eshrag
06-04-2012, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
{ الفائدة الأولى }
أن الفرج مع الكرب؛ وأن مع العسر يسرا، فإنه لما طال الحزن على يعقوب واشتد به إلى أنهى ما يكون، ثم حصل اﻻضطرار ﻵل يعقوب ومسهم الضر، أذن الله حينئذ بالفرج، فحصل التﻼقي في أشد اﻷوقات إليه حاجة واضطرارا، فتم بذلك اﻷجر وحصل السرور، وعلم من ذلك أن الله يبتلي أولياءه بالشدة والرخاء، والعسر واليسر ليمتحن صبرهم وشكرهم، ويزداد - بذلك - إيمانهم ويقينهم وعرفانهم.
{ الفائدة الثانية }
أن استعمال اﻷسباب الدافعة للعين أوغيرها من المكاره، أو الرافعة لها بعد نزولها، غير ممنوع، بل جائز، وإن كان ﻻ يقع شيء إﻻ بقضاء وقدر، فإن اﻷسباب أيضا من القضاء والقدر، ﻷمر يعقوب حيث قال لبنيه: { يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ }
{ الفائدة الثالثة }
أن بعض الشر أهون من بعض، وارتكاب أخف الضررين أولى من ارتكاب أعظمهما، فإن إخوة يوسف، لما اتفقوا على قتل يوسف أو إلقائه أرضا، وقال قائل منهم: { لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } كان قوله أحسن منهم وأخف، وبسببه خف عن إخوته اﻹثم الكبير.
{ الفائدة الرابعة }
ما منَّ الله به على يوسف عليه الصﻼة والسﻼم من العلم والحلم، ومكارم اﻷخﻼق، والدعوة إلى الله وإلى دينه، وعفوه عن إخوته الخاطئين عفوا بادرهم به، وتمم ذلك بأن ﻻ يثرب عليهم وﻻ يعيرهم به.
{ الفائدة الخامسة } أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، ﻻ بنقص البداية، فإن أوﻻد يعقوب عليه السﻼم جرى منهم ما جرى في أول اﻷمر، مما هو أكبر أسباب النقص واللوم، ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح، والسماح التام من يوسف ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإذا سمح العبد عن حقه، فالله خير الراحمين.
{ الفائدة السادسة } أن العدل مطلوب في كل اﻷمور، ﻻ في معاملة السلطان رعيته وﻻ فيما دونه، حتى في معاملة الوالد ﻷوﻻده، في المحبة واﻹيثار وغيره، وأن في اﻹخﻼل بذلك يختل عليه اﻷمر، وتفسد اﻷحوال، ولهذا، لما قدم يعقوب يوسف في المحبة وآثره على إخوته، جرى منهم ما جرى على أنفسهم، وعلى أبيهم وأخيهم.
{ الفائدة السابعة } أن نعمة الله على العبد، نعمة على من يتعلق به من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، وأنه ربما شملتهم، وحصل لهم ما حصل له بسببه، كما قال يعقوب في تفسيره لرؤيا يوسف { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ } ولما تمت النعمة على يوسف، حصل ﻵل يعقوب من العز والتمكين في اﻷرض والسرور والغبطة ما حصل بسبب يوسف.
{ الفائدة الثامنة } أنه ينبغي البعد عن أسباب الشر، وكتمان ما تخشى مضرته، لقول يعقوب ليوسف { يا بني لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا } ومنها: أنه يجوز ذكر اﻹنسان بما يكره على وجه النصيحة لغيره لقوله: { فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }
تفسير السعدي
العلامة / عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f25/t191440.html)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
{ الفائدة الأولى }
أن الفرج مع الكرب؛ وأن مع العسر يسرا، فإنه لما طال الحزن على يعقوب واشتد به إلى أنهى ما يكون، ثم حصل اﻻضطرار ﻵل يعقوب ومسهم الضر، أذن الله حينئذ بالفرج، فحصل التﻼقي في أشد اﻷوقات إليه حاجة واضطرارا، فتم بذلك اﻷجر وحصل السرور، وعلم من ذلك أن الله يبتلي أولياءه بالشدة والرخاء، والعسر واليسر ليمتحن صبرهم وشكرهم، ويزداد - بذلك - إيمانهم ويقينهم وعرفانهم.
{ الفائدة الثانية }
أن استعمال اﻷسباب الدافعة للعين أوغيرها من المكاره، أو الرافعة لها بعد نزولها، غير ممنوع، بل جائز، وإن كان ﻻ يقع شيء إﻻ بقضاء وقدر، فإن اﻷسباب أيضا من القضاء والقدر، ﻷمر يعقوب حيث قال لبنيه: { يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ }
{ الفائدة الثالثة }
أن بعض الشر أهون من بعض، وارتكاب أخف الضررين أولى من ارتكاب أعظمهما، فإن إخوة يوسف، لما اتفقوا على قتل يوسف أو إلقائه أرضا، وقال قائل منهم: { لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } كان قوله أحسن منهم وأخف، وبسببه خف عن إخوته اﻹثم الكبير.
{ الفائدة الرابعة }
ما منَّ الله به على يوسف عليه الصﻼة والسﻼم من العلم والحلم، ومكارم اﻷخﻼق، والدعوة إلى الله وإلى دينه، وعفوه عن إخوته الخاطئين عفوا بادرهم به، وتمم ذلك بأن ﻻ يثرب عليهم وﻻ يعيرهم به.
{ الفائدة الخامسة } أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، ﻻ بنقص البداية، فإن أوﻻد يعقوب عليه السﻼم جرى منهم ما جرى في أول اﻷمر، مما هو أكبر أسباب النقص واللوم، ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح، والسماح التام من يوسف ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإذا سمح العبد عن حقه، فالله خير الراحمين.
{ الفائدة السادسة } أن العدل مطلوب في كل اﻷمور، ﻻ في معاملة السلطان رعيته وﻻ فيما دونه، حتى في معاملة الوالد ﻷوﻻده، في المحبة واﻹيثار وغيره، وأن في اﻹخﻼل بذلك يختل عليه اﻷمر، وتفسد اﻷحوال، ولهذا، لما قدم يعقوب يوسف في المحبة وآثره على إخوته، جرى منهم ما جرى على أنفسهم، وعلى أبيهم وأخيهم.
{ الفائدة السابعة } أن نعمة الله على العبد، نعمة على من يتعلق به من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، وأنه ربما شملتهم، وحصل لهم ما حصل له بسببه، كما قال يعقوب في تفسيره لرؤيا يوسف { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ } ولما تمت النعمة على يوسف، حصل ﻵل يعقوب من العز والتمكين في اﻷرض والسرور والغبطة ما حصل بسبب يوسف.
{ الفائدة الثامنة } أنه ينبغي البعد عن أسباب الشر، وكتمان ما تخشى مضرته، لقول يعقوب ليوسف { يا بني لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا } ومنها: أنه يجوز ذكر اﻹنسان بما يكره على وجه النصيحة لغيره لقوله: { فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }
تفسير السعدي
العلامة / عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f25/t191440.html)