المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغذامي: كثير من الفقهاء يدَّعون الوسطية ويناقضون أنفسهم


eshrag
02-20-2012, 10:30 PM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/63573.jpg (http://sabq.org/dbdfde)

أكد الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي أستاذ النقد والنظرية وجود الكثير من الفقهاء الذين يخرجون في الفضائيات ويدَّعون أنهم وسطيون ويبدؤون في الخوض بالصور والأسماء والصفات فيناقضون أنفسهم دون وعي منهم داخل المقولة, واصفاً إياها بالمشكلات المعرفية, محذِّراً أنها في حال عدم معالجتها ستظل موجودة وتفرز المزيد من الأخطاء بشكل مستمر.

يأتي ذلك في محاضرة أقيمت بجامعة الملك سعود ضمن فعاليات البرنامج الثقافي "تواصل" الذي يعد ويشرف عليه الدكتور عبد العزيز الزهراني بكلية الآداب بجامعة الملك سعود تحت عنوان: "الوسطية وما بعد العولمة".

واستطرد الغذامي في بداية حديثه بشكره للدكتور عبدالعزيز الزهراني الذي وصفه بـ"الشجاع" على استضافته للمرة الثالثة في ظل التحذيرات من استضافته كونه يثير أحياناً بعض المخاوف.

وقال: "لو كنت مكان الدكتور الزهراني لم أكن لأستضيف عبد الله الغذامي, حيث إنه من الممكن أن يسبب لي وجع رأس, ومن الممكن أن يتوقف البرنامج عن مزاولة نشاطاته".

واعتذر الغذامي عن الحديث حول "العولمة" مكتفياً بالحديث عن "الوسطية" فقط وذلك بسبب المأزق المنهجي الذي وقع به، وقال: "إما أن أفسِده بالاختصار، وإما أن أطيله عليكم وأؤذي الحضور".

وقال الغذامي: "إننا نعتقد أن الحديث عن الوسطية - التي نعتقد أنها مشكلة بسيطة ونعتقد أنه باستطاعتنا تحقيقها - ولكن سنكتشف عكس ذلك تماماً, ولابد من السؤال هل الوسطية ممكنة في الأصل من حيث المبدأ المعرفي والمنهجي أولا؟".

وأضاف أن الوسطية عند البدء في التفكير في أمرها وهل فلان من الناس وسطي سيكتشف أنه يناقض نفسه دون أن يدري، حيث إنه عندما يقول إنه وسطي معناه أنه ليس مع المتشددين ولا المفرطين، حيث قام بتقسيم الظواهر الاجتماعية وأن هذا الفعل هو ادّعاء بالوسطية, وهي عبارة عن جُمَلِ تُقال دون قصد أن تكون عدوانية أو إقصائية.

وضرب مثالاً بالفقهاء الذين يخرجون في الفضائيات ويقولون لسنا مع المتشددين ولا المفرطين ويبدؤون بالخوض في الصور والأسماء والصفات ويناقضون أنفسهم دون وعي منهم داخل تلك المقولة.

ووصف الغذامي ذلك بـ"المشكلة المعرفية" التي إذا لم يتم علاجها فستظل موجودة وتفرز المزيد من الأخطاء بشكل مستمر.

وتساءل الغذامي عن الأسباب التي جعلت نظرية الوسطية لم تتحقق، حيث قال: إننا نسمع بها باستمرار والكل يرددها وينادي بها ويقول الحل بـ"الوسطية" فإذن لماذا لم تتحقق؟

وقال: "أستطيع أن أخبرك بجزء بسيط هو أنك عندما تقول الوهابية والسلفية والصوفية أول ما تجده هو وجود أقوام كثيرين يقولون لسنا وهابيين وينتقدونها هذا يؤكد أنها بدأت تتجسد عبر النفي".

وقال الغذامي إن الوسطية بمعنى العدل في القرآن وكل المفسرين أجمعوا على أننا أمة وسط فالعدل وسط بين شيئين, مهما حاولت فسيكون لا بل هو نقيض الظلم، فالوسطية ليست وسطاً, فالقرآن يقول "وجعلناكم أمة وسطاً" فليس من الممكن أن يكون مع أحد المتنازعين وإلا كان شاهد زور.

وأكد أن الشاهد يكون واقعياً ويكون شاهداً على الناس وليس فقط على نفسك وحسب, فالوظيفية الدلالية للمعاني التأسيسية, فبدل أن تسحبها إلى جزئيات داخل كتلة الأمة, هو يقولك الأمة كلها وسط.

وأكد أنه بالسياق نفسه الذي بدأ الله عز وجل به سورة البقرة، بدأ مع آيات بحوار مع اليهود والنصارى "وقالوا كانوا هوداً أو نصارى تهتدوا"، حيث نلاحظ هنا الظلم الذي وقع على المسلمين, فإما إن تكون مثلي أو مع فلان.

تجدر الإشارة إلى أن المحاضرة حضرها عددٌ كبيرٌ من الأكاديميين وطلبة العلم وتم نقلها للطالبات بعليشة والملز بجانب البث المباشر على شبكة الإنترنت على موقع الجامعة.


أكثر... (http://sabq.org/dbdfde)