المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإلحاد .. وعلاقته بالبرسيم


alfares
03-26-2009, 06:13 AM
قديماً ..
كان الحكيم هبولوس هو أول من تكلم فى قدرة العقل على تفسير ظواهر الكون بمادية مطلقة ..
مستخدماً فى ذلك : حزمة من البرسيم .. وحمار !!
كان يطوف أسواق المدينة على ظهر حماره المسكين ..
يرفع له حزمة البرسيم أمام عينيه .. ومن فوق رأسه .. ليحصل على توصيلة مجانية بلا ثمن !
فلا انتهى المطاف بالحمار أن أكل برسيماً فى يوم من الأيام ..
ولا استطاع هبولوس أن يفسر ظواهر الكون إلا من مفهوم "الحاجة والضرورة" !
فالضرورة أوجدت الحاجة .. والحاجة كانت باعثاً بيولوجياً وفيزيائياً لنشأة الكون ..
ولما نشأ الكون لم يكن فيه إلا هبولوس وحماره .. والبرسيم !
يجلس ثلاثتهم فى اريحية تكافلية .. يفكرون : من الذى بدأت عنده فكرة الحاجة !؟

وحين تطور الحمار إلى انسان متعدد الفقرات يمشى على رجلين ..
وجد أن هبولوس لا يزال يطوف بكل حمير المدينة .. وبيده الحزمة إياها !
يشرح لهم كيف يفنى الكائن الحى عمره فى تتبع الحاجة .. ويسد رمق الضرورة .. !
ويثبت بكل ما أوتى من لجاجة :
أن البرسيم يساعد على هضم العقول وتحريرها من كل منطق وتعبيدها للأبد لهبولوس المحتال !!

الإنترنت كانت فاتوحة شر على حمير هبولوس فى هذا الزمان .. !
فبعد أن كان أحدهم يزدرى عقله ويستخدمه كدواسة أنيقة لبلاط الكون ..
بحثاً عن دليل مادى يخبط به رأساً أو يفقأ له عيناً فى هدوء وبعيداً عن احتقار الآخرين !!
صارت الآن لعبة البحث عن البرسيم تدور على أعين التجار فى أسواق الناس !

وحين عرض أتباع هبولوس أنفسهم فى أسواق النخاسة الإنترنتية نجحوا فى التحول إلى سلعة ، كل يبيع نفسه أو يرهن عقله للحصول على حزمة مجانية أو راحة مؤقتة من اللف والدوران بحثاً عن أسباب الوجود .. ومتعلقات الإيمان بالغيب الذى لا يقدر على أن يشمه بأنفه أو يلعقه بلسانه ! حتى تعفن الجميع وزكمت الروائح الأنوف ، فجثث الإلحاد تخرج من مشرحة واحدة .. تزف نفسها إلى قبور العقل وأكفان الجنون .. تدعو أهل الأرض لإحياء هبولوس .. وافراد العبادة لحزمة واحدة من البرسيم !!

من يتابع تواجد الإلحاد العربى على وجه الخصوص فى مقاهى الإنترنت يجد أنها نجحت إلى حد كبير فى التعرى أمام العيون .. يعنى صارت بلبوص بدون هدوم ! والسبب فى ذلك يعود للقواعد التى أرساها ذاك الحكيم ، إضافة إلى أن كل الملحدين يأكلون من برسيم واحد .. ومن علاف واحد ، ولا أستبعد أنهم يكتبون من كمبيوتر واحد !! تجمعهم خصائص موحدة .. تشبه عصابات المافيا حين يعلنون ولائهم حتى الموت لكبير العائلة .. الكبير الذى خاطب حوائجهم فاختصر عليهم الطريق وجاء بهم مقرنين فى أصفاد اللجاجة وسفه العقول !!

أهم المميزات التى يدرسونها جيداً قبل لحظة الانطلاق من نقطة البداية عند مدخل الكهف .. تجدوها فى الكشكول التالى :

1- التحدى والزعيق والضجيج .. وكأنهم مجموعة من الحمر المستنفرة فرت من جزار أعمى القلب أطرش اليدين ، وهى حالة نفسية مفهومة تتلبس بمن يريد أن يثبت لنفسه أمراً شاذاً عجيباً .. فى الوقت الذى يرى فيه أن كل ما حوله ينطق بعكسه !! .


2- تتملكهم نزعة نفسية نحو اتباع الأهواء وتفسيرات الذائقة .. وافتراس المفاهيم حتى لا يبقى من عينها أثراً .. إنه الشخص الوحيد الذى يفجر عقله فى سعادة لا توصف ، وينزع نفسه من سياق الحياة بأكملها ليجلس القرفصاء فى الديب فريزر ، بانتظار المعمل ليخبره هل هو موجود أم لا !!.. وهل وجوده يقينى يفيد العلم أم ظنى يفتح أبواب الوهم .


3- التكرار والإعادة وترديد الكلام دون فهم أو إعادة تقييم للمحتوى الذى يقوله ، حتى بعد أن يسمع كلاماً جديداً من المخالفين المؤمنين فإنه يمرره بطريقة الزحلقة ليخرج صفراً !!.


4- التدليس و"قصقصة" الكلام وبتره عن سياقه ليعطونه "نيو لوك" يناسب اعتقادهم ، وهذه الآفة باتت مفضوحة مكشوفة لكل معاين لحواراتهم .


