إلى بلاد الشام مجاهداً، وتوفي في طاعون عمواس من نواحي الأردن سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب، رحمه الله ورضي عنه.

--------------------------------------------------------------------------
الصحابي الجليل عبد الله بن عباس ( حبر المة وترجمان القرآن )
(( 000 - 68هـ ))

يكنى أبا العباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .

وكان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين، ثم رجع إليها واليا عليها،

قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.

و يقول ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة، قال: فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.

و عن طاووس قال: ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.

قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فاذا تكلم قلت أفصح الناس، فاذا حدث قلت أعلم الناس.

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.

عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.

قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.

قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.

و كان ابن عباس يسأل عن القرآن فيقول: هو كذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا؟

قال ابن عباس: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فذكر أنه سأله وسألهم فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني على ابن عباس بعد ما ترون؟ و كان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عثمان إلى أن مات.

كان ابن عباس اذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، فان لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فان لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شيء من ذلك اجتهد رأيه.

قال ابن عباس: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.

كان عبد الله بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.

وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك في الموت، ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا القول فيها، فقال بعضهم: ليلة احدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، فقال لابن عباس: تكلم، فقال ابن عباس: إن الله وتر يحب الوتر، خلق السموات سبعا والأرضين سبعا، وجعل عدة الأيام سبعة، وجعل الانسان من سبع، فقال: "ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" ثم جعل رزق الانسان من سبع فقال "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم فاما السبعة فمتاع لبني آدم، وأما الأب فهو ما تنبت الأرض للانعام، وما نراها إن شاء الله إلا لثلاث وعشرين تمضي ولسبع يبقين، فقال عمر: كيف تلومونني على ابن عباس؟

أول من عرف بالبصرة ابن عباس، وكان كثير العلم، قرأ سورة البقرة ففسرها آية آية وحرفا حرفا.

و يقول ابن عباس: من حلم ساد ومن تفهم ازداد.

و كان ابن عباس في سفر حين نعي اليه أخوه قثم ، فاسترجع ثم عدل عن الطريق فأناخ راحلته وصلى ركعتين أطال فيهما، ثم عاد إلى راحلته فركبها، فقيل له: ما رأينا كما فعلت، فقال: أما سمعتم الله يقول: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين."

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول: "من سبق إلي فله كذا، فيستبقون إليه ويقعون على صدره وظهره فيقبلهم ويلتزمهم."

قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد كان ابن عباس من الاسلام بمكان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة، وكان عمر إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.

خلا عمر بن الخطاب يوما ففكر كيف تختلف الامة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد، فدعا ابن عباس فسأله عن ذلك فقال ابن عباس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمناه فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرأونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان ذلك اختلفوا، فزبره عمر، ثم إنه أرسل إليه فقال: أعد علي قولك، فأعاده فعرف عمر صوابه وأعجبه.

وقال حسان بن ثابت الانصاري في عبد الله بن العباس:

اذا قال لم يترك مـقـالا لـقـائل ،،، بمنتظمات لا ترى بينها فـصـلا
كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع ،،، لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغـير مـشـقة ،،، فنلت ذراها لا دنـيا ولا وغـلا

قال ابن عباس: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، ولا تمار سفيها ولا حليما، فان السفيه يؤذيك وإن الحليم يقليك، واذكر أخاك في غيبته بما تحب أن يذكرك به، ودعه مما تحب أن يدعك منه.

لما وقع في عين ابن عباس الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا يوما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.

قال ابن عباس: لجليسي عندي ثلاث إذا أقبل رحبت به، وإذا قعد أوسعت له، وإذا تحدث أنصت لحديثه واستمعت منه.

سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء فقال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان يقال: إن قول لا أدري نصف العلم.

كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وأشهر، أو اثنتين وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية ، وكان مرضه ثمانية أيام .


وقال الواقدي وغيره: نزل في قبر عبد الله بن العباس وتولى دفنه علي بن عبد الله ومحمد بن الحنفية والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس، وصفوان، وكريب، وعكرمة، وأبو معبد مواليه.

--------------------------------------------------------------------------
الصحابي الجليل قُثَم بن العبَّاس
(( 000 - 57 هـ ))

هو قُثَم بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف . ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو الفضل وعبيد الله وعبدالله بن العباس ، وأخو الحسين بن عليَّ من الرضـاعــة . وأمه لبابة بنت الحارث الهلالية ، أول امرأة أسلمت بعد خديجة رضي الله عنهما .

