المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نايف بن عبدالعزيز


غادر
11-03-2011, 10:48 PM
حول العالم

نايف بن عبدالعزيز

فهد عامر الأحمدي

شعور بالسكينة والاطمئنان عم البلاد فور تعيين سمو الأمير نايف وليا للعهد.. فقرار خادم الحرمين بتعيينه في هذا المنصب وإجماع الأسرة المالكة على سموه أزالا حالة الترقب القصيرة التي تلت وفاة الأمير سلطان (رحمه الله) وأخرست في نفس الوقت تحليلات خارجية كثيرة باحتمال وجود مفاجآت تتعلق بهذا المنصب.

وفي الحقيقة؛ المواطن السعودي آخر من يرغب بالمفاجآت حين يتعلق الأمر باستقرار الدولة وسلاسة انتقال الحكم فيها.. ورغم أن سمو الأمير نايف كان بالنسبة لهم الرجل المتوقع منذ فترة طويلة وتحديدا منذ صدور القرار الملكي بتعيينه نائبا ثانيا شكل إجماع الأسرة المالكة ومبايعة الأمراء الكبار لسموه عامل اطمئنان اضافي أكد استقرار الدولة ورسوخ أركان الحكم فيها (في حين يموج العالم حولنا مضطربا).

أضف لهذا أن سمو الأمير نايف لم يكن غريبا على الشعب أو مرشحا مجهولا يلقي بوعود مستقبلية لم تخضع للاختبار بل رجلا مخضرما يتولى بالفعل مناصب رسمية مهمة تدرج بها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى يومنا هذا.. وهذا يعني أن سموه لا يملك فقط خبرة عملية طويلة، بل وعاصر أيضا ستة ملوك عمل معهم ومنحوه ثقتهم واستأمنوه على مقدرات ومؤسسات الوطن.

وخلال فترة عمله الطويلة أثبت سموه قدرته على التعامل مع أحداث كبيرة وخطيرة واجهها بمزيج من الحزم والحكمة واللين.. وفي كل مرة تزداد ثقة ولاة الأمر وعامة الشعب بقدرات سموه كون المحصلة تنتهي دائما بدرء الفتنة وقمع المعتدي وضمان سلامة الوطن بدءا من فتنة الحرم ومرورا بتفجيرات سبتمبر وانتهاء بمكافحة الفكر التكفيري وتأهيل المنتمين له (وهو الأمر الذي أشادت به أيضا جهات دولية كثيرة كوزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ومجلس الأمن الدولي في عام 2007).

وكنت شخصيا قد قرأت تحليلات خارجية (خلال الفترة القصيرة التي تلت وفاة الأمير سلطان وتعيين الأمير نايف) أبدت تخوفها من وصول "رجل أمن" ووزير داخلية مخضرم لمنصب ولي العهد في السعودية.. ولكن داخل الوطن كان الجميع يعرف جيدا الفرق بين الوجة الأمني الحازم لسموه (والموجه فقط للخارجين عن القانون والعابثين بأمن الوطن) وبين الوجة الانساني والتعامل الأبوي المتمثل في رعايته للمشاريع الخيرية والمبادرات الانسانية وتشجيعه لطلبة العلم والسنة النبوية.

فرغم أن سموه يتولي رسميا منصب الداخلية إلا أن له جوانب انسانية ومدنية يصعب حصرها بالفعل.. فهناك مثلا إشرافه الدائم على حملات الاغاثة الانسانية المقدمة من المملكة، وترؤسه لمجلس القوى العاملة والموارد البشرية، ورعايته لجائزة "نايف" للدراسات الاسلامية والسنة النبوية.. ناهيك عن رعايته للعديد من الجمعيات المدنية مثل الهيئة العليا للسياحة والجمعية الوطنية للمتقاعدين والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية.. وجميعها خارج نطاق عمله وزيرا للداخلية!

.. في النهاية:

لا نملك غير شكر خادم الحرمين الشريفين على حكمة القرار وسرعة التنفيذ.

ومباركة هذه الثقة الغالية وهذا المنصب الكبير لسمو الأمير نايف.

وتهنئة الأسرة الحاكمة على توافقها الدائم واجتماعها على قلب رجل واحد.

وأولا وأخيرا ندعو العلي القدير أن يعيننا كمواطنين ومسؤولين على خدمة الدين والوطن.