تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واجبات الداعية أمام مسؤوليات العصر الجسام


ابـوالعز
02-01-2012, 11:44 AM
إن الدعوة واجبة على كل مسلم، وليست مختصة بطائفة دون أخرى؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: (بلغوا عني ولو آية) فكل مسلم مطالب بأن يفقه إسلامه، ويعمل به، ويدعو الناس إليه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى.
صورة من أحوال المسلمين:
على أن المتأمل في أوضاع المسلمين اليوم وبعض أقطارهم، يجد أن الكثير من تلك البلدان، مبتلاة بالغزو الثقافي والاستعمار السياسي الذي يحرم المسلمين من أدنى حقوقهم الإنسانية، ويرى انتشار الموبقات والمنكرات، وشيوع الفاحشة، والاجتراء على الدين والمروق منه، والتحلل الخلقي، ويلاحظ تسلط البنوك الربوية، وتحكيم القوانين الوضعية، واستبعاد الأحكام الشرعية.
إن حال المسلمين اليوم أشبه بحالة الأمة الإسلامية حين الهجوم الصليبي، حيث كان لكل مدينة ملك أو أمير أو حاكم، فقد ورد في كتب التاريخ أن (أنطاكية) كان يحكمها الأمير (سيان)، و(حلب) كان يملكها الملك (رضوان)، و(دمشق) كان يملكها الملك (دقاق)، و(حمص) كان يحكمها الأمير (سلمان)، فضلاً عن الدولة الفاطمية بالقاهرة، والدولة العباسية بالعراق. ومثل هذا حدث بالأندلس، حيث كان لكل مدينة أمير المؤمنين ومنبر، والكل منهم يتهارش على السلطة، ويستعين بالنصارى على إخوانه في الدين.
وصدق الشاعر في وصفها، حين قال:
مما يزهدني في أرض أندلس
ألقاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد
نقطة الضعف:
فكانت هذه الدويلات والحكومات والإمارات المتشرذمة المتقوقعة هي نقطة الضعف في الكيان الإسلامي، ومنها أُتِيَ المسلمون، وعن طريقها كان ضياعهم؛ لأن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام إقليميًا ولا قبليًا ولا عنصريًا، بل كان دعوة عالمية رحبة فسيحة، تشمل الدنيا كلها والعالم كله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء: 107).
وكان المسلمون هم القادة والرواد، ولم يكونوا قط الأتباع والأذناب. والمسلم - كما يقول شاعر الإسلام (محمد إقبال) - هو الذي يقود ولا يقاد، ويسود ولا يساد، ويكون في مقدمة الركب لا في ذيل القافلة، يذيب ولا يذوب، يؤثر ولا يتأثر، شأنه دائمًا معالي الأمور، ينظر إلى الأمام، ولا يلتفت إلى الخلف، يجاهد ولا يجبن، يتقدم ولا يتأخر.
التغريب:
ولهذا، فحين ابتعدت بعض أقطار المسلمين عن تحكيم شريعة الله، وأقبلت تقلد الغرب في قوانينه وتشريعاته وأخلاقه وعاداته وفنونه وآدابه؛ نشأت طبقة من المعجبين بالغرب، المبهورين بحضارته، دون تمييز بين الصالح منها والطالح، بل أخذوها بخيرها وشرها وحلوها ومرها، كما جاء ذلك على لسان من أسموه بعميد الأدب العربي ـ طه حسين ـ الذي يقول في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) ص41 ما نصه: "إن الطريق واضحة بينة مستقيمة، ليس فيها عوج ولا التواء، وهي أن نسير سيرة الأوربيين، ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادًا، ونكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، ما يحب منها وما يكره، وما يحمد وما يعاب".
الحداثيون:
بل بلغ الزيغ بأحد رموز الحداثيين وهو الشاعر الشيوعي عبد الوهاب البياتي أن يكتب قصيدة بخط يده، وينشرها في مجلة اليمامة بعددها رقم 900 الصادر بتاريخ 30/7/1406هـ، ص81 تحت عنوان (الولادة في مدن لم تولد)، وكان مما قال فيها:
"أدفن في غرناطة حبي، وأقول: "لا غالب إلا الحب". فغرناطة التي كانت آخر معاقل المسلمين في الأندلس، والتي كتب على جميع جدران القصر الحمراء فيها عبارة (لا غالب إلا الله)، جاء هذا الصعلوك ليعارض هذه العبارة بقوله: "لا غالب إلا الحب".
ثم يقول في مكان آخر: "في الأصقاع الوثنية حيث الموسيقى والثورة والحب، وحيث الله، فسيبقى صوتي قنديلاً في باب الله".
ويتحدث عن اللغة العربية متهكمًا ومستهزئًا وشانًا عليها حربه القذرة بهذا الهذيان الذي يثير الغثيان، حيث يقول: "اللغة الصلعاء كانت تصنع البيان والبديع فوق رأسها باروكة، وترتدي الجناس والطباق في أروقة الملوك، وشعر الكدية الحصيان في عواصم الشرق على البطون، في الأقفاص يزحفون، لينمو القمل والطحلب في أشعارهم".
يقول سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز في مقدمته لكتاب الأستاذ القرني عن (الحداثة في ميزان الإسلام): "أحمد الله الذي قيَّض لهؤلاء الحداثيين من كشف أستارهم، وبيَّن مقاصدهم وأغراضهم الخبيثة وأهدافهم الخطيرة بهذا الكتاب. فقد كشف لنا القناع عن عدو سافر يتربص بنا، ويعيش بين ظهرانينا، ينفث سمومه باسم الحداثة، نسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين، وأن يدفع عنها كيد الكافرين، وحقد الحاقدين في الداخل والخارج، إنه ولي ذلك والقادر عليه".
ويقول أستاذنا الشيخ الغزالي: "يبدو أن الهبوط عمَّ الدين واللغة معًا. فهان الأدب هوان الإيمان، ورسب المبنى والمعنى جميعًا في قاع بعيد القرار. فلقد قرأت مقالاً بعنوان (القلق والإبداع والأديب المعاصر) فأدهشني أن الكاتب ذكر اسم المتنبي في سياق واحد، مع نزار قباني. المتنبي الحكيم الذي يقول في تصوير المجد وتكاليفه:
لا يدرك المجد إلا سيد فطن
لما يشقُّ على السادات فعَّال
لا وارث جهلت يمناه ما وهبت
ولا سؤول بغير السيف سئال
فيحشر مقولة نزار قباني في رثاء امرأته:
(السيف يدخل لحم خاصرتي وخاصرة العبارة، كل الحضارة أنت يا (بلقيس) والدنيا حضارة). والحق أنني استنكرت الجمع بين الحكمة والقمامة. بين الأدب في الأوج، والأدب في القاع".