صحابي جليل يُشَّبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هيئته ، مر به النبي صلى الله عليه وسلم على دابة وهو يلعب فحمله وأردفه خلفه . وكان آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان آخر من خرج من لحده صلى الله عليه وسلم . ولمَّا استُخلف عليٌّ استعمل قُثماً على مكة وظل عليها إلى أن قُتل عليٌّ . وكان رضي الله عنه سيداً ورعاً فاضلاً .

خرج إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان للمشاركة في الجهاد فاستُشهد فيها سنة سبع وخمسين للهجرة.


التابعي الجليل الإمام علي بن عبد الله بن العباس ( االمعروف بالسجاد )

الإمام علي السجاد ولد في الرابع و العشرين من رمضان سنة 40 للهجرة النبوية بالبصرة عندما كان والده واليا عليها من قبل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا . بعد وفاة والده بالطائف ارتحل إلى الحميمة لوصية والده له ، و مكث فيها و بنوه حتى قيام الدولة العباسية سنة 132 للهجرة . كان طويلا ضخم الجثة ، أجمل قرشي . كان إذا قدم حاجا أو معتمرا عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام ، و هجرت مواضع حلقها ، و لزمت مجلس علي بن عبد الله إعظاما و إجلالا و تبجيلا، و كان لا يرى لقرشي في المسجد الحرام مجلس ذكر يجتمع إليه حتى يخرج علي بن عبد الله من الحرم . (1)

له من الولد محمد ( و به يكنى ، والد إبراهيم الإمام - الذي يرجع إليه آل باوزير - أبو الخلفاء و الذي بدأ الدعوة ) وداود وعيسى ، وسليمان وصالحا، واسماعيل، وعبد الصمد ، ويعقوب. وعبد الله الأكبر ، وعبيد الله ، وعبد الملك، وعثمان، وعبد الرحمن، درجوا، وعبد الله الأصغر الخارج بالشام، وبعضهم يسميه الشماخ وله عقب. ويحيى، واسحاق، ويعقوب، وعبد العزيز، واسماعيل الاصغر، وعبد الله الأوسط وكان أحنف، درجوا ، وأمينة، وأم عيسى تزوجها ابن حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، ولبابة تزوجها ابن قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس.

كان علي بن عبد الله بالشراة من أرض دمشق لازما لمسجده يصلي فيه كل يوم خمسمائة ركعة ويسجد على لوح أتى به من زمزم، وكان لا يمر به أحد يريد الشام من الحجاز أو يريد الحجاز من الشام إلا أضافه ووصله، إن كان ممن يلتمس صلته، فقيل له إن المؤونة تعظم عليك، فتمثل قول السلولي:

وماذا علينا ان يوافي نارنـا ،،، كريم المحيا شاحب المتحسر
فيخبرنا عما يريد ولو خلـت ،،، لنا القدر لم نخبر ولم نتخبر

لقيت عجوز من قريش علي بن عبد الله بن عباس فشكت اليه الخلة فأمر غلامه فأعطاها مائتي دينار، فقالت: جعلني الله فداك أنت كما قالت أم جميل بنت حرب بن أمية :

زين العشيرة كـلـهـا ،،، في البدو منه والحضـر
وكريمها في النـائبـات ،،، وفي الرحال وفي السفر
ضخم الدسـيعة مـاجـد ،،، يعطي الجزيل بلا كدر

وقالوا: لما فرغ مسلم بن عقبة المري من أمر الحرة أخذ الناس بأن يبايعوا ليزيد بن معاوية على انهم عبيد قن، وبعث إلى علي بن عبد الله وهو يومئذ بالمدينة، وذلك قبل موت أبيه عبد الله بن عباس بأربع سنين، فمر في العسكر بفسطاط على بابه جماعة فسأل عن صاحبه فقيل له: هذا الحصين بن نمير السكوني، فقال لمولى له: ائته فأخبره بمكاني، فأتاه فقال له: ان ابن اختك علي بن عبد الله وقد أخرج من منزله يراد به مسلم بن عقبة، فأرسل ناسا فانتزعوه من أيدي الحرس فجاذبوهم فقال الحصين: ميلوا عليهم بالسياط، فضربوا حتى فروا، وانطلق الحصين معه إلى مسلم حتى بايعه ليزيد كما يبايع السلطان، ثم انصرف.

