المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصريون يرفضون التطاول على السعودية وإعلام الشائعات"المتهم الأول"


eshrag
04-28-2012, 11:40 PM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/77462.jpg (http://sabq.org/eDgfde)

ريم سليمان – دعاء بهاء الدين –سبق – جدة: من منا لا يشتاق إلى عطر الكعبة المشرفة ، ويغمره الحنين لزيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة ، ومن منا لم تكتحل عيناه بمشهد النيل وقت الغروب وهو يحتضن الشمس .

بلدان ووطن واحد تكتمل حروفه لتنسج كلمات ستظل خالدة أبد الدهر ، فتاريخ أرض الحرمين يعانق تاريخ أرض الكنانة ليجسد عبر الأزمنة أروع قصة للوفاء الذي يعيش في وجدان كلا الشعبين.

بيد أنه وللأسف مع ضبابية الرؤية السياسية الحالية في مصر وفوضى القنوات الفضائية المصرية التي حملت فكراً تغريباً موجهاً لخدمة أطراف أخرى ، وفق نسق إعلامي بث أخطاء وشائعات في فكر المشاهد المصري، مما جعل الشائعات مادة إعلامية هزيلة تتناقل من قناة إلى أخرى للتأثير على البسطاء ومنعدمي الرؤية.

"سبق " التقت مع عائلات مصرية وسعودية آلامها التصعيد الذي حدث ، للتأكيد على أن العلاقة بين الشعبين خالدة رسمها الماضي ويجسدها الحاضر ويطمح بها المستقبل.



وطن آخر

ببساطة وتلقائية تحدثت أم مصطفى لـ"سبق" قائلة : أشتاق دائما للكعبة وزيارة المسجد النبوي وأشعر بالارتياح عندما أؤدي العمرة، وأجد معاملة حسنة وطيب خلق وكرم في كل من يتعاملون معنا ، وهمست في أذني قائلة : "لا أدري ما الذي يحدث ، فنحن أخوه أولاً وقبل أي شيء.

أما الدكتورة رباب أحمد فقالت : أعمل بإحدى المستشفيات الخاصة منذ خمس سنوات ، وأنال كل الحب والاحترام من الزملاء و الجيران الذين أكدوا لي كمقيمة أن موقف بعض الغوغائيين لا يمثل بالقطع جميع المصريين ، مؤكدة أنها تشعر بأنها داخل وطنها حيث مرت عليها العديد من العقبات في بداية عملها ، وساهم في حلها طبيبات سعوديات تكن لهن كل الحب والتقدير .

وتذكرت معنا النصائح الأولية التي كانت تهتف في أذنها من قبل صديقاتها بضرورة المحافظة على قراءة القرآن ، حيث كنا نتقابل أسبوعيا لقراءة القرآن , معربة عن استيائها مما حدث قائلة : هذه السلوكيات تصدر لإذكاء نار الفتنة ، ولكن هيهات أن تفسد تلك الشرذمة جسور علاقات ممتدة عبر السنين.



إعلام مضلل

أما محمد نعمان إعلامي مصري مقيم في السعودية فرأى أن الإعلام المصري لعب دورا سلبيا بامتياز ، وأفتقد المهنية المطلوبة في مثل هذه المعالجات ، بل وأستند إلى معلومة ليس لها سند من الحقيقة لتأجيج الرأي العام واللعب بمشاعره ، وقال : مما يؤخذ على الإعلام المصري أنه لم يراعي العلاقة التاريخية والميزة بين السعودية ومصر ووجود أكثر من مليوني عامل على أراضيها يلقون المعاملة الحسنة والكريمة .

وطالب الإعلاميين بتطبيق ميثاق الشرف الصحفي المصري، وتحري المصداقية والدقة في نقل المعلومات وانتظار كلمة القضاء العادل ، بدلا من ترديد مغالطات مهاترات ومغالطات ، وتحويل الشائعات إلى حقائق مغلوطة .

أما عصام محمود يعمل في إحدى الصحف السعودية فقال لـ"سبق" : لا أدري كيف تطور الموضوع إلى هذا الحد ، مشيرا إلى مشكلة الشاب أحمد الجيزاوي لا تتعدى كونها قضية فردية بحته ، سيحكم فيها القضاء السعودي ، فإن ثبت إدانته فسيستحق كل العقاب على ما جرمه في حق نفسه وبلده قبل أي شيء ، وإن لم يكن فسوف يبرأه القضاء.

وتابع قائلا : هناك من يريد أن يفسد العلاقة بين البلدين ، مؤيدا ما ذكره نعمان من كون الإعلام المصري ضلل الرأي العام المصري وساهم في تكبير القضية .



