تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ست وسائل لمعالجة الدين الشخصي لحياة سعيدة


eshrag
06-11-2012, 07:40 AM
من خيرات دكتوري واستاذي الدكتور يوسف بن عثمان الخزيم من كتاباته مشروع معالجة الديون الشخصية.
ولكم ما سطره رفع الله من قدره
بلغت ديون السعوديين الشخصية ”184” مليار ريال سعودي تقريباً, 90 في المائة منها ذهبت كقروض استهلاكية, و10 في المائة منها ذهبت كقروض استثمارية مثل: شراء أصول عقارية لها ريع جارٍ أو أرباح رأسمالية عند بيعها, فيما آخرون لم يقترضوا ولكن ارتكبوا خطأ فادحاً باستثمار مدخراتهم الشخصية المخصصة لاستهلاك الضروري كالزواج أو استثماري لشراء منزل في سوق الأسهم، التي تعد أعلى أنماط الاستثمار مخاطرة, وحدثت الكارثة المفاجئة لهذه السوق الضحلة غير المنظمة في حينها, وما زاد الطين بلة أنه حينما أراد كل هؤلاء استعادة عافيتهم والبحث عن مصادر بديلة لسداد ديونهم أو تحسين أوضاعهم؛ عاجلتهم الأزمة المالية العالمية أو آثارها غير المباشرة.

المال يذهب ويعود والضربة التي لا تقضي عليك ستقويك لا محالة, إنما حزني وبثي على أولئك الذين ضُربوا في روحهم المعنوية, ما انعكس على أسرهم وأقاربهم، وخسرانهم الرغبة والإرادة اللازمتين لبناء المستقبل فأصيبوا أولاً بنكران الكارثة ثم ذهبوا كي يفاوضوا ثم قبلوا واكتأبوا, فأصبح الدين وحشاً يطارد هؤلاء أينما ذهبوا والنصائح التي سوف أتلوها عليك, نصائح مجربة وقد حققت نجاحاً باهراً مع عديد من الأصدقاء الذين أخذوا بها. وقبل أن تشرع في قراءتها ثم تطبيقها آمل منك أن تتعرف على عوامل النجاح التي سيؤثر التزامك بها طردياً في فاعلية النتائج المتوخاة.. ومنها:

1/ الإرادة الجازمة: عليك أن تكون صادقاً مع نفسك في التأكد من العزم على القضاء على هذا الوحش، وأن تخوض معركة غير متردد مستشعراً ألم ذل الدين وقهر الرجال ولذة الانتصار على الهوى ”النفسي”، ما جعل لديك الدراية والمهارة اللازمتين للنجاح وتحقيق الثروة والسعادة في الحياة.

2/ المشاركة الأسرية: صارح أهلك بوضعك المالي ودع العنتريات والمظاهر الخداعة فالزوجة التي لا تقدِّر, لا تستحق أن تضحي من أجلها نحو مستقبل أفضل, كما أن أولادك سيستشعرون مسؤوليتهم، ما يكسبهم مهارات تساعدهم في مستقبل حياتهم. إن الشراكة ستجعل البيت فريق عمل، يتكافل ويتكاتف للقضاء على الوحش وسيضمن القائد ”رب البيت” أن ظهره محمي وحنون, ومستعد للإجراءات التقشفية وشد الحزام، ما يساعده على الصمود وسيجني الجميع ثمار الشراكة.

3/ الفترة الزمنية: تراوح عادة خطة سداد الديون بين (4) إلى (6) سنوات، والإنسان بفطرته عجول، قال تعالى : ”وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا” (11) الإسراء, فما بالك إذا كانت الحياة نمطها سريع، وقد عشنا في بيئة ”ثقافة الطفرة فأصبح كل ما هو بطيء لا ينفع، مع أن كل بطيء أكيد, خذ وقتك الكافي وابتعد عن الحلول السريعة.

4/ لا.. بوضوح: لا تخضع للابتزاز العاطفي أو الخجل أو الحياء ودع عنك المجاملة الساذجة التي ستحطم رأسك، وعندها لن تبقي لأسرتك أو من ابتزك أو من ساعدته أي مجال.. عبّر عن رأيك بوضوح واعتذر فأنت في مرحلة طوارئ، وهذه المرحلة لها أحكام، فمن قدّر فله الشكر ومن غضب فهي فرصة أن تتخلص منه غير مأسوف عليه, فالفتن هي الفرصة الوحيدة كي تمتحن مشاعر الناس، ومن المفيد أن يسقط المدّعي كي لا يبقى لك إلا الإخلاص.