نزف المشاعر
02-01-2012, 02:13 PM
http://www.hnona.net/uploads/hnona.net13024163811.gif
الله يــ ع ـــطـــك آلــ ع ــــأأأفيه على مآآطرحت لنأأهنااا
ونحن ننتظر جديدك الرااااائع والمميز والمفيد
ودمت بحفظ البااارئ
لك مني اجمل الدعوات القلبية
:: نزف المشاعر ::
http://www.hnona.net/uploads/hnona.net13024163811.gif

بــنــــدر
02-02-2012, 11:32 AM
جزاك الله خير ع الطرح القيم

ابـوالعز
02-15-2012, 08:45 PM
جزاكم الله خير على تواجدكم

alfares
02-21-2012, 06:20 PM
اخي الكريم الغالي : شكرا ملئ السماء على الطرح الراقي والمميز ,,, اصدق الاماني لك بالتوفيق ,,, ننتظر جديدك بشغف .. دمت لاشراقك

ملاك وحبي هلاك
02-21-2012, 09:14 PM
يعطيك الف عافية اخي الكريم

غـــلآ روووحى
02-24-2012, 11:24 AM
جزاك الله خير..
بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين
طرح موفق ورائع ومميز
بوركت على هذا الطرح الرائع
الله يعطيك العافيه
ادام الله نبض قلبك

ابـوالعز
02-26-2012, 10:44 AM
يعطيكم العافيه على تواجدكم

برنسيسه@
03-20-2012, 09:19 PM
طرح رائـع
يعطيك آلف عافيه
وسلمت الأنآمـل المتألقه
على روعة جلبها وانتقائها الراقي
بإنتظار روائعك القادمه بكل شوق