المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاتكالية ومفاهيم المجتمع الدارجة


سعود الحمادي
05-21-2012, 08:09 AM
الاتكالية أ هي استكانة إلى الراحة? أم أنها حالة عجز وخوف من الوقوع في الخطأ..? وهل يمكن أن تكون نتيجة فقدان الثقة بجدوى

اندفاعية الفرد نحو الفعل..? فما هي الحقيقة الكامنة في الاعتماد على الغير كسلوكية اجتماعية أو مهنية خصوصا أن الاتكالية تعني انعدام المبادرة والوجه الآخر لإنعدام الاستقلالية وبالتالي فقدان المقدرة على تحقيق الفعالية في كل المجالات الشخصية منها والاجتماعية والمهنية والمشاهد الواقعية مليئة بهكذا سلوكيات تبدأ بالعلاقات الأسرية ولا تنتهي في المجال المهني إلا اذا اقترنت بالمصلحة الفردية والأنانية الضيقة الأفق خاصة أن محيطنا الاجتماعي محكوم بكثير من التقولبات والعادات التي يتم الاتكاء عليها دون النظر إلى ما يخلفه من خلل في العلاقات الاجتماعية والشعور بالظلم وكبح للنجاحات العديدة فعلى سبيل المثال الرجل الشرقي يرمي بكل أعباء المنزل والأولاد تقريبا على المرأة في اتكالية مطلقة ترهقها وتترك أثرها على باقي الأفراد ثم النظر إلى عمل الرجل في البيت بكونه معيبا.‏

فالإتكالية عدا أثرها على المحيط فهي تترك أثرها السلبي على الفرد الذي يخرج حتما من دائرة الفعل والتأثير الحقيقيين ويعجز عن صناعة القرار الصحيح.‏

و السؤال هنا هل القول بسلبية الاتكالية يساعد على الابتعاد عنها أم أن الاعتماد على النفس يحتاج إلى بناء محكم وإلى أسس قوية يدعمها الواقع المجتمعي ويكرسها.حول ذلك تحدثت الاختصاصية الاجتماعية منال غريب فقالت: لاشك بأن سلبية الاتكالية لا تنحصر بالفرد بل تتجاوزه إلى محيطه وقد تسبب الاحباطات والاخفاقات على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الاجتماعي هناك تبعات كثيرة لها حيث ترتبط بمعطيات مجتمعية أفرزتها بدءا من بنية المجتمع إلى عاداته وتقاليده والمفاهيم التي تنشر بين فئاته المختلفة إن كانت ثقافية أم اجتماعية أم إدارية أم تربوية مثلا ينشأ الطفل متعودا على هذا الطبع منذ السنوات الأولى إلى أن تتبلور الصعوبة البالغة في الاعتماد على النفس فيما بعد فالمسؤولية التربوية تتوجب هنا توجيه الطفل نحو العمل والفعل والقيام بأعمال يمكنه انجازها ولابد من تكريس الاعتماد على النفس من خلال التشاور معه واشراكه بالرأي واشعاره بقيمة عمله وإلا قد تنشأ لديه الكثير من العقد النفسية كالخوف والخجل من المجتمع نتيجة تلك الاتكالية التي تعودها وحتى بالنسبة للأسرة يجب أن يكون هناك نوع من التكامل والتعاون كأسلوب يخفف من أثر الاتكالية حتى ينشأ أفراد الأسرة في جو صحي اجتماعي.‏

من الجانب المهني لا أبالغ إن قلت بأن الاتكالية والتنصل من المسؤولية كفيل بتحقيق الفشل لأي دائرة مهنية وهنا يلعب دوره الضبط الاداري بعيدا عن المحسوبيات والواسطة وغيرها من الأمراض التي تخلق سلوكيات سلبية كثيرة والاتكالية شئنا أم أبينا تعطي في بعض أوجهها صورة جلية عن بيئة المجتمع قد تكون نتيجة عدم الثقة بجدوى الإحساس بالمسؤولية أو انعدام التشجيع على الإبداع المهني أو التحفيز على المبادرة هذا كله من شأنه أن يسبب الارتكاس للفرد متراجعا إلى دائرة العجز والاحتماء بالاتكالية..‏

غادر
05-21-2012, 09:27 AM
موضوع جميل وافادني كثيرا
ارى الكثير من فنتازيا الاتكالية مع الكثيرين
ومثلما قلت ان الاتكالية هي مسار الفشل الذي لامكان للنجاح فيه ومهما كان الانسان معتمدا على نفسه
كان النجاح حليفه دائما وهذا من تجربة تعلمتها من والدي حفظه الله فهو لايتكل على احد اطلاقا
حتى في المنزل وحتى الماء اكثر الاحيان يذهب بنفسه ليشرب
لايتكل علينا في اعماله او معاملاته ومراجعاته
بل يطلب منا المساعدة فقط ,,,,



الف شكر يامبدع ياراااائع , احلى تقييم لك ,, تقبل مروري واعجابي بك

سعود الحمادي
05-21-2012, 07:18 PM
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

أنين الأرض
05-22-2012, 04:32 PM
موضوع جدي للقراءت والاطلاع والتفكر فيه بجدية تامة

الحقيقة أن الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية لا بد أن تكون من اساسيات تربية الاباء لابنائهم

بحيث يوكلون اليهم بعض الاعمال الخاصة بهم والمناسبة لاعمارهم منذ الصغر

حتى يشبوا على ذلك

وعدم الاتكالية والاعتماد على النفس في كل الامور مع طلب المساعدة عند الحاجة

تولد في الشخص الثقة والقوة والطموح والفخر بما فعل من دون غرور طبعا وتدفعه للعمل الاكثر دقة


استمتعت بقراءة الموضوع واستفدت كذلك

والحمد لله انا من الذين يحبون ويفضلون انجاز اعمالهم بانفسهم


تسلم الايادي ويعطيك الف عافية

alfares
05-22-2012, 08:15 PM
الاتكالية مرض العصر , وداء النجاح , ومثلما قال المثل الشعبي : مايحك جلدي مثل ظفري
اي عمل ناجح فلن تجد وراءه الا مثابرة من قبل صاحب العمل نفسه , ولن تجد به فراغاً واحدا للاتكالية

استاذ سعود
فكرك راقي وجميل
شكرا لك