تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التلوث ألأخلاقي من أخطر أنواع التلوث فاحذروه


eshrag
05-04-2012, 07:30 AM
http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/tr8.gifhttp://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/tl8.gifالتلوث الأخلاقي.

ويعتبر التلوث الأخلاقي من أخطر أنواع التلوث على الإطلاق، لأن الأخلاق هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي نشاط إنساني، فهي الأداة التي تنظم الحياة الاجتماعية من كل جوانبهاالتعبدية والتعاملية، ومن هنا فإن افتقاد الإنسان للأخلاق السليمة ينعكس أثره بصورةسلبية على تعاملاته وبيئته التي يعيش فيها، لأن البيئة الصحية النظيفة تحتاج إلى إنسان لديه من القيم الأخلاقية ما يجعله يغار على بيئته ويسعى جاهداً للمحافظةعليها.

والتلوث الأخلاقي شبيه بالتلوث البيئي من حيث المفهوم إذ إن التلوث البيئي يعني أن تتغير البيئة من حالتها الطبيعية السليمة إلى الحالة السيئة وغير الطبيعية، كذلك التلوث الأخلاقي يعني أن تتغير أخلاق أفراد المجتمع من الحالة الإيجابية والصحيحة إلى الحالة السيئةوالسلبية.

والمتأمل في واقعأفراد المجتمعات المعاصرة باختلاف جنسياتها وأماكنها وفئاتها يلمس مدى اتساع التلوثالأخلاقي والابتعاد عن القيم التي كانت تميز المجتمعات السابقة، ومن ذلك: انتشارالكذب والخيانة وقلة الصادقين والأمانة، والابتعاد عن خلق الحياء، وانتشار التهوروالانحراف بين كثير من الشباب والفتيات، وغياب التوقير والاحترام داخل الأسر،واحتقار الآخرين...الخ.

إنالإنسان الذي يعيش في المجتمع الملوث أخلاقياً يكاد يفقد علاقاته بأهله وأحبابه منأجل مكسب رخيص لا يغني ولا يسمن من جوع، ويفقد مروءته وشهامته ويصبح غير مبال لمايحدث من حوله، بل ويصبح متواكلاً على غيره في تصريف أموره وتدبير شؤونه، ولا يراعيظروفه وظروف الآخرين ويصبح أنانياً لا تهمه غير مصلحته فقط، ولا يعمل بجدية ويدخرعافيته وجهده ويقبل أن يعيش على نفقات وجهود الآخرين، فالتلوث الأخلاقي الذي بدأيسود المجتمعات واكبه تحول واضح في شخصية الأفراد لا يخص طبقة دون أخرى.

وسائل التغلب على التلوثالأخلاقي:

(1) البيئةالاجتماعية: حيث تبنى العلاقات بين الأفراد على أساس من السلوك الحسن والاحترام المتبادل، والتعود على الفضائل سلوكاً وتعبّداً، مثل: الإخلاص والأمانة، والمحبةوالجد، والنظام والتعاون، والإخاء، والمودة والاحترام، والاعتماد على النفس،والرحمة، والشفقة...الخ

(2) الأسرة: فالأسرة هي التي تغذي أفرادها بالصفات الخلقية الحسنة عن طريق الممارسةاليوميّة، والسلوك الخلقي الحسن للوالدين، وترجمتهما لمعاني المسؤولية والصدقوالأمانة؛ ليعرف الأبناء الأخلاق سلوكاً طبيعياً عملياً قبل أن يعرفوه في معانيهالمجردة.

(3) المسجد: لأنالمسجد هو مكان الإشعاع الروحي والثقافي والفكري الذي يصوغ سلوك أفراد المجتمع المسلم بما يناسبه من نقاء وطهر، وعفاف وتجرد، وانضباط والتزام.

(4) المدرسة: لأن الجوالمدرسي يتبادل فيه الطلاب التجارب الحسنة، والخبرات الطيبة، ويتدربون فيها عملياًعلى ممارسة سلوك الفضيلة والخير والحق في بيئة اجتماعية صالحة موجهة، من خلالالمنهج الدراسي ووسائله المباشرة وغير المباشرة.

(5) الجلساء الصالحين: إذ إن الفرد يتأثّر بمن يعيشونحوله، ولذلك شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح ببائع المسك والجليسالسوء بنافخ الكير، فكلاهما مؤثر في صاحبه، والإنسان بطبعه مقلِّد لأصدقائه فيسلوكهم ومظهرهم وملبسهم، فمعاشرة الفضلاء تكسب الفرد طباعهم وسلوكهم.

(5) توحيد جهود الوسائلالتربوية المتمثلة في البيت والمدرسة والإذاعة والتليفزيون والأندية الثقافيةوالرياضية والشبابية على اختلاف نشاطاتها، فإذا كانت المدرسة أو كان البيت قائماًبالتربية الخُلقية، والمؤسسات الأخرى تقوم بما يعكسها فلا قيمة لذلك الجهد.

أخيراً: يقول الإمام الغزالي -رحمه الله- محذراً منالتلوثالأخلاقي: (الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدامغة، والمخازيالفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطةبصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة ليتطلع على الأفئدة).http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/br8.gifhttp://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/bl8.gif

المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f30/t190450.html)