علاقة لن تنقطع

نسيت ما حدث من الأخوان المصريين ، وتذكرت علاقتي بصديقاتي المصريات التي لم أجد منهن يوما ما يزعجني ، بعد مهاتفة تليفونية من أحد الصديقات تقدم فيها الاعتذار لي عن ما دار من البعض ، بتلك الكلمات بدأت المواطنة وربة المنزل أم سلطان حديثها قائلة : لقد شعرت صديقتي أنها عليها مسؤولية الاعتذار بالرغم من أنها لم تسيء لي بشيء ، إلا أنها وجدت أن ما حدث من بعض الفئات يلتزم الاعتذار ، مما جعلني أشعر بأن العلاقة بيننا لا يمكن أن تنقطع أبدا.



أما أم رمضان وهي امرأة بسيطة تعمل في إحدى المستشفيات وتسكن بجوار الحرم عبرت بكلمات بسيطة قائلة : "لا تزعلي يا مملكتنا الحبيبة " فنحن أخوة لا نستغني عن بعضنا البعض ، ولا تسمعي لأقاويل الحاقدين ، فقد يختلف الإخوان لكن يظل الحب يجمع بين قلوبهما.



روابط دم



وبصوت ممزوج بالبكاء تحدثت عفاف مقيمة مصرية وربة منزل قائلة : أعيش مع زوجي منذ عشر سنوات ، شعرت فيها بالاحتواء والدفء من قبل هذا الشعب الكريم ، وظهر ذلك جليا في موقف شخصي حدث لي ، حيث تعرض زوجي لحادث سيارة أعجزه عن العمل فترة طويلة ، مما أدى إلى توقف دخل الأسرة ، و جعلنا نفكر في العودة إلى مصر ، بيد أن جاري وزوجته وقفوا بجوارنا وتواصلوا مع الجمعيات الخيرية حتى تم شفاء زوجي وعودته للعمل مرة ثانية .

وتابعت : لن أنسى أبدا هذا الموقف الكريم الذي لا يصدر سوى من شعب أصيل.

ولن تنسى المعلمة مها أحمد موقف زميلتها السعودية منى الغامدي التي كانت لها نعم الصديقة ، حيث قالت : تربطني علاقة حب وطيدة مع زميلتي حيث أننا اتفقنا في الآراء والاتجاهات ، حتى صرنا نبث شكوانا لبعض .

واستكملت حديثها لـ"سبق" تعرضت طفلتي التي لم تتجاوز العام إلى حادث أصيبت على أثره بنزيف حاد ، وأوشكت على الجنون وأنا أرى زهرة عمري بين الحياة والموت ، وتحتاج إلى نقل دم ، وجدت صديقتي التي ربطتني بها علاقة طيبة تبادر بالتبرع من أجل إنقاذ طفلتين، مما جعل الرباط بيننا يمتد لأواصر الدم وليس الصحبة والصداقة فقط ، حيث اختلطت المشاعر داخلي وامتزجت دموعي بفرحتي .

وقالت : من خلال صحيفتكم أرسل رسالة شكر وتقدير بل واعتذار عما حدث من فئة غير مسئولة ولا تمثل 80 مليون مصري يعشقون أرض السعودية .



القادم أفضل

أما المواطنة أم ريان فقد عبرت عن بالغ حزنها وأسفها عما يدور الآن من تصعيد للأحداث بين أكبر دولتين في العالم العربي ، وقالت لـ"سبق " : أشعر بالحب والأمان وأنا في أرض الكنانة ودائما ما كنت أفضل قضاء الإجازة السنوية في مدينة القاهرة ، ولي أصدقاء كثيرات أحبهم ويحبونني وعلى اتصال دائم ، إلا أنه منذ اندلاع الثورة وهناك حالة من التخبط ، رافضة تماما أي إهانة موجهة من أي بلد للأخر .

وأكدت أم ريان أن ما يحدث الآن لن ولم يؤثر على علاقتها بصديقاتها من المصريات المقيمات أو خارج السعودية ، منهية حديثها بالتأكيد على أنها تؤمن تماما أن القادم سيكون أفضل ، وسوف تعود العلاقات بين الشعبين أكثر من الأول .



تصرفات همجية

ورفض المواطن سعود المالكي ما يحدث من تصرفات وصفها بالهمجية تصدر من فئة قليلة لا يمكن أن يقاس عليها80 مليون مصري ، بيد أنه لا ينبغي أن نعطي الأمور أكثر من حجمها ، وقال: العلاقة بين الشعب المصري والسعودي لا يمكن أن نختزلها في تصرفات غير مسئولة تصدر من فئة قليلة يرفضها الشعب المصري قبل السعودي .

وأضاف المالكي أن ما حدث لا يؤثر تماما على علاقته بأصدقائه من مصر اللذين تربطهم علاقات قوية ، وذكر لـ"سبق" العديد من المواقف التي يتذكرها لأصدقائه في آخر زيارة قام بها حيث قال : جلست مع صديق لي مصري في منزله ومع أسرته ،وكنت أشعر في فترة ضيافتي التي أصر صديقي أن أقضيها في منزله بأني فرد من الأسرة ، وأضاف : لا أنسى أبدا حب الأسرة المصرية لي وتعاملهم معي بكل سعادة وكرمهم في الضيافة .



أكثر... (http://sabq.org/eDgfde)