5- اشكالية التخصص تضرب بقوة أعمدة "المفكرين" الملحدين فى عالم الإنترنت ، فالمفكر الملحد يرى فى نفسه شيئاً لطيفاً : بما أنه قد تحرر من عقله ونفض عن حسه أغلال الإدراك وما يتبعها من إلزام وظيفى ، ونفى عن نفسه أى علاقة بالإرهاب الفكرى المسمى بالمنطق ومكوناته من دلائل وبراهين ، وعاد بالسلامة إلى أصله الحقيقى : مجرد مجموعة من الذرات تسبح فى الكون يرتطم أحدها بحذاء بعض ، فإن بامكانه الآن أن يرتقى لدرجة "باحث مفكر فى علوم الكون" .. !


6- أسماؤهم كلها تدل على حالتهم النفسية المترددة ومعاناتهم العقلية -لا الفكرية- فى الصغير والكبير ، والدقيق والعويص ، فالتردد والتوهان سمة ملازمة لهم جميعاً : فهذا يوزره يكنى بالباحث وهذه تائهة باحثة ، وذاك شاك شكاك وهذه حائرة ضاربة الفيوز ، وقد يرتقى بأحدهم الحال فيستلهم روح الأجداد القرود والمحاربين المعيز ليسمى نفسه "مفكر" .. أو "عاقل" .


7- أغلبهم لا يملك دليلاً علمياً تجريبياً معملياً على وجوده .. وليس لديه القدرة الذهنية على أن يثبت وجوداً حقيقياً لنفسه ، ولئن سألته أن يأتى بدليل على وجوده لا يبادر بصفعك أو سبك لأنك أهنته شخصياً ، بل يبادر فى سذاجة بالبحث على الإنترنت عن دليل انترنتى على وجوده .. وربما استعان بصديق فى هذا السؤال العسير .!


8- ينفون البديهيات هرباً من الإلزام الذى يحتمه عليهم قبولها ، ويجادلون فى الواضحات خشية أن يصبحوا واضحين أكثر من اللازم ، حتى إن قلت لهم إن أصلهم نطفة أو تراب أو طين ارتدوا لامة الحرب ، وتشنجوا وصرخوا بأنهم أفضل من ذلك ، فقد أتوا من مكان محترم سحيق : من خلية بكتيرية شائهة تحت صخور ساخنة فى قاع المحيط !!


9- هم أكثر الناس مطالبة لمخالفيهم بالدليل .. ثم هم أقل الناس فهماً لمعناه ، وأكثرهم اغلاقاً لفهم محتواه ! فالدليل لا يعدو أن يكون قصقوصة انترنتية .. أو نقلاً لرؤية انطباعية ..! أما فهم الدليل وبناء البهان وتركيب النتائج ، فإن ذلك من المتناقضات فى شخصية الملحد الإنترنتى ، إذ أنهم عبثيون فوضويون ينفون كل شئ بتشدق وتفيهق .. ثم لا يثبتون شيئاً سوى أنهم هزازو رؤوس وأكتاف !!


10- يتنطعون بكل تقعر .. و يتشدقون بكل شاذ من القول وغريب من الاصطلاحات ، متشبثون بحبائل السفسطة !! وهى وسيلة دفاعية جيدة مارسها من قبلهم على مر السنين حيوان صغير اسمه "الظربان" .. يضرب قنابل الدخان المنتن قبل أن يفتح فمه بأى كلمة ، وهذا الأسلوب يفيدهم كثيراً فى ترسيخ ظلالهم بين أظهر العوام .


11- ما رأيت ملحداً.. أو تائهاً لا-أدرياً..أو لا دينياً .. إلا وادعى وصاله بالعلم ، وليس بالعلم فقط فى مجمله ، بل بأهله ومقدماته وأسسه وأدلته التجريبية وخبراته المعلمية وتفسيراته المنطقية وبراهينه العقلية .. ألخ ألخ !! .. وكأن العلم هو المصدر الباعث عندهم على الإلحاد ، والإيمان هو قرين الجهل والتخلف !! ولم أر أى أحد أبعد من العقل والمنطق سواهم ، ولم يشهد التاريخ أى كائن يزدرى نفسه وعقله بالقدر الذى يفعله الملحدون على أكمل وجه وأتم حال .



الوقوع فى براثن الإلحاد أمر سهل يسير .. وقد يقع فيه من رأى نفسه بعيداً عنه إن فقد عوامل الاحتراز المناسب من علمٍ أو فهم صحيح ، فصار الإلحاد كالأفعى ترقد على النواصى وتتربص بالعابرين ، خاصة من صغار السن قليلى الخبرة ، ممن تعتريهم الشبهات وتخبط رؤوسهم التساؤلات عن لماذا وكيف .. ولا مجيب إلا من كتب التاريخ !! فى زمن صار العلم فيه شحيحاً ، والجهل رقية الوجهاء ومطية الكبراء ، وفى ظل محاربة الدين .. وتنفير الناس منه على وجه أشبه بالجريمة المنظمة ، وقرنه إعلامياً وغنائياً وفنياً بالتخلف والتحجر والإرهاب ، فإن الإلحاد صار وسيلة من وسائل الترفيه وهواية لمن ينخدعون بالشك فى كل الثوابت !

الأمر بحاجة لحرص زائد .. مبررٌ أو غير مبرر !
بحاجة لإفاقة عاجلة ..
وغرفة مجهزة لانعاش الضمائر !

م/ن للفائده ..

ملكه
05-13-2009, 04:26 PM
يعطيك العافيه


موضوع مررره طويل مو قدي ^_*