توفي علي بن عبد الله بالحميمة من عمل دمشق في سنة سبع عشرة ومائة وله ثمان وسبعون سنة.
--------------------------------------------------------------------------
الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ( المعروف بالإمام محمد الكامل )

الإمام محمد الكامل الذي بدأ الدعوة العباسية ، والد إبراهيم الإمام - الذي يرجع إليه آل باوزير - أبو الخلفاء ، ذو الثفنات شبه أثر السجود بجبهته وأنفه ويديه بثفنات البعير، ويكنى أبا عبد الله، وأمه العالية بنت عبيد الله بن العباس، وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة وأشهر، فلما شابا خضب علي بالسواد وخضب محمد بن علي بالحناء فلم يكن يفرق بينهما إلا بخضابها لتشابههما وقرب سن بعضهما من بعض،

وكان بينهما في الموت، في قول هشام بن الكلبي، خمس سنين أو نحوها، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. و دفن في الحميمة عند والده .

وقال الواقدي: الثبت أنه توفي سنة خمس وعشرين ومائة، وكان له يوم مات سبعون سنة.

و هو تابعي و عالم زاهد . و عندما دنى أجله أوصى أصحابه سنة 124 للهجرة و قال : لن تلقوني بعد وقتكم هذا و أنا ميت سنتي هذه ، و صاحبكم ابني إبراهيم ، و بعد مقتل إبراهيم فصاحبكم عبد الله ابن الحارثية السفاح . له من الولد إبراهيم الإمام ( الذي يرجع إليه آل باوزير ) ، عبد الله السفاح ، أبو جعفر المنصور ، موسى إسماعيل يحي و العباس أصغر ولد أبيه و قيل ولد قبل موت أبيه بعامين ، و من البنات العالية و لبابة و فاطمة . (1)

وولد المهدي أمير المؤمنين في السنة التي مات فيها محمد بن علي فسمي باسمه وكني أبا عبد الله بكنيته، وكانت وفاة المهدي سنة تسع وستين ومائة وله ثلاث وأربعون سنة.


قالوا: وكانت الشيعة تروي أن الإمام محمد بن علي، فيظن أنه ابن الحنفية، فلما مات ابن الحنفية قالوا: الامام ابنه عبد الله بن محمد بن علي، وهو أبو هاشم، فلما سمم أبو هاشم في طريقه وهو يريد الحجاز عدل إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالحميمة فأوصى إليه وأعطاه كتبه وجمع بينه وبين قوم من الشيعة، فقال: إنا كنا نظن أن الإمامة والأمر فينا فقد زالت الشبهة وصرح اليقين بأنك الإمام والخلافة في ولدك، فمال إليه الناس فثبتوا إمامته وإمامة ولده.

كان محمد بن علي يقول: لن يبلغ الرجل غاية الحلم حتى يعد ذليلا، قال: وكان يقول: كفاك من حظ البلاغة ان تقول فتفهم، وتصف فتوجز.

قال محمد بن علي: لا يدرك الشباب بالخضاب، ولا الغنى بالمنى، ولا العلم بالادعاء. قال: وكان محمد بن علي يقول: شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط، وشر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق.

وكان محمد بن علي يقدم المدينة في كل سنة فيقيم بها الشهر والشهرين ويؤتى بالمال فيفرقه،

قالوا: وكانت لمحمد بن علي بالحميمة خمسمائة شجرة، فكان يصلي تحت كل شجرة ركعتين،


الخلافة العباسية

استمرت الخلافة العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.

و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.


و قد قسم المؤرخون إجمالا مدة الخلافة إلى ثلاثة عصور رئيسية هي:

1- العصر العباسي الأول: يمتد في الفترة من 132 إلى 232 للهجرة
2- العصر العباسي الثاني: يمتد في الفترة من 232 إلى 590 للهجرة
3- العصر العباسي الثالث: يمتد في الفترة من 590 إلى 656 للهجرة

النهضة الثقافية في الدولة العباسية
من الطبيعي ان يكون العصر العباسي الأول أنسب العصور ملائمة للنهضة الثقافية، فقد بدأ الاستقرار فيه و أنتظم ميزان الأمة الاقتصادي، و كانت النهضة العلمية في العصر الأول تتمثل في ثلاثة جوانب هي:

1- حركة التصنيف
2- تنظيم العلوم الإسلامية
3- الترجمة من اللغات الأجنبية

الجانب الأول: حركة التصنيف
من أشهر المصنفين في هذا العصر مالك الذي ألف الموطأ، و ابن إسحاق الذي كتب السيرة، و أبو حنيفة الذي صنف الفقه و الرأي. و يرجع إلى ابي جعفر المنصور الفضل في توجيه العلماء هذا الاتجاه، و قد كان المنصور كما يقول السيوطي كامل العقل، جيد المشاركة في العلم و الأدب، فقيها تلقى العلم عن أبيه و عن عطاء بن ياسر. و تطورت العلوم في العصر العباسي الأول و انتقلت من مرحلة التلقين الشفوي إلى مرحلة التدوين والتوثيق في كتب وموسوعات.


