المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخ.. لص


alfares
05-11-2012, 01:35 PM
مخ.. لص
إبراهيم المعطش



العمل هو محور حركة الحياة، أما اختلاف فَهْم الناس له، وتباينهم في كيفية أدائه، فهو سبب الاختلاف بين الأمم الناهضة والشعوب النائمة، وهو عبادة؛ لأنه ورد في آيات كثيرة باعتباره الهدف من وجود الإنسان على الأرض، وعلى مدار حركة البشرية هناك إخلاص في العمل بكل ما تعني الكلمة من أبعاد، يقابله إهمال وتهاون وخيانة لأمانة العمل من قطاع كبير من الناس، دون أن يلقوا لذلك بالاً، وهم يحسبون أنهم أذكياء قادرون على نيل مرادهم دون أن يكتشفهم أحد، لكنهم نسوا أن الله مطلع على السرائر (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).

وهناك بَوْن شاسع بين أن يكون الفرد مخلصاً في أداء عمله وأن يتخذ العمل باباً لمصلحته الشخصية، ولكسب المال، دون أن يُنتج شيئاً، ودون أن يؤدي عمله بأمانة؛ فالفارق بينهما كبُعد المشرقين، لكن قليلاً من الناس يدركون ببصيرة، ويحذرون مخالفة أمر الله في تعاطيهم مع العمل اليومي.

أن تكون مخلصاً في عملك فإن ذلك يعني أن تكون كل حركاتك وسكناتك في محيط العمل في مراقبة الله ومخافته، ووفقاً لما جاء به الشرع، وما يرضي الله ويرضي الضمير، وأداء الأمانة على وجهها الأكمل، وأن تكون حذراً دقيقاً صارماً تجاه مصادر رزقك وحريصاً على عدم حدوث أي تشويه أو شبهات، فضلاً عن الحرام والربا والرشوة والسحت.

المال هو زينة الحياة الدنيا مع البنين، وهو ما يسيل له لعاب الكثيرين، ويمثل نقطة الضعف لغالبية الناس، وهو سبب كثير من مشكلات الحياة على مستوى الأفراد والأُسَر والمجتمعات والدول، وهو المحك الحقيقي لاختبار الإرادة ومقياس النزاهة وترفع النفس عن الصغائر وعزتها ورفعتها عن الدنايا وعن الطمع فيما ليس بحق.

لكن الذكاء في كيفية الحصول على المال، وابتكار أساليب جديدة ومتنوعة لجمع المال بغير وجه حق، نوعٌ من التفنن في السرقة، ونمط آخر من اللصوصية، ونوع من المكر والخداع.

إن كان همك الأساسي كيفية جمع المال "بأي وسيلة" استخدام للذكاء في الهلاك، وليس كاستخدام العقل في النجاة، ويكون المخ هنا "الذكاء" هو "مخ.. لص" أي "ذكاء حرامي"، يساعده في السرقات، والإبداع في السرقة باحتراف ومهنية عالية، وأكل أموال الغير بالباطل، هو ذكاء ولا أقول "عقل"؛ لأن العقل يهدي إلى التفكر، والتدبر، والتعقل، وكلها تقود صاحبها إلى الصواب والعمل الصالح والإخلاص في أدائه، أما الذكاء في غير موضعه فهو ديدن اللصوص والنصابين وزعماء العصابات والمجرمين وأمثالهم.. فلينظر أحدنا أين يقف من هذه المعايير، وهذه القيم والمحاذير، وليتدارك نفسه قبل ألا يكون هناك مجال للتدارك.

ضجيج الصمت
05-21-2012, 03:14 AM
للأسف أن نجد قلة من المخلصين وكثير من أصحاب الوجه الأخر للإخلاص في العمل
وهؤلاء تناسوا بإرادة منهم بأنهم سوف يُسألون ممن جمع ماله وفيما أنفقه يوم لاينفع مال ولابنون
ظناً منهم أنهم آمنو مكر الله فمكروا بدهاء في أعمالهم ..
مقال شعت معانيه ضياء بوهج فكر صاحبه
انتقاء رائع وراقي أخي الفارس فبورك في طرحك
حفظك الله..