المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ،، رحَــل !! ،،


eshrag
05-20-2012, 09:00 PM
،
،


مَدخل~،،،

.. هنَاكَ أزمَانٌ ..
.. و إن رحَلَت و طمِسَت معالِمها و تلاشَت ملامِحُ بشَرٍ عمرُوها ..
لحظاتها في ذاكرة أيامِنا سرمدِية !!

.. و هنَاكَ أزمَانٌ ..
نعِيشها ،، و نسكُن تفاصِيلها
.. لكِنَّها فِي ذاكرَة أيامِنا ،، سَـ تبقَى منسِيَّة !! ..


،
،

http://www.ll22ll.net/uploads/5be22b80c71.png (http://www.ll22ll.net/)

،

.. خَلفَ أسوَارِ اللَّيْلِ ..
بَدْرٌ يرتجِفُ
و نجُومٌ ثَكلَى

.. تَشكُو الغيَابَ جَهراً ..
تنُوح البُعدَ قهراً
و النَّبرَاتُ تخنُقها العبرَة

.. فَـ تسامرُهَا علَى أعتَابِ وحدتِها النَّجوَى ..

.. تُسامِرُها عتَباً ..
و تحفُّها بِـ أطيَافِ الراحلِينَ حباً

و تذَر القَلبَ مُعلَّقاً
مَا بيْنَ سحَائِب الذكريَات
و أراضِ حنِينٍ خصبَة

،

.. أيَا ليْل الفرَاقِ ،، لا تحزَن !! ..
فَـ القلبُ ما زالَ يستنشِقُ عبِير النَّبضِ من أزهارِ حبٍّ ما ذبلَت ،، رغمَ ارتجَافِ عرُوقِها العطشَى

يَا ليْلِي الباكيَة ألحانُه مِن العتمَة و الحرقَة
أمَا آن لكَ أن تنتَشِلنِي مِن موطِن غربتِي
.. و تسكِنَنِي فِي خارِطَةِ ذكرايَ المنفَى ؟!! ..

يا ليْلِي الثائِر بَحر حرمانِه
.. أمَا آن لكَ أن تحملنِي علَى متنِ قمرِكَ ،، لِـ أمخُرَ عُبابَ بحركَ ،، إلَى قلبِ معشوقِي الدافئَة جدرانُه ؟!! ..
علَّهُ يطمئِنُ قلباً يؤرِقه تسارع خفقاتِه
.. و يهَاب أن تبُوح بِـ سِرِّه خفقَةً خفقَة ..

،

.. معشُوقِي يا ليْلُ ،، في كلِّ شيءٍ مختلِف ..

فِي مُقلتَيهِ ،، يحلُو السهَر
علَى شفتَيْهِ تترَنَّمُ أبيَاتُ الشِّعْر
و علَى جبِينِه خيُوطُ نورٍ تُبَدِّدُ ظلمَة الهَجْرِ
و وسط كفَّيْهِ خطُوطُ آمَالٍ ،، و وعُود فَجْرٍ

يوَبِّخنِي ،، ثم يرضِينِي
يضحكنِي ،، بعدَما يبكِيني
يُغرِّبنِي عَن ذاتِي ،، و إلَى أقصَى قلبِه ينفِينِي

،

لكِنَّ دروبكَ يا ليل ،، مهلِكَة
ضاقَت بِهَا آخِر خطوَاتنَا معاً

حتَّى اشتَد عليْهَا الخنَاق
فَـ بقِيتُ أنَا فِي ذات المكَان
.. و هوَ ،، رحَل !! ..

.. رحَل !! ..

تارِكاً لِي جرُوحَ فَقْدٍ لا تندَمِل

و جذُورَ وجَعٍ متشَعِّبَة ،، مغروسَةً فِي جوفِ أيامِي
تتخَلَّلُ في جسَدِ كيَانِي كلَّ شِبرٍ

تارِكاً لِي أكوَام أمنيَاتٍ
و لوحَات حلمٍ لَم تكتَمِل

.. تاركاً لِي أطناناً مِن الأسَى ..
و بعضاً من فتَات الصَّبْر !!

،

.. تارِكاً لِي طَيفَ ذِكرَاه ..
يخاطِبنِي همساً ،، و يسألنِي كل يومٍ
معَ ولادَة أولَى لحظَات الغسَقِ

.. يسألُنِي ..
ما الذي آلَ إليه حالِي من بعدِه ؟!!

أمَا زِلتُ أعشَق فستَان عرسِي الملائِكِي
و ذَاكَ المخمَلِي ذُو اللونِ الأحمَر ؟!!

أمَا زِلتُ أعشَقُ ذاكَ العِقدَ اللؤلُؤي
و ذاكَ الطوق القرمزِي ؟!!

أمَا زِلتُ أهوَى الياسمِين
و الجورِي بِـ لونِه الأبيض ؟!!

أمَا زِلتُ أتغنَّى بِـ صوتِه كل صبَاح
و بِـ ضحكتِه الرقِيقَة أتجَمَّل ؟!!

أمَا زِلتُ لا أستسِيغُ في القَهوَة الطَّعمَ المُر
و لا أحتسِيها إلا بِـ ثلاثِ قطَع سُكَّر ؟!!

أمَا زِلتُ أسطُر لأجلِه الكلِمات
و حِين أقرأُها أتلَعثَم ؟!!

أمَا زِلتُ أحتفِظُ بِـ أوَّلِ بطاقَةِ عِيدٍ أهدانِي إيَّاها
و أوَّل رسَالَةٍ باحَت أسطرها بِـ عشقِه
و أوَّل هدِيةٍ فاجأنِي بمحتوَاها ؟!!

أمَا زِلتُ أحفَظُ عهودَنا
و مواثِيقَ هوَانا
و وصَايَاه العَشر ؟!!

أمَا زَالَ القَلبُ لا ينبِضُ إلا بِه
و الرُّوحُ بِـ وجدِه تتكلَّم ؟!!

.. أمَا زلتُ أعشقُه كمَا كنتُ قبلَ رحيلِه ..
أمْ أنَّ عشقَهُ تلاشَى و اضمحَل
أم أنَّنِي الآن بِت أعشقه أكثَر ؟!!

،

يسألنِي
.. و يسألنِي ..
و يسألُنِي

و كأنَّه لا يعلَم !!

أنَّنِي أسقِي أشجَارَ هواهُ بِـ أدمعِي
كيْ تكبُر مخضرَّة الأورَاقِ ،، و تُثمِر

.. أنَّنِي أتكَفَّنُ بِـ الوجَع كل يومٍ ،، و أُدفَنُ بِـلا قَبْرٍ ..
و لا أحيَا إلا حِينَ أتنَفَّسُ عِطرَهُ
.. و كُلَّ لحظَاتِي معَه ،، أتذَكَّر !! ..

أنَّنِي منذ رحِيلِه
لَم أبرَح آخِر لحظَات خطَاي معَه ،، و ما زِلتُ في علَى ذات ذاكَ الدرب ،، أنتظِر !!


،
،

مخرَج ~،،،

.. و ليْتَ أنَّ الذكريَات ..
مجرد مجمُوعَة أورَاق ،، و صوَر !!
لكنَّها تفاصِيل موشومَة على جدرانِ الروحِ ،، أزلِيَّة !!



** لا أبِيح النقل و لا أحلله ،،،

،
،






المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f17/t190958.html)