المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد تسعة أشهر من الحمل : قناة "الميادين" تضع مولودها المؤمل منه أن ينهي عهد "إعلام ال


eshrag
06-12-2012, 12:10 AM
بعد تسعة أشهر من الانتظار ، الذين ظنه البعض دهرا لا ينتهي، حطت قناة"المياديين" الإخبارية العربية رحالها على صهوات الأقمار الصناعية مؤذنة بميلاد عصر إعلامي عربي جديد، ونهاية "إعلام الأونطة" الخليجي، أو هذا ما يأمله كثيرون.
انطلاقة القناة لم تكن تقليدية. ويأمل كثر أن تكون هي نفسها كذلك. ففيما بدأت القنوات الفضائية كلها بثها بنشرات إخبارية، آثرت القناة الوليدة أن تبدأ بثها بما يشبه "بيان بالأهداف" تلاه رئيس مجلس الإدارة غسان بن جدو الذي كان أول من نفض عن جسمه براغيث "الجزيرة" وأدرانها . "رسالة الميادين" ، أو " بيان الأهداف" ، بدا واعدا جدا ، إن على صعيد مضمون الرسالة أو شكل إيصالها. بعد رسالة بن جدو، كان تعريف بالقائمين على المحطة وتعريف بهم وبأولئك العاملين من وراء الكاميرات والكواليس وعبر العالم من مراسلين ينتشرون من كابول إلى نيويورك وواشنطن . معظم الوجوه غير مألوفة للمشاهد العربي، وإن كان بعضهم أصبح جزءا من الذاكرة الإعلامية العربية . بعد ذلك كان عرض للبرامج، فبدا أنها تحمل نكهة خاصة إن من حيث الشكل أو المضمون. وكان لافتا برنامجها " أجراس الشرق" الذي سيقدمه الصحفي العريق والموهوب غسان الشامي. نقول " لافتا"، لأنها المرة الأولى التي تخصص فيه قناة عربية برنامجا للمسيحية العربية ، كما يوحي اسم البرنامج. وليس ذلك بمعزل عن برنامج نظير مكرس للإسلام ، ولكن ليس إسلام القرضاوي الدموي، بل "إسلام التسامح" ،
فلسطين ، وكما يبدو، سيكون لها نصيب الأسد من اهتمام المحطة ، ليس فقط من توقيت القناة الذي اختير ليكون" توقيت القدس"، بل أيضا من حيث البرامج أيضا. وكان لافتا الشعار الوارد في "بيان الأهداف": "كل ما يعوق المسار نحو القدس لن تواكبه قناة الميادين". هذا الكلام سرعان ما " ترجمه" الناقد والكاتب السوري صبحي حديدي على أنه "لن نواكب الانتفاضة السورية لأنها عائق"! وكان هذا اعترافا مبطنا من حديدي بأن الانتفاضة السورية لا علاقة لها لا بالقدس ولا بفلسطين ، ولا حتى بالجولان بالطبع! وأبرز دليل على ذلك أنها ، ومنذ انطلاقتها قبل أكثر من عام، فشلت الخليقة كلها في إقناع القائمين على "جمعاتها" بتخصيص "جمعة" واحدة لفلسطين أو حتى للجولان المحتل وأهله، ولكن .. عبثا! على العكس من ذلك تماما: الثوار يتوافدون زرافات ووحدانا إلى إسرائيل ، وإن افتراضيا عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية وإذاعاتها ، هذا فضلا عن سفاراتها في الخارج. وكله تقريبا "على عينك يا تاجر". لكن حديدي المولّه بفلسطين ، وشاعرها محمود درويش ، الذي اختار صورته أيقونة لصفحته على " فيسبوك"، لم يقل حرفا واحدا بهذا التعريص السياسي والإعلامي الذي يمارسه "مجلسه الوطني" على قارعة الطرقات منذ الضيف الماضي على الأقل. فهو لم يره ، ولن يراه . بينما كان سريعا جدا في التقاط جملة بن جدو وترجمتها ... على كيف كيفه!
الدفاع عن بن جدو جاء من العراق، ولكن استباقيا وقبل سنوات على لسان مظفر النواب : " بوصلة لا تشير إلى القدس .. مشبوهة ، حطموها على قحف أصحابها"!
هي ذي ، إذن ، قناة "الميادين" التي لم يمض على ولادتها سوى قرابة ساعتين . وما علينا سوى الانتظار لنرى .. فانتظروا معنا .