5/ الصبر: إن أول ستة أشهر في تطبيق خطة التخلص من الدين هي الأهم، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: ”إنما الصبر عند الصدمة الأولى” رواه البخاري ومسلم, حينئذ تكون خلقت عادات جديدة بعدما جعلت من السلوك الاقتصادي الجديد ممارسة يومية. وإن الله تعالى يقول: ”وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” (35) فصلت, وورد في المثل: أن الظفر مع الصبر. إن الصبر على تطبيق نظام القضاء على الدين الشخصي هو تطبيق برنامج قاس للرجيم ”تخسيس الوزن” بناء على نصائح الأطباء الذين وجدوا أن سمنته أدت به إلى أمراض تهدر حياته ومنها ارتفاع الكولسترول، ما قد يعرضه لجلطة وارتفاع ضغط الدم والسكري، ناهيك عن آلام المفاصل واضطراب النوم, إنك لا تملك خيارات عندها فإما أن تصبر فتظفر بحياتك ومظهرك الخارجي الجذاب واللائق أو أن تضحي بكل ذلك وتقود نفسك إلى الهلاك.

6/ افترض وقوع الأسوأ: وجدت أن أكثر من يقع في شرك الدين لديه خطأ كبير في الحسابات، فدائماً دائماً متفائل ويفترض وقوع الأحسن ولذا ينفق اليوم بناء على هذه التوقعات ”الإيرادات” التي ستتحقق في المستقبل, والصحيح أن ما ينفقه ”يستهلكه” ينبغي أن يكون بناءً على ما هو متحقق فعلاً ”داخل الحساب”, لذا عليك أن تخطط لأفضل سيناريو واعمل لأسوأ سيناريو. بعد أن تلتزم بعوامل النجاح فاذهب حينها لتطبيق النصائح وبذل الأسباب ومنها:

‌أ - الأسباب الشرعية:

ـــ الدعاء قال تعالى: ”أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ” (62) النمل, وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه دخل ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة، قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال قلت بلى يا رسول الله، قال ”قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”، قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني” سنن أبي داود.

ـــ الابتعاد عن المعاصي لا سيما الكبائر منها، وأعلم أن لا أحد يسلم من المعصية، ولكن حسبك التقليل منها قدر ما تستطيع فإنها مجلبة للشؤم والفقر ومسحقة للرزق، ومن أبرزها الربا، القائل تعالى فيه: ”الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا” (275) البقرة, وتحت ضغط الحاجة فقد يلجأ أحدنا إلى الغش، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: ”من غشنا فليس منا” صحيح البخاري.

ــــ قيام الليل: فقد ورد في الأثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ”إن الله يتنزل في الثلث الأخير من الليل فيقول جل وعلا هل من سائل فأعطيه” رواه البخاري, ومن أصيب بالدين فليحرص على قيام الليل ولو ليلة واحدة.

ـــ حسن الظن بالله: فقد ورد في الأثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ربه جل وعلا في الحديث القدسي: ”أنا عند ظن عبدي بي وليظن عبدي ما شاء” صحيح الجامع, إن حسن الظن بالله يستدعى التفاؤل والأمل والتفكير إيجابياً في مستقبل جيد ورزق وفير، وما ذلك على الله ببعيد، فهو سبحانه الرزاق ذو القوة المتين، وكم من محتاج انتقلت حاله من الفقر إلى الغنى.. أليس الله بكاف عبده.

‌ب - أسباب خفض التكاليف ”الإنفاق”:

ـــ تخلص أو قلل العمالة المنزلية (السائق.. الشغالة.. المزارع.. إلخ) أو ادمج بعض وظائفهم وتحمل أنت وزوجتك أعباء ذلك.

ــــ تخفف من الالتزامات الاجتماعية بإجابة الدعوات أو توجيه الدعوات للآخرين أو تقديم الهدايا، فأنت معذور.

ـــ الجأ إلى صيانة المنزل أو السيارة أو المعدات، بدلاً من رمي القديم وشراء الجديد.

ــــ أوقف سفراتك للخارج سواءً كانت شخصية أو عائلية في الصيف، فهذا ليس وقت الترفيه وإنما وقت المثابرة والحزم مع الذات.

ـــ استخدم المرافق الحكومية من مستشفيات ومدارس مجانية ولا ينازعك التنافس مع الآخرين ”الاستهلاك التفاخري”.

ــــ اقتنِ معدات تحضير الوجبات السريعة النظيفة وتغليفها في المنزل للأولاد بدلاً من الوجبات غير الصحية المشبعة بالدهون وقليلة الفائدة الغذائية.

