غادر
11-26-2011, 09:35 AM
حريق بنات جدة
عبدالله بن بخيت
سيرت وزارة التربية حملة كبرى لفحص أكثر من ثلاثة وثلاثين مدرسة في أنحاء المملكة. هل هذه الخطوة صحيحة وعملية؟ الإنسان يتعلم من أخطائه. لا يمكن أن نبقى في منطقة واحدة نتلاوم. المناداة بمحاسبة المخطئ والتحقيق وغيرها لن تجدي شيئا. علينا ان نتعلم من التجربة. سوابق كثيرة جرت فيها أحداث شبيهة بحادث بنات جدة. هب الإعلام وطالب برأس المخطئين والمقصرين. كسبنا عددا كبيرا من التصريحات النارية والعنتريات. ولم نخرج من الضجيج الإعلامي بنتيجة. لم يتبين مخطئ ولم تحل المشكلة من جذورها ولم تحل حتى من أطرافها. في نظري لا يوجد مخطئ. دائرة الخطأ في مثل هذه القضية لا تتوقف. لا يمكن إلقاء اللائمة على شخص واحد أو إدارة واحدة. معظم هذه الحوادث لها تاريخ. القائمون على الوزارة اليوم ورثوا هذه المشكلة عن سابقيهم. ورثوا مشكلة استراتيجية لا تحل في سنة أو سنتين. يكفي الإشارة إلى المباني المستأجرة. لن تتوقف الأمهات عن الدفع بمزيد من الطلبة كل عام. على الوزارة أن تؤمن لهم مدارس. لا يمكن الاستغناء عن المباني المستأجرة. هكذا نرجع إلى ما نهرب منه. تنتسب هذه القضية إلى ما يسمى البنية التحتية. البنى التحتية تحتاج إلى أراض والأراضي الله يخلف فأصبحت اسعارها فوق طاقة أي ميزانية. ما أردت الإشارة إليه أن القضية معقدة وليس لها مذنب محدد. كل مسؤول يستطيع أن يلقي باللائمة على الآخر. كل إدارة تستطيع أن تتهم الإدارة الأخرى.
في حادث احتراق مدرسة البنات في مكة قبل سنوات قليلة وجدنا متهما حقيقيا والقينا باللائمة عليه. لا اتذكر أني قرأت أثناء تأججها الإعلامي مقالا تحدث عن طبيعة المبنى أو إجراءات السلامة فيه أو حتى وضعه هل هو مستأجر أو غير مستأجر. تلاشت القضية واختفت دون أن نعرف أي شيء عن الحريق نفسه. كيف اندلع ومن هو المسؤول المباشر عن حدوثه. اكتفينا بنقد الجهة التي منعت انقاذ البنات وسببت موتهم بشكل مباشر دون أن نسأل عن مسؤولية الدوائر الأخرى كالدفاع المدني. انزلقنا في القضية الأيدلوجية وتركنا الحديث عن البنية الأساسية. في حادثة جدة تتكرر المأساة دون إعاقة ايدلوجية. إذا قدر لنا أن نترك التلاوم والبحث عن مذنب يمكن أن نرى المشكلة من زاويتها الكبيرة.
سيرت الوزارة لجانا لفحص ثلاثة وثلاثين ألف مدرسة. (ستحتاج الوزارة إلى آلاف من الجوّابين!!) ستعود هذه اللجان آجلا أو عاجلا بتقاريرها. لن تخرج بمفاجآت. كلنا نعرف ما هي النتائج. مبان مستأجرة، أهمال في شروط السلامة، ندرة مخارج النجاة، جهل بمفهوم السلامة، ضعف الإشراف من الجهات المسؤولة مثل الدفاع المدني.. الخ. لن تخرج اللجان بما لا نعرفه وبالتالي فإن فحص ثلاثة وثلاثين ألف مدرسة إعلان مبالغ فيه. رد فعل حماسي فقط. الحل يجب يكون عاجلا ولا يستدعي لجانا. سرعة هدم أبواب المعتقلات التي تطوق مدارس البنات وإزالة كل الشبوك الحديدية من النوافذ وفتح أبواب (مخارج) كافية تفتح من الداخل دون إذن من محرم وإنشاء سلالم حريق في كل دور وصيانة المباني بشكل دوري وأخيرا إقناع الدفاع المدني بتدريب أفراده وربطه بالتجمعات بشكل مباشر والانطلاق في الوقت المناسب. رحم الله الشهيدات.