الجانب الثاني: تنظيم العلوم الإسلامية
وصلت العلوم الإسلامية درجة عالية من الدقة و التنظيم في العصر العباسي الأول:

فقد شهد هذا العصر ميلاد علم تفسير القرآن و فصله عن علم الحديث.
و عاش في هذا العصر أئمة الفقه الأربعة: أبو حنيفة (150 للهجرة)، و مالك (179 للهجرة)، و الشافعي (204 للهجرة)، و ابن حنبل (241 للهجرة).
وظهرت في الفقه الإسلامي مدرستان علميتان كبيرتان هما مدرسة أهل الرأي في العراق، ومدرسة أهل الحديث في المدينة المنورة.
وحفل هذا العصر أيضًا بأئمة النحو وظهرت في علوم اللغة مدرستان علميتان هما: مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، فقد عاش في هذا العصر من أئمة النحاة البصريين عيسى بن عمر الثقفي (149 للهجرة)، و أبو عمرو بن العلاء (154 للهجرة)، و الخليل بن احمد (175 للهجرة)، و الأخفش (177 للهجرة)، و سيبويه (180 للهجرة)، و يونس بن حبيب (182 للهجرة)، و من الأئمة الكوفيين أبو جعفر الرؤاسي، و الكسائي، و الفراء (208 للهجرة).
التاريخ و مولده: قويت في العصر العباسي الأول فكرة استقلال علم السيرة عن الحديث، و وجدت من ينفذها تنفيذا علميا دقيقا، و هو محمد بن إسحاق (152 للهجرة تقريبا) و كتابه في السيرة من أقدمها في هذا الموضوع، و قد وصلنا هذا الكتاب بعد أن اختصره ابن هشام (218 للهجرة) في كتابه المعروف بسيرة ابن هشام، و من اشهر من صنف في التاريخ في هذا العصر العلامة محمد بن عمر الواقدي (207 للهجرة تقريبا) فقد ألف كتاب التاريخ الكبير الذي اعتمد عليه الطبري كثيرا حتى حوادث سنة 179، أما الكتاب نفسه فلم يصح وروده لنا، و للواقدي كتاب آخر يعرف بالمغازي و هو بين أيدينا، و ليس هذا كل ما وصل لنا من علم الواقدي، فإن علمه قد جائنا عن طريق شخص آخر من مؤرخي هذا العصر أيضا و هو كاتبه محمد بن سعد (230 للهجرة) الذي كانت شهرته كاتب الواقدي، و قد خلف لنا محمد بن سعد كتابه القيم الطبقات الكبرى و هو في ثمانية أجزاء يتحدث في الجزء الأول و الثاني عن سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و في الأجزاء الستة الباقية عن أخبار الصحابة و التابعين، و محمد بن سعد هذا هو أحد شيوخ العلامة البلاذري (279 للهجرة).

الجانب الثالث: الترجمة من اللغات الأجنبية
في عام 145 للهجرة وضع المنصور حجر الأساس للعاصمة الجديدة بغداد، و جمع حوله فيها صفوة العلماء من مختلف النواحي، و شجع على ترجمة كتب العلوم و الآداب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، و استجاب له كثير من الباحثين، من أبرزهم ابن المقفع الذي ترجم كتاب كليلة و دمنة (757 للميلاد) و الطبيب النسطوري جورجيس بن بختيشوع (771 للميلاد)، و بختيشوع بن جورجيس (801 للميلاد)، و جبريل تلميذ بختيشوع (809 للميلاد)، و الحجاج ابن يوسف بن مطر (الذي ذاع اسمه بين سنتي 786 و 863 للميلاد).

و لم يكتف المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه. كما لعب المسلمون بهذا دورا كبيرا في خدمة الثقافة العالمية، فقد أنقذوا هذه العلوم من فناء محقق، إذ تسلموا هذه الكتب في عصور الظلام، فبعثوا فيها الحياة، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و أبحاثهم وصلت هذه الدراسات إلى أوروبا، فترجمت مجموعات كبيرة من اللغة العربية إلى اللاتينية، و قد كان ذلك أساسا لثقافة أوروبا الحديثة، و من أهم الأسباب التي أدت إلى النهضة الأوروبية.


وأنشئ في هذا العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة جامعة و هيئة للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في عهد المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر المراصد الفلكية في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلاله من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض، وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258 للميلاد.

alfares
03-01-2009, 09:22 PM
اسماء الخلافء العباسيين
http://adadad51.1.googlepages.com/016.jpg