ـــ قلل استخدامك للجوال وتخلص من الأرقام الزائدة، وقد رأيت بعضهم يحمل جوالين وليس في جيبه مصروف الغد، كما راقب استهلاك الكهرباء وخاصة المكيفات والسخانات والإضاءة الخارجية واجعل ذلك مهمة الأسرة جميعاً.

ـــ تبضع من السوق المركزية، فأسعار بعض السلع بالضعف عن الأسواق التجارية الكبرى في الأحياء الميسورة.

ـــ قطّع بطاقات الائتمان التي توهمك أنك غني في أول الشهر وتصدمك بالفقر آخر الشهر، هذا إذا سلمت من الفائدة الجزائية نظير التأخير.

ـــ أوقف المشتريات عموماً ومشتريات الملابس خصوصاً، فغالباً ما يكون لديك وأسرتك مخزون يكفي لثلاث سنوات على الأقل، لا سيما أنك خفضت التزاماتك الاجتماعية.

ـــ ألغِ عقود الصيانة والاشتراك في الفضائيات أو خطوط (DSL) فائقة السرعة أو الأندية الرياضية الخاصة وبدلّها بأقل تكلفة أو المجانية، وإن كانت أقل متعة.

ـــ لا.. لزوجة ثانية أو ثالثة، فبعضهم عندما يقع في مأزق الدين يصاب بالاكتئاب ولا شك, فيهرب إلى الزواج وإنشاء مؤسسة جديدة يفرح بها لمدة شهر ثم يعاني وتعاني الأخرى قلة ذات اليد، فيتورط أكثر وأكثر، وعليه إما أن يزيد دخله بقوة أو الاعتراف بأنها كانت نزوة في غير محلها ويعود إلى بيته القديم، مع كفالة حقوق الثانية إذا طلقها.

‌ج - أسباب زيادة الإيرادات ”تحسين الدخل”:

ـــ كمّل واستكمل سيرتك الذاتية المهنية وابحث عن عمل جديد من خلال المكاتب المتخصصة أو سؤال الأقارب والأصدقاء أو الاتصال المباشر مع أقسام الموارد البشرية أو عبر الشبكة العنكبوتية ”الإنترنت”.

ـــ تعلّم مهارات جديدة في تخصصك تجعلك ذا قيمة مضافة على أقرانك.

ـــ احصل على تعليم عال كدبلوم عال أو ماجستير ما يمكنك أن تكون خبيراً متخصصاً.

ـــ اسعَ للحصول على دوام إضافي واعرض على مديرك خدماتك سيما في أوقات ضغط العمل والأزمات.

ــــ فكر في الإنتاج المنزلي بالتعاون مع أسرتك، وقد وجدت أن بعض الأسر تسهم مساهمة خلاقة في الحرف اليدوية، وقد حققت نجاحات لا بأس بها بالتعاون مع المؤسسات الأهلية.

ـــ ابدأ مشروعك الاستثماري الجديد الصغير وابذل كافة الأسباب التجارية والتسويقية لإنجاحه، وأكثر من الشورى، خاصة من أولئك الذين سبقوك في هذا المجال، وتعلم من نقاط قوتهم وابتعد عن إخفاقاتهم، وحاول الحصول على قرض من المؤسسات المالية المتخصصة كصندوق المئوية أو بنك الادخار والتسليف.

ـــ استمع جيداً لطلبات رجال الأعمال وقم بدور الوسيط بينهم وأنت مرحب بك، ذلك لأن اتصال بعضهم بالبعض ضعيف، ولذا التقط حاجتهم فهم يترددون في الإفصاح عنها.

ـــ اقتنِ الكتب والمجلات المتخصصة، فقد تفتح لك آفاقا أو أفكارا جديدة، فضلاً عن الفائدة المعرفية والمهنية المضافة.

ـــ اكتسب صديقاً جديداً قد يفتح لك أبواب الرزق وقد يرى فيك ما ينقصه فيتحمس لتعزيز صداقته بك، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.

ــــ اكتتب في أسهم الشركات الجديدة فقط، فهو استثمار جيد طويل الأجل.

ـــ احضر المعارض والملتقيات المتخصصة كي تتعرف على الشركات في مجال عملك، وبعضهم يبحث عن وكيل مأمون الجانب أو محترف يعرف السوق المحلية أو أن تلعب دور الوسيط.

ـــ اعتنِ بهندامك وانتقِ سيارة جيدة، فالناس ستقّيم عملك من خلال استثمارك في عقلك ومظهرك الخارجي، وغالباً لا تسأل ما وراء ذلك.

يتبع

المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f15/t191653.html)