تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأخوان العلاطي.. جمعهما حب البحر من الصيد إلى "الشوار"


eshrag
02-15-2012, 10:00 PM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/62589.jpg (http://sabq.org/lLcfde)

سعد سالم - سبق - الرياض: في الجهة الشرقية من القرية التراثية بمهرجان الجنادرية الـ 27 وتحت ضوء خافت وهدوء تام داخل غرفة صغيرة كان يتذكر العم "أسعد العلاطي" الماضي ويتبادل أطراف الحديث مع رفيق دربه ومؤنس وحدته أخيه "أحمد العلاطي".

الأخوان العلاطي أمضيا نصف عمرهما في البحر بين مده وجزره وغموضه، مؤكدين أنهما رفيقا درب وأمينا أسرار ماضيهما القديم بحلوه ومره قبل أن يكونا أخوين شقيقين.

وقام العم أسعد "75 عاماً" بظهره المنحني وابتسامته يرحب بمحرر "سبق" وكأنه لم يلتقِ زائراً منذ انطلاق هذا المهرجان التراثي والثقافي، مؤكداً أنه هو وأخوه لم يغيبا عن المشاركة في الجنادرية منذ أول عام للمهرجان حتى العام الـ 27 على التوالي.

لكن الجمهور ذهب بعيداً عنهما باحثاً عن الطرب والتمتع بالألوان الشعبية الأخرى غير مكترث لهما ولحرفتهما التي عاصرها آباؤهم وأجدادهم ومازالوا إلى وقتنا الحاضر.

وقال العم أسعد: أمضيت غالبية عمري منذ بلوغي في البحر لأعيش على السمك وإيجاد الصدف حيث عملت في جدة وأملج إلى أن ضعف بصري وأجريت لي عملية جراحية نصحني الطبيب بعدها بعدم العمل في البحر، حيث كان البحر هو مصدر الرزق بعد الله لعدم وجود بديل، إضافة إلى كبر سني وتعبي الشديد من آلام في ظهري ولكن أحمد الله بأن منَّ على دولتنا بالأمن والأرزاق .

وأضاف: ليس لي أولاد كبار ليمسكوا بزمام الصنعة من بعدي، حيث كان لي ولد واحد وتوفي منذ فترة في حادث سير ولم يبق لي إلا الأطفال الصغار، وبالنسبة للجيل الجديد فأسأل الله أن يعز الدولة التي وفرت لهم التعليم الجيد إلى أن أصبحوا يبحثون عن الوظائف المرموقة بدلاً من عملنا المتعب والشاق، فهذه يدي تكاد تقطر دماً بسبب حرفتي الشاقة ولكنني لا استطيع تركها فهي رزقي وهي عشقي الأبدي.

وأضاف: بعد ضعف نظري أقوم الآن بالعمل في الليف والحبال التي تستخرج من النخل وتعد من التراث القديم وما زالت موجودة بوقتنا الحاضر حيث نستفيد من الحبال في الكثير من متطلباتنا اليومية ولا أعتقد أن عملنا يمكن أن ينقرض في يومٍ من الأيام.

وخرج العم أحمد "65 عاماً" من تلك الغرفة ممازحاً أخاه بقوله: "أصبحت مشهوراً وستنتشر صورك في الجرائد". ثم أضاف: لقد تعلمت صنعتي في البحر منذ كان عمري 10 سنوات في جدة في مجال صيد السمك وما زلت إلى اليوم، حيث أقوم وأخي بصنع "الشوار" وهي الشبك التي نقوم بصيد السمك بواسطتها، حيث تختلف أحجامها باختلاف الأسماك المراد صيدها، وكذلك نقوم بصنع "الجلب" أو ما تسمى حاليا بالسنارة وكذلك "السردينية" لصيد السردين وأنواع أخرى مثل "الخداجة" و"النشر".

وأكد أن هذه المهنة لم تنقرض، وهناك احتمال من تعلمها من الجيل الجديد كما تعلمناها نحن من الجيل الذي سبقنا ومادام هناك بحر وسمك فإني لا أعتقد أن تنقرض هذه المهنة، وأما أولادي فلم يلتحقوا بهذه المهنة، فمنهم من لا يزال يتعلم ومنهم من هو موظف بأحد القطاعات، وفي الحقيقة وجدت أن بعض الزوار أبدوا دهشتهم وإعجابهم بما نقوم به أنا وأخي.


أكثر... (http://sabq.org/lLcfde)