عبدالله بن بخيت
سيرت وزارة التربية حملة كبرى لفحص أكثر من ثلاثة وثلاثين مدرسة في أنحاء المملكة. هل هذه الخطوة صحيحة وعملية؟ الإنسان يتعلم من أخطائه. لا يمكن أن نبقى في منطقة واحدة نتلاوم. المناداة بمحاسبة المخطئ والتحقيق وغيرها لن تجدي شيئا. علينا ان نتعلم من التجربة. سوابق كثيرة جرت فيها أحداث شبيهة بحادث بنات جدة. هب الإعلام وطالب برأس المخطئين والمقصرين. كسبنا عددا كبيرا من التصريحات النارية والعنتريات. ولم نخرج من الضجيج الإعلامي بنتيجة. لم يتبين مخطئ ولم تحل المشكلة من جذورها ولم تحل حتى من أطرافها. في نظري لا يوجد مخطئ. دائرة الخطأ في مثل هذه القضية لا تتوقف. لا يمكن إلقاء اللائمة على شخص واحد أو إدارة واحدة. معظم هذه الحوادث لها تاريخ. القائمون على الوزارة اليوم ورثوا هذه المشكلة عن سابقيهم. ورثوا مشكلة استراتيجية لا تحل في سنة أو سنتين. يكفي الإشارة إلى المباني المستأجرة. لن تتوقف الأمهات عن الدفع بمزيد من الطلبة كل عام. على الوزارة أن تؤمن لهم مدارس. لا يمكن الاستغناء عن المباني المستأجرة. هكذا نرجع إلى ما نهرب منه. تنتسب هذه القضية إلى ما يسمى البنية التحتية. البنى التحتية تحتاج إلى أراض والأراضي الله يخلف فأصبحت اسعارها فوق طاقة أي ميزانية. ما أردت الإشارة إليه أن القضية معقدة وليس لها مذنب محدد. كل مسؤول يستطيع أن يلقي باللائمة على الآخر. كل إدارة تستطيع أن تتهم الإدارة الأخرى.
في حادث احتراق مدرسة البنات في مكة قبل سنوات قليلة وجدنا متهما حقيقيا والقينا باللائمة عليه. لا اتذكر أني قرأت أثناء تأججها الإعلامي مقالا تحدث عن طبيعة المبنى أو إجراءات السلامة فيه أو حتى وضعه هل هو مستأجر أو غير مستأجر. تلاشت القضية واختفت دون أن نعرف أي شيء عن الحريق نفسه. كيف اندلع ومن هو المسؤول المباشر عن حدوثه. اكتفينا بنقد الجهة التي منعت انقاذ البنات وسببت موتهم بشكل مباشر دون أن نسأل عن مسؤولية الدوائر الأخرى كالدفاع المدني. انزلقنا في القضية الأيدلوجية وتركنا الحديث عن البنية الأساسية. في حادثة جدة تتكرر المأساة دون إعاقة ايدلوجية. إذا قدر لنا أن نترك التلاوم والبحث عن مذنب يمكن أن نرى المشكلة من زاويتها الكبيرة.
سيرت الوزارة لجانا لفحص ثلاثة وثلاثين ألف مدرسة. (ستحتاج الوزارة إلى آلاف من الجوّابين!!) ستعود هذه اللجان آجلا أو عاجلا بتقاريرها. لن تخرج بمفاجآت. كلنا نعرف ما هي النتائج. مبان مستأجرة، أهمال في شروط السلامة، ندرة مخارج النجاة، جهل بمفهوم السلامة، ضعف الإشراف من الجهات المسؤولة مثل الدفاع المدني.. الخ. لن تخرج اللجان بما لا نعرفه وبالتالي فإن فحص ثلاثة وثلاثين ألف مدرسة إعلان مبالغ فيه. رد فعل حماسي فقط. الحل يجب يكون عاجلا ولا يستدعي لجانا. سرعة هدم أبواب المعتقلات التي تطوق مدارس البنات وإزالة كل الشبوك الحديدية من النوافذ وفتح أبواب (مخارج) كافية تفتح من الداخل دون إذن من محرم وإنشاء سلالم حريق في كل دور وصيانة المباني بشكل دوري وأخيرا إقناع الدفاع المدني بتدريب أفراده وربطه بالتجمعات بشكل مباشر والانطلاق في الوقت المناسب. رحم الله الشهيدات.