المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }


alfares
03-02-2009, 09:48 AM
بــسم الله الرحمن الرحيم
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رحاب قوله تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }


في سورة الطلاق أو سورة النساء الصغرى - كما تسمى - وردت

أربع آيات كريمة ، ربطت بين الفعل والجزاء ، ورتبت النتيجة

على

أسبابها ومقدماتها ؛الآية الأولى ، قوله تعالى:
{ ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } (الطلاق:2-3) والثانية ، قوله سبحانه:
{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه } (الطلاق:3) والثالثة، قوله عز وجل: { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا } (الطلاق:4)
الرابعة، قوله تعالى: { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا } (الطلاق:5)

ولنا مع هذه الآيات بضع وقفات:

الأولى : أن الجزاء في ثلاث من هذه الآيات رُتب على تقوى الله ؛

وتقوى الله في معهود الشرع ، فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى

عنه، وهي رأس الأمر كله ، وفي وصية رسول الله صلى الله عليه

وسلم لبعض صحابته ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( اتق الله

حيثما كنت ) رواه أحمد و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .


الثانية : جاء قوله تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }

تكملة لأمر التقوى ؛ فإذا كانت تقوى الله سبب لتفريج الكربات ،

ورفع الملمات، وكشف المهمات ، فإن في توكل المسلم على ربه

سبحانه ، ويقينه أنه سبحانه يصرف عنه كل سوء وشر، ما يجعل

له مخرجًا مما هو فيه ، وييسر له من أسباب الرزق من حيث لا

يدري؛ وأكد هذا المعنى ما جاء في الآية نفسها ، وهو قوله تعالى :

{ إن الله بالغ أمره } أي : لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين

ترون أسباب ذلك مفقودة ، فإن الله إذا وعد وعدًا فقد أراده ، وإذا

أراد أمرًا يسر وهيأ أسبابه .

وقد وردت عدة أحاديث تشد من أزر هذا المعنى ؛ من ذلك ما رواه

أبو ذر رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا قوله تعالى: { ومن

يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } فما زال

يكررها ويعيدها ). رواه أحمد و الحاكم وغيرهما .


وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن ثوبان رضي الله عنه ، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليحرم الرزق

بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا

البر ) .





الثالثة : أن الله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده ، بأن

يجعل لهم مخرجًا من الضائقات والكربات التي نزلت بهم ؛ وقد شبَّه

سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه ، وشبَّه

ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان

المغلق ، يتخلص منه المتضائق فيه .



الرابعة : في قوله تعالى سبحانه : { من حيث لا يحتسب } احتراس

ودفْعٌ لما قد يُتوهم من أن طرق الرزق معطلة ومحجوبة ، فأعْلَم

سبحانه بهذا ، أن الرزق لطف منه ، وأنه أعلم كيف يهيئ له أسبابًا ،

غير مترتبة ولا متوقعة ؛ فمعنى قوله تعالى : { من حيث لا

يحتسب } أي : من مكان لا يحتسب منه الرزق ، أي لا يظن أنه

يُرزق منه .

الخامسة :
تفيد الآيات المتقدمة ، أن الممتثل لأمر الله والمتقي لما

نهى الله عنه ، يجعل الله له يسرًا فيما لحقه من عسر؛ واليسر انتفاء

الصعوبة ، أي : انتفاء المشاق والمكروهات ؛ والمقصود من هذا

تحقيق الوعد باليسر، فيما شأنه العسر .

السادسة : في قوله تعالى : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم

له أجرًا } أعيد التحريض هنا على التقوى مرة أخرى ، ورتَّب عليه

الوعد بما هو أعظم من الرزق ، وتفريج الكربات ، وتيسير

الصعوبات، وذلك بتكفير السيئات ، وتعظيم الأجر والثواب .



وبعد : فإن للتقوى أثرًا أي أثر في حياة المؤمن ، فهي مفتاح كل

خير، وهي طريق إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة ، يكفيك في

ذلك، قول الله عز وجل: { ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا

عليهم بركات من السماء والأرض } (الأعراف:96) ) وكان من

دعائه صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى

والعفاف والغنى ) رواه مسلم ، نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين

بشرعه ، ومن المتقين لأمره ونهيه .



م/ن

doo_elamr
03-05-2009, 11:26 PM
جزاكم الله خيرا
واثابك الجنه
شكرا علي المعلومات القيمه

alfares
03-06-2009, 06:26 AM
حياك الله ضووء

وفقك ربي

مرهفة الاحساس
03-06-2009, 11:32 AM
الفارس

رائع ماطرحت هنا

رزقك الله رضاه

وسقاك ماءاً عذباً زلالاً وشراباً طهوراً

طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنةِ منزلاً

الهمس الجميل
03-06-2009, 12:00 PM
{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه }

الله يجزاك بالخير يا الفارس

أغ ــاريد الشوق
03-06-2009, 10:47 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير

وسدد خطاك على هالطرح الموفق

لك كل التقدير