المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ،، قطرَاتُ نَبضٍ ياسمِينيّة ،،


eshrag
05-11-2012, 09:30 PM
،
،

http://www.ll22ll.net/uploads/6767fc07821.png (http://www.ll22ll.net/)

.. خَلْفَ قضبَانِ الحنَايَا ..
يَقبَعُ قَلْبٌ صغِيرٌ

.. فِي سِجنٍ ،، رطِبَةٌ جُدرَانُه ..
علَى قَدْرِ الجرُوحِ المتَصدعَة مِنها أرضُهُ ،، لَم تنزِف ،، و لَمْ تتألَّم

.. سَقفُه مِن زُجَاجٍ ..
علَى قَدْرِ خدوشِه ،، بقِيَ متَماسِكاً ،، و مَا تَهشَّم

،

.. قَلْبٌ ،، يُغَذِّيهِ نَبضٌ رؤُوفٌ ..
علَى قَدرِ شُح موارِدِه ،، مَا تأَفَّفَ ،، و مَا تظَلَّم

.. تخَلَّلَ الوجَعُ مسَاماتِه ،، و فِي باطِنه عَاج ..
و كُلَّمَا انتَفَضَ مِن فَرطِ وجعِهِ ،، تبَسَّم !!

.. و فِي جَوفِه تحتَشِد آلافٌ من الآهاتِ مكَمَّمَة ..
مَا اعتَاد الإفصَاح عنْها ،، و نطقَها مَا تعلَّم

،

قَلْبٌ ،، تحتوِيهِ رُوحُ طِفلَة ،، بِـ تقاسِيمِ أنثَى

لا تستَطِيع الأذِيَّة
و لا تقَوى علَى غَرس شَوكِ النكرَان ،، بيْنَ أزهارِ العَطِيَّة

تحُفُّها أشجَارُ عُمرٍ
أغصَانُ بعضِها رؤُودٌ ،، تحمِلُ أحلاماً كانَت بِـ الأمسِ برَاعِماً
و اليَومَ غدَت ثمَاراً غَضَّةً طرِيَّة

.. و البَعضُ الآخَر ،، يبُسَت أغصَانُه ..
و غزَت خطُوطُ التجَاعِيد أورَاقَ أمانِيهِ بعدَمَا غمَرها الأسَى بِـ أعتَم ألوَانِه
.. فـ سقَطَت فِي هاوِيةِ المَاضِي ،، واحدَة تِلو الأخرَى ،، و غدَت رغماً عنْهَا منسِيَّة ..

،

و هنَاكَ ،، فِي رُكنِ حرمَانِها القصِي
بتَلاتُ دعوَاتٍ ندِيَّة

مُعلَّقَةٌ
.. بيْنَ وَهمِ الْــ مُمكِن ،، و حقِيقَة الْــ مُحَال ..
بيْنَ الرَّجَاءِ ،، و القنُوطِ

.. بيْنَ صفحَاتِ أمَلٍ بيضَاءَ خاوِية ..
و صفحَات يَأسٍ بالِيَة ،، مطوِيَّة

.. ترْمُقها دمْعَةٌ علَى أعتَاب الهدَب حائِرَةٌ ..
بيْنَ السقُوطِ فِي بِئرِ لحظَاتِ حزْنٍ
.. و ارتِقَابِ لحظَاتِ فرَحٍ هنِيَّة ..

،

و هنَاكَ ،، بسَاتِينُ حنِينٍ
ورُودهُ ،، بِـ لوْنِ الشَّوْقِ
مخمَلِيَّةُ المَلمَسِ
.. يفُوحُ مِنها عبِير الغِيَاب ..

.. مرسُومٌ على كل واحِدَةٍ منهَا ،، ملامِح وجهٍ مِن أوجُهِ الأحِبَّة ..
أحِبَّة رحلُوا
.. بعضُهم استَقصَتْهُ عمداً ..
و بَعضُهم استَقصَاها قهراً
.. و البَعضُ الآخَر ،، لَم يكُنْ لهَا فِي رحِيلِه اختيَار ..

.. هذَا ،، أبِي ..
بِـ وجهِهِ البَشُوشِ
و بَسمتِه الرَّحُوم
.. يعِيذُنِي بكلِمات الله التامات مِن شرُورِ الأنفُسِ ،، الظاهِرَة مِنها ،، و المَخفِيَّة ..

.. و تِلكَ أمِّي ..
بِـ ملامِحها الودُودة
.. و نَظرَتِها الحَنُون ..
تُلبِسُنِي ثَوبَ طمَأنِينَة حاكَتْهُ أنامِلُ روحِها الأبِيَّة

.. و ذَاكَ طِفلٌ ..
فارَقَتْهُ روحُه قَبلَ أن ترَى عينَاه نُورَ الحيَاة
و أنَا ،، ودَّعتُه راضِيَةً ،، مُلَبِّيَة نِدَاءَ سعَادَةٍ أبدِيَّة

،

.. و حَوْلَ ميَادِينِ الحُب ينَابِيعُ عطَاءٍ نقِيَّة ..
تحتَضِنُها أشِعة أُمنيَاتٍ دافِئَة
و أطيَافُ إخلاصٍ سَرمدِية

.. تهِبُ النَّبضَ لِـ قلُوبٍ عطشَى ..
و تَرسُم بسمَةَ الرِّضَا علَى شِفَاهِ قلُوبٍ شقِيَّة

.. و فوقَ الميَادِينِ أسرَابُ حمَامٍ تدَاعِبُها نسَائِم العَفوِ تمْحُو عَن أجنِحَتِها كُلَّ خطِيَّة ..

و سحَابَةُ خَيرٍ لا تبرَح مكانَها أبداً
يسكُنُ ذرَّاتها عِشقٌ فرِيدُ الخِصَالِ
يلَوِّنُ الواقِعَ بِـ ألوَانِ الخيَالِ ،، فَـ يُحِيل تفاصِيلَ لحظَاتِه الدمِيمَة إلَى جمَال

عِشْقٌ ،، مكنُونُه ،، أنتَ
و شرِيعتُه قطَراتُ نَبضٍ يَاسميِنيَّة

،

رِفقاً بِـ هذَا القَلْبِ أيُّهَا المعشُوق ،، رِفقاً !!

فَـ هكذَا قلْب ،، لا يُبَاعُ ،، و لا يُشرَى
إنْ صُنتَهُ ،، وهبَكَ مكَانَةً لا تُبدلُها السنُون بِـ أُخرَى

.. و إنْ خُنتَهُ ،، طَبَّبَ جِراحَهُ بِـ أعذارٍ وهمِيَّة ..
يُوارِي بِها كُلَّ خطايَاكَ العظِيمَة ،، و زلاَّتكَ الصُّغرَى

.. قَلبٌ ،، مِن فرطِ براءتِه ..
إنْ فرِحَ ،، بكَى ،، و تلَعثَم !!
.. و إن توَجَّعَ ،، مَا بَاحَ ،، و ما تكَلَّم ..


،
،






المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f17/